ما هي الانتربولوجيا
الانتربولوجيا من العلوم الشيقة التي تأخذ من يعمل بها في رحلةٍ لاكتشاف العرق البشري وكل ما يتعلق بسلوكه وتاريخه الطويل منذ نشوئه الأول إلى اليوم.
توجد العديد من المعلومات المهمة حول هذه العلوم، وسنسعى إلى طرحها جميعًا في موضوع اليوم.
تعريف الانتربولوجيا
الانتربولوجيا أو علم الإنسان هي كما يوحي اسمها دراسة ما يجعلنا بشرًا، وتقوم على مبدأ المقاربة الواسعة لفهم الجوانب المختلفة للتجربة الإنسانية، المعروف باسم "الكلانية"، حيث ينظر علماء الأنثروبولوجيا إلى الماضي من خلال علم الآثار لمعرفة كيف عاشت المجموعات البشرية منذ مئات أو آلاف السنين وما هو المهم بالنسبة لهم.
كما ويبحث العلماء فيما يشكل أجسامنا البيولوجية ومورثاتنا وكذلك عظامنا ونظامنا الغذائي وصحتنا، ويقارن علماء الأنتروبولوجيا بين البشر والحيوانات الأخرى (في معظم الأحيان الرئيسات الأخرى مثل القرود والشمبانزي) لمعرفة ما الذي نشترك فيه معهم وما الذي يجعلنا فريدين.
على الرغم من أن جميع البشر بحاجةٍ تقريبًا إلى نفس الأشياء للبقاء على قيد الحياة مثل الطعام والماء والحياة الاجتماعية، إلا أن الطرق التي يُلبي بها الناس هذه الاحتياجات يمكن أن تكون مختلفةً تمامًا.
يحتاج الجميع على سبيل المثال إلى تناول الطعام، لكن يتناول الناس أطعمةً مختلفةً ويحصلون على الطعام بطرقٍ مختلفةٍ، لذلك ينظر علماء الأنتروبولوجيا إلى كيفية حصول مجموعاتٍ مختلفةٍ من الناس على الطعام وإعداده ومشاركته.
يحاول علماء الانتربولوجيا أيضًا فهم كيفية تفاعل الناس في العلاقات الاجتماعية (على سبيل المثال مع العائلات والأصدقاء) وينظرون إلى الطرق المختلفة التي يفضل بها الناس ارتداء الملابس والتواصل في المجتمعات المختلفة.
يستخدم علماء الأنتروبولوجيا هذه المقارنات لفهم مجتمعهم، ويعمل الكثير منهم في مجتمعاتهم الخاصة في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والقانون والسياسة (على سبيل المثال لا الحصر).
عند محاولة فهم مشكلاتٍ معقدةً تُطرح أمامهم، يضعون في اعتبارهم ما يعرفونه عن البيولوجيا والثقافة وأنواع التواصل وكيف عاش البشر في الماضي.
مهمات وواجبات عالم الانتربولوجيا
يريد علماء الأنتروبولوجيا معرفة سبب حدوث الأشياء، أي على سبيل المثال نحن نعرف كيف ينتشر الإيدز ولكن هل نعرف السبب؟ وهذا بالضبط ما يحاول العلماء الوصول إليه.
حيث يتعامل علماء الأنتروبولوجيا مع المشكلات البشرية الكبيرة، ليس فقط مثل الأمراض الخطيرة كالإيدز وغيره وإنما مثل ما يتعلق بالتضخم السكاني والحروب والفقر.
هذا ويُعتبر الحصول على الدراسة والتدريب المناسب لعلم الانتربولوجيا عاملًا يساعد الشخص على امتلاك المعرفة والمهارات والأدوات اللازمة للعمل مع الأشخاص ودراسة الماضي وتشكيل المستقبل.
علماء الأنثروبولوجيا اليوم لا يعملون فقط في أماكنٍ غريبةٍ بل يمكن أن نجدهم في الشركات وجميع مستويات الحكومة والمؤسسات التعليمية والجمعيات غير الهادفة للربح، وحتى في مناطق الكوارث.
حيث يعمل علماء الأنثروبولوجيا في كل بيئةٍ وظروف عملٍ تقريبًا، حيث يمكن العثور عليهم ضمن شركاتٍ كبيرةٍ مثل Intel و GM أو يمكن إيجاد بعضهم يقوم بدراسة الرئيسيات في أفريقيا، كما ويعمل علماء الأنثروبولوجيا في الصحارى، والمدن والمدارس وحتى في المواقع الأثرية تحت الماء.
وهذا ليس بالأمر الغريب، فالمقصود من هذه العلوم في نهاية الأمر هو فهم البشرية وكل ما يتعلق بها وكل ما ابتكرته وأنتجه وأثرت بها على مر السنين، والانتباه إلى تغيُّر طِباعْ وعادات الناس على مر الزمان، وكيف يمكن أن تتماثل وتختلف المجتمعات والحضارات البشرية في جوانبٍ عديدةٍ.
الأنتربولوجيا حول العالم
يكرس علماء الأنتروبولوجيا الكثير من اهتمامهم لما تشاركه المجموعات البشرية عبر الزمان والمكان، ولكن يدرسون أيضًا مدى اختلاف هذه المجموعات البشرية.
فكما هناك تنوعًا في الطرق التي يتكيف بها الأشخاص جسديًا مع بيئتهم وبناء المجتمعات وتنظيمها والتواصل، هناك أيضًا العديد من الطرق للقيام بدراسات الأنتروبولوجيا.
حيث نلاحظ أن هنالك أساليب فريدة للأنتروبولوجيا وضعت في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال، في بعض البلدان يكون النهج الأمريكي (الذي يقوم بتوزيع دراسات علم الإنسان على أربعة حقولٍ) غير قويٍّ كما هو الحال في بلدانٍ أخرى، لكن رغم ذلك يعمل علماء الانتربولوجيا من جميع أنحاء العالم معًا من خلال المنظمات الدولية لمحاولة فهم المزيد عن حياتنا كبشرٍ.