ما هي البورجوازية

زاهر بلبيسي
زاهر بلبيسي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

مثّلت البورجوازية طبقةً اجتماعيةً شهيرةً في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وهنالك العديد من المعلومات المثيرة للاهتمام سوف نتحدث عنها بإلمامٍ قدر الإمكان في مقال اليوم.


تعريف البورجوازية

البورجوازية هي النظام الاجتماعي الذي تهيمن عليه ما يقال عنه "الطبقة الوسطى" وقد كانت ذات شعبيةٍ في القرنين الخامس عشر والسادس عشر.

وكان ابتكار فكرة البرجوازية من حيث النظرية الاجتماعية والسياسية إلى حدٍ كبيرٍ من تأسيس كارل ماركس (1818-1883) وأولئك الذين تأثروا به.

كما ويشير مصطلح البورجوازية في الحديث الشعبي إلى أفكار الفلستية والفلسفة المادية والقلق وسعيٍّ شديدٍ نحو مبدأ الاحترام، والتي تعرضت جميعها للسخرية والتهكم من قبل المؤلف الكوميدي موليير (1622–1673) وانتُقدت من قبل الكتاب المسرحيين الطليعيين منذ هنريك إبسن (1828-1906).


أفكار البورجوازية

المجتمع البورجوازي هو التكوين الاجتماعي الذي انتشرت فيه العلاقة السلعية - علاقة البيع والشراء - في كل ركنٍ من أركان الحياة بحيث تبقى الأسرة والدولة في هذا المجتمع موجودةٌ لكن مثل أسرةٍ مهدمةٍ تشبه أكثر فأكثر علاقة العقد التجاري أكثر من كونها تعبيرٍ حقيقيٍّ عن القرابة ورعاية جيلٍ واحدٍ للآخر.

ولقد نتجت هذه الفكرة الاجتماعية بعد أن استنتجت أن الدولة لا تزال تحتفظ بأدواتها الأساسية للعنف لكنها تخضع شيئًا فشيئًا لمصالحٍ تجاريةٍ مقتصرةٍ على أن تعمل كمشتريٍّ وبائعٍ للخدمات نيابةً عن المجتمع.

الطبقة الحاكمة في المجتمع البرجوازي هي البرجوازية التي تملك وسائل الإنتاج كملكيةٍ خاصةٍ على الرغم من حقيقة أن القوى المنتجة أصبحت اجتماعيةً تمامًا وتعمل على نطاق السوق العالمية.

أما الطبقة المنتجة في المجتمع البرجوازي هي البروليتاريا وهم فئةٌ من الناس ليس لديهم ما يبيعونه سوى قدرتهم على العمل نظرًا لأن جميع وسائل الإنتاج تعود للبرجوازية، فإن العمال ليس لديهم خيارٌ سوى عرض قوتهم العمالية للبيع للطبقة البرجوازية.

تلعب البورجوازية - من حيث النظرية الماركسية - دورًا بطوليًا من خلال إحداث ثورةٍ في الصناعة وتحديث المجتمع، لكن مع ذلك فهي تسعى أيضًا إلى احتكار فوائد هذا التحديث من خلال استغلال طبقة البروليتاريا التي لا تملك ممتلكاتٍ وبالتالي خلق توتراتٍ ثوريةٍ، وهذا وفقًا لماركس سوف يوصل بالمجتمع إلى النتيجة النهائية التي ستكون عبارةً عن ثورةٍ نهائيةٍ يتم فيها مصادرة ممتلكات طبقة البرجوازية وإلغاء الصراع الطبقي والاستغلال و تسلط الدولة.

كان من الواضح حتى في حياة ماركس أن البرجوازية لم تكن متجانسةً ولا تميل بشكلٍ خاص للعب الدور الذي أُسند إليها، بل في الواقع في كثير من البلدان لا يمكن وصف الطبقات الوسطى على أنها بورجوازيةٌ إن أردنا الوصف الصحيح لها.

وبعبارة أخرى يمكن القول أن المجتمع البرجوازي كان يعاني من سيادة النقود والسلع على حياة الناس، بطريقةٍ مماثلةٍ لما اعتقدته الشعوب القبلية القديمة بأن حياتهم مربوطةً بمصدر عيشهم كالحيوانات والأشجار والطبيعة وغيره، فإن مثل هذه المجتمعات يتخلى عن مثاليات الأخلاقيات ويضع مكانها قوانين ماديةً بحتةً.


نبذة عن بداية البرجوازية

نشأ مصطلح البرجوازية في فرنسا خلال العصور الوسطى ووقتها كانت تشير إلى سكان بلدةٍ تحيط بها الجدران والأسوار.

ظهرت أهميتها بوضوحٍ في القرن الثامن عشر عندما بدأت الطبقة الوسطى من المهنيين والعمال وحلفائهم الأدبيين والسياسيين في المطالبة بأن يكون لهم دورٌ مؤثرٌ في السياسة بما يتوافق ويتماشى مع وضعهم الاقتصادي.

هذا وقد كان ماركس أحد المفكرين الذين تعاملوا مع الثورة الفرنسية باعتبارها ثورةً للبرجوازيين.


البورجوازية والثورة الفرنسية

أكد ماركس في شرح طبيعة الطبقة البورجوازية على وجود عناصرٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ رئيسيةٍ، حيث وضح أن مجموعةً من الناس لا تصبح طبقةً إلا عندما تكون على درايةٍ بمصالحها المشتركة وتتعاون لحمايتها.

ولكن يبدو أن هذه العناصر -التعاون والمصالح المشتركة- متناقضة إلى حدٍّ ما؛ لأن ماركس كان يعتقد أيضًا أن الدافع الاقتصادي وراء الرأسمالية البرجوازية كان المنافسة الشديدة، وقد ظهرت في الحقيقة عدة اختلافاتٍ وانقساماتٍ في إطار العنصر الصناعي والتجاري وأثبتت التقسيمات الاجتماعية بين البروليتاريا والطبقة البرجوازية هذه الانقسامات، ولكنها رغم ذلك لم تمنع من حدوث تأثيرٍ جوهريٍّ في تاريخ المجتمعات.

حيث أكد المؤرخون على أهمية الثورة البورجوازية في الأعوام 1789 و1830 و1848 والانحدار اللاحق للأفكار الليبرالية وظهور الحركات القومية المناهضة للاشتراكية وغيره في وقتٍ لاحقٍ من القرن.

هل أعجبك المقال؟