ما هي العلوم الطبيعية
يعتقد البعض بأن نشأة العلوم الطبيعية تعود إلى عصر النهضة، عندما بدأ مفكري هذا العصر بطرح أسئلة لا متناهية حول سيرورة عمل المنظومة الكونية المُعقدة المحيطة بهم، في حين يرى البعض بأن نشأة هذه العلوم تعود إلى فترة قبل ذلك بكثير، فمنذ وجود الإنسان على الأرض دأب على مراقبة الظواهر الطبيعية، وتكيّف مع البيئة المحيطة به، واستعان بما فيها من نباتات وحيوانات بما يضمن له البقاء، وبمرور الوقت تنامت معارف الإنسان بالعالم المحيط به وتطورت لتغدو بالشكل الذي باتت عليه في يومنا هذا، لنتعرف في هذا المقال عن كثب على العلوم الطبيعية.
تعريف العلوم الطبيعية
العلوم الطبيعية (Natural Science) هي الفرع من العلوم الذي يستغرق بإدراك ووصف الظواهر الطبيعية المختلفة في العالم المحيط بنا والتنبؤ بها، الملاحظة ركن من الأركان الأساسية التي تقوم عليها ، حيث يوّظف العلماء الأدلة التي تم جمعها بعد الملاحظة والتجارب المكثفة لإستنباط النتائج.
فروع العلوم الطبيعية
يمكن تقسيم العلوم الطبيعية إلى أربع فروع رئيسية ، هي علم الفلك وعلم الأحياء والكيمياء وعلم الأرض والفيزياء، وقد تندرج تحت هذه الفروع عدة تخصصات مثل الفيزياء الفلكية والفيزياء الحيوية والكيمياء الفيزيائية والكيمياء الجيولوجية والكيمياء الحيوية والكيمياء الفلكية.
- علم الفلك (Astronomy): يدرس حركة الأجرام السماوية كالنجوم والمذنبات والكواكب والمجرات، والظواهر التي تنشأ خارج غلاف الأرض الجوي كـإشعاع الخلفية الكونية، انفجارات أشعة جاما، انفجارات المستعر الأعظم.
- علم الأحياء (Biological Science): يهتم بدراسة الكائنات الحية المختلفة من حيث أصلها وتكوين جسمها ونموها وتطورها وانتشارها.
- الكيمياء (Chemistry): تتخصص بدراسة المادة من حيث تركيبها وسلوكها و تفاعلاتها و خصائصها.
- علم الأرض (Earth Science): يُعنى بدراسة تكوين الأرض ونشأتها، والغلاف الجوي المحيط بها بما فيه من أنظمة الطقس والمناخ، والمكونات غير الحية كالمحيطات والصخور والكواكب.
- الفيزياء (Physics): يدرس خصائص الزمن، الفضاء، الطاقة، والمادة والتفاعلات فيما بينها.
فوائد دراسة العلوم الطبيعية
- اكتساب الدارس للعديد من المهارات الهامة والتي يحتاجها في حياته العملية لاحقًا بما فيها المهارات التحليلية والتنظيمية، وإعداد التقارير العلمية بموضوعية ودقة وإدارة الوقت لإتمام المطلوب في الوقت المحدد
- نتعمق في أسباب الظواهر الطبيعية المختلفة مما يساعدنا على فهم العالم من حولنا بصورة أفضل.
- المسار المهني تحليلي وبحثي ، مجال واسع يزخر بالفرص المهنية والتي تتسم بمردود مالي جيد مستقبلًأ
- دراسة العلوم الطبيعية جزء لا يتجزأ من مجموعة واسعة من المجالات العملية كالطب و الزراعة، لذا فإنّ وجود نظام تعليمي له أساس قوي في العلوم الطبيعية ضمان للمستقبل.
- تشجيع التفكير النقدي، فدراسة العلوم تقوم على التجربة والملاحظة لاستخلاص النتائج، ناهيك عن اتباع العديد من الخطوات العلمية عند دراسة الظواهر الطبيعة من ربط النظريات بالحياة الواقعية وبناء الفرضيات.
متاحف التاريخ الطبيعي
تحتفي متاحف التاريخ والعلوم الطبيعية برحلة تطور العالم الطبيعي المحيط بنا عبر الزمن، تضمّ مجموعاتها الغنية عينات من الطيور والثدييات والحشرات والنباتات والصخور والمعادن والحفريات والتي تعود بنا لملايين السنين إلى الوراء.
استخدمت هذه المجموعات التاريخية الطبيعية لأغراض البحث العلمي في مجالات متنوعة كالوراثة والبيئة وتغير المناخ، كما ساهمت في إثراء فهمنا للعديد من المفاهيم كالتنوع البيولوجي والتطور.
كانت متاحف التاريخ الطبيعي أول عهدها عبارة عن مجموعات خاصة تعود لأفراد أوجمعيات علمية، وبذلك كان من الصعب على العامّة الوصول إليها، يُعتقد بأن أقدم هذه المتاحف ظهر في منتصف القرن السادس عشر في مدينة زيورخ السويسرية تعود ملكيته للعالم كونراد جيسنر، تبع ذلك عام 1635 إنشاء متحف التاريخ الطبيعي في باريس الذي سيكون بمثابة نموذج مشابه لمتاحف العلوم الحالية.
بقيت أبواب هذه المتاحف موصدة في وجه العامّة حتى عام 1683، حيث كان متحف أشموليان للفنون والآثار في أكسفورد بإنجلترا أول متحف سُمح للناس بارتياده. تنتشر الآن متاحف التاريخ الطبيعي في أجزاء كثيرة من العالم، من أهمها متحف التاريخ الطبيعي في لندن، والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في واشنطن.
أوجه الاختلاف بين العلوم الاجتماعية والطبيعية
لفرعَي العلوم الاجتماعية والطبيعية دور هام في سيرورة المجتمعات التي نعيش في كنفها والعالم المادي المحيط بنا، يشترك الفرعان ببعض النقاط ويختلفان في بعضها الآخر، فيما يلي بعض أوجه الاختلاف فيما بينهما:
- تُركز العلوم الاجتماعية على التفاعل ما بين الفرد والمجتمع، في حين تدرس الطبيعية مكونات العالم المادي وظواهره المختلفة.
- تعمل العلوم الطبيعية في نظام مغلق، حيث المتغيرات المدروسة ثابتة، وبذلك يمكن للمرء بسهولة التنبؤ بالنتائج، أما العلوم الاجتماعية فتعمل في نظام مفتوح، في ظلّ متغيرات لا يمكن التحكم بها، وبذلك يصعب التنبؤ بنتائج البحث.
- ترتكز العلوم الطبيعية بشكل أكبر على البيانات التي يتم جمعها بالتجريب، أـما البيانات في حالة العلوم الاجتماعية يتم الحصول عليها من الحياة الواقعية من خلال إجراء المقابلات والاستطلاعات.