ماذا تعني طبقات الارض
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
حاول الإنسان على مر السنين معرفة طبيعة الأرض وشكلها ومكوناتها واعتمد في البداية على أفكارٍ وفرضياتٍ لا تستند للعلم بل وأحيانًا تكون مأخوذةً عن الأساطير والمعتقدات الدينية، حتى ظهرت عدة نظرياتٍ تتناول طبيعة الأرض ومكوناتها شكلت أساسًا بنى عليه العلماء خلال السنوات التالية حتى وصلوا إلى اكتشاف طبقات الارض المكوّنة للكوكب، وخصائصها المتنوّعة والمتمايزة.
طبقات الارض
- طبقة اللب؛ وهي قلب الكرة الأرضية ومركزها تقسم إلى طبقتين مختلفتين:
- طبقة اللب الداخلي؛ وهي طبقةٌ صلبةٌ تقع في مركز الأرض مكونةً من الحديد والنيكل تُعدُّ الأعلى حرارةً بين باقي الطبقات حيث تقدر بحوالي 5500 درجة على مقياس سيليسيوس، لذلك اعتبرها العلماء بمثابة غرفة المحرك بالنسبة للأرض بل ويُعتقد أن درجة حررتها قريبة من درجة حرارة سطح الشمس.
- طبقة اللب الخارجي؛ وهي طبقة تحيط باللب الداخلي وتقع على مسافة 1800 ميل أسفل القشرة بسماكةٍ تصل حتى 1400 ميل وتُشبه هذه الطبقة كرةً معدنيةً حرارتها مرتفعةً جدًا تُقدّر بين 4000-9000 درجة على مقياس فهرنهايت وهذا ما يُسيل المعادن داخلها. تتكون طبقة اللب الخارجي من الحديد والنيكل اللذان لا يتحركان كسائلٍ بل يهتزان كقطعةٍ صلبةٍ نتيجةً للضغط والحرارة الهائلين في هذه الطبقة، كما يُعتقد أنها المسؤولة عن انتاج الحقل المغناطيسي للأرض.
- طبقة الوشاح؛ وتتواجد فوق طبق اللب الخارجي وتُعتبر أثخن طبقات الارض حيث تبلغ حوالي 1800 ميل وتُشكل ما يُقارب 85% من الأرض، كما تتكون في معظمها من الحديد لكن على هيئة صخور السيليكات التي تتحرك كالسوائل المائعة مثل المعجون؛ وتقسم طبقة الوشاح إلى طبقتين هما:
- طبقة الوشاح السفلى:
- تقع هذه الطبقة على عمق يتراوح بين 660-2891 كيلومترًا وتبلغ درجة الحرارة فيها قرابة 4000 درجة على مقياس سيليسيوس في الجهة القريبة من طبقة القشرة حيث تفوق نقطة ذوبان الصخور في الطبقة، أما درجة اللزوجة والانصهار فيها محدودة للغاية إذا ما قورنت بطبقة الوشاح العليا وذلك نتيجةً للضغط الهائل المطبق عليها.
- طبقة الوشاح العليا:
- تبدأ هذه الطبقة من نقطة انقطاع موهوروفيتش على عمق بين 7-35 كيلومترًا وتمتد حتى 410 كيلومتر باتجاه الأسفل وتكوّن مع طبقة القشرة العليا غلاف الأرض الصخري الذي يكون طريًا في البداية ثم يزداد صلابةً كلما اتجهنا نحو الأعلى.
- تتراوح درجة حرارة الوشاح العليا بين 500-900 درجة على مقياس سيليسيوس، وتوجد منطقة انتقالٍ بينها وبين طبقة الوشاح السفلي يتراوح عمقها بين 410-660 كيلومترًا.
- طبقة الوشاح السفلى:
- القشرة؛ هي الطبقة الخارجية للأرض يمكن رؤيتها ودراستها مباشرةً وأقل طبقات الارض سماكة حيث تبلغ حوالي 5-75 كيلومترًا، كما تنقسم إلى قسمين هما القشرة المحيطية والقشرة القارية، أما القشرة المحيطية فتوجد في قاع المحيطات أو تحت القشرة القارية وتكون عادةً أقسى وأعمق وتتكون من صخورٍ عالية الكثافة كصخور البازلت، بينما تتكون القشرة القارية من رواسب وصخور الجرانيت وتكون عادةً أكثر سماكةً على اليابسة.
- من الخطأ الاعتقاد أن القشرة هي قطعةٌ واحدةٌ صلبةٌ لأنها في الحقيقة مقسمةً إلى عدة صفائحٍ تكتونيةٍ غير ثابتةٍ تتحرك حركةً نسبيةً فيما بينها، كما توجد وفقًا للخصائص الجيولوجية واتصالها مع بعضها ثلاثة أنواع من الحدود بين الصفائح التكتونية هي المتقاربة التي تتحرك فيها الصفائح باتجاه بعضها والمتباعدة حيث تتحرك فيها الصفائح مبتعدةً عن بعضها والانتقالية تتحرك الصفائح فيها حركة جانبية.
حقيقة اكتشاف طبقات الأرض
قد يقول قائل أن
الإنسان لم يتمكن من الوصول إلى جوف الأرض فكيف له معرفة طبيعة الطبقات ومكوناتها
وسماكتها، لذلك لا بد من إيضاح الطرق التي اعتمدها العلماء حتى وصلوا للمعلومات
الحالية عن الأرض وطبقاتها.
فمع صعوبة الوصول إلى الطبقات العميقة كان لا بد من الاعتماد على الموجات الزلزالية أو الاهتزازية الناتجة عن الزلازل والهزات الأرضية حيث تنطلق معها موجات من الضغط وتنتشر عبر طبقات الارض حاملةً معها بياناتٍ ومعلوماتٍ تتعلق بالطبقات التي مرت فيها.
عند دراسة طريقة انتشار الأمواج الاهتزازية عبر الأرض يمكن الحصول على الخصائص الفيزيائية لباطنها من خلال قدرة بعض الأمواج على الانتشار في الأوساط الصلبة مثلًا، بينما تنتشر بعضها في الأوساط الصلبة والسائلة وبالتالي يمكن اكتشاف طبيعة الطبقة إن كانت صلبةً أم سائلةً واستخلاص المعلومات التي تحملها الأمواج الاهتزازية كونها تمر في مساحاتٍ ضيقةٍ في باطن الأرض.