مبادئ تصميم الازياء
نرى الكثير من الأزياء الرائعة من حولنا يوميًّا مثل الملابس والإكسسورات والأحذية، سواء في الأسواق أو في المجمعات التجارية أو ربما على أحدٍ من أصدقائنا، فمن هو الذي قام بتصميمها؟ وما المبادئ التي يتبعها؟ سنتحدث في هذا المقال عن أهم مبادئ تصميم الازياء كما سنتطرق إلى مواضيعَ أخرى تتعلق بالموضوع.
تصميم الأزياء وأنواعه
تصميم الازياء (fashion design) هو شكلٌ من أشكال الفن، مخصصٌ لإنشاء وإبداع الملابس وغيرها من الملحقات. ينقسمُ تصميم الأزياء الحديث إلى نوعين أساسيين هما تصميم الملابس الراقية والملابس الجاهزة، يعتبر تصميم الملابس الراقية (هوت كوتور) مخصصًا لزبائنَ معينةٍ وبشكلٍ يناسب مقاساتهم بالضبط، وتُصنع الملابس الراقية من أجود أنواع القماش، كما يجب أن يكون مصممها ذو خبرةٍ كبيرةٍ.
أمّا بالنسبة للملابس الجاهزة فهي ذات أحجامٍ قياسيةٍ وليست مخصصةً لأشخاصٍ معينين، والتي نشتريها من المتاجر والأسواق العادية، وتكون أكثر ملاءمةً لعمليات الإنتاجِ الكبيرة. وتُعرض كل من مجموعات الملابس الجاهزة والملابس الراقية على منصات الموضة العالمية..
كما يوجد أنواعٌ أخرى من تصميم الأزياء، حيث يعمل مصممو الأزياء في مجالات غير الملابس، على سبيل المثال كتصميم الأحذية حيث نجد الأحذية الرسمية والكاجوال والرياضية وغيرها، بينما يختص مصممون آخرون في الإكسسوارات أو التوابع الإضافية التي ترافق الملابس، والتي تتضمن الأوشحة والمجوهرات والأحزمة وحقائب اليد وغيرها..
نبذة عن تاريخ تصميم الازياء
- بدأت الأزياء في التطور منذ أن بدأ الإنسان في إنشاء ملابسَ لتغطية جسده، وكان لكل عقدٍ من الزمن زيّ معين يحتاجه الرجال والنساء للظهور بمظهرٍ لائقٍ وأنيقٍ أو مطابقٍ للزي الحديث. يُعتبر تشارلز فريدريك وورث أول مصممٍ وضع علامته التجارية الخاصة به على الملابس، وقد ساهم ذلكَ بشكلٍ كبيرٍ في تقدم صناعة الأزياء ككلٍ.
- مع بداية القرن العشرين أصبحت الطبقة الملكية مصدر إلهامٍ فيما يتعلق بالأزياء والموضة لجميع الناس، وكان هناك ملابس تُصنع خصيصًا للطبقات العليا، وملابس أخرى لعامة الشعب.
- اتخذت الموضة بعض المنعطفات مع نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث استبدلت النساء الفساتين الطويلة التي كانت شائعةً جدًا في السابق بملابسَ أقصر، كما أصبح الرجال يفضلون ارتداء ملابس أقل رسمية، واستمر ذلك إلى حدوث أزمة الكساد الكبير حيث ظهرت بعدها الأزياء المحافظة مع اقتراب الثلاثينات.
- بدأت فكرة الملابس الجاهزة تكتسب شعبيةً في أربعينات القرن العشرين، كما ازدادت شعبية الملابس الرياضية لتصبح خيارًا جيدًا لأي امرأةٍ، وخلال الخمسينيات عادت النساء إلى ارتداء الفساتين الطويلة والتنانير الواسعة، ولم تعد الموضة متمركزةً في أوروبا بل انتشر مصممو الأزياء في جميعِ أنحاء العالم.
- تمّ تجربة أنماطٍ جديدةٍ مع بداية الستينيات، وظهرت التنورة القصيرة للغاية لأول مرة في هذا العقد، كما نشأت ظاهرةٌ اجتماعيةٌ خلال تلك الفترة أطلق عليها اسم "هيبيز"، وهي حركةٌ شبابيةٌ ترفض القيم التقليدية، ضمت أشخاصًا يرتدون ملابسَ ملونةً وغير تقليديةٍ وعادةً ما يتركون شعورهم طويلة.
- وفي نهاية القرن العشرين ازداد الاهتمام بتصميم الأزياء والموضة، حيث ظهرت منصة عرض الأزياء وازدادت شعبيتها بشكلٍ كبيرٍ آنذاك، وأصبحت الناس تتطلع لمعرفة العناصر المعروضة على المنصة.
- ومع بداية القرن الحادي والعشرين؛ ونظرًا لتطور التكنولوجيا أصبح بإمكان الناس الوصول إلى الكثير من المعلومات فيما يتعلق بالأزياء والأنماط الحالية، إذ نجد العديد من المستهلكين يعودون إلى أنماط الملابس القديمة التي كانت تحظى بشعبيةٍ كبيرةً في الماضي. وحاليًّا تسعى أوروبا إلى إعادة مكانتها القديمة كمركزٍ للأزياء والأناقة..
مبادئ تصميم الازياء
ينبغي مراعاة عدّة مبادئ أساسية في تصميم الازياء ويُمكن التعبير عنها بأنها قواعد توجيهية وأساسيات تحدد نجاح تصميمٍ معينٍ أو إخفاقه، وأهمها في ما يلي:
- التركيز (Emphasis)
هناك بعض التقنيات التي يستخدمها مصممو الأزياء في إبراز الملابس، كإضافة زينةٍ أو كشكشٍ إلى قطعةٍ من الملابس لإبراز جماليتها. كما يعد استخدام ألوانٍ معينة طريقةً أخرى لتسليط الضوء على الملابس، كوضع وشاحٍ ذي لونٍ معاكسٍ للعنصر أو القطعة المراد إبرازها.
- الاتزان (Balance)
يُمكننا تحقيق الاتزان في تصميم الازياء باستخدام الميزات أو بعض الملامح، مثل الدرزة وخط العنق وحافة الثوب. وهناك نوعان من الاتزان في تصميم الأزياء؛ الاتزان المتماثل والاتزان غير المتماثل، وكمثالٍ على الاتزان المتماثل أن تكون الحافة السفلية للثوب مستقيمةً، بينما الاتزان غير المتماثل كأن يكون خط العنق غير متكافئ كالصورة أعلاه.
- التناسب (Proportion)
ينص مبدأ التناسب في تصميم الازياء على أنّ مقاس المكونات أو الأجزاء المختلفة من الملابس يجب أن يبدو بمظهرٍ جيدٍ، وأن تناسب حجم الشخص. على سبيل المثال، نلاحظ أنّ الشخص صغير الحجم لا يُناسبه ارتداء ملابس ذات مقاساتٍ كبيرةٍ وواسعةٍ، بينما يمكن للمرأة طويلة القامة ارتداء ملابس ذات زخارفَ وكشاكشَ صغيرةٍ.
- التناغم أو التكامل (Unity)