معلومات عن حوت العنبر
تعتبر الحيتان أكبر المخلوقات البحرية في وقتنا الحالي، كما تعتبر من أكثر الفصائل البحرية التي تعاني من تناقص أعدادها باستمرارٍ نتيجة الصيد الجائر لها، حيث بقي حوت العنبر مطمعًا للصيادين لقرونٍ طمعًا بمادة العنبرية التي تستخرج منه، وتستخدم في العديد من الصناعات في الوقت الحالي وعبر التاريخ.
حقائق عن حوت العنبر
يعتبر حوت العنبر أو ما يعرف باسم Cachalot أكبر الحيوانات التي تملك أسنانًا في العالم حيث يصل طول الذكور منها الى 19 مترًا ، بينما يصل طول الإناث إلى 12 مترًا، ولا يمكن للعلماء قياس أوزان هذه المخلوقات العملاقة بشكلٍ دقيقٍ، إلا أن أوزان الذكور والإناث البالغة قد تصل لعشرات الأطنان حيث تمكن العلماء من أخذ قياساتٍ دقيقةٍ لزوجٍ من حيتان العنبر التي جرفت نحو الشاطئ في هولندا عام 1937، حيث بلغ وزن واحد من الحيتان ما يقرب من 39 طنًّا، والآخر الأكبر حجمًا 53 طنًا.
بالإمكان تمييز حوت العنبر عن غيره من الحيتان من شكل رأسه المربع تقريبًا، وفكه السفلي الصغير نسبيًّا، كما يتميز حوت العنبر بلون جلده الرمادي المائل إلى الأزرق الداكن، بالإضافة لتواجد بقع بيضاء في منطقة البطن وزعانف صغيرة كالمجاذيف على الجانبين، وسلسلة من النتوءات المختلفة الحجم على الظهر.
يقدر العدد بحوالي 200000 حوت حاليًا.
يعتبر حوت الأوركا والحوت القاتل أكبر خطرين طبيعيين يواجههما حوت العنبر على الإطلاق، حيث تقوم هذه الحيتان المفترسة بمهاجمة المجموعات من حيتان العنبر محاولةً النيل من حوتٍ صغيرٍ أو من أنثى، كونها لا تقدر في أغلب الأحيان على الحيتان الذكور كبيرة الحجم.
تتفادى حيتان العنبر أي تصادماتٍ مع السفن الكبيرة وتبتعد عنها، إلا أنه قد تم تسجيل العديد من الحوادث مع قوارب صيدٍ أصغر. يعتقد بعض العلماء أن حدوث هذه الحوادث محض مصادفة، بينما يشير آخرون إلى أن عدوانية الحيتان تجاه البشر تظهر لأنها تتذكر حوادث اعتداء سابقة حصلت معها.
تسبح حيتان العنبر بالشكل الطبيعي بسرعاتٍ تتراوح بين 5-15 كيلومترًا بالساعة، إلا أنها تستطيع زيادة هذه السرعة لتصل الى سرعاتٍ كبيرةٍ تقارب 45 كيلومترًا بالساعة
تعيش حيتان العنبر لما يقارب 70 عامًا؛ أي أن فترة حياتها مشابهةٌ بالمدة لفترة حياة البشر، كما لا يصل الذكر في هذه الفصيلة من الحيتان إلى أكبر حجم له قبل عمر الخمسين.
تعيش حيتان العنبر في جميع المحيطات بعيدًا عن اليابسة، حيث تفضل المياه العميقة في أغلب الأحيان عن المناطق قليلة العمق، كما يكثر تواجدها بالقرب من بعض الجزر جزر الأزور وجزر غالاباغوس، قلت أعداد الحيتان بشكلٍ كبيرٍ في القرون الماضية نتيجة الصيد الجائر الذي تتعرض له.
يستخدم حوت العنبر نظامًا متطورًا لتحديد أماكن فرائسه في الأعماق الكبيرة للمحيطات في مناطقَ معتمةٍ بشكلٍ كاملٍ لا يصلها الضوء عن طريق الصدى، يقود هذا النظام بتحديد أماكن تواجد المخلوقات البحرية التي يتغذى عليها حوت العنبر كالحبار العملاق والصغير بالاضافة إلى الأسماك والقشريات وحتى بعض أنواع سمك القرش التي تعيش في أعماقٍ كبيرةٍ.
مادة العنبرية
هي مادةٌ شمعيةٌ بيضاءَ اللون، يتم إنتاجها عبر عضو يشتق اسمه منها، حيث يدعى بالعضو العنبري في القسم العلوي من جمجمة حوت العنبر توجد ضمن تجويفٍ داخل رأس حيتان العنبر، يزيد الحوت من إنتاج هذه المادة مع تقدمه في العمر ما يجعلها تحتل حيّزًا أكبر من التجويف الرأسي لديه، حيث يزداد تواجد المادة من 40% إلى ما يقارب 90% وتختلف هذه النسب باختلاف عمر الحوت وجنسه.
استخدم الصيادون الذين قاموا باصطياد حيتان العنبر هذه المادة في الكثير من الصناعات، حيث صنعوا منها الشموع ومستحضرات التجميل والمراهم، كما قاموا باستخدامها في المنسوجات نتيجة افتقارها لأي رائحةٍ أو طعمٍ عندما تكون في الحالة الصلبة، وللحصول على العنبرية في هذا الشكل الصلب الخالي من الرائحة والطعم، كان الصيادون والصناعيون يقومون بغلي الشمع لتصفيته من أي شوائبَ، ثم تركه خارجًا في الطقس البارد للوصول إلى الحالة الصلبة التي لا يعطي فيها الشمع أي طعمٍ أو رائحةٍ.