معلومات عن رأس الرجاء الصالح

مجد الشيخ
مجد الشيخ

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

يتدفق الآلاف من السياح سنويًّا إلى مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا بعد انتخابها منذ عدة سنواتٍ كأجمل المدن حول العالم لقضاء عطلةٍ مميزةٍ وتجربة المزيج الثقافي الموجود فيها، والاستمتاع بمناظرها الخلابة، أحد المعالم الهامة التي يقصدها الناس فيها هو رأس الرجاء الصالح الذي يقع على بعد حوالي 2.3 كيلو متر عنها، سنتطلع فيما يلي على بعض المعلومات الهامة عن رأس الرجاء الصالح وطبيعته وتاريخه..


رأس الرجاء الصالح

هو رأس القارة الأفريقية، ويقع في أقصى جنوب القارة، عبارة عن نتوءٍ صخريٍّ في الجنوب الشرقي من شبه جزيرة كيب، بالقرب من مدينة كيب تاون في جمهورية جنوب إفريقيا، ممتد لأكثر من ثلاثين كيلومتر عند الطرف الجنوبي الغربي للقارة الأفريقية.

عُرف رأس الرجاء الصالح منذ القدم بأنه النقطة التي يلتقي بها المحيطان الهندي والأطلسي، لكن علماء الأرض والجغرافيين الحديثين وجدوا غير ذلك، إذ اعتبروا رأس أقولاس الذي يقع على بعد حوالي 90 ميلًا جنوب شرق من الرأس هو الذي يفصل بين المحيطين..


تاريخ رأس رجاء الصالح

تعود تسمية رأس الرجاء الصالح بهذا الاسم إلى الاستكشافات التي حدثت في القرن الخامس عشر من قبل الإسبانيين والبرتغاليين الباحثين عن أماكنَ جديدةٍ لاكتساب الثروة، خلال بحثهم عن مصادر الثروة وجد المستكشف والرحالة البرتغالي بارتولوميو دياز الرأس في عام 1488، وأطلق عليه اسم "رأس العواصف" بسبب ظروف البحر القاسية والطقس العاصف فيه.

لكن الملك البرتغالي جون الثاني قام بتغيير الاسم فيما بعد إلى الاسم الحالي ( Kaap die Goeie Hoop) والتي تعني بالأفريكانية رأس الرجاء الصالح، تيمّنًا وتفاؤلًا منه بهذه المنطقة الجغرافية المفيدة للبشرية، والثروات الكبيرة التي اكتسبوها من الفرص التجارية التي ولّدها هذا الموقع الجغرافي بسبب كونه نقطة توقفٍ واستراحة للسفن التجارية القادمة من أوروبا إلى المستعمرات التابعة لها في آسيا وأفريقيا، بعض الروايات تشير إلى أن دياز هو أول من أطلق الاسم.

في نيسان من عام 1652 قام التاجر الهولندي جان فان ريبيك بإنشاء مقرٍ لإمداد الشركات الهولندية الموجودة في الهند بالقرب من كيب، والذي تحول فيما بعد إلى مدينة كيب، احتاجت هذه الشركات عددًا من العمال المهرة فقامت الحكومة الهولندية في 31 ديسمبر من عام 1687 بإرسال مجموعات الهجانوت (Huguenots) التي هربت إلى هولندا بسبب الاضطهاد الديني الذي تعرضت له في فرنسا.

في 19 كانون الثاني من عام 1806 قامت المملكة المتحدة البريطانية باحتلال رأس الرجاء الصالح ثم تنازل الهولنديون عنه في عام 1814، وأصبح يعرف بعدها باسم مستعمرة كيب..


المناخ والتنوع الحيوي في رأس الرجاء
الصالح

يتميز رأس الرجاء الصالح بمناخٍ مشابهٍ للمناخ في حوض البحر الأبيض المتوسط، فهو معتدلٌ وماطرٌ خلال الشتاء وجاف ودافئ خلال الصيف، إذ تصل درجات الحرارة خلال النهار في فصل الصيف إلى حوالي 80 درجة فهرنهايت (26 درجةً مئويةً)، وخلال الشتاء إلى حوالي 68 درجة فهرنهايت (20 درجةً مئويةً)، معدل تساقط الأمطار خلال العام منخفض في الرأس لكن معظم الأمطار تتصاحب مع عواصفَ، الأمر الذي جعل من الرأس مكانًا سيءَ السمعة بين البحارة والمستكشفين.

توفر الصخور الوعرة والمنحدرات التي يزيد ارتفاعها عن 200 مترٍ فوق سطح البحر خلفيةً رائعةً للتنوع الحيوي الثري في الرأس، فهو يتميز بالحشائش والشجيرات المنخفضة التي تُكوّن محمية رأس الرجاء الصالح الطبيعية (تأسست عام 1939)، والممتدة على طول الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة والغنية بالعديد من النباتات النادرة مثل نباتات الفنبوس fynbos (النوع الأكثر انتشارًا).

بالإضافة للنباتات، تتمتع شبه جزيرة كيب التي تضم رأس الرجاء الصالح موطنًا للكثير من الطيور مثل البطاريق وطيور الأطيش وأربعة أنواعٍ من طيور الغاق وطائر المحار الأفريقي الأسود، بالإضافة إلى الطيور تتواجد أنواعٌ أخرى من الحيوانات مثل الحير الوحشية وسعادين الرباح والعديد من أنواع الظباء، كما يُعد رأس رجاء الصالح مكانًا مثاليًّا لمشاهدة الحوت الأزرق والدلافين..


حقائق عن رأس الرجاء الصالح

  • تعتبر محمية رأس الرجاء الصالح الطبيعية التي أعلنت عنها اليونيسكو أشبه بمتنزهٍ وطنيٍّ بريٍّ يحوي على العديد من المناظر الخلابة والنباتات النادرة.
  • قيلت الكثير من الأساطير حول الرأس أحدها أنه يوجد فيه سفينة شبح لا يستطيع أحد من البحارة الخروج من المنطقة إذا رأوها. قام الشاعر البرتغالي بابتكار شخصيةٍ خياليةٍ أسطورية يونانية دعاها آدماستور، تتمتع هذه الشخصية بقوةٍ طبيعيةٍ خارقةٍ يتحتم على البحارة والمستكشفين مواجهتها لإكمال مسيرة بحثهم.
  • بالإضافة إلى المستكشف البرتغالي دياز، تمكن رحّالان آخران من عبور الرأس، هما البرتغاليان فاسكو دا غاما وساو غابرييل وساو رافائيل من عبور رأس الرجاء الصالح لمواصلة رحلتهم إلى الهند..
هل أعجبك المقال؟