من هم أشباه البشر

سالي ديب
سالي ديب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

يعتقد العلماء أن الإنسان لم يكن دائمًا على صورته الحالية، بل تطوّر على مرِّ الزمن ليصبح أكثر فأكثر انسجامًا مع بيئته وظروف حياته، كما يعتقدون بوجود سلالاتٍ أو مجموعاتٍ واكبت الإنسان القديم ولكنها لم تنتمِ إليه بشكلٍ مباشرٍ، حيث أطلق على هؤلاء اسم أشباه البشر وسنتحدث في هذا المقال عن أشهر أسلاف الإنسان وأهم أشباهه.


الفرق بين أشباه البشر وأسلاف البشر

أي أننا نسأل عن الفرق بين Hominini و Hominids، فقبل الخوض في تفاصيل الحديث عن أسلاف البشر و أشباه البشر لا بد من التفريق بين مصطلحين هامّين يمثّل كلٌّ منهما مجموعةً، فبحسب التعريف الحديث لهذه المجموعات فإن:

  • مجموعة Hominids: تضم هذه المجموعة جميع القردة العليا- المعاصرة والمنقرضة- أي؛ البشر الحديثون، الشمبانزي، الغوريلا وأورانج أوتانس إضافةً لجميع أسلافهم المباشرين.
  • مجموعة Hominini: تتألف هذه المجموعة من الإنسان الحديث وحتى أقدم أسلافه المباشرين.

انطلاقًا من التعريف، يمكننا استنتاج أن مجموعة Hominini والتي تشمل أسلاف الإنسان هي جزءٌ من المجموعة الأكبر Hominid التي تضم أسلاف الإنسان وأشباهه. ولا تزال هذه التسميات موضع التباسٍ فالبعض يعتبر أن Hominini و Hominids يرميان إلى المفهوم نفسه، والبعض الآخر يعتقد بأن Hominini هم أشباه البشر وهو التعريف الأقدم، وبالتالي ما سنعتمد عليه في هذا المقال.


أشباه البشر

يصنّف أشباه البشر ضمن قبيلةٍ من الرئيسيات التابعة للثديّيات. تتبع هذه القبيلة إلى أسرةٍ أكبر من الرئيسيّات، حيث تشمل هذه الأسرة كلًّا من؛ إنسان الغاب orangutans، الغوريلّا، الشمبانزي والبشر.

وفقًا لعالم الحفريات لي برغر فإن أشباه البشر هي المجموعة من الرئيسيات التي تشترك فيما بينها بالصفات الأساسية والتي من أهمّها كونها تمشي على قدمين، الحجم الكبير لأدمغتها وصغر أنيابها. لم تتمكن هذه المجموعة من البقاء على قيد الحياة والباقي الوحيد منها على قيد الحياة في يومنا هذا هم البشر، فقد تم العثور على بقايا متحجرة من أنواعٍ منقرضةٍ من أشباه البشر في العديد من مناطق إفريقيا، أوروبا وآسيا. حيث يعود تاريخ العديد منها إلى ملايين السنين.


 أهم وأقدم أشباه الإنسان

إنسان الساحل التشادي (Sahelanthropus Tchadensis): يعد أحد أقدم أسلاف الإنسان. عاش هذا النوع بشكلٍ أساسيٍّ على الساحل الغربي للتشاد منذ حوالي سبعة ملايين من السنين. وقد ساعدت قدرة المشي على قدمين هذا النوع على التأقلم مع مختلف البيئات، فعلى الرغم من عدم عثور الباحثين إلا على جماجم هذه المخلوقات إلا أن الدراسات التي أجريت أكّدت وجود تشابهٍ كبيرٍ بينها وبين القردة والإنسان، ومن أهم الصفات المشتركة مع القردة؛ الدماغ الصغير نسبيًّا مقارنةً مع الرئيسيّات الأخرى، الوجوه المائلة، عظام حاجبين بارزة والجمجمة الطويلة.

أما الصفات المشتركة مع الإنسان فهي تتضمن: الأنياب الصغيرة، الجزء المتوسط من الوجه قصير، والحبل الشوكي مفتوح من جهة الجمجمة بدلًا من الظهر عند القردة.

أشباه البشر

أورورين توجنسيس (Orrorin Tugenensis): عاشت هذه الأنواع قبل حوالي ستة ملايين سنة. يمتلك أفراد هذا النوع نفس حجم الشمبانزي تقريبًا كما أنّ لهم أسنانًا قصيرةً ذات ميناء كثيف تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ أسنان الإنسان الحديث. أهم أحفورية مكتشفة لهذا النوع من أشباه البشر هي عظم الفخذ العلوي والتي مكّنت دراستها من معرفة أنها كانت تستطيع المشي على قدمين إضافةً لتسلق الأشجار.

أشباه البشر

أرديبيتيكوس راميدوس (Ardipithecus Ramidus): تم اكتشاف أحفوريات هذا النوع لأوّل مرة عام 1994، وفي عام 2009 تمكّن العلماء من جمع هيكل عظمي جزئي أسموه وقتها Ardi. كانت دراسة الهيكل المجموع قد وضّحت امتلاك هذه المخلوقات إصبع قدم كبيرة منفصلة شبيهة بتلك الموجودة عند البشر، ولكن دون أن تحدد بدقةٍ فيما إذا كانت قادرةً على المشي على قدمين، أما دراسة الحوض فقد أعطت معلوماتٍ عن تكيّف هذا النوع مع تسلق الأشجار والمشي على قدمين.

إنسان كينيا (Kenyanthropus Platyops): لا يعرف إلّا القليل عن هذا النوع، فهي مخلوقاتٌ ذات وجوه مسطحة وأدمغة صغيرة وتمشي على قدمين، عاشت في كينيا منذ قرابة 3.5 مليون سنة.

أشباه البشر

جمجمة تعود لإنسان كينيا

إذًا، فأشباه البشر موجودون فعلًا وقد عاشوا على هذا الكوكب منذ أقدم العصور، وهي الحقيقة التي لا يمكن نكرانها أو تجاهلها بوجود أحفوريات الآثار التي تركوها والتي تعد دليلًا على وجودهم. مما لا شكّ فيه أيضًا أن هذه المخلوقات اختفت ولم يتبقَّ من سلالتها سوى الإنسان الحديث "نحن".

هل أعجبك المقال؟