تريند 🔥

📱هواتف
من هو رائد المدرسة السريالية؟

من هو رائد المدرسة السريالية؟

منار الحاجي
منار الحاجي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

5 د

نشأت المدرسة السريالية في قلب فرنسا وازدهرت في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، ولكن من هو رائد المدرسة السريالية، والذي عُرف بالمجنون، صاحب البصمة الكبيرة فيها؟


ما هي السيريالية؟

قبل الحديث عن أشهر فناني السريالية لا بدّ من توضيح معنى السرياليّة أوّلًا. فالسريالية عبارة عن حركة تحرير للفن والأدب بلغت ذروتها بين الحرب العالمية الأولى والثانية، وهي تميل إلى الفن والرسالة الإيجابية وتبتعد عن كلّ ما هو سلبيّ فيما يتعلق بالفنون. جاءت السريالية من منطلق السّماح للعقل اللاوعي بالسيطرة على الفنون كونه مصدر الإبداع والابتكار؛ وكنتيجة لهذا نجد لوحاتٍ مخيفة ورسومًا خياليّةً.

فالسريالية هي حركة فنية أدبية ثقافية تخلصت من كافة القيود المفروضة على الفن وأطلقت العنان للعقل الباطن. في باريس عام ١٩٢٤ أطلق الشاعر والناقد الفرنسي اندريه بريتون بيان المدرسة السريالية متأثرًا بأفكار ونظريات سيغموند فرويد النفسية والسريالية.


من هو رائد المدرسة السريالية

انضم العديد من الرسامين للحركة السريالية منذ بداياتها فنجد أسماء كثيرة مشهورة مثل Yves Tanguy وAlberto Giacometti وأندريه بريتون (Andre Breton): مؤسّس وقائد الحركة السرياليّة التي ظهرت في عام 1924، كما أنّه كان عضوًا أساسيًا في مجموعة دادا التي نشأت عنها السرياليّة. وجان آرب (Jean Arp): فنان متنوّع للغاية، وهو مشهور بمنحوتاته المميّزة.

ولكن يبقى هناك اسم يلمع من بين جميع رسّامي السريالية وهو الإسباني سلفادور دالي (Salvador Dali) الذي انضم للحركة عام 1928 واستطاع أن يكسب شعبية هائلة من خلال لوحاته.

كان من أشهر لوحاته لوحة إصرار الذاكرة (The Persistence of Memory) التي تجد فيها انصهار الساعات كدليل انعدام أهميتها وعلى استمرارية الزمان والمكان في عالمِ الأحلام السريالي.

من اللوحات الأخرى الشهيرة لرائد الحركة السريالية وأهم رسّاميها، لوحة تحوّل النرجس (Metamorphosis of Narcissus) التي تحكي قصّة شاب نرجسي معجب بنفسه بحيث لا يجد من هو أجمل منه ولذلك تعاقبه الآلهة فتجعله يرى انعكاس صورته على مياه البحيرة مما يصيبه بالإحباط لعدم قدرته على الإمساك بنفسه لينتهي منتحرًا وتبقى زهرة النرجس لتخلّد ذكراه.


حياة سلفادور دالي رائد المدرسة السيريالية

برز اسم سلفادور دالي، صاحب أكبر بصمة في الفن السرياليّ والذي لقّب بالمجنون، ولد سلفادور دالي في 11 مايو من عام 1904 في اسبانيا، وتوفيّ في 23 يناير من عام 1989، ظهرت موهبة الرسم لدى دالي منذ صغره، ودخل عالم الفن مبكرًا حيث قامت عائلته بتنمية موهبته وأرسلته إلى مدرسة الفنون الجميلة في مدريد، وأكمل دالي دراسته الأكاديميّة وتخرّج في عشرينيات القرن العشرين، تأثر دالي بالمدرسة التكعيبيّة في الفن ورسم الكثير من الرسومات التكعيبيّة، ثم انتقل اهتمام دالي إلى المدرسة الميتافيزيقيّة والتي كان لها الأثر الأكبر في حياة دالي ونقطة تحوّل في فنّه، لم يتوقّف اهتمام دالي على فن الرسم، بل كان مطالعًا نهمًا وقارئاً جيدًا، حيث تأثر بكتابات نيتشه وفولتير وبالأخص الفيلسوف ديكارت، واشتهر دالي بشاربه المميّز، حيث قام دالي بإطلاق شاربه بعد انتهائه من قراءة كتاب هكذا تحدّث زرادشت، ومن أشهر أعمال سلفادور دالي:

إصرار الذاكرة عام 1931

البجعات تعكس الفيلة عام 1937

ذكريات أثرية من ملاك عام 1933

كتاب الحياة السرية.

كتاب يوميات عبقري.

أحب الفن منذ طفولته ولقي الدعم الكافي من والديه الذان أسسا له مرسمه الخاص قبل أن يكبر ويلتحق بأكاديمية دي سان فرناندو للفنون (مدريد) في عام 1922م لدراسة علوم الفن وأساسياته، لكنه لم يكمل تعليمه فيها بسبب إيقافه عن الدراسة، لِما أثاره من أعمال الشغب بين زملائه لعدم رضاه على الكادر التدريسي.

عاصر دالي العديد من الحركات الفنية كالحركة الدادائية، لكنه لم يدخل فيها بشكل كامل بسبب التوجهات السياسية التي كانت تتبناها، كما تأثر بالعديد من الفنانين الذين صادفهم خلال حياته، مثل بيكاسو وماغريت وميرو، لتوقد بداخله الشرارة السيريالية الأولى في عام 1929م، وتجسد لوحاته شخصيات وتفاصيل دقيقة بشكل كلاسيكي.

ساهم دالي في نشر الحركة السريالية عندما أطلق الطريقة الحرجة للبارانويا والتي تقوم على إجراء بعض الممارسات الذهنية الخاصة التي تساعد في خلق الإبداع الفني عن طريق الوصول إلى اللاوعي، متأثرًا بروايات فرويد الداعمة للسريالية.

ليصبح أشهر الشخصيات السريالية ورائد مدرستها، ويتوج ذلك برسمه أشهر لوحاته (The Persistence of Memory) في عام 1930م، لكنه لم يستمر بالحركة بسبب خلافاته مع أندريه بريتون، زعيم الحركة.

بالرغم من ذلك استمر برسم اللوحات السريالية وإقامة المعارض حتى انتقاله مع زوجته إلى الولايات المتحدة الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية، ليعود بعدها في عام 1948م إلى اسبانيا ويقيم المعارض من جديد.

بني متحفه الخاص في عام 1974م ليمثل أضخم بناء سريالي في العالم، وتوفي في عام 1988 بعد التعرض لفشل في عمل القلب، ودفن في سرداب ضمن مسرح متحفه.


أندريه بريتون

على الرغم من التفوق الملحوظ لسلفادور دالي في نشر المدرسة السيريالية إلا أنه لا يمكن نسيان دور أندريه بريتون مؤسس المدرسة، وقد ولد أندريه بريتون في بلدة صغيرة في فرنسا عام 1896 ودرس الطب واهتم بالأمراض العقلية والنفسية بشكل خاص، بعد مراسلات ولقاءات مع سيغموند فرويد في عام 1916 انضم بريتون للدادائية (التي انشقت عنها المدرسة السريالية).

وفي عام 1919 أسس بريتون هو ولويس أراغون وفيليب سوبولت مجلة Littérature (وهي كلمة فرنسية تعني الأدب) وبالتدريج بدأت أفكارهم تستقل وتبتعد عن أفكار الدادائية حتى عام 1924 حين كتب بريتون بيان المدرسة السريالية وضمت آلية العمل السريالية الكتابة بشكل حر وبدون أي رقابة ذاتية، وعرفها على أنها آلية نفسية بطبيعة نقية والتي من خلالها يستطيع الفرد التعبير بأي طريقة عن فكرة بدون الاهتمام لأي معيار جمالي أو أخلاقي. وازداد تمسك بريتون بمبادئ المدرسة السريالية الأمر الذي دفعه للابتعاد عن الدادائية ومن ثم تركها وقطع علاقته معها نهائيًا.

كان بريتون يرى أن السريالية مذهب فلسفي بإمكانه من خلالها تحرير الفرد والمجتمع، كان يؤمن بالأفكار الماركسية.

وفي عام 1938 سافر إلى المكسيك حيث وضع بيان الفن الثوري المستقل، وكتب العديد من القصائد والروايات ذات الطابع الفلسفي السياسيح ولعل رواية ناديا عام 1928 من أشهر رواياته هذه.

وفي عام 1930 أصدر البيان السريالي الثاني وفي عام 1941 خلال الحرب العالمية الثانية هرب الي نيويورك وبعد سنة أصدر البيان السريالي الثالث، وعاد إلى باريس عام 1946 وبقي فيها حتى وفاته في عام 1966.

وهكذا يمكن اعتبار أن سلفادور دالي هو رائد المدرسة السيريالية، أما بريتون فهو مؤسسها وواحد من أهم رموزها.

هل أعجبك المقال؟