هل الغبي يعرف أنه غبي؟

هل الغبي يعرف أنه غبي؟
زينب العنيد
زينب العنيد

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

حقيقة بشرية هامة هي إنّه من الصعب جدًا أن نحدد بدقة ونحكم على نسبة ذكائنا الخاصة، لكن السؤال هنا، هل الغبي يعرف أنه غبي؟

عندما تكون ميتًا، فإنك لا تعلم أنك ميتٌ، إنه أمرٌ مؤلمٌ فقط للآخرين.. نفس الشيء ينطبق عليك عندما تكون غبيًا..

هذه المقولة لريكي جيرفيه وهي تختصرُ الإجابةَ على هذا السؤال، فالغالبية العُظمى من الناس الأغبياء يرفضون صفة الغباء فيهم، لا بل ويُصرّون على أنهم أذكى المخلوقات، وغالبًا مهما كان المستوى الفكري والمهني والاجتماعي عند البشر فإن أفكارهم ستُعطيهم انطباعًا بأنهم أذكياء، وخاصةً عند الأغبياء بشكل عامٍّ والنرجسيين وذوي الثقة العالية والمصابين بجنون العظمة، ولكن في النهاية إن التصرفات والعادات لها الدور الأكبر في تحديد نسبة الذكاء.


سمات الأغبياء

ويُوجد بعض الصفات والتصرفات التي تُميّزُ الأغبياء وتُؤكّدُ فكرةَ أنهم يتجاهلون غباءَهم، مثل:

  • يعتقدُ الأغبياءُ أنهم دائمًا على حقٍّ أو ما يُعرف بتأثير دينينج-كروجر: حيث يشرحُ كيف يكون الغبي غير قابلٍ للنقاش، أومتمسكًا برأيه مهما كان الخطأ في هذا الرأي واضحًا، أو يستمر بالنقاش لمجرد إثبات صحة رأيه، فبالتأكيد لا سبيل لمثل هذا الشخص ليعرف أو يعترف بأنه غبيٌّ.
  • الغبي غير قادرٍ على التحكم بانفعالاته، ويُبدي ردَّ فعلٍ مبالغًا به في أقلّ المواقف شأنًا: عندما يُواجه هذا النوع من الناس مشكلةً معيّنةً تُوحي لهم بضعف موقفهم وعدم قدرتهم على السيطرة عليه يُشكّل اللاوعي لديهم طرقًا دفاعيةً نفسيةً تتمثلُ بإظهارهم للغضب.
  • من سمات الغبي أنه عديم الإحساس؛ حيث لا تخلو أفعاله من الأنانية وتجاهل مشاعر الغير، ويرى نفسه دائمًا أحقَّ من غيره، فلا عجب في أن يرى نفسه أذكى من غيره أيضًا.
  • لا يُطيق الغبي نجاح زملائه؛ لأنه يرى نفسه الأفضل على الإطلاق.
  • الغبيُّ شخصٌ غيرُ مسؤولٍ؛ لا يعترف بأخطائه ويبحث عن مُبرراتٍ وطُرقٍ ليُلقي اللوم على غيره بدلًا من تحمّلِ المسؤولية وإصلاح الأخطاء. فلا تتوقع من شخصٍ كهذا أن يعرف أن داء الغباء قد أصابه.
  • الغبي يبذل الكثير من الجهد لإثبات ذاته وذكائه للآخرين والحصول على الثناء والمديح في الوقت الذي يجب أن يُركّزَ فيه على نفسه ويُطوّرَ مهاراته.

ما هو الغباء؟

 أن يكون الشخص غبيًا يشير إلى عدم قدرته على فهم الأشياء، وعدم اكتساب الخبرة من تجاربه السابقة في الحياة، وعدم استخدام عقله.

ويمكن تمييز أولئك الأغبياء من خلال تصرفاتهم وتعاملهم مع الظروف المحيطة بهم وعلاقتهم مع الآخرين، إذ يتعذر عليهم قبول الاختلاف معهم في الرأي، وهم أكثر تعنتًا في آرائهم التي لن تتأثر بحجج الآخرين حتى وإن كانت محقة ومقنعة مع قدرتهم على تجاهل الحقائق والبيانات والمنطق، ومستعدون للدخول في جدل طويل عقيم للدفاع عنها، مدفوعين بتقييمهم العالي لكفاءتهم، حتى أنهم لن يميزوا مهارات وكفاءة الآخرين ليتجاوبوا معها…

ولعل هذا يرتبط باعتقادهم أنهم الأفضل، ولجوئهم لبخس الآخرين حقهم والتشهير بهم، وإطلاق الأحكام والتشدد في العقوبات، وبالمقابل يميل الأغبياء إلى عدم الاعتراف بالخطأ وإلقاء اللوم على الآخرين للتهرب من تحمل المسؤولية، في حين سيجد الأشخاص الأكثر ذكاء في كل خطأ فرصة للتعلم واكتساب الخبرة لعمل الأشياء بصورة أفضل.

كتب عالم النفس ديفيد دانينغ: “إذا كنت غير كفء، فلا يمكنك معرفة أنك غير كفء… المهارات التي تحتاجها لإعطاء إجابة صحيحة هي بالضبط تلك التي تلزمك للتعرف على الإجابة الصحيحة”. وفي ذات السياق فإن فقدانهم السيطرة على زمام الأمور في المواقف، يُفقدهم السيطرة على أنفسهم، فهم سريعوا الغضب.

من مؤشرات وجود الأغبياء حولنا النتائج العكسية لأفعالهم على أنفسهم وعلى محيطهم أسرهم وأعمالهم، وخلق حالة من الفوضى بصورة تلقائية عن غير قصد في مسار حياتهم الطبيعي.


الفرق بين الأغبياء والأذكياء

يمكن تصنيف الناس في حياتنا تبعاً لنسبة الذكاء، لكن لا يُمكن لأحد قياس نسبة ذكائه، ويعتقد الغبي أنّه شخص مرتفع الذكاء ولا يدرك غبائه، إليك بعض الفروق التي تميّز الشخص الغبي من الشخص الذكي تستطيع الإفادة منها في حياتك اليوميّة أو إسقاطها إلى نفسك للتأكد من كونك غير غبي:

  • الأشخاص الأغبياء يلومون غيرهم على ما اقترفوا من أخطاء، وهذا لن يفعله أي شخص يتسم بنسبة عالية من الذكاء، بشكل عام الأغبياء غير مستعدين لتحمّل مسؤولية أخطائهم ويميلون لكسب الشفقة من غيرهم ويأخذون دور المظلوم دائماً، إن كنت تملك هذه الصفة فحاول تغييرها واجعل من أخطائك وسيلة للتعلم بدلاً من رفع إصبع اللوم على الغير.
  • الأشخاص الأغبياء في حالة صراع دائم مع الآخرين لإثبات وجهة نظرهم بأي وسيلة حتّى لو كان الأمر بسيطاً للغاية وهم على غير الحق، بينما الأشخاص الأذكياء يأخذون آراء غيرهم ويعالجونها لإعادة تكوين رأيهم الخاص وفقاً لذلك ويكونوا منفتحين على الرأي الآخر لجذب كل ما هو جديد ومفيد لبناء شخصيّة منفردة ومتوازنة لأنفسهم بدون أي مبالغة بسرد بطولاتهم وكفاءاتهم على عكس الأغبياء حيث يقومون بتضخيم مهاراتهم ويقللون من كفاءة غيرهم على الدوام.
  • الأغبياء يقومون برد فعل عدواني عندما لا تسير الأمور كما خططوا لها، على عكس الأشخاص ذوي نسبة الذكاء المرتفعة حيث يميلون لتعلّم ردود الفعل بسن مبكر وبذلك يصبح تطويرهم الفكري أكثر مرونة للتحديث.
  • الأشخاص الأغبياء يتجاهلون مشاعر الآخرين وحاجياتهم ويتسمون بأنانيّة مفرطة ويكون من الصعب لديهم التفكير بغيرهم وتقديرهم، على خلاف الأذكياء الذين نجدهم يميلون للعطاء العاطفي والفكري والمادي بشكل غير محدود وبدون مقابل وهذا ما ينكر الأغبياء وجوده وماهيته.
  • الأغبياء يعتقدون أنّهم أفضل الناس وإذا ما فعلوا شيئاً بشكل جيّد فهو بهدف التفوّق على غيرهم لا أكثر بينما الأشخاص الأذكياء يحفزّون الآخرين في حياتهم ويعترفون بتفوّق الغير في حياتهم نتيجة الثقة المقدمة منهم لذاتهم.

هل الغباء يكون في كل شيء؟

ويقول شكسبير”يعتقد الرجل الأحمق أنه حكيم، لكن الرجل الحكيم قد يظنُّ نفسه أنه قد يكون أحمق”، يمكنك أن تعرف من هذا القول أن الحمقى(الأغبياء) لا يدركون أنهم حمقى، بل يعتبرون نفسهم أنهم أذكياء، وحكماء.

إليك أهم التصرفات التي تميّز شخصية الأحمق:

لديهم غالبًا مشاكل في تدبّر أمورهم الخاصة، فهم يسعون إلى التحكم بالآخرين لتيسير أمورهم، لكن ذلك يولّد لديهم الكثير من الضغط النفسي، والتوتر، والقلق ويصفهم أحدهم بقوله ” أيامهم كلها مليئة بالألم، وعملهم مزعج؛ حتى في الليل لاتستريح عقولهم”، يبذل الأحمق كل ما بوسعه للسيطرة على ظروفه، لكنه غالبًا ما يفشل في ذلك، حتى وإن تظاهر بأنه شخص مدبّر، وأن كل أموره تسير على مايرام فذلك لن يزده إلا ضعفًا، وغضبًا، وستعمّ حياته الفوضى، والعشوائية.

الحمقى مغرورون، ويفعلون كل شيء لمصلحتهم الخاصة، فمثلًا عندما يقوم أحدهم بتقديم نصيحة لشخص ما؛ فإنه يتكلم كثيرًا ويستخدم مصطلحات كثيرة ليعطي لنفسه شعورًا داخليًّا بالرضا، لكنه في الحقيقة يعجز عن توضيح الفكرة والغاية الرئيسية من تلك النصيحة.

على الرغم من ذلك، لا يوجد شخص أحمق بالكامل؛ فإذا كان شخص ما طبيبًا ناجحًا، وجلس في مجلس مع رجال مهتمين بالسياسة، وحاول أن يدخل معهم في نقاش سياسي وهو في الأصل ليس أهلًا لذلك؛ فإنه سيبدو أحمقًا على الرغم من أنه طبيبٌ ناجح، وهنا يقع أمام خيارين؛ إما أن يبقى أحمقًا في السياسة، وإما أن يطور نفسه ويتخلص من حماقته في هذا المجال.

هل أعجبك المقال؟