هل القرفة مدرة للبول؟

هل القرفة مدرة للبول؟
ولاء سليمان
ولاء سليمان

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

تعمل القرفة على إزالة الماء من الجسم عن طريق إدرارها للبول، وحين يتمّ استهلاكها بشكلٍ كبيرٍ ويوميٍّ يصاب الإنسان بالتهاب المسالك البوليّة، وذلك نتيجةً لتكرار عمليّة التبول، وبالتالي من الواجب تصحيح فكرة أن  القرفة تحرق الدهون، بل هي تخلص الجسم من الماء ولذلك تساعد على إنقاص الوزن.

تعدّ القرفة نوعًا من أنواع التوابل من فصيلة الغار، ذات أصولٍ آتيةٍ من جزر الكاريبي، وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا، تستخدم القرفة إما بشكلها الكامل أو بعد طحنها، إضافةً لاستخراج الزيت منها.


فوائد القرفة

تتنوع فوائد القرفة الكثيرة، ومنها:

  • تعمل على علاج الفطريات عند استخدامها كزيت، لاحتواءه على مركباتٍ مضادةٍ للميكروبات.
  • تساهم في تخفيض مستوى سكر الدم، وأيضًا تنظيم عمل ضغط الدم عند الأشخاص المصابون بمرض السكري.
  • تعمل على الوقاية من مرض الزهايمر نتيجة وجود مستخلصٍ موجودٍ في لحاء القرفة، والذي يسمى بـ (CEppt).
  • تمنع تطور فيروس مرض الإيدز، وذلك نتيجة تصريح إحدى الدراسات، بأن القرفة تُخفض من نشاط فيروس مرض الإيدز.
  • الوقاية من الإصابة بمرض التصلب اللويحي، حيث أنّها تعمل كمضادٍ للالتهاب في الجهاز العصبي.
  • تخفيض تأثير الأطعمة الدسمة.
  • القدرة على علاج القروح والجروح المزمنة، من خلال قتلها للبكتريا المسببة لتلك الجروح.
  • العمل على تقليل المخاطر المحتملة لحدوث أمراض القلب، نتيجة امتلاك القرفة لمجموعة مركباتٍ تؤثر على ضغط الدم وبالتالي تحافظ على صحة جهاز القلب الوعائي.

متى تم استخدام القرفة للمرة الأولى؟

القرفة، أحد أهمّ التوابل السيلانية، وهي اللحاء لشجرة Cinnamomum verum  أو  Cinnamomum zeylanicum والي تنتميان لعائلة  Lauraceae. انتشرت منذ أكثر من 4500 عام، في كلّ من دول آسيا الشرقية كالصين وسيريلانكا و الهند، ووصلت لاحقًا إلى مدغشقر ثم انتشرت في جميع أنحاء العالم، بأنواعٍ مختلفةٍ، ولكن تعدّ القرفة السيلانية الأكثر استخدامًا في المطابخ حول العالم، وبشكلٍ خاص في المطبخ الأوروبي؛ لما تتميز به من آثارٍ صحيةٍ مفيدةٍ للجسم.

وأول استخدامٍ للقرفة كان في عملية تحنيط الموتى، في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم اكتشف لاحقا فوائدها العديدة كل من الرومان والإغريق. أمّا اليوم وبعد تحليلها، فيمكن أن أعرّفك بالنكهة الخاصة للقرفة وسببها مادة ألدهيد السناميك، والأوجينول، ودورها المشابه للأنسولين المساعد لمرضى السكري، وفي تنظيم ضغط الدم، وتحفيز دوران الدم ووصوله لجميع الأطراف. كما تحمي من الإصابة بالجلطات بتخفيضها لمستويات الكوليسترول في الدم، ومكافحة السرطان، وتعدّ من أغنى التوابل بالعناصر الغذائية الهامة كالحديد والكالسيوم والألياف، والمنغنيز المساعد على التخفيف من آلام الدورة الشهرية بتقليل تقّلصات الرحم، وكمادةٍ حافظةٍ للأغذية، وعلاج التهاب المفاصل، وتنشيط الذاكرة.


الزيت العطري للقرفة

ولا يمكن أن ننسى الدور الذي يلعبه زيتها العطري في علاج الالتهابات، فيمكن استخدامها كمضادٍ فطريٍّ وبكتيريٍّ وفيروسيٍّ، فيكمن اللجوء إليه لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، وتطهير الأمعاء، وللتخلّص من النفخة المرافقة لالتهاب القولون، وعلاج الإمساك، وفقدان الشهية. وللجهاز التنفسي نصيبٌ من فوائدها، فيُستخدم زيت القرفة في علاج التهاب الشعب الهوائية ونزلات البرد، والإنفلونزا.


القرفة وإدرار البول

وللإجابة على تساؤلك، سأتناول معك إحدى الدراسات والأبحاث عن مدرّاتٍ للبول أقلّ خطرًا وضررًا للصحة، والتي عملت على مستخلص الماء الساخن للنوع Cinnamomum zeylanicum، كأحد المصادر الطبيعية، لتقييم مدى قدرته على إدرار البول.

أُجريت التجربة على فئران تجارب، مقسمةٍ لخمس مجموعاتٍ مجوّعةٍ لمدةٍ تصل إلى 28 ساعةٍ، ثم رُطبت المجموعة الأولى بمحلول كلوريد الصوديوم 0.9%، أما باقي المجموعات فتعرضت لتراكيز مختلفة من المستخلص، والخامسة لمحلول قياسيّ من الفوروسميد، وجُمعت كمية البول لكلٍّ منها، وبالنتيجة كانت المجموعات المعرضة لمستخلص القرفة أكثر إدرارًا للبول من غيرهم، بشكلٍ تناسبيٍّ مع زيادة الجرعة المطبقة لكلٍّ منها، بالاعتماد على عدة مؤشراتٍ، وهي: إنتاج البول التراكمي، والنشاط الإدراري للبول، ونسبة إفراز المحلول الملحي، ونسبة إفراز البول، مما أكد معتقدات الطب السيريلانكي، بفوائد القرفة كمدرٍ للبول.

كما تحمل القرفة فوائد للكليتين، وللتعرّف على هذا الدور لا بدّ من معرفة عملهما، فمهمتها الرئيسية هي العمل كمرشحّاتٍ للسموم والفضلات والسكر الموجودة في الدم، وتشكيل البول منها، وأي زيادةٍ في نسبتها في الدم تسبب خللًا في عمل الكليتين، الأمر الذي يشكّل خطرًا على الصحة وبشكلٍ خاصّ على مرضى السكري، فتساعد القرفة هنا بالتخفيف من محتوى السكر، فهي بطعمها الحلو تشكل بديلًا عن السكر، بالإضافة لغناها بمضادات الأكسدة، ممّا يساعد على مقاومة جميع أنواع الالتهابات في الجسم.

هل أعجبك المقال؟