هل الماجستير صعب؟

هل الماجستير صعب؟
بثينة زينو
بثينة زينو

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

العالم العربي يعجّ بحاملين الدرجة الجامعية، ولكن، عندما يأتي الحديث عن درجة الماجستير يبدأ الخريجون بالتفكير في تردد، فهل الماجستير صعب؟

تميل غالبًا درجات الدراسات العليا إلى أن تكون أكثر تحديًا من الشهادات الجامعية، حيث أن تصورات دراسة الماجستير أو أي من الدراسات العليا الأخرى قد تكون خطوة بعيدة جدًا بالنسبة لبعض الأشخاص وأحيانًا لا أساس لها. وتختلف معايير الدخول للدراسات العليا من اختصاص إلى آخر، لكن عادة ما تكون درجة الشرف من الفئة الثانية أو الخبرة الكبيرة في مجال العمل ذي الصلة المطلوبة. كما تختلف المدة وتختلف أيضًا مستويات الصعوبة اعتمادًا على الدرجة التي تقوم بدراستها فمثلًا درجة الماجستير ستحوز على وقت أطول وتطلّب مادي ومعنوي أكبر.

عند دراستك درجة الماجستير ستقوم باستثمار معظم وقتك في الدراسة بدءًا من قراءة البحث إلى إجراء البحث الخاص بك، مما يعني أنك ستتمكن من معرفة المزيد عن موضوع دراستك، وستحصل على فرصة لمواصلة البحث في مجال تخصصك، وتنتقل بمؤهلك العلمي لمرحلة جديدة، فأنت ستقوم باستكشاف مفاهيم جديدة واكتشاف أشياء جديدة والمساهمة بمعرفة جديدة في المجال التي قمت باختياره بدلًا عن التعرف على النظريات الموجودة مسبقًا ومراجعها فقط.

فعندما تقرر دراسة الماجستير ستأخذ دراسات من سبقوك في اتجاه مختلف، وستضيف إليها أو تبحث عن براهين جديدة لذات النظريات، مما يوسع معارفك وخياراتك المهنية وسيتوجب عليك تطوير البحث والتحليل والكتابة، وبالتالي ستصبح خبيرًا في هذا المجال. لكن بالرغم من كل هذه الصعوبات يمكنك أن تنظر إلى الميزات التي تقدمها لك درجة الماجستير أو الدراسات العليا بشكل عام كإجراء اتصالات رائعة وعلاقات دائمة سيساعدك حتمًا في المستقبل.

كما يجدر الذكر أن بعض الاختصاصات ستحتاج إلى عمل على أرض الواقع للوصول للنتائج الصحيحة، والتيقن من دقتها خاصة في الأقسام الطبية والتطبيقية، ومع صعوبة هذا الجزء إلا أن هذا التطبيق العملي سيكون له دور كبير وأرجحية لصالحك في أي مجال عمل أنت مقبل عليه.


أسباب صعوبة الماجستير

  • إن برامج درجة الماجستير بشكل عام تعتبر أكثر صعوبة من برامج البكالوريوس، وهذه الفكرة بحد ذاتها تسبب التردد للكثير منّا في تكملة الدراسات العليا، وذلك لأنها مبنية على المفاهيم والمهارات المكتسبة سابقًا، علاوة على ذلك، إن الحصول على درجة البكالوريوس، يتطلّب دراسة ومراجعة ما اكتشفه الآخرون، أمّا الدراسات العليا، فهي خلاصة دراستك وتحليلاتك والاكتشافات الخاصة بك.
  • دراسة الماجستير أكثر كثافة وضخامة من المناهج الدراسية الجامعية، وخاصّة بالنسبة للمبتدئين فتراهم يجرون الكثير من الأبحاثً أو يعملون كمدرسين مساعدين خلال فصل الصيف بدلًا من قضاء أوقات فراغ طويلة.
  • إن طلاب الدراسات العليا مطالبون بتصميم مشاريعهم البحثية بأنفسهم بشكل متطور ومفصّل، وأن يكون بحثهم أصليًا غير منسوخ، ويقدم معرفة جديدة لمجالات دراستهم، وحتى تستطيع الحصول على درجة الماجستير ونشر بحثك، أنت بحاجة إلى تقديمه أمام مجموعة من أعضاء هيئة تدريسية اختصاصيّة والإجابة على جميع أسئلتهم بدقة واحترافية عالية.
  • الكثير من طلاب الماجستير بحاجة إلى بعض الوقت للتأقلم مع وضعهم الاجتماعي الجديد، لأن لديهم جداول أكاديمية ووظائف تجعلهم مشغولين للغاية، ويكرسون الكثير من روتينهم الأسبوعي للدراسة في المكتبة، فيجد بعضهم أن حياتهم الاجتماعية تتقلص، ويمكن أن يكون هذا السيناريو مرهقًا عاطفيًا في بعض الأحيان.

على الرغم من كل النقاط المذكورة أعلاه لكن لا تدعها تثبّط من عزيمتك وإندفاعك لدراسة الماجستير، فعلى الرغم من التحديات التي قد تواجهها إلّا أن ذلك يجب أن يكون محفّزًا فكريًا لك لتطوير نفسك ومهاراتك الشخصية، كما أنه من الممكن أن يكون الماجستير بابك الوحيد للحصول على بعض الوظائف المغرية.


مميزات الحصول على الماجستير

هل الماجستير صعب أم سهل! سؤالٌ يطرحه العديد من الطلاب الذين يرغبون في متابعة تحصيلهم العلميّ. وفي الحقيقة، تشكّل شهادة الماجستير إضافةً كبيرةً إلى حياة الإنسان، لأن الحصول عليها هو تأكيدٌ منه على متابعة تخصصه في الماجستير وتطوير مهاراته الوظيفية اعتمادًا على تخصصه.

يعاني الطلاب خلال دراسة الماجستير من المشاكل، ولعلّ أهمها هو السهر، وكثرة البحث والتحليل، وقضاء الكثير من الوقت لإنجاز تقريرٍ بحثيّ صغير. ولذلك، نجد العديد من الطلاب الذين يسعون إلى إكمال دراساتهم العليا بغية الحصول على العديد من الميزات الضرورية لهم ومنها:

  • الحصول على راتبٍ كبيرٍ: يتابع الغالبية العظمى من الطلاب دراستهم، بغية الحصول على مردودٍ ماديٍ كبير. حيث تتيح لك فرصة الحصول على الماجستير إمكانية العمل ضمن شركةٍ أو مؤسسةٍ كبيرةٍ، أو تساهم في ترقيتك وتوليك لمنصبٍ أكبر، وكلّ ذلك يعني زيادة راتبك أضعافًا مضاعفةً.
  • تحسين مستوى أدائك وتعمقك في مجال تخصصك الدراسي: عند اختيارك لدراسة الماجستير، يجب أن تعرف بأنك ستقضي سنة أو سنتين وأنت تبحث وتجمع المعلومات من هنا وهناك لإتمام رسالتك البحثية. مما سيزيد من خبرتك في تخصصك العلميّ، ويكسبك مهاراتٍ جديدةٍ ترفع من مستوى أدائك.
  • خطوةٌ تمهيديةٌ لنيل درجة الدكتوراه: بمجرّد حصولك على شهادة الماجستير، سيكون الخيار مفتوحًا أمامك لإكمال درجة الدكتوراه أم لا. حيث تشكل درجة الدكتوراه نقطة تحولٍ في حياة الإنسان الاجتماعية، والدراسية والمادية.

وفي النهاية فنعم الماجستير صعب لأن البحث فيه يفرض على الطلاب تقديم معرفة جديدة في المجال الذي يبحثون فيه، لهذا فإنهم يستغرقون وقتًا أطول في تحديد الموضوع والدراسة، بدايةً من القراءة والبحث حتى الوصول إلى الجانب الأكاديمي والتحضير للامتحانات، لذا فصعوبة درجة الماجستير تقتصر على مقدار التحضير المطلوب لكل فصل، حيث يتطلب كل فصل كميات ضخمة من الدراسة الذاتية مفارنة بدرجة البكالوريوس.

فإذا كنت تفكر في التقدم لدراسة الماجستير فمن المهم تحديد وجهتك، أهو ماجستير أطروحة قائم على البحث أو غير أطروحة يقوم على الدورات الدراسية والمهنية، وبعد ذلك يأتي دور تحديد المهارات المطلوبة، وما الشيء الأكثر أهمية لنركز عليه خلال هذه المرحلة، مع مراعاة شغفنا وحماستنا للدراسة.

هل أعجبك المقال؟