هل تركيا دولة عربية؟
لا تُعتبر تركيا دولةً عربيّة، فلغتها الرسميّة هي اللغة التركيّة، لكون غالبية سكانها من الأتراك، كما يوجد فيها الأكراد الذين يتكلمون اللغة الكرديّة، ولكن اللغة التركيّة قديمًا كانت تُكتب بحروف اللغة العربيّة إلى أن قامت الحكومة التركية عام 1928 ميلادي، باستبدال الحروف العربيّة بالحروف اللاتينية.
تعدّ تركيا جمهوريّة، وهي ذات أصولٍ مُنتميةٍ إلى ما بقي من الدولة العثمانية حين هُزمت في الحرب العالمية الأولى، وقد تأسست الدولة التركية من خلال القائد مصطفى كمال، أو كما لقبه الجميع بأتاتورك، واعتمدت الدولة في تركيا على نظام الحكم الجمهوري الرئاسي منذ عام 2017 ميلادي، وأصدرت في ذلك العام تعديلاتٍ دستوريةٍ شملت إلغاء منصب رئيس الوزراء وجعل مهامه لرئيس الدولة، والذي يقوم بإدارة مهام المنصبين في نفس الوقت، وترفع الدولة التركيا علمها الذي يكون ملونًا باللون الأحمر، مع وجود هلالٍ أبيض ونجمةٍ بيضاء اللون وخماسية الشكل، والتي تكون مرسومةً خارج فتحة الهلال.
حدود تركيا
تملك تركيا حدودًا واسعةً نتيجة كبر مساحتها، فيحدّها من جهة الجنوب دولتا عربيّتان وهما العراق وسوريا، ومن جهة الشمال دولتا جورجيا وبلغاريا، أمّا جهة الشرق فتملك حدودًا مع ثلاث دولٍ وهي إيران وأذربيجان وأرمينيا، وأخيرًا من جهة الغرب تأتي دولة اليونان، كما أنّ تركيا مُطلةٌ على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، وأيضًا بحر ايجة وبحر مرمرة، وتسيطر تركيا على مضيق البوسفور وبحر مرمرة، إضافةً للدردنيل، وهي مضائقٌ تصل بين بحر ايجة والبحر الأسود.
تعدّ من الدول الأورو آسيوية، فمنذ القدم شكّلت جسر عبور بين قارتي آسيا وأوروبا، وتصل بين شرق آسيا وغربها، كما يميزها وجود مضيقي البوسفور والدردنيل فيها، ممّا أعطاها أهمية جغرافية بالغة. حيث تقع في منطقة الشرق الأوسط، وتمتد على كلٍّ من إقليمي الأناضول والبلقان لتغطّي مساحة تصل إلى حوالي 783562 كيلومتر مربع، مع عدد سكان يتجاوز 84339067 نسمة حسب إحصائيات عام 2020 ميلادي.
وتعدّ دولة تركيا امتدادًا للخلافة العثمانية، وهي آخر خلافة إسلامية حيث قامت الدولة التركية بعد انهيار الدولة العثمانية وأخذت من أنقاض هذه الخلافة أساسًا لها.
ولغتها الرسميّة هي اللغة التركية التي تختلف في أصلها بشكلٍ كبير عن اللغة العربية، حيث تنتمي اللغة التركيّة في أصلها إلى مجموعة اللغات الألطية التي تضم عددًا من اللغات، أهمّها اللغة التركية واللغة المنغولية. بينما تندرج اللغة العربية تحت قائمة اللغات السامية التي تضمّ بالإضافة لها اللغة الأمهرية واللغة التيغرينية وغيرها.
ومنذ القدم كانت تكتب اللغة التركية بالحرف العربيّ، ولكن اعتمدت الدولة التركية في كتابة لغتها على الحرف اللاتيني منذ عام 1928ميلادي مع بداية حكم كمال أتاتورك.
أسباب اعتقاد البعض أن تركيا دولة عربية
يوجد اعتقادات بأنّ تركيا دولة عربية ولكن هذه الاعتقادات خاطئة. لأن تركيا دولة جمهورية غير عربيّة، على الرغم من وجود بعض المتحدثين باللغة العربية فيها.
وتعود الاعتقادات لدى البعض بأنّ تركيا دولة عربية لأسبابٍ عديدة، أهمها أن الدين الإسلامي هو الدين الأكثر تواجدًا فيها، ولا سيّما أن كتاب المسلمين المقدس (القرآن) مكتوب باللغة العربية، فغالبية المسلمين يفهمونها جيدًا ويستطيعون التكلم بها، والطابع الإسلامي في البناء وفن العمارة وخاصةً القديم منه.
من جهةٍ أخرى يوجد العديد من السكان الأتراك يعود أصلهم إلى الوطن العربي حيث تبلغ نسبة العرب في تركيا حوالي 1.8% من عدد السكان الكلي ولا سيّما أنها تقع على الحدود مع دولتين عربيتين سوريا والعراق. ولكن بشكلٍ عام غالبيّة سكان تركيا من الأتراك ويوجد فيها أقلية من القومية الكردية وبعض العرب وبعض التتار.
يوجد أسبابًا عديدة للوجود العربي الكبير والمتعدد في تركيا أساسه هو الخلافة العثمانية التي كانت في تركيا، ومن ثم الترابط الديني، الذي أدّى إلى ترابط ثقافي. ولكن في الآونة الأخيرة بدأت تركيا تأخذ الطابع الأوروبي بشكلٍ عام، وطغى وجوده على المظاهر الإسلامية التي تتشابه فيها مع الدول العربية.
ويتركز وجود العرب في تركيا في المناطق الجنوبيّة بشكلٍ عام، على الحدود مع الدول العربية. وازداد الإقبال بشكلٍ كبير على شراء العقارات في تركيا في الآونة الأخيرة من قبل التجار العرب بشكلٍ عام ومن تجار منطقة الخليج بشكلٍ خاص وهذا لأن تركيا تعدّ من الوجهات السياحية الأكثر شهرةً في العالم، وهذا نظرًا لطبيعتها الخلابة، وتعدّد ثقافاتها وأديانها وجمعها لحضارة الماضي القديم والحضارة الحديثة، حيث تعدّدت الحضارات في تركيا منذ حضارة الدولة البيزنطية القديمة ومن ثمّ الخلافة الإسلامية وبعدها الحضارة الحديثة مما جعل لتركيا رونقًا خاصًا يميزها عن جميع دول العالم.