هل تعلم العنكبوت اولادها كيف يبنون بيتا؟

بيت العنكبوت، هذا البناء العجيب الذي تنسجه أنثى العنكبوت بتداخلات هندسية بارعة، لكن هل تعلم العنكبوت أولادها كيف يبنون بيتًا؟

قال الله تعالى في كتابه الكريم: (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون). فالعنكبوت من المفصليات لها ثمانية أرجل يتكون جسمها من جزئين جزء يضم الرأس والأرجل وجزء يضم البطن. وأثبتت الدراسات على أن الذكر لايمكنه بناء البيت أو ما يسمى بالشبكة وإنما الأنثى هي من تقوم ببناء البيت عند بلوغها استعداداً للزواج وتقوم بفرز الخيوط من غدد موجودة بداخلها.

تجذب الأنثى الذكر عن طريق شبكتها ويتم التزاوج، وبعد أن يتم التلقيح تقوم الأنثى بقتل الذكر وأكله أو تحتفظ بقسم منه لصغارها بعد الفقص. لهذا ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أن أوهن البيوت بيت العنكبوت لأنه غير آمن للزوج وأيضا يعتبر مصيدة للحشرات وهو أكثر البيوت هشاشة وضعفا معنوياً ومادياً، وقد سماها علماء الأحياء لفعلها هذا بالأرملة السوداء.

بعد عملية التزواج تنتج الانثى كيس بيوض يحوي مايقارب 1000 بيضة تربطها ببعضها بخيط من الخيوط التي تنتجها تضع الأنثى الكيس فوق ظهرهاإ لى أن يتم فقص البيوض وتبقى على ظهرها لمدة عشرة أيام ثم تنزل الصغار وتبدأ الأم بإطعامها وإرشادها إلى الطعام إلى أن تصبح قادرة على العيش يترواح نضوج بعض العناكب من فترة أسابيع إلى فترة أربع سنوات في الأماكن الباردة، وحتى أن الأم مسؤولة على تعليمها كيفية نسج الخيوط وبناء البيت أو الشبكة.

وتصبح الصغار شبابًا ويستطيعون الاعتناء بأنفسهم فتسمح الأم لهم بأكلها وهي على قيد الحياة.

أوضحت الدراسات العلمية أنَّ ذكر العنكبوت، لا يمكنه بناء بيت العنكبوت، ولا نسج الخيوط، وتتولى أنثى العنكبوت هذه المهمة، حيث تقوم بنسج الخيوط من خلال مغزل خاص بها، موجود في نهاية بطنها، ولا يوجد نظير له في الذكر، وتبدأ أنثى العنكبوت في بناء بيت العنبكوت فقط عند بلوغها سن التزواج، فتهم في بنائه، حتى تستطيع جذب أحد ذكور العنكبوت إليها، وتتم عملية التزاوج.

وبعد تلقيح الأنثى، تذهب لوضع البيض في مكان آمن، وبعد ذلك تعود للذكر في البيت، وتنقص عليه وتلتهمه، لأن البيض يحتاج لأنسجة الذكر حتى ينمو، والحقيقة أنَّ كل ما يحدث هو فطرة غريزية، فأنثى العنكبوت تنسج بيتها في سن الزواج بفطرتها، لا يعلمها أحد، وكذلك الذكر يذهب لهناك وهو يعلم أنَّ هناك أنثى في انتظار الزواج، بفطرته أيضًا، كذلك تنقض الأنثى على الذكر وتأكله بفطرتها، وهذا كله من حكمة الله جل وعلا.

وبيت العنكبوت هذا ضعيف للغاية، وليس مأوى للاحتماء به، ولكنه مصيدة لبعض الحشرات، التي تسعى للايواء إليه، فتجد نفسها وقد وقعت في مصيدة، يصعب التخلص منها، كما أنها ملجأ أمان للذكر، قبل أن يُفاجأ بالغدر، الذي يلقاه من الأنثى، وبيت العنكبوت واحد من الأشكال الهندسية التي لا يوجد نظير لها، تُنسج طبيعيًا، بواسطة عنكبوت صغير.

العناكب أحد أقدم الحشرات على سطح الأرض، فقد أكد العلماء عبر أبحاثهم على وجود العناكب منذ ملايين السنين. عاشت حياتها في البداية على سطح المياه، ولكنها اضطرت فيما بعد للانتقال إلى اليابسة بسبب حجمها الصغير، وعدم قدرتها على تناول الكائنات البحرية.

تتغذى العناكب على العديد من الحشرات الصغيرة على اليابسة، حيث تعيش الغالبية العظمى منها على أوراق الأشجار، أو على أسطح المنازل، ونجد قسمًا يأخذ من الأماكن الضيقة والمظلمة منزلًا لها.

تبني أنثى العناكب شبكة خيوطٍ أشبه بالمخططات الهندسية، حيث نجدها لامعةً جميلةً تلفت النظر عن بعد. والجدير بالذكر، أنّ العناكب تبني شبكتها خلال اتجاهٍ واحدٍ ولا تعاود السير بنفس الاتجاه؛ وذلك بسبب إفرازها لمادةٍ صمغيةٍ على الخيوط للالتقاط الحشرات.

تبدأ أنثى العنكبوت بغزل خيوط شبكتها عند الوصول إلى مرحلة البلوغ، وذلك لجذب الذكر غير القادر على بناء شبكته بنفسه. لا تحتاج أنثى العنكبوت تعليم صغارها كيفية بناء بيوتهم، بفضل الفطرة الغريزية التي يتمتعون بها. لذلك، نجدها تغادر  الشبكة بعد فقس البيوض وخروج الصغار إلى الحياة ليكملوا نفس طريقتها في بناء منازل خاصة بهم.

تبني العناكب بيتها باتجاه عقارب الساعة. وعندما تنتهي من إنشاء شبكتها، نجد العنكبوت في المنتصف منتظرةً التهام الحشرات العالقة في منطقةٍ لا يوجد فيها صمغٌ ولا يتمُّ فيها نسج أي خيطٍ. ويعتبر بيت العنكبوت بيتًا ضعيفًا حيث تضع أنثى العنكبوت صغارها على ظهرها، وتلتهمهم عند شعورها بالجوع.