ما هي وسائل الاتصالات
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
إن من أهم ما يميزنا كبشر عن الحيوانات هي الطرق الفريدة التي نتواصل بها مع بعضنا، إذ بدأت رحلة وسائل الاتصالات عند الإنسان هذه مع رجال الكهف، عندما كانوا يجتمعون حول النار لمناقشة نشاطات حياتهم اليومية، يمكن مقارنة هذا بمواقع التواصل الاجتماعي المعاصرة مثل فيسبوك!
بدأ رجال الكهف لاحقًا بالتدوين على الجدران الحجرية ويمكن مقارنة هذا بالمدونات المعاصرة، لكن كان هناك مشكلة في طريقة التواصل هذه إذ كانت موضعية، وبسبب هذا الأمر أصبح التواصل عن بعد أمرًا ضروريًا عندما بدأ الناس بالسكن خارج الكهوف.
تاريخ وسائل الاتصالات
- الإشارات الدخانية (Smoke Signals):
كانت الإشارات الدخانية من أولى وسائل الاتصالات عن بعد، وقد كانت هذه الطريقة مستعملة في أمريكا الشمالية؛ حيث كان لكل قبيلة نظام إشارات خاص بها، وقد كان الدخان الصادر من أعلى التلال مؤشرًا للخطر.
استُعملت الإشارات الدخانية أيضًا في الصين القديمة، حيث كان الجنود المرابطون على سور الصين العظيم يتنبهون للخطر باستعمال الإشارات الدخانية من برج لبرج، فقد تمكنوا بهذه الطريقة من نقل الرسائل لمسافات تقارب 750 كم خلال بضع ساعات.
ما زالت الإشارات الدخانية مستعملة في الفاتيكان للتأشير على اختيار البابا الجديد.
- الحمام الزاجل (Carrier Pigeon):
كان الحمام الزاجل من وسائل الاتصالات المستخدمة على نطاق واسع، ويعود ذلك لقدرة الحمام الطبيعية على العودة لموطنه، وقد استخدم من قبل الفارسيين، والرومان، والإغريق، والمغول، كما استُعمل في القرن التاسع عشر لإرسال أسعار الأسهم من مدينة إلى أخرى.
هناك حمامة زاجلة تدعى شيرامي، تم تقليدها وسام صليب الحرب الفرنسي، وذلك شكرًا لها على إنجازاتها خلال الحرب العالمية الأولى.
من الممتع ذكر أن مسلسل صراع العروش قام بعرض استخدام الغراب بدل الحمام للتواصل عن بعد، بينما قامت سلسلة أفلام هاري بوتر باستعمال البوم لأداء هذا الغرض.
- البوني اكسبرس (Pony Express):
كان الملوك يستعملون الرسل منذ قديم الزمان لتوصيل الرسائل، حتى ظهرت فيما بعد خدمة البريد "بوني اكسبرس" حيث كانت الأولى من نوعها لتوصيل الرسائل، والبريد، والصحف، والطرود صغيرة الحجم على ظهر الحصان.
تم ذلك باستخدام سلسلة من محطات التقوية، حيث اعتبرت أول خدمة بريدية، وكانت تستعمل في منتصف القرن التاسع عشر للتواصل بين الساحل الشرقي والساحل الغربي في أمريكا.
- التواصل بإشارات العلم (Semaphore):
كانت هذه الطريقة مستعملة في الملاحة خلال أواخر القرن التاسع عشر، اشتقت كلمة Semaphore من الكلمة الإغريقية Sema التي تعني إشارة، والكلمة Phero التي تعني حامل (حامل الإشارة).
يمكن تعريفها بأنها نظام البرقيات الناقل للمعلومات عن بعد بواسطة إشارات مرئية مشكلة بأعلام محمولة بكلتا اليدين.
ما تزال وسائل الاتصالات هذه مستعملة للتواصل مع الطيارين، وهي مقبولة كنمط تواصل لطلب النجدة في البحر.
- البرقيات الكهربائية (Telegraph):
كان التواصل بالبرقيات الكهربائية أعظم قفزة في مجال التواصل، على الرغم من أن الإشارات الدخانية والتواصل بإشارات العلم كانت نوعًا مختلفًا من التواصل بالبرقيات، إلا أن تسخير الكهرباء في أواخر القرن التاسع عشر أدى لولادة التواصل بالبرقيات الكهربائية، فما زالت إشارة مورس مستعملة عالميًا حتى الآن كنمط من أنماط التواصل.
كانت البرقيات الكهربائية الشكل الأكثر شعبيةً من وسائل الاتصالات عن بعد قبل بضعة عقود مضت، حتى توقفت الولايات المتحدة الأمريكية عن استعمال البرقيات في عام 2006، كما توقفت شركة BSNL الهندية للتيليغراف عن تقديم خدماتها في عام 2013، وقد كانت آخر نظام تيليغراف تجاري موجود في العالم.
- الراديو (Radio):
كلمة Radio مشتقة من اللاتينية وتعني شعاع الضوء، بيّن جيمس كلرك ماكسويل في عام 1864م باستعمال المعادلات الرياضية أنه يمكن بث الموجات الكهرومغناطيسية خلال الفراغ.
تمت ملاحظة تأثيرات الموجات الكهرومغناطيسية قبل وبعد ماكسويل، لكن لم يستطع أحد أن يكشف عن وجودها.
في عام 1886م قام هاينريك هرتز بتأكيد وجود الموجات الكهرومغناطيسية، وفي عام 1888م أقر بأنه يمكن إنتاج وكشف الموجات الكهرومغناطيسية التي ندعوها اليوم باسم الموجات الراديوية.
في نوفمبر عام 1894م قام جاجاديش تشاندرا بوس بإشعال البارود، ورن جرس عن بعد في مبنى البلدية وذلك باستعمال الأمواج الميكروية.
قامت أنظمة الراديو في أوائل القرن العشرين بإرسال الرسائل؛ وذلك باستعمال الأمواج المستمرة فقط، كما تم نقل الصوت والموسيقا باستعمال تقنية تضمين السعة لكن بنجاح محدود.
قامت الحرب العالمية الأولى بتسريع تطوير الراديو للاتصالات العسكرية، حيث بدأ بث الراديو الحربي التجاري في عام 1920، ولاقى نجاحًا وشعبية على مستوى كبير، كما كان للحرب العالمية الثانية دور مشابه في تسريع تطور التواصل بالراديو للأغراض العسكرية والجوية والبرية.
- الهاتف (Telephone):
بقيت وسائل الاتصالات اللحظية حكرًا للأغراض الدبلوماسية والبث الإذاعي، بينما كانت البرقيات المكتوبة (التيليغرام) أسرع طريقة للتواصل عن بعد بين الأشخاص العاديين.
قام أليكسندر غراهام بيل باختراع الهاتف في عام 1876م، ولم تكن خدمة الهاتف محتكرة في البداية، لكنها كانت باهظة الثمن للغاية، ولم يستطع توفير نفقاتها إلا الأغنياء، فلم يكن هناك في البداية مقاسم للهاتف،
حيث كانت تقدم جهتان طلبًا لمتعهد تيليغراف لإنشاء خط هاتف بينهما، فمثلًا؛ كأن ينشأ خط هاتف بين متجر ومنزل، كانت هذه رفاهية لم يستطع تحمل نفقاتها إلا الناس الأثرياء!
استفادت بعدها الهواتف من مبدأ التبادل، والذي طُبق من قبل شبكات التيليغراف، حيث كان يوصل كل هاتف لمقسم هاتف محلي، وكانت المقاسم موصولة مع بعضها.
كانت الشبكات موصولة مع بعضها بطريقة هرمية، حتى شملت المدن، والبلدان، والقارات، والمحيطات، وكانت هذه بداية شبكة الهاتف العامة (PSTN) التي تطورت بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية.
ومع دخول الانترنت والتكنولوجيا حيز الاستخدام تغيرت وسائل الاتصالات من نواحي عديدة، فأصبح التواصل أرخص وأسرع، ومهد لتسارع عجلة العولمة، وألغى الفجوات الثقافية بين الشعوب حيث قام بتقريب العالم من بعضه حتى أًصبح كالقرية الصغيرة.