عشرة من ألد الأعداء في مملكة الحيوان

أراجيك
أراجيك

8 د

يعرف عالم الحيوان تراتبية تعتمد على مبدأ الانتماء إلى الفصيلة المفترسة، أو إلى الفرائس.

إلا أن الأمر قد لا يكون بهذه السهولة، فقد يكون الطرفان مندرجين تحت فئةٍ واحدة، لكنّهما على طرفي نقيض، ربّما كانت تلك العداوة ناجمةً عن شح الفرائس لمفترسين يشتركون بها، أو المنافسة على الموائل والأراضي، وقد تكون عداوةٌ لا نعرف لها سببًا لكنها قائمة.

فيما يلي نقدم لكم عددًا من الأمثلة لحيوانات قد تصل المواجهة بينها إلى عواقب وخيمة على الطرفين:


1- الأسود ضد الضباع

 ألد الأعداء في مملكة الحيوان، الأسود والضباع

الأسود والضباع

إذا سبق لك وشاهدت فيلم الكرتون “الأسد الملك” The Lion King، فإنك تعرف العداوة بين الأسود والضباع، حيث أن هذه الأخيرة كانت تخشى الأسد موفاسا غير أنها كانت لا تكف عن ملاحقة صغيره، الشبل سيمبا.

قد يدفعنا الاعتقاد بأن المواجهة بين أسد وضبع غير متكافئة، كون الأسد أكثر قوة من الضبع، لكن الأمور قد تختلف عما تظهر عليه.

حيث أنه بين الأسد والضبع توجد فرائس مشتركة، كما يتنافس الاثنان حول جيفات الحيوانات النافقة وذلك منذ ظهور الفصيلتين على وجه البسيطة.

هذا وتشكل المنافسة على الغِذاء، سببًا مباشرًا في العداوة التي تخلق بين فصيلتين، بل وتزيد حدةً وفقًا لغريزة البقاء. صحيح أن الأسود أقوى من الضباع، إلا أن هذه الأخيرة قد تفوقها عددًا مما قد يرجح كفتها خلال المواجهة.

وهكذا فإن الصراع بين هاتين الفصيلتين عندما يحدث، لا يكون محسوم النتائج.


2- حوت العنبر ضد الحبار العملاق

 ألد الأعداء في مملكة الحيوان، حوت العنبر ضد الحبار العملاق

حوت العنبر ضد الحبار العملاق

يبلغ طول حوت العنبر من 49 إلى 59 قدم (15 إلى 18 مترًا)، وتستطيع هذه الحيتان الغوص حتى 3280 قدم (1000 متر)؛ حيث يعيش في هذا العمق عدوه اللدود. ويعد الحبار العملاق من كبار المخلوقات التي تعيش في أعماق المحيط، إذ قد يصل طول بعضها إلى 59 قدم (18 متر).

مع الأسف لم يتمكن أحد من توثيق الصراع بين الكائنين بالصورة، كون لقائهما يحدث على عمقٍ كبير في مياه المحيط؛ فكيف نعرف إذًا أن المواجهة قد تحدث بين الحوت والحبار؟

من المعتاد أن نجد على حيتان العنبر آثار جروح توافق شكل مخالب مجسات الحبار الكبير، كما قد يعثر على أجزاء من جسم الحبار لم يتم هضمها في معدة حوت العنبر.

وهكذا فإن صراع هذين الكائنين العملاقين يدور في الأعماق أثناء بحث الطرفين عن الغذاء، لكن الغلبة تكون للحوت على الأرجح.


3- نحل العسل ضد الزنبور الآسيوي العملاق

 ألد الأعداء في مملكة الحيوان، نحل العسل ضد الزنبور الآسيوي العملاق

نحل العسل ضد الزنبو الآسيوي العملاق

يحمل الزنبور الآسيوي العملاق اسمه فعلًا، حيث قد يصل طول أحدها إلى بوصتين، ويستطيع أيضًا الطيران بسرعة 15ميلًا في الساعة. وحيث أن الزنابير تحب إطعام صغارها يرقات نحل العسل، فإن العداوة بين الفصيلتين حقيقية.

تقوم الزنابير عادةً بمهاجمة خليات نحل العسل باحثةً عن اليرقات ومدمرةً كل ما يعترض طريقها، وتقوم الزنابير بقطع رؤوس النحل مستخدمةً فكها السفلي، ورغم أن هذه الأخيرة تحاول الدفاع عن نفسها فهي لا تستطيع اختراق دروع الزنابير القوية، حيث أن زنبورًا واحدًا من شأنه أن يقضي على 20 نحلة خلال دقيقةٍ واحدة.

إلّا أنّ نحل العسل يستخدم أيضًا الحيلة، فعندما تحاول إحدى الزنابير دخول قفير النحلات فإن هذه الأخيرة لا تمنعها، بل على العكس تحاول جعلها تقع في الفخ.

تقوم النحلات بحصار الزنبور المعتدي بحيث تشكل حوله كُرَةً من النحل، ثم تشرع في الاهتزاز مطلقة موجات حرارية قوية، كفيلة بشواء الزنبور حيًا.

وتعد هذه الآلية الدفاعية من أغرب ما عرفته الطبيعة، فرغم أن الزنابير حشرات قوية وعدائية، فإن النحل ليس بلقمةٍ سائغة، ويجيد أيضًا الدفاع عن بقاء مملكته.


4-  النمل ضد النمل الأبيض

 ألد الأعداء في مملكة الحيوان، النمل ضد النمل الأبيض

النمل ضد النمل الأبيض

تعد المواجهة بين الحشرتين الأقل تكافؤًا في هذه القائمة ككل؛ فالنمل الأبيض يبني تلالًا قد يبلغ ارتفاعها 17 قدمًا (5 أمتار)، وهي تقوم بذلك من أجل الاحتماء من المطر الذي قد يدمر مساكنها، حيث أن البناء الذي يستغرق نحو خمس سنوات قد يجرفه السيل بسهولة.

يتم إخطار النملات العاملات عند حدوث ضررٍ في الملجأ، فتبدأ هذه الأخيرة بالإصلاحات اللازمة، بينما تستعد نظيراتها من النمل المجنَّد للدفاع عن المستعمرة ضد كل طارئ.

هذا ويشكل النمل الأبيض مصدرًا غنيًا بالغذاء بالنسبة للنمل، حيث يقتات هذا الأخير على اليرقات والبيوض المخزنة في المستعمرة.

يخسر النمل الأبيض في هذا الصراع، وكل ما يستطيع أفراده هو الحؤول دون دخول أسراب النمل إلى المستعمرة، أو على الأقل عند الهزيمة، محاولة إغلاق الشقوق والدفاع عما بقي منها.


5- القرش الأبيض ضد الحوت القاتل

 ألد الأعداء في مملكة الحيوان، القرش الأبيض ضد الحوت القاتل

القرش الأبيض ضد الحوت القاتل

يسود الاعتقاد بأن القرش الأبيض هو ملك المحيط بدون منازع، لكن الحوت القاتل بالمرصاد، وقد تحدث مواجهة دامية عندما يلتقي هذان العملاقان.

تزن سمكة “الأوركا” أو كما تعرف بالحوت القاتل، حتى 12300 رطلا (5600 كيلوغرام)، ويصل طولها 31 قدما (9 أمتار ونصف)؛ في حين يزن القرش الأبيض الكبير حوالي 2200 رطلا، ويتراوح طوله بين 177 إلى 216 قدم (4.5 إلى 5.5 متر).

ولقد عاين المراقبون بجزر “فارالون” Farallon Islands حدوث مواجهةٍ بين العملاقين بعد لقائهما صدفة، حيث قامت سمكة “الأوركا” بتغيير مسارها فجأةً لتهاجم القرش، واصطدمت الأوركا بالقرش بعنف مستهدفة زعنفته الجناحية، ثم هاجمته تارةً أخرى لينقلب القرش المسكين على ظهره ويغرق.


6- النمس ضد أفعى الكوبرا

 ألد الأعداء في مملكة الحيوان، النمس ضد أفعى الكوبرا

النمس ضد أفعى الكوبرا

قد نظن أن أي حيوان كان، لن يبلغ به الحُمق أن يجرؤ على مواجهة حية سامة كالكوبرا؛ لكن النمس في حقيقة الأمر قادر على الدخول في صراعٍ مع الكوبرا، بل ويكون المنتصر في غالب الأحيان.

توجد فصيلة النمس بكثرة بإفريقيا، ويتراوح طولها ما بين 7 بوصات إلى قدمين (18 إلى 60 سنتمترًا) حسب الأنواع، ويقتات حيوان النمس تقريبا على كل شيء: الطيور، القوارض الصغيرة، الضفادع، السحالي، الحشرات، بالإضافة إلى الفواكه والبذور والمكسرات، ويعتبر هذا الكائن صيادًا ذكيًا، فهو يستطيع فتح بيض الطيور بواسطة ضربها بحجر.

ولما يلتقي النمس بالكوبرا، فإن الغلبة تكون عادةً من نصيبه، ففي جسمه مستقبلات أستيل كولين تجعل له مناعةً ضد السم، مما يزيد فرص انتصاره.


7- الدببة ضد الذئاب

 ألد الأعداء في مملكة الحيوان، الدب ضد الذئاب

الدب ضد الذئاب

إذا حدث وصادف دبٌّ وحيد مجموعةً من الذئاب فإن الأرجح حدوثه هو أن الطرفين يتجنبان بعضهما، إذ لا فائدة من الدخول في مواجهةٍ لن تكون في صالح أحد. لكن قد يختلف الحال في فصل الشتاء، حيث يندر الطعام وقد يقتتل الطرفان على الفرائس.

الدب طبعًا أضخم حجمًا من الذئب، حيث يبلغ طوله من 5 إلى 8 أقدام (1.5 إلى 2.5 متر)، ويزن ما يقارب 800 رطلًا (363 كيلوغرام)، في حين يتراوح طول الذئب ما بين 36 إلى 63 بوصة، ويزن 175 رطلًا (79 كيلوغرامًا).

وهكذا فإذا التقى ذئب وحيد مع دب، فإن الذئب سيلوذ بالفرار لأن حظوظه ضئيلة بالنجاة، لكن للذئاب ميزةٌ كبيرة، وهي أنها تتنقل في مجموعاتٍ وتتعاون على الصيد بحيث قد تغلب حيوانات أكبر منها حجمًا وبأسًا.


8- الدب القطبي ضد كلب البحر

 ألد الأعداء في مملكة الحيوان، الدب القطبي ضد كل كلب البحر

الدب القطبي ضد كلب البحر

يعد الدب القطبي أحد أكبر سكان القطب الشمالي حجمًا، فقد يصل طول دب بالغ إلى 8 أقدام (2.5 أمتار)، ووزنه حتى 1600 رطل (720 كيلوغرام).

عادة، تقوم الدببة بصيد الفقمات، لكنها تنتقل إلى كلاب البحر عندما تقل الفرائس الأصغر حجمًا من محيطها. لكن يبقى كلب البحر فريسةً شديدة الخطورة بالنسبة للدب، إذ يبلغ طوله بين 7.25 إلى 11.5 قدمًا (2.2 إلى 3.5 متر)، ويزن أحدها حتى طن ونصف، ما يعادل مرتين وزن الدب القطبي. كما أن له أنيابًا حادة فتاكة، يصل طولها إلى ثلاثة أقدام.

وعندما يلتقي هذان الاثنان، فإن كل الاحتمالات واردة، فرغم كون الدب مفترسًا أعلى ترتيبًا في سلسلة الغذاء الطبيعية، فإنه قد يخسر النزال في بعض الحالات؛ فقد عثر على دببةٍ نافقةٍ على الجليد متأثرةً بجراحٍ غائرة سببتها أنياب كلب البحر. وهكذا فإن الدببة تتفادى عامةً قتال كلب البحر، لكنها قد تقرر خوض المجازفة إذا اشتد بها الجوع.

تنتهي المواجهة الدامية غالب الأوقات بفوز الدب، لكن أنياب كلب البحر قد تترك أثارها، القاتلة أحيانًا عليها.


9- التمساح ضد أفعى البايثون

 ألد الأعداء في مملكة الحيوان، التمساح وأفعى البايثون

التمساح وأفعى البايثون

تنحدر أفعى “البايثون” البورمية من جنوب غرب آسيا، وهي تعايش أيضًا التماسيح الأمريكية بموطنها بالمنتزه القومي بمنطقة (the Everglades).

يصل طول التمساح البالغ الذكر في المتوسط إلى 11.2 قدم (3.4 متر) ووزنه في بعض الأحيان حتى1000رطل (450 كيلوغرام)، في حين يتراوح طول أفعى “البايثون” ما بين 16 إلى 23 قدم (5 إلى 7أمتار)، وتزن نحو 200 رطل (90 كيلوغرام).

وتقوم الأفعى الضخمة بقتل فرائسها عن طريق الخنق، إذ تلتف حولها معتصرةً إياها حتى الموت، كما أنها سباحةٌ ماهرة، تقوى على المكوث تحت الماء قرابة نصف ساعة. أما التمساح، فله لوحات عظمية تشكل درعًا قويًا يحمي ظهره وذيله.

ليس من الشائع كثيرًا أن يتبارز الاثنان، لكن المواجهة النادرة قد تحدث، وهنا قد يبتلع أحدهما الآخر على حد سواء، الفرق أن التمساح سوف يفترس الثعبان جزءًا بجزء، أما البايثون قد يزدرد تمساحًا دفعة واحدة.


10- الفيل ضد وحيد القرن

 ألد الأعداء في مملكة الحيوان، الفيل ضد وحيد القرن

الفيل ضد وحيد القرن

تعد فيلة إفريقيا من أكبر الكائنات البرية، إذ يبلغ طولها ما بين 8.2 إلى 13 قدم (2.5 إلى 4 أمتار)، و قد تزن حتى 1400 رطلاً (6350 كيلوغرام)، و تحتاج إلى 300 رطل (136 كيلوغرام) من الغذاء المتكون أساسًا من الجذور، الفواكه  الحشائش.

وحيد القرن بدوره حيوانٌ ضخم، إلا أنه يبقى أصغر حجمًا من الفيل مع طولٍ يراوح 4.5 إلى 6 أقدام، كما يبلغ وزنه 3000 رطلا (1400 كيلوغرام).

يتشاطر الفيل ووحيد القرن نفس مساحات العيش والكلأ، ولذلك فإن بعض المواجهات قد تحدث بينهما. ورغم أن الفيلة تعد من الكائنات المسالمة بطبعها، فإن سلوكها يعرف تغيرًا جذريًا خلال فترة التزاوج، ويعزى ذلك إلى ارتفاع مستوى الهرمونات الجنسية لديها.

ذو صلة

وهكذا قد يحدث أن يهاجم فيل وحيد قرن إن صادف هذا الأخير طريقه، وهو قادرٌ على إردائه وسحقه تحت وزنه الهائل.

وقد تم في فبراير من سنة 2000، اكتشاف مجموعةٍ من الفِيَلة الشابة اليتيمة، وقد قتلت نحو 36 وحيد قرن؛ هذه الحالة تعتبر شاذة، لأن الفِيَلة القاتلة دأبت على صيد وحيد القرن، وهي قد طورت سلوكًا عدائيًا غير طبيعي في غياب إرشاد أكبرها سنًّا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة