عشرون حقيقة رائعة عن الفضاء

نعيش في كوكبنا الصغير الأرض ظانين إننا ملكنا الكون بعقلنا البشري المحدود، غير قادرين على تخيل اتساع هذا الفضاء الكبير حولنا، وإننا لسنا سوى نقطة صغيرة بين آلاف الكواكب الأخرى، لا نتخيل هذه الكواكب إلا وهي تحمل كائنات فضائية غريبة مرعبة، لكن ذلك سيتيغير بعد قراءة هذا المقال حيث سنخبرك عشرون حقيقية رائعة عن الفضاء ستذهلك.

لدينا ثمانية كواكب في نظامنا الشمسي، لكن خارج هذا النظام هناك الآلاف والآلاف من الكواكب الأخرى والتي تدور حول نجومها الخاصة. حتى الآن، لدينا نحو ١٨٠٠ من العوالم الجديدة ونحو ٣٠٠٠ أخرى ما زالت في مرحلة التأكيد. يبحث العلماء عن الكواكب التي تدور في النطاقات المعتدلة حول النجوم والتي يمكن أن تكون صالحة للحياة مثل الأرض. رغم ذلك، فإن أغلبية الكواكب التي تم اكتشافها حتى الآن عبارة عن كتلٍ من الغازات الساخنة.

هذه حقيقة مُقززة نوعاً ما، لكن في الفضاء حيث الجاذبية المنخفضة، لا يستخدم رواد الفضاء أقدامهم للمشي. لهذا السبب، يُصبح الجلد المُغطِّي للقدمين ناعماً بشدة ويبدأ في التشقق. ولأنه لا يوجد معدّات للغسيل في الفضاء، يضطر رواد الفضاء لارتداء نفس الملابس الداخلية والجوارب لأيامٍ طويلة. يجب أن تُخلع هذه الجوارب بلُطف وإلا ستطفو خلايا الجلد الميتة في هذه البيئة مُنعدمة الوزن.

السنة على كوكب الزهرة (والتي تُمثل الفترة الزمنية المطلوبة لدورة كاملة حول الشمس) هي نحو ٢٢٤,٧ يوم أرضيّ. رغم ذلك، يستغرق كوكب الزهرة ٢٤٣ يوماً أرضياً ليدور حول محوره دورةً واحدة.

هذه صورة شهيرة للرئيس نيكسون وهو يتحدث لطاقم رحلة أبولو ١١ المُكوَّن من مايكل كولينز ((Michael Collins، نيل أرمسترونغ (Neil Armstrong) وباز ألدرين (Buzz Aldrin). استمر هذا الأمر حتى عودة رحلة أبولو ١٤ سالمة، وبعد ذلك تقرر أن القمر لا يحتوي على أي أمراضٍ مُميتة. لم يتوجّب عزل طاقم رحلة أبولو ١٣ حيث عادوا للأرض بعد أن أُصيبت مركبتهم بعطلٍ فنيّ ولم يسيروا على القمر أبداً.

اعتقد الفلكيون قديماً أن الأرض هي مركز الكون، لكننا الآن نعلم أن الشمس تقع في مركز المجموعة الشمسية وأن الأرض وبقية الكواكب في النظام الشمسيّ تدور حولها. تُمثل الشمس ٩٩,٨ بالمائة من كتلة النظام الشمسي بأكمله، حيث يمكن أن تستوعب داخلها نحو مليون كوكب بحجم الأرض.

في الفضاء، يستوي العمود الفقري وذلك لانعدام الجاذبية التي تجذبك للأسفل. في الحقيقة، يُمكنك أن تصبح أطول حتى خمس سنتيمترات في الفضاء.

يمكن أن يُصبح الطقس سيئاً بشدة هنا على الأرض، لكن رغم ذلك، يُعتبر طقسنا رائعاً إذا ما قورن بالطقس على بعض الكواكب الأخرى. لدى كوكب المُشترى رياح عاتية، والبقعة الحمراء الضخمة والتي تمثل عاصفة إعصارية عاتية ما زالت مُحتدمة هناك منذ ما يقرب من ٣٠٠ عام. يشهد كل من عطارد والمريخ تقلبات شديدة في درجة الحرارة في نفس اليوم. كوكب الزهرة حار جداً فهو أسخن بخمس مرات من الماء المغلي. لدى كل من زحل وأورانوس رياح عاتية أيضاً، لكن أعتى الرياح قاطبةً توجد على كوكب نبتون حيث تبلغ سرعتها نحو ١٦٠٠ متراً في الساعة.

يبدأ الفضاء رسمياً عند خط كارمان (Karman Line). هذا الحد غير المرئي يقع على مسافة ١٠٠ كيلومتر فوق سطح الأرض. نظرياً، إذا أمكنك قيادة سيارتك للأعلى، يمكنك أن تصل للفضاء في أقل من ساعة.

على الرغم من كون عطارد هو الكوكب الأقرب للشمس، إلا أنه ليس أسخن كوكب. عطارد ليس لديه غلاف جوي وهذا يعني أن هذا الكوكب يكون حاراً فقط أثناء النهار عندما يكون في مواجهة الشمس مباشرة. أثناء ذلك، يمكن أن تصل درجة الحرارة إلى ٤٢٥ درجة مئوية، لكن في الليل، يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى سالب ١٨٠ درجة مئوية. كوكب الزهرة هو أسخن كوكب، فسُحُبه السميكة تحجز حرارة الشمس مُسببةً ارتفاع درجة حرارته إلى ٥٠٠ درجة مئوية طوال الوقت.

هناك وهمٌ بصري يجعل القمر يبدو أكبر كلما انخفض موقعه في السماء. هذا التضخيم الظاهري ليس بسبب غلافنا الجوي بل هو خدعة ذهنية. عندما يكون القمر أقرب على مرمى البصر، فإنه يُصبح أكثر قرباً لأشياء مثل المباني والأشجار والتي بدورها تجعل القمر يبدو أكبر حجماً بالمُقارنة بها. رغم ذلك، هناك أوقات يكون فيها القمر أكبر حجماً فعلاً، فخلال مساره البيضاوي، أحياناً يصبح القمر أقرب قليلاً إلى الأرض، وأوقات أخرى يكون فيها أبعد قليلاً. يحدث هذا مرة واحدة في الشهر خلال مسار القمر حول الأرض. عادةً لا يكون هذا الأمر ملحوظاً للعين المجردة، لكن عندما يُصبح القمر مكتملاً في نفس الوقت الذي يكون فيه قريباً من الأرض، يصبح ما يُطلق عليه القمر العملاق (Super moon) ويظهر أكبر حجماً من الطبيعي بنحو ١٢ إلى ١٤ بالمائة.

اعتقد عالم الفلك غريب الأطوار تيخو براهي (Tycho Brahe) أن كلاً من الشمس والقمر يدوران حول الأرض، وأن باقي الكواكب تدور حول الشمس. قام براهي بتصنيف العديد من النجوم، كما أن لديه حفرة على القمر وبقايا سوبرنوفا (انفجار نجمي) مُسميان باِسمه. رغم ذلك، كان سلوكه الشرس محل اهتمامٍ أيضاً، فقد كان يرتدي أنفاً مزيفاً مصنوعاً من الفضة بعدما فقد أنفه الحقيقي في قتالٍ بالسيوف. أيضاً كان لديه أيل أليف والذي لقي حتفه بعد أن وقع من على السلالم إثر احتسائه للخمر. بعد أن اُستخرجت جثته وتم فحصها عام ٢٠١٠ تَبيَّن أن سبب وفاته ربما يكون انفجار المثانة وليس كما اُعتقد سالفاً أنه مات مسموماً بالزئبق على يد أحد زملائه الحاقدين عليه.

كلمة رائد فضاء بالإنجليزية ((Astronaut مُشتقة من الكلمة الإغريقية ‘‘Astron والتي تعني نجم و ‘‘Nautes‘‘ والتي تعني بحارة.

على متن محطة الفضاء الدولية، يطفو الماء على شكل فقاعات أو كراتٍ صغيرة. يعني هذا أنك إذا بكيت، ستُشكل دموعك فقاعاتٍ صغيرة حول عينيك وذلك لانعدام الجاذبية التي تجذبها للأسفل. هذا يبدو مرحاً لكنه قد يُصبح خطيراً أيضاً، فرائد الفضاء لوكا بارميتانو (Luca Parmitano) عاني في إحدى المرات من تسربٍ في بدلته الفضائية بينما كان يمشي في الفضاء، حيث تسرب الماء إلى خوذته وغطى عينيه وأذنيه، ولكنه لحسن الحظ تمكن من العودة لمحطة الفضاء بسرعة دون أن يُصاب بأي أذىً. فلو لم يتمكن لوكا من العودة سريعاً، فربما كان قد غرق حرفياً في الفضاء.

اكتشف رائد الفضاء الأمريكي دون بيتيت (Don Pettit) أنه عند طي زوج من الملابس الداخلية على شكل كرة ثم تخييطها ببعض ورق المرحاض الروسي (والذي هو سميك ويُشبه الضمادات)، فإن ذلك يكون بيئة أكثر دفئاً لنمو بعض بذور الطماطم والريحان.

تم اكتشاف الكوكب القزم ماكيماكي (Makemake) في عيد الفصح عام ٢٠٠٥. كانت تماثيل مواي بجزيرة الفصح هي المُلهمة لاسم هذا الكوكب. ماكيماكي في أساطير سكان الجزيرة هو خالق البشر وإله الخصوبة، وهو أيضاً علامة مميزة في المنحوتات والرسوم الكهفية على هذه الجزيرة.

‘‘سديم‘‘ (Nebula تعني “سحابة”) باللغة اللاتينية. السُدم هي المناطق حيث تتكون النجوم الجديدة أو حيث تفنى النجوم القديمة. هذه السُحب الكونية لها أشكال وأحجام متنوعة وهي مكونة بالأساس من الغبار والغازات البينجمية. هناك سدم على شكل شجرة عيد الميلاد، رأس حصان، وحيد القرن، يد بشرية، بيضة مقلية والعديد من الأشكال الأخرى. هذه السحب الجميلة غير المرئية للعين المجردة تُبين حقيقة هامة وهي أن هناك الكثير يحدث في سماء الليل ولكنك لا تستطيع أن تراه.

يُستخدم النجم الشمالي أو القطبي في الملاحة فهو ثابت في موقعه في السماء، هذا الموقع سيتغير ولكن ليس في حياتنا. تدور الأرض بسرعة ولهذا فإن قطبها دائم التذبذب. في الوقت الحاضر، يتجه هذا القطب ناحية النجم الشمالي ولكن بحلول عام ١٣٧٢٧ سيُصبح النجم المواجه للقطب (النجم القطبي) هو نجم فيجا (Vega) الواقع بمجموعة نجوم ليرا (Lyra). كان نجم فيجا هو النجم القطبي أيضاً عام ١٢٠٠٠ ق.م .

في حال عودة طاقم رحلة أبولو بإصاباتٍ من أيّ نوع، فإنه لم يكن هناك أي بوليصة تأمينٍ صحي لتغطية هذه الإصابات. لذا قبل رحلتهم، قاموا بتوقيع عدة صور فوتوغرافية لتُباع لاحقاً في حال وفاتهم.

في الفراغ كما في الفضاء، عندما يتلامس معدنان، فإنهما يلتصقان ببعضهما البعض، وتُعرف هذه العملية ب “اللحام البارد” (Cold Welding). بسبب وجود الأكسجين على الأرض، لا تحدث هذه العملية طبيعياً ولكنها تُستخدم في بعض العمليات الصناعية. هذا شيء يجب أخذه في الحُسبان لكنه عادةً لا يُمثل مشكلة كبيرة لكون المعدات الفضائية تبقي مُغطاة بطبقة مؤكسدة عند مغادرة الأرض.

اُطلق مسباري فوياجر ١ وفوياجر ٢ عام ١٩٧٧، وكانت المهمة الأساسية لهما هي زيارة كوكبي المُشترى وزُحل. وصل مسبار فوياجر ٢ حتى كوكبي أورانوس ونبتون، بينما تمكن فوياجر ١ حالياً من الخروج من النظام الشمسي إلى الفضاء البينجمي. الآن، فوياجر ١ أبعد عن الأرض بمسافة أطول من تلك التي بين الشمس وبلوتو. يحمل كلا المسبارين على متنهما تسجيلاً ذهبياً والذي سيعمل ككبسولة زمنية لكوكب الأرض. يحتوي هذان التسجيلان على تحياتٍ من الأرض وأنواعٍ مختلفة من الموسيقى. يحتويان أيضاً على أصوات تُمثل الضوضاء الناتجة عن مُحركات الصواريخ، أصوات للبحر، أصوات أناس يتكلمون، أصوات حيوانات وأيضاً العديد من الصور.

صرح رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت جيمي كارتر قائلاً “هذا التسجيل يُمثل أملنا وعزيمتنا وأيضاً نيتنا الطيبة في هذا الكون الفسيح والرائع”. سُجلت هذه الرسائل كنبضاتٍ الكترونية والتي يُمكن ترجمتها إلى كلمات مكتوبة.
إذا أردت الاستماع لرسائل هذا التسجيل الذهبي، شاهد هذا الفيديو: