أكثر 10 مفاهيم خاطئة عن الديانة البوذية

تعتبر الديانة البوذية واحدةً من أكثر الديانات انتشارًا في العالم بأكثر من مليار معتنقٍ لها، ولكن حتى مع انتشارها الكبير، ما زال البعض يمتلك مفاهيم خاطئة عنها، وقد يرجع ذلك للفهم الضعيف للفلسفة أو الديانة البوذية.

نذكر هنا بعض أكثر المفاهيم الخاطئة عنها:

أكثر مفهوم خاطئ عند الناس هو أن سيدهارتا أو المعروف ببوذا هو الإله عند البوذيين، لكن الواقع هو أن الديانة البوذية لا تحتوي على أي نوع من الآلهة وليس بالضرورة الإيمان بأي إله عندهم، فبوذا نفسه آمن بأن التساؤل عن أصلنا وعن الوجود ليس بأهمية استغلال وعيش الحياة التي بين أيدينا.

تبقى حرية الإيمان بالإله شيئًا شخصيًا عند كل بوذي وليس ضرورة، وهنا تكمن جمالية هذه الديانة.

يظن العديد من الناس بأن البوذية تؤمن بتناسخ الأرواح، التي هي عبارة عن فكرة تقول أن روح الشخص تنتقل بعد موته لكائنٍ آخر سواء كان حيوانًا أو إنسانًا، لكن في الواقع لا يوجد أي ذكرٍ لهذا الأمر في هذه الديانة، ويزعم البعض بأن فكرة تناسخ الأرواح ضاعت خلال ترجمة الموروث الثقافي للديانة، ولهذا لن نكون متأكدين من الأمر أبدًا.

يمتلك العديد من الناس فكرةً تقول أن البوذية تفرض على المتدين أن يكون نباتيًا، لكن الأمر ليس صحيحًا، فرغم كثرة التعاليم البوذية التي تنص على عدم قتل الحيوانات، إلّا أن بوذا لم يحدد يومًا الأكلات المقبولة وغير المقبولة.

يعتقد الكثيرون بأن أكل شيء غير نباتي معناه قتل حيوان والذي هو ضد تعاليم بوذا.

يعتقد الناس بأن البوذيين يحبون الألم والمعاناة، وبأن المعاناة نوع من الممارسات الدينية عند البوذيين، غير أن نصوص البوذية خالية تمامًا من هذا الحب أو المتعة، وجل ما تقوله الديانة هو أنه على الشخص ألا ينظر بسلبية للمعاناة وأن يبقى متفائلًا وأن يتقبلها عند عدم قدرته على تجنبها واضطراره إلى التعامل معها.

يحاول هذا المفهوم في البوذية أن يجعل الناس أقوياء ويساعدهم على تحمل الألم والمعاناة في الحياة.

يوجد العديد من الأشخاص الذين يعتقدون بأن البوذية عبارة عن ديانة وثنية، وكما قال “دالاي لاما Da lai Lama’: “الدين شيء لا يمكن العيش بدونه”، وعلى العكس تمامًا في الغرب، يعتبر الدين شيئًا غير ضروري للحياة، بالإضافة إلى وجود اعتقاد سائد بأن أي دين غير المسيحية واليهودية هو دينٌ وثني، وذلك يتضمن بالأساس الديانة البوذية.

وهو يعتبر أسخف مفهوم خاطئ عن البوذية، إذ يعتقد البعض أن بوذا كان سمينًا ومضحكًا، يجلس في وضع اللوتس دائمًا، يُظهر بطنه المنتفخة، لكن في واقع الأمر، هذا الشخص الذي رسمه الكثير عن بوذا ليس بوذا نفسه أي سيدهارتا غوتاما، بل صورة للراهب “بوذا الضاحك” الذي اشتُهر حول العالم.

لا يوجد أي شيء يُوثّق شكل بوذا وما إذا كان يشبه بوذا “الضاحك”، إلا أنه بالتأكيد يختلف عن ذلك.

كثيرون هم من يعتقدون بأن ‘دالاي لاما’ يمثل البابا عند البوذيين، فالناس يحبون رؤية زعماء دينيين لكل دين، بل وأحيانًا يخلقون نسخًا بأنفسهم.

الحقيقة هي أن “دالاي لاما” ليس بِبابا للبوذيين ولا قائدًا لهم، بل فقط زعيم مجموعةٍ صغيرة تُسمى “جيلوغبا Gelugpa” من بوذيي “التيبت Tibetan”، ولا يأخذ أحد من البوذيين المتبقيين “دالاي لاما” كقائدٍ لهم.

حين يذكر أحدٌ ما “البوذية”، أغلبية الناس يظنون أنها مجموعةٌ من الرهبان الصلع البوذيين في مجموعةٍ كبيرة يتأملون لساعات يتلون “المانترا” بإحدى اللغات، لكن التأمل ليس شيئًا إلزاميًا، فالكثير من البوذيين لا يمارسونه بصورةٍ مستمرة.

أعطت نتائج استطلاع الرأي حول التأمل عند البوذيين الأمريكيين أن أغلبيتهم لا يمارس التأمل بصورةٍ منتظمة.

يعتقد الكثيرين بأن البوذيين عبارة عن دعاةٍ للسلام، رغم أنهم ينشرون أفكارًا ضد العنف، إلا أنهم ليسوا دائمًا دعاة للسلام.

عندما تم سؤال “دالاي لاما” عن قتل “أسامة بن لادن” الذي يعتبر إرهابيًا عالميًا، أظهر تعاطفه ونصح بأخذ الإجراءات اللازمة في مثل تلك الحالات، فالبوذيون مشابهون لمعلمي فنون القتال: لا يجب عليك استعمال العنف إن لم يكن الأمر ضروريًا ويجب الوقوف ضد العنف، لكن عند الدفاع عن النفس، فبالتأكيد يجب استعماله.

يمتلك الناس موقفين اثنين عن البوذية، يختلفان بحسب تعريف الشخص للدين، فالبعض يعتبرها دينًا في حين لا يعتبرها البعض الآخر كذلك، فهي دينٌ فريد من نوعه يمكن اتباعه حتى لو كنت تنتمي لمجتمع وثقافة مختلفين، وذلك لكونها لا تضع تعاليم وشروط لاتباعها.

كذلك يمكنك الإيمان بالله أو عدم الإيمان به، فذلك يعتمد على قناعتك الشخصية.