مسلسلات أمريكية أوقعتنا في غرام نيويورك

نيويورك هي مدينة الحواديت، وعلى الرغم من أن هوليوود مركز صناعة السينما في أمريكا والعالم تقع في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، إلا أن الحواديت كلها تحدث في نيويورك، ربما هكذا أصبحت هي الولاية الأكثر شهرة في العالم، قد ترتبط في أذهاننا بحادثة 11 سبتمبر..وقد نتخيل تمثال الحرية بمجرد ذكر اسمها.. لكن إن دققت قليلاً في خيالك ، ستدرك أنك تتخيل مشهد إنفجار البرجين كما شاهداه في فيلم World Trade Center وستكتشف أنك تفكر في مشهد غرق تمثال الحرية في فيلم The Day After Tomorrow.

وبالرغم من وجود مئات الأفلام التي تجري أحداثها في نيويورك، إلا أن للمسلسلات الأمريكية قصة مختلفة مع المدينة التي لا تنام.

بعض من أشهر المسلسلات في الثلاثين عامٍ الماضية جرت أحداثها في نيويورك، وإن أردنا الابتعاد أكثر سنكتشف أن هناك ما يقارب الـ188 مسلسل دارت أحداثها في نيويورك منذ عام 1947 إلى اليوم. هذا ما جعلها تتسلل إلى عقولنا فنحفظ شوارعها، وأسامي ميادينها، مسارحها ومتاجرها وكأننا عشنا فيها قبل ذلك.

السمة السائدة في المسلسلات التي تجري في نيويورك هي الصداقات، فالجميع يبدو بلا عمل في تلك المدينة، فقط مجموعة من الأصدقاء يلتقون ليحكون قصصهم في المقاهي المختلفة.

المسلسل الأشهر في العالم الذي لا يزال الجميع يحلله، ويتذكر شخصياته، ويقوم بصنع مقاطع الفيديو عنه. هناك الكثير من الصفحات الخاصة به على مواقع التواصل الاجتماعي. يعززها ذلك الشعور بأن الأبطال أصدقاء بالفعل في الواقع، عشنا معهم 10 سنوات كاملة ليصبحوا جزءاً لا يتجزأ من ذاكرتنا، وهو واحد من المسلسلات القليلة التي لا يمكن مقاومة مشاهدته أكثر من مرة.

في مسلسل Sex and The City تلتقي الصديقات الأربع، كاري، شارلوت، سامنثا وميرندا كل صباح ليتحدثن عن خيباتهن العاطفية المتتالية، والتي تقصها كاري بعد ذلك في مقالها اليومي بالجريدة. ولعل هذا هو أكثر مسلسل صحبنا في شوارع ومتاجر نيويورك، وعرفنا على الأحداث اليومية بها، ضمن رحلة الصديقات الأربع ومشاكلهن التي لا تنتهي.

بدا أشبه بمسلسل Friends في بداياته، ثم تشعبت قصصه وأحداثه ليتفوق عليه، وليترك ذات الأثر الحزين في نهايته وكأننا فارقنا أصدقائنا في الحقيقة. وكأننا ودعنا المدينة التي كنا نزورها في كل حلقة.

تأتي الفتاة الشابة من كاليفورنيا إلى المدينة الكبيرة لأول مرة لتلتحق بجامعتها وتتعرف على عالم جديد تهابه ثم تندمج فيه. عالم الجامعات الامريكية الذي حفظنا كل تفاصيله. من الحفلات إلى سكن الطلبة ونظام الغرف وقاعات الدراسة. وقصص الحب المعقدة بين طلابه.

مسلسل آخر يحملنا إلى عالم الموضة في نيويورك، بيتي الفتاة القبيحة التي تعمل في مجال الموضة لتواجه المجتمع الأمريكي وسط أكبر وسط يهتم بالجمال السطحي ولا شيء سواه.

يبدو أن الفتيات في نيويورك لا يعملن سوى نادلات، صحفيات أو شيئاً ما له علاقة بالموضة. هنا تصحبنا فتاتان مفلستان في رحلتهن للنجاح، الفتاتان متناقضتان تماماً لكنهما صديقتان مثاليتان لبعضهما البعض. الجميل في هذا المسلسل أنه يسخر وبشدة من جميع طوائف المجتمع الأمريكي، الزنوج، اليهود، المثليين، الشقراوات، المهاجرين، الممتلئات، الأغنياء والفقراء. دون أي محاولة لإدعاء السعادة والهناء الذي يعيش فيه المجتمع بسلام والذي تحاول باقي الأفلام والمسلسلات تصديره إلى المشاهدين.

من قاع نيويورك إلى قمتها في هذا المسلسل الذي يعتمد كما يشير اسمه على القصص التي تدور في أروقة المجتمعات الراقية، علاقات الحب المتداخلة والمهقدة التي تؤدي للإدمان، هناك الكثيرين ممن يروق له هذا النوع من المسلسلات بالفعل.

بالرغم من هذا النوع من مسلسلات التحقيقات يجري في أكثر من ولاية، إلا أن نيويورك تفوز كالعادة بالرهان وتسحب البساط لصالحها في السلسلة الأعلى مشاهدة. حتى في العالم العربي الذي لا يفرق بين الولايات الأمريكية كثيراً، ستدرك أن أجزاء سلسلة نيويورك هي المفضلة لديه، لا لشيء إلا لارتباطها الدائم معنا بالمسلسلات الأمريكية, وهو نفس الشعور بالألفة مع المدينة والذي ذكرناه آنفاً.

الكثيرون لا يعلمون ان مسلسل ساينفيلد من أوائل السيت كوم التي تدور حول الصداقة في نيويورك، مجموعة غريبة الأطوار مكونة من ثلاثة رجال وامرأة، لا تملك إلا أن تحبهم رغم أنهم في حقيقة الأمر شخصيات سلبية للغاية، معللين تصرفاتهم الأنانية المؤذية للآخرين بأن الحياة في نيويورك تقتضي أن تكون متوحشاً. المسلسل من أوائل المسلسلات التي روجت لفكرة الشرير المحبوب.

من أطول المسلسلات الأمريكية فهو يمتد إلى 20 موسماً، تدور أحداثه في عالم الجريمة، النصف الأول من الحلقة يدور حول الجريمة ذاتها والنصف الثاني يحدث بين جنبات المحكمة، طاقم من المحامين الذين يحاولون تحقيق العدالة.

*******************

لا تزال العديد من المسلسلات والحكايات تحدث هناك. لكن المسلسلات العشر السابقة كانت ذات آثر كبير على متابعيها ومن بينهم كاتبة هذه السطور، من منا لم يتخيل نفسه يجلس مع جوي،تشندلر،روس،ريتشيل، مونيكا وفيبي في سنترال بيرك؟ من من الفتيات لم تود أن تصحب كاري برادشو في رحلة تسوق بحثاً عن الحذاء المثالي، من منا لم يقع في غرام تيد ومحاولاته المستميته لمقابلة أم أولاده؟

من منا لم يشعر بمثل هذا الافتقاد إلى تلك المشاعر بين هؤلاء الأصدقاء، والتي ارتبطت دائماً بنيويورك وحواديتها.

هؤلاء الذين يعرفون ما أتحدث عنه تماماً، هؤلاء الذين يشعرون بمزيج من الحنين لشوارع نيويورك في الخريف، هؤلاء الذين يعيشون بالأمل في إيجاد حلمهم الذي يبحثون عنه منتظراً هناك في مقهى من مقاهيها. والذين يحلمون بزيارة تلك الأماكن ومقابلة هؤلاء الأصدقاء والعيش في مثل هذه البيوت سيفهمون بالتأكيد لماذا أحب نيويورك إلى هذا الحد.

اقرأ أيضـاً :

ما الذي يجمع بين أحمد الشقيري وهشام منصور؟

جيمس كرول … عامل النظافة الذي غير علوم الأرض