🎞️ Netflix

الحياة قبل اختراع المنظفات: الخوف من الصابون والاستحمام بكشط الأوساخ، وملوك استحموا مرتين في حياتهم!!

الصابون والمنظفات
روان سالم
روان سالم

11 د

لا بدّ وأنك عندما كنت طفلًا أو شابًا مراهقًا، جلستَ مراتٍ عديدة مع أجدادك، وروا لك كيف كانت حياتهم عندما كانوا أطفالًا مثلك، ماذا كانوا يأكلون وكيف يمضون أوقات فراغهم، كيف كانوا يتحمّلون الصعاب ولا يهابون شيئًا، ولا بدّ وأنهم قصّوا عليك قصص استحمامهم في الأنهار، أو تسخين المياه في الأواني الكبيرة والاستحمام بها فقط… قصص كثيرة تبيّن “عدم اهتمامهم بمبادئ النظافة!“، أو عدم الاكتراث بنظافتهم الشخصية ونظافة طعامهم ولباسهم في العموم.

أتذكّر عندما روى لي أبي ذات مرّة عن حياتهم قديمًا، وقد قال أن الأمراض المؤلمة والمعدية مثل الجَرَب والقمل، كانت أمراض عادية بالنسبةِ لهم وشائعة، وكيف كانت غرفُ طعامهم تعثّ بالفئران أحيانًا 🤢.. ربما كانوا يتنعمون بالبساطة قبل أن يتعولموا بالحضارة والتكنولوجيا، ولكن أعتقد أنهم كانوا سيموتون من الأمراض الناجمة عن الأوساخ لو بقيت حياتهم على حالها.. نعم، هكذا كانت الحياة قبل اختراع المنظفات.

نحن نفكّر ونبحث دائمًا عن تاريخ اختراع أي تقنية جديدة ومعاصرة، اختراع الكهرباء 1861-1862، واختراع أول موبايل عام 1973، وحتى هذه اللحظة، نتمتع جميعًا بثقافة واسعة حول تواريخ الاختراعات التي غيرت العالم، ولكن هل تساءلنا ولو لمرة، عن تاريخ اختراع مواد التنظيف؟ كيف بدأ الاهتمام بالنظافة ومن أين بدأ؟ كيف كانت الحياة قبل اختراع المنظفات عمومًا؟ والتي لا أعتقد أنه يمكن لأحدكم الاستغناء عنها اليوم.


من كان أوّل صنّاع الصابون؟

تُرجع الأدلة الأثرية ظهور صناعة الصابون لأول مرة إلى حضارات الشرق الأدنى القديم، ما نسميه اليوم حضارات الشرق الأوسط، وبالتحديد، كان سكان بلاد الرافدين القدماء (العراق اليوم) هم أول من أنتج أول نوع من الصابون عن طريق طهي الأحماض الدهنية، حيث تم توثيق ذلك وبانَ جيدًا في فنّ وثقافة ذلك الوقت. بحلول عام 2800 قبل الميلاد، كان البابليون وحضارة بلاد الرافدين والمصريون والإغريق والرومان القدماء، يصنعون مواد شبيهة بالصابون، ربما شبيهة بتركيبه، لأغراض مختلفة.

عُثر على هذه المادة الشبيهة في إحدى الأواني الفخارية العائدة إلى ذلك الوقت، أثناء التنقيب في موقع بابلي قديم، نُقشت هذه الأواني بجمل مثل “دهون مسلوقة بالرماد” إشارة إلى مكونات المادة، والتي هي في الأصل طريقة صنع الصابون، وتبين من تحليلها أنهم كانوا يخلطون الدهون والزيوت بالأملاح، وبواسطة الكيميائيات الغامضة نوعًا ما في ذاك الوقت، كانوا يخلقون محلولًا شبيهًا بالصابون، وكان الأساس لقطعة الصابون التي تحملها وتغسل بها يديك اليوم.

كما عُثر على لوح سومريّ في بلادد الرافدين يعود تاريخ وجوده إلى 2200 قبل الميلاد، مكتوبٌ عليه بالأحرف المسمارية طريقة صنع الصابون.

لوح سومري يوضح طريقة صنع الصابون

لوح سومري يوضح طريقة صنع الصابون

نقطة البداية: عملية التصبن هي المفتاح على مرّ السنين

كما قلنا، مبدأ العمل الكيميائي هو نفسه، تحدث عملية التصبّن من التفاعل الكيميائي الحاصل بين الأحماض الدهنية الحاوية على الدهون والزيوت، في لحظات تلامسها مع ملح قلوي (مثل هيدروكسيد البوتاسيوم أو هيدروكسيد الصوديوم)، الذي يُستخرج غالبًا من الرماد فيما كان يُسمى قديمًا “غسول”؛ فكان أسلافنا يستخرجون الغسول ببساطة من صب المياه فوق برميل مملوء بالرماد ومثقوب في قعره، ثم جمع قطرات السائل التي تقطر من الأسفل. يحتوي المحلول على مستويات عالية من الأملاح الذائبة، والتي بتفاعلها مع الدهون والزيوت المذابة، ينتج لدينا الصابون!

طريقة أخرى قديمة سابقة استخدمت لصنع الصابون الخام القاسي، وهي غلي الدهون مع رماد الخشب، وغالبًا كان هذا المزيج يُستخدم في إنتاج المنسوجات ولأغراض طبية، واستُخدم أيضًا في تنظيف الأواني وبشكل خاص المقالي، ولكن الأدلة على استخدام الصابون في “الاستحمام” قليلة جدًا. في الواقع، تقول المراجع والأدلة أن الاستحمام اليومي لم يكن شائعًا ومعروفًا حتى القرن العشرين- وهذا ما يجعل سوالف أبي صحيحة. 😬


بُرديّة إبيرس: الإثبات الذي يبين نظافة قدماء المصريين

تُظهر السجلات المختلفة أيضًا أن قدماء المصريين كانوا يستحمون بانتظام، ومن بينها بُردية إبيرس (The Ebers Papyrus)، وهي من أوائل البرديات المصرية التي كُتبت في تاريخ البشرية، وثيقة طبية عمرها يعود إلى 1500 قبل الميلاد، تُظهر جمعًا بين الزيوت النباتية والحيوانية والأملاح القلوية، لتشكيل مادة شبيهة بالصابون، استُخدمت لعلاج الأمراض الجلدية، وللغسيل أيضًا، أي أعطت خريطة لصناعة الصابون في ذاك الوقت.

بردية إبيرس

بردية إبيرس

أسطورة جبل سابور

وفقًا لأسطورة رومانية قديمة، حصل الصابون (Soap) على اسمه من اسم جبل سابو (Sapo) بإيطاليا. تقول الأسطورة أن مياه الأمطار النازلة على الجبل جمعت خليطًا من دهون الحيوانات المذابة وبقايا رماد الذبائح المختلفة، التي اختلطت ونزلت إلى التربة والنهر، وشكلت طينًا سُمي طين سابو. كان النساء يأتين ليغسلنَ ملابسهن وملابس أزواجهنّ عند نهر التيبر (Tiber River) أسفل الجبل، ولاحظن عند غسل الملابس أن هذا الطين كان أفضل لغسيل الجلد والفراء أكثر من غسلهما بالماء لوحده، وهكذا بدأت حكاية صنع الصابون بحسب الأسطورة.

اقرأ أيضًا: أوروبا التى لا تعرفهـا: محاكمات ” جنونية ” يصعب تصديقهـا وقعت في القرون الوسطى !

أسطورة جبل سابور

الحياة قبل اختراع المنظفات: كيف نظّف الناس أنفسهم قبل اختراع الصابون؟

بعد البحث حول حياة أجدادنا وأسلافنا الذين عاشوا خلال القرن التاسع عشر وما قبل، أو ما قبل العصر الحديث عمومًا، يبدو أنهم كانوا يسيئون فهم مواد التنظيف والصابون، ويسيئون فهم مصطلح النظافة بالعموم، لأنهم لم يستحموا، لم يغسلوا وجوههم وشعرهم كما يفعل معظمنا اليوم.

في العصور الوسطى، كان الناس نادرًا ما يستحمون، لأن الاستحمام كان يُعتبر غير صحي أو من المحرمات! في عصور ما قبل التاريخ، نظّف الناس أنفسهم بشكلٍ طبيعي بالماء والطين والرمل، واستخدموا حجر الخفاف والرماد. وفي وقتٍ لاحق من ذلك، ظهر اليونانيون والرومان الأوائل يستحمون بانتظام كون الاستحمام كان مذكورًا في كتاب العهد القديم ونصوص دينية أخرى.


دُور الاستحمام الفخمة لدى الرومان: الاستحمام بكشط الأوساخ

أصبح الاستحمام فيما بعد أحد اهتمامات الرومان، بنوا دُور الاستحمام الفخمة في كل مكان، وكانت الطريقة الشائعة في الاستحمام بتدليك الجسم كاملًا بالزيت، ونظرًا لأن الزيت مادة لزجة ستزيل ما تختلط به، على الأقل ستختلط معه، لذا سيختلط هذا الزيت مع إفرازات الجسم -الأوساخ والجراثيم والمواد المفرزة إلى الجلد- وثم يتم كشط الجلد بأداة معينة مصممة لهذا الغرض، سُميت ستريجيل (Strigil) وهكذا يتم إزالة الزيت مع الأوساخ. كانوا أحيانًا يخلطون الزيت مع الرماد، مما يخلق محلولًا رغويًا يستخدمونه بنفسه الطريقة، التطبيق والكشط.

الستريجلس لكشط الأوساخ

الستريجلس لكشط الأوساخ

إنما بالنسبة للصابون، فلم يستخدموه وقتها للنظافة الشخصية، بل استخدموه لتنظيف الصوف والألياف القطنية لتحضيرها قبل نسجها في القماش، حتى الإغريق لم يستخدموه لتنظيف أجسادهم، على الرغم من شهرتهم وقتها في إنشاء الحمامات العامة.


سقوط الإمبراطورية الرومانية: ظهور الشكوك حول الاستحمام ويُصبح نادرًا!

بعدما أصبحت دور الاستحمام الرومانية شائعة وتحظى بشعبية كبيرة لدى جميع مواطني الإمبراطورية، أصبح الاستحمام نادرًا في العصور المظلمة التي تلت سقوط الإمبراطورية الرومانية عام 467 ميلادي، تراجعت عادات الاستحمام في معظم أنحاء أوروبا، وساهمت القذارات في انتشار الأمراض، بما في ذلك وباء الموت الأسود، وبدأت الشكوك تحوم حول ظاهرة الاستحمام الغريبة، لذا أصبح أقل شيوعًا وربما من المحظورات.

على الرغم من ذلك، بقيت هناك بعض المناطق الأوروبية في العصور الوسطى، تهتم بالنظافة الشخصية وتنظر لها كممارسة عادية مهمة، لأنه بحلول العصور الوسطى، بدأ استخدام أنواع جديدة من الصابون تحتوي على الزيوت النباتية، خفيفة ونقية وذات رائحة طيبة، أولها كان صابون حلب، صابون زيت الزيتون الأخضر المليء بزيت الغار العطري، أُنتج في سوريا ونقله الصليبيون والتجار المسيحيون إلى أوروبا، لذا، انتشر في بعض أنحاء أوروبا وقتها، مثلًا، كان الاستحمام اليومي شائعًا لدى اليابانيين في ذلك الوقت، وفي آيسلندا، كانت المياه تُغلى عن طريق خلطها بمياه الينابيع الحارة، ويتم تجميع بُرك وعَمَل أمسيات شهيرة أيام السبت من كل أسبوع.


عصر النهضة: اكتساب الاستحمام شعبية كبيرة وظهور أنواع مختلفة للصابون

بعد عصر النهضة -القرن 14 وحتى القرن 17- عاد الاستحمام واكتسب شعبية مرة أخرى، واكتسبت صناعة الصابون ذاتها أهمية كبيرة، ولكن بدأت العنصرية الطبقية تُطبّق في صناعة الصابون أيضًا، حيث قُسمت الأنواع بين الأثرياء والفقراء الريفيين. اعتُبر الصابون جيد الصنع، المصنوع من زيوت البذور باهظة الثمن -أهمها زيت الزيتون- حصّة الأغنياء الذين يستطيعون تحمل تكلفة صنعه، إذ كان يشرف على صنعه أعضاء نقابات الصابون السرية، يحرسون الوصفات وتقنيات الإنتاج والمكونات السرية التي تجعله جيدًا وباهظًا.

كان الصابون السابق الباهظ مخصص للطبقة الثرية، وأصبح الاستحمام الأسبوعي للنخبة والملوك وأصحاب المكانات باستخدام الصابون المصنوع بعناية والمعطر، وأهم الأنواع كان صابون قشتالة المعطر بالزهور من منطقة قشتالة الاسبانية، لدرجة أن الاستحمام والاغتسال بهذا الصابون ومع هؤلاء كان يعبر عن مكانة الشخص الاجتماعية.

ومن جهة أخرى، كان ذلك الصابون بعيدًا كل البعد عن الصابون الريفي القاسي متوفر الصنع، أي يمكن لأي شخص صنعه، حيث كانوا يصنعونه باستخدام الدهون الحيوانية المستخرجة من الماشية، وليس زيت الزيتون باهظ الثمن، لذا سُمي “صابون الغسول الثقيل”.


صوابين وزيوت الاستحمام الحديثة بنكهة قديمة

توصل فيما بعد صانعو الصابون في ذاك الوقت إلى المعايير والمقاييس الدقيقة لصناعة الصابون المُنتج تجاريًا، وذلك بحساب كمية بلورات الغسول التي نحتاجها لتصبن جميع الأحماض الدهنية التي نريد تحويلها إلى صابون، وإضافة الدهون بدقة بحيث تضاف الكمية التي تجعل الصابون أكثر نعومة وترطيبًا، وبالتالي ساعدت الحسابات الدقيقة على إنتاج صابون مرطب وجيد لا يُزعج البشرة أو يخرشها، واستُخدم بأمان للاستحمام.


انتقال الصابون من سلعة فاخرة إلى ضرورة منزلية كمُنظّف

في القرن التاسع عشر، فُرضت ضرائب كبيرة على استخدام الصابون في العديد من البلدان باعتباره سلعة فاخرة، ولكن عندما تمّ إلغاء الضرائب، أصبح الصابون متاحًا لمعظم الناس واتجهت معايير النظافة نحو التحسن في تلك المجتمعات.


الحرب الأهلية: نقطة تحول من تنظيف المواد إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية

كانت الحرب الأهلية (1861-1865) نقطة تحول في تاريخ التنظيف والمنظفات، فبفضل المُصلحين الذين روّجوا للغسيل المنتظم بالمياه والصابون كإجراء صحي، زادَ الاستحمام كنظافة شخصية: زاد الطلب على صوابين التواليت غير المكلفة، وبدأت الشركات في تطوير وتسويق مجموعة متنوعة من المنتجات الجديدة للاستهلاك.

عام 1879، قدمت شركة بروكتر وغامبل صابون العلامة التجارية Ivory، أحد أوائل صابون التواليت المعطر، وتبع ذلك صابون العلامة بالموليف (Palmolive)، اختصار لـ palm-and-olive-oil، أي الصابون المعتمد في تركيبته على زيت الزيتون والنخيل، وكان ذلك عام 1898، وكان الصابون الأكثر مبيعًا في العالم في أوائل القرن العشرين.

لم تتغير كيمياء صناعة الصابون لآلاف السنين، وبقي على حاله حتى القرن الماضي، ولكن خلال الحرب العالمية الأولى، حدث نقصٌ حاد في المنظفات وأدى إلى تطوير المنظفات الاصطناعية بسرعة في ألمانيا، مواد خام وأصبحت متداولة الإنشاء في المختبرات.


الاستحمام النادر: ملوك لم يستحموا في حياتهم كلها سوى مرتين!

في حقبة من الزمان، اعتُبر الاستحمام كعادة أو طقس من الطقوس الدينية، لتطهير الجسم والروح، بمعنى آخر، لا بدّ أن يكون هناك مناسبة مميزة ليقوم الأشخاص بالاستحمام. بالنسبة لأفراد العائلات المالكة، كانوا يعتبرون أنفسهم مميزين ومتفوقين على الجميع، لدرجة أنك تشعر أنه يحيط بجسمهم شيء مميز يحميهم لا يجب أن يُفرّط به لمجرد الاغتسال والاستحمام.

البعض الآخر من الملوك كان معتبرًا نفسه مترفّعًا عن فعل الاستحمام لأنه “كملك” لا يجب أن يتسخ، لأنه ملك إلهي. عُرف عن عدد قليل من الملوك الذين لم يستحموا سوى مرات معدودة في حياتهم، منهم ملكة قشتالة الملكة إيزابيلا (Queen Isabella)، التي اعترفت بنفسها باستحمامها مرتين فقط في حياتها؛ الأولى كانت عندما وُلدت والثانية قبل زواجها!!

استحمّ الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا أيضًا مرتين في حياته فقط، ولتجنب فواح رائحته القذرة، كان يستخدم بدائل لإخفاء رائحة الأوساخ المتراكمة. كان الملك يضع مكياجًا كل صباح لإخفاء الأوساخ، ويصرف نصف قنينة عطره على جسده، بالفعل كانت رائحة العطر كافية لتشتمّ القلعة كلها عطره، أي كانت طريقة نافعة لتغطية الرائحة. يُقال أنه كان يخاف من الماء ولكن لأسبابٍ مجهولة، والمرتين اللتين استحمّ فيهما كانتا عندما كان مخمورًا، استغلّ خدمه ذلك وأجبروه على الاستحمام.

نشير هنا إلى أن الاستحمام يُقصد به كاملًا لجميع أجزاء الجسم، وليس الاغتسال لأجزاء معينة، لأن عدم استحمام هؤلاء الملوك لم يعنِ عدم غسلهم لأيديهم أو وجوههم.


الحياة بعد توافر المنظفات مع التقدم التكنولوجي

الحياة بعد توافر المنظفات

جعل التقدم التكنولوجي الحياتي قضية توافر زيوت البذور النباتية ليست صعبة، أي لم تعد حكرًا على الطبقات المخملية لأنها لم تعد مكلفة، بل وأصبحت متاحة على نطاق واسع حيث تُستخلص من بذور آلاف النباتات حول العالم، من بذور عباد الشمس وحتى لبّ المارولا، كل زيت يعطي الصابون خصائص مختلفة.

على سبيل المثال، الصابون المصنوع من زيت جوز الهند بنسبة 100%، والذي لا تضاف له الدهون المطرّية في النهاية، يكوّن صابونًا فعالًا في التنظيف ولكنه يمكن أن يكون مفرط الجفاف (يجفّ ويصعب العمل به)، بمعنى يصبح رائعًا لتنظيف الملابس والتنظيف المنزلي، ولكن لا ينبغي الاستحمام به في حال توافر خيارات أخرى. بينما إذا قارناه بذلك المصنوع من زيت الزيتون مثلًا مع إضافة زبدة الشيا والصبار، ومضاف له دهون بشكل مشبع، فينتج لدينا صابون مرطب لا يزعج البشرة، بل يساعد في تهدئة الحالات الالتهابية وجفاف الجلد.

بالنسبة للصابون الذي كان يُصنع من دهون حيوانية قبل 50 عامًا على الأقل، فقد استُبدل اليوم بزيوت البذور الصناعية المنتجة تجاريًا. صابونات الحليب وصابونات الشحم الحيواني لطيفة على البشرة ومغذية، وكلها يمكن إيجادها عند صانعي الصابون المنزلي، في أسواق متخصصة.

أصبحت اليوم معظم المواد التي نطلق عليها اسم صابون هي منظفات، هذه المنظفات الاصطناعية الرخيصة تُباع تحت اسم “الصابون” لجذب الناس، على الرغم من أن تركيبها بعيدٌ جدًا عن الصابون الحقيقي. يتم الجمع بين الدهون الحيوانية المصنعة والزيوت النباتية مع الإضافات الكيميائية، بما في ذلك المرطبات وعوامل جذب الحواس مثل الألوان والروائح والرغوة.

ذو صلة

التنظيف والاستحمام اليوم يُعدّ ضرورة حياتية لا غنى عنها، يمكنك ملاحظة أهميته وأهمية النظافة عمومًا بعد انتشار وباء كوفيد-19 الذي لم نتخلص منه بعد، كيف انتشرت الحملات التوعوية حول التعقيم والاهتمام بنظافة الملابس والطعام وغيرها.. نعم تختلف تركيبات المنظفات والصوابين وأصبح أغلبها اليوم تجاريًّا بحتًا، ولكن تبقى منظفات تحمل تركيبات تقينا من الأوساخ والأمراض التي قد تنتج عنها.

اقرأ أيضًا: أمراض لو رآها أبقراط لتعجّب: الجانب الأسود من حياتنا العصرية

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

صدقاً مش فاهم انا كيف يعني بتحكي ببداية المقال انه اجدادنا ما كانوا يهتموا بالنظافة؟ ناسية انه احنا الاغلب من مسلمين والنظافة جزء من الدين؟ وحتى غير المسلمين كعرب النظافة عامل اساسي بحياتنا وبشكل يومي! غريب جداً ومستهجن

ذو صلة