احذر بعد اليوم!.. الروبوتات تقلّد أصوات أحبائنا والاحتيال أصبح أسهل
6 د
في عالم تتقدّم فيه التكنولوجيا الرقمية بخطى متسارعة، نجد أن المزايا الهائلة التي تقدمها تلك التقنيات قد تتحول إلى سلاح ذو حدّين، وخاصة عند استغلالها بطرق غير أخلاقية. لذا افتحوا أعينكم على عالم الاحتيال الجديد، حيث الروبوتات تستعير أصوات أحبائنا، وملامح الواقع تُشوَّه بفنون التزوير التكنولوجي، والاحتيال الإلكتروني أصبح أبسط وأسهل.
الآن، عندما تسمع صوت الممثل المفضل لك وهو يدعوك لشراء منتج معين، هل يمكنك أن تكون متأكدًا بأنه حقا هو؟ هل يمكنك التفرقة بين الحقيقة والوهم في عصر الذكاء الصناعي المتقدم؟ تابعوا معنا في هذه المقالة حيث نستكشف كيف أصبحت التكنولوجيات المتقدمة كالتزييف الصوتي والواقع الافتراضي أدوات في يد المحتالين، فما خطورة هذه الظاهرة؟ وكيف سيتم التصدّي لها؟
ما هي أشكال الاحتيال الإلكتروني؟
في عالم الإنترنت الذي يتغير باستمرار، تبرز الأنماط الجديدة للاحتيال الإلكتروني بما في ذلك الأساليب التي تعتمد على التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى انتشار الاحتيال الإلكتروني وتصنيفه بأنه من الجرائم الإلكترونية الأكثر انتشاراً في الآونة الأخيرة، مما يعزز حقيقة مزعجة: الاحتيال الإلكتروني لم يعد مجرد مخاطرة محتملة، بل أصبح حقيقة لا يمكن تجنبها في الحياة الرقمية المعاصرة.
تكثر أشكال الاحتيال الإلكتروني وتتنوع، وفيما يلي بعض الأمثلة:
- الرسائل البريدية الخادعة: تحتوي هذه الرسائل عادةً على روابط أو مرفقات غير آمنة، وقد تطلب منك إدخال معلومات حساسة مثل كلمات المرور أو تفاصيل البطاقات الائتمانية.
- التصيد الإلكتروني: تعمل هذه الطريقة على إنشاء صفحات ويب خادعة تشبه بشكل كبير صفحات تسجيل الدخول الشائعة للمواقع الرئيسية أو منصات التواصل الاجتماعي.
- البرامج الخبيثة: تتضمن هذه البرامج فيروسات وبرمجيات التجسس، التي يمكنها التسلل إلى أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية الأخرى بغرض سرقة أو تعديل أو حذف البيانات.
- الهندسة الاجتماعية: هذه الاستراتيجية تستغل العيوب البشرية والعواطف، مثل الطمع والفضول والخوف، لخداع الأشخاص وجذبهم إلى الأفخاخ. يكمن التحدي في هذا النوع من الاحتيال في أنه لا يعتمد بالضرورة على الثغرات التقنية، مما يجعل مكافحته أكثر تعقيدًا ويتطلب نهجًا شاملاً للأمان الرقمي.
الذكاء الاصطناعي وفن تقليد الأصوات والوجوه
لا يقدم لنا الذكاء الاصطناعي الخدمات المفيدة وحسب، بل يمكن أن يستخدم بطرق كارثية للبشرية. ففي عالم متصل دائما بالإنترنت، يمكن لهذه الأدوات المبتكرة أن تسخَّر في أشكال جديدة ومعقدة من الاحتيال الإلكتروني.
لذا استعد لفيديوهات تظهر الأشخاص الشهيرين وهم يتحدثون عن مواضيع مشكوك فيها، أو أشخاص مقربين مثل أولادك أو أهلك يطلبون المساعدة في أمور معينة، أو تخيل أن تصلك مكالمة من رئيسك، لكنها في الواقع صوت مُقلّد بالذكاء الاصطناعي من قِبَل منافس لشركتك. هذا هو الواقع الجديد الذي نتجه نحوه، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج أي وسائط رقمية، سواء كانت مرئية أو مسموعة، بجودة غير مسبوقة.
هذه التقنيات الجديدة تضعنا أمام تحديات غير معتادة. لذا، في هذا العالم الرقمي المعقد والمتغير بسرعة، ينبغي علينا أن نتذكر مبدأ الحذر والريبة: "صدق نصف ما ترى، وربع ما تسمع"
الذكاء الاصطناعي يحول الابتكارات المتقدمة إلى فرصة للاحتيال
بينما نستمتع بفوائد الثورة الرقمية، يجب علينا أيضا أن نواجه التحديات التي تأتي معها. إذ تواجه الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل ElevenLabs وSynthesia تحديًا خاصًا فيما يتعلق بالأمان والاستخدام الأخلاقي لتكنولوجياها.
ElevenLabs، التي طورت أداة لتقليد الأصوات في أي لغة، مصممة أساسا لمساعدة المستخدمين في تعلم اللغات وتحسين أدائهم اللغوي. ومع ذلك، يتعين على الشركة التأكد من أن هذه الأداة لا تُستخدم في الاحتيال الرقمي أو العنصرية أو خطابات الكراهية. من الجانب الآخر، Synthesia تقدم إمكانية خلق موظفي خدمة العملاء ومندوبي مبيعات افتراضيين، مما يضعها أيضا في خط النار.
توفر هذه التقنيات مجموعة لا نهائية من الفرص، لكنها في الوقت نفسه تفتح الأبواب أمام مجموعة جديدة من المخاطر. ففي ظل التطور التكنولوجي، يجب أن نتأكد من أن الأدوات التي نستخدمها محمية بشكل مناسب، وأن الشركات التي تطورها ملتزمة بتوفير الأمان والأخلاق.
معظمنا يذكر الاستخدامات السيئة لروبوت الدردشة ChatGPT بعد بداية ظهوره وكيف لجأ الطلاب لحل واجباتهم المدرسية من خلاله. ولكن لحسن الحظ فقد صدرت في حينها أدوات مثل Originality.ai لكشف احتمالية كتابة المقال بواسطة الذكاء الاصطناعي. واليوم بدأت الآلية ذاتها تتكرر من حيث إنتاج أدوات ذكية يمكنها كشف الأخطاء على مستوى البكسل مما يسمح بتقييم وكشف الفيديوهات الحقيقية من المزيفة.
الخصوصية مشوّهة.. والتزييف العميق يقلب الطاولة على النجوم
قد يكون التزييف العميق أو الـ Deepfakes هو أكثر طرق الاحتيال إثارة للقلق، إذ تستخدم هذه التقنية لتزييف الصوت والصور والفيديو بشكل موثوق، وأصبحت وسيلة قوية للغش والتلاعب، والمشاهير هم من أكثر الأشخاص تعرضًا لهذا النوع من الهجمات.
من مورغان فريمان إلى توم كروز وكيانو ريفز، لم يسلم أي من المشاهير من خطر التزييف العميق. إذ استُخدمت وجوههم وأصواتهم في فيديوهات مزيفة من أجل الضحك والتسلية، ولكن الأمور يمكن أن تتحول إلى السوء بسرعة وتقويلهم بأمور خطيرة لم يتفوّهوا بها.
يشكّل التزييف العميق تهديدًا حقيقيًا للنجوم ولأي شخص ذو نفوذ. فالشركات يمكنها الآن سرقة وجوه الأشخاص واستخدامها لتسويق منتجاتها دون الحاجة إلى الحصول على إذن أو دفع أجر، مما يهدد المستقبل المهني والمالي للأشخاص عمومًا والمشاهير خصوصًا. فكيف يمكننا حماية أنفسنا من هذا النوع من الاحتيال الإلكتروني؟
خطوات بسيطة تضمن أمانك الرقمي ضد التزييف العميق
بعد عرضنا لأساليب الاحتيال المستخدمة لخداع الضحايا، يجب عليك الاحتراس وحماية نفسك وأمنك الرقمي باتباع التالي.
- التيقظ دائما عند التعامل مع الأشخاص الغرباء سواء عبر البريد الالكتروني أو الاتصال أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي فالذكاء العاطفي لا يستهان به. وتجنب إعطاء معلومات أرقامك الائتمانية وبيانات تسجيل الدخول لخدمة العملاء، فالتواصل الرسمي له أساليبه.
- لا تضغط على الروابط والمرفقات مجهولة المصدر، وتجنب فتح النوافذ المنبثقة أو غير المألوفة. فغالباً ما تحتوي الإعلانات على فيروسات أو برمجيات تجسس يمكنها التطفل على جهازك لفترات طويلة بدون أي نشاط. كما يمكنها حذف وتعديل مجموعة بياناتك بدون إذن مسبق منك.
- احتفظ بكلمات مرورك والأرقام الائتمانية بشكل آمن، وتجنب اختيار كلمة مرور ضعيفة أو استخدام ذات الكلمة لأكثر من حساب. كما بإمكانك تجنب استخدام تطبيقات حفظ كلمات المرور لما قد تحتويه على مخاطر مجهولة المصدر تتعلق بتشفير البيانات ومواقع تخزينها.
- التحديث الدوري للتطبيقات وأنظمة التشغيل تحافظ على أمان جهازك وبياناتك بعيداً عن المخادعين، بحيث يمكنك استخدام مضادات فيروسات تمنع التصيد الاحتيالي. إضافة إلى الانتباه وعدم كتابة كلمات المرور أثناء استخدام شبكات VPN غير موثوقة تجنباً لتخزين الكلمات ضمنها.
لنكن واقعيين! التزييف العميق موجود في حياتنا، ويجب على الحكومات والمؤسسات التكنولوجية تقديم مزيد من الجهود لتحسين الأمان الرقمي. إذا تم ترك هذه القضية دون الرقابة، فقد نجد أنفسنا في عالم لا يمكننا الثقة في ما نراه أو نسمعه عبر الإنترنت. فالحماية الرقمية ليست فقط عن حماية البيانات، بل هي أيضًا عن الحفاظ على الثقة في العالم الرقمي.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.