ليس تكنولوجيا المستقبل .. الذكاء الاصطناعي العام موجود بالفعل الآن

الذكاء العام الاصطناعي (AGI) هو نوع افتراضي من الوكيل الذكي إذا تحقق، فيمكن للذكاء الاصطناعي العام أن يتعلم إنجاز أي مهمة فكرية يمكن للبشر أو الحيوانات القيام بها، وهو نظام مستقل يتفوق على القدرات البشرية في غالبية المهام ذات القيمة الاقتصادية، ويعد الذكاء الاصطناعي العام (AGI) هو موضوع شائع في الخيال العلمي والدراسات المستقبلية.

ويرى البعض أن الجدول الزمني لتطويره قد يكون ممكنًا في غضون سنوات أو عقود، ويرى آخرون أن الأمر قد يستغرق قرنًا أو أكثر، وتعتقد أقلية أنه قد لا يتحقق أبدًا، ويوجد جدل حول ما إذا كانت نماذج اللغة الكبيرة الحديثة مثل GPT-4، هي أشكال مبكرة ولكنها غير مكتملة من الذكاء الاصطناعي العام أو إذا كانت توجد حاجة إلى أساليب جديدة.

وللذكاء الاصطناعي العام مسميات عدة، فيعرف باسم الذكاء الاصطناعي القوي، والذكاء الاصطناعي الكامل، والذكاء الاصطناعي على المستوى البشري، أو العمل الذكي العام.

ومع ذلك فإن بعض المصادر الأكاديمية تحتفظ بمصطلح "الذكاء الاصطناعي القوي" لبرامج الكمبيوتر التي تعاني من الإحساس أو الوعي، في المقابل الذكاء الاصطناعي الضعيف (أو الذكاء الاصطناعي الضيق) القادر على حل مشكلة واحدة محددة، لكنه يفتقر إلى القدرات المعرفية العامة، كما وتستخدم بعض المصادر الأكاديمية مصطلح "الذكاء الاصطناعي الضعيف" للإشارة على نطاق أوسع إلى أي برامج لا تتمتع بالوعي ولا تمتلك عقلًا بنفس معنى البشر.

يتوقع باحثو الذكاء الاصطناعي أيضًا أن تمتلك AGI القدرة على:

وطُبق الذكاء الاصطناعي العام على بعض الأمثلة السابقة مما أدى إلى  تحسين وظائفها، فعلى سبيل المثال تتطلب السيارات ذاتية القيادة وجود الإنسان للتعامل مع اتخاذ القرار في المواقف الغامضة، وينطبق الشيء نفسه على خوارزميات صنع الموسيقى، ونماذج اللغة، والأنظمة القانونية. 

تتضمن هذه المجالات المهام التي يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتتها، ولكنها تتضمن أيضًا المهام التي تتطلب مستوى أعلى من التجريد والذكاء البشري، وفي عام 2022 أصبحت هذه الرؤية أقرب إلى الواقع، مدعومة بالتطورات في الذكاء الاصطناعي التوليدي التي أحدثت ثورة في العالم، فمع ظهور ChatGPT لأول مرة في نوفمبر 2022 وظهور واجهات الذكاء الاصطناعي التوليدية الأخرى سهلة الاستخدام، شهد المستخدمون في جميع أنحاء العالم برامج ذكاء اصطناعي مباشرة يمكنها فهم مطالبات النص البشري والإجابة على الأسئلة حول مجموعة لا حصر لها من المواضيع، وإن لم يكن ذلك دائمًا دقيقًا.

وقد أثبتت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية هذه أنها قادرة على إنتاج مجموعة واسعة من أنواع المحتوى بدءًا من الشِعر ووصف المنتج وحتى التعليمات البرمجية والبيانات التركيبية، وتعمل أنظمة توليد الصور مثل Dall-E أيضًا على قلب المشهد البصري رأسًا على عقب، إذ تولد صورًا تحاكي أعمال الفنانين المشهورين أو صورهم الفوتوغرافية، بالإضافة إلى الصور الطبية والنماذج ثلاثية الأبعاد للأشياء ومقاطع الفيديو.

أُجريت العديد من الاختبارات التي تهدف إلى تأكيد الذكاء الاصطناعي العام على المستوى البشري بعين الاعتبار، بما في ذلك:

كما وتوجد العديد من المشاكل التي قد تحتاج إلى ذكاء عام لحلها كما يفعل الإنسان، فعلى سبيل المثال حتى المهام المباشرة المحددة، مثل الترجمة الآلية، تتطلب أن تقرأ الآلة وتكتب باللغتين (البرمجة اللغوية العصبية)، وأن تتبع حجة المؤلف (السبب)، ومعرفة ما يتم الحديث عنه (المعرفة)، وإعادة إنتاج النص الأصلي للمؤلف بأمانة، والقصد (الذكاء الاجتماعي)، وكل هذه المشاكل تحتاج إلى حل في وقت واحد من أجل الوصول إلى أداء الآلة على المستوى البشري.

يمكن أن يساعد في تخفيف المشاكل المختلفة في العالم مثل الجوع والفقر والمشاكل الصحية، كما يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي العام إلى تحسين الإنتاجية والكفاءة في معظم الوظائف، فعلى سبيل المثال في مجال الصحة العامة، يمكن للذكاء الاصطناعي العام تسريع الأبحاث الطبية، وخاصة ضد السرطان.

بالنسبة لأي وظيفة تعود بالنفع على المجتمع إذا نُفذت بطريقة جيدة، فمن المحتمل أن يكون من الأفضل عاجلًا أم آجلًا تركها للذكاء الاصطناعي العام، فقد تصبح الحاجة إلى العمل من أجل البقاء أمرًا عفا عليه الزمن إذا أُعيد توزيع الثروة المنتجة بطريقة صحيحة، وهذا يثير أيضًا مسألة مكانة البشر في مجتمع آلي جذريًا.

ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي العام أيضًا في اتخاذ قرارات عقلانية، وتوقع الكوارث ومنعها، والهدف الأساسي للذكاء الاصطناعي العام هو منع الكوارث الوجودية مثل انقراض الإنسان فيمكنها اتخاذ تدابير للحد من المخاطر.

إخراج الذكاء الاصطناعي العام نفسه من سيطرة المالكين/المديرين البشريين، أو تحديد أهداف غير آمنة أو تطويرها، أو تطوير الذكاء الاصطناعي العام غير الآمن، إذ تُشير الكثير من الانتقادات إلى أن الذكاء الاصطناعي العام أمر غير مرجح على المدى القصير، ويقول عالم الكمبيوتر جوردون بيل أن الجنس البشري سوف يدمر نفسه قبل أن يصل إلى التفرد التكنولوجي، ويقول  نائب رئيس بايدو السابق وكبير العلماء أندرو نج في عام 2015 إن القلق بشأن المخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي هو "مثل القلق بشأن الاكتظاظ السكاني على المريخ عندما لم تطأ أقدامنا الكوكب بعد."

في عام 2023، أصدر الرؤساء التنفيذيون لشركة Google DeepMind و OpenAI و Anthropic، جنبًا إلى جنب مع قادة الصناعة والباحثين الآخرين، بيانًا مشتركًا يؤكد على أن "التخفيف من خطر الانقراض الناجم عن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى مثل الأوبئة والفيروسات."

فمن الممكن أن يستمتع الجميع بحياة من الرفاهية الفاخرة إذا تقاسمنا الثروة التي تنتجها الآلات، أو قد ينتهي الأمر بأغلب الناس إلى كونهم فقراء بائسين إذا نجح أصحاب الآلات في ممارسة الضغوط ضد إعادة توزيع الثروة، كما يرى إيلون موسك أن أتمتة المجتمع ستتطلب من الحكومات اعتماد دخل أساسي عالمي جديد.