آبل تجمع صورك سرًّا من هاتفك.. ما حقيقة هذه الادعاءات؟
2 د
تساعد ميزة "البحث البصري المحسن" في تطبيق الصور على التعرف على المعالم في الصور.
تُفعل الميزة تلقائياً، مما يثير مخاوف حول الخصوصية الرقمية.
يتم تحليل الصور وإرسال بيانات مشفرة إلى خوادم آبل للمقارنة.
يمكن للمستخدمين تعطيل الميزة عبر الإعدادات للحفاظ على خصوصيتهم.
في خطوة جديدة ضمن جهودها لتحسين تجربة المستخدم، أضافت آبل ميزة "البحث البصري المحسن" في تطبيق الصور، والتي تبدو للوهلة الأولى وكأنها نعمة تقنية حديثة. ولكن، ومع التفاصيل التي بدأت تظهر حول كيفية عمل هذه الميزة، يثور تساؤل مهم: هل يتطلب الابتكار دائماً التضحية بخصوصيتنا؟
ما هي ميزة البحث البصري المحسن؟
تخيل أنك التقطت صورة أثناء رحلتك الأخيرة، وربما مررت بمبنى أثار فضولك، لكنك لا تذكر اسمه. هنا يأتي دور الميزة، حيث يمكنك السحب على الصورة لأعلى واختيار "بحث عن معلم"، وستحاول آبل التعرف على الموقع أو المبنى وتزويدك بالمعلومات. يبدو هذا مدهشاً، أليس كذلك؟
لكن الجانب الآخر من القصة يكمن في أن هذه العملية تتطلب تحليل الصور باستخدام تقنيات التعلم الآلي. وفقاً لتقرير نشره موقع The Verge، عندما يحدد النظام معلماً معيناً، يتم تحويل هذه المعلومات إلى بيانات مشفرة وإرسالها إلى خوادم آبل لمقارنتها بقواعد البيانات الضخمة. وعلى الرغم من استخدام التشفير لحماية البيانات، يبقى السؤال الأهم: لماذا تُفعل هذه الميزة تلقائياً دون أن يُطلب من المستخدمين الاشتراك فيها؟
مخاوف الخصوصية تتصدر المشهد
بصراحة، هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها شركات التقنية الكبرى مثل آبل انتقادات تتعلق بالخصوصية. من الناحية الشخصية، أجد أن جعل الميزة "تلقائية" دون إشعار المستخدمين مسبقاً يشكل تجاوزاً للحدود. لماذا لا تمنحنا آبل حرية الاختيار من البداية؟ إذا كنت من المهتمين بخصوصيتك، ربما ترغب في التحقق من إعدادات هاتفك.
يمكنك بسهولة تعطيل الميزة من خلال الذهاب إلى تطبيق الإعدادات واختيار قسم الصور. العملية بسيطة، لكنها تُظهر أن المستخدمين بحاجة إلى أن يكونوا أكثر وعياً بما يحدث "خلف الكواليس" في أجهزتهم.
من الابتكار إلى النقاش الأخلاقي
قد يبدو من السهل على البعض تجاهل هذه المخاوف، معتبرين أن الراحة التي توفرها الميزة تستحق التضحية ببعض الخصوصية. ولكن من منظور أوسع، هذه الممارسات تفتح الباب أمام نقاش أعمق حول الحقوق الرقمية. هل أصبحنا نتنازل عن خصوصياتنا شيئاً فشيئاً دون أن ندرك؟ شخصياً، أعتقد أن الشركات الكبرى تتحمل مسؤولية أكبر في هذا المجال، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتقنيات الموجهة إلى المستخدمين العاديين الذين قد لا يكونون على دراية بكل التفاصيل التقنية.
اتخاذ قرارات مدروسة
سواء كنت من المعجبين بهذه الميزة أو من المشككين فيها، يبقى الأهم هو أن تكون على علم بكيفية عملها. ربما يكون من الأفضل لشركة آبل أن تراجع استراتيجيتها وتجعل هذه الميزات اختيارية بدلاً من فرضها تلقائياً. في نهاية المطاف، التقنية يجب أن تكون أداة لخدمتنا، لا وسيلة للتدخل في خصوصياتنا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.