تسريبات GTA 6.. عندما تمكن مراهق من الكشف عن أكثر الألعاب انتظاراً على مدار التاريخ!

انتشرت على الإنترنت تسريبات GTA 6 نتيجة لعملية اختراق مراهق لشركة روكستار وتسريب أكثر من 90 صورة ومقطع فيديو للسلسلة القادمة

تعد GTA واحدة من أهم سلاسل الألعاب التي عرفتها البشرية، فسواء كنت جيمر أو لا، لابد أنك قد قدتَ إحدى المركبات وقمت بالتجول في شوارع مدينة فايس سيتي أو لوس انجلوس.

وبعد النجاح الباهر للجزء الخامس من لعبة GTA ظل اللاعبون يطالبون بجزء جديد. ومع مرور السنين تزداد حماستهم أكثر فأكثر نحوها. خاصة بعد انتشار عدة تصريحات خرجت من بين مطوري اللعبة أشارت أن العمل على اللعبة قائم بالفعل و أن الإعلان عنها بات قريبًا أكثر مما كان.

وفي لحظة سجلها التاريخ، وبعد مرور أكثر من تسع سنوات على إطلاق آخر إصدار من سلسلة GTA، تصدرت شركة Rockstar عناوين الأخبار بإعلانها رسميًا عن بدء تطوير لعبة GTA 6، عبر تغريدة تجاوزت النصف مليون إعجاب.

ولكن منذ حوالي أسبوعين، استيقظ الجميع على تسريبات هائلة حازت على اهتمام العالم أجمع وليس محبي اللعبة فقط، حيث تم نشر أكثر من 90 صورة و مقطع فيديو من داخل لعبة GTA 6 ظهرت من خلالها اللعبة غير مكتملة. لم تتوقف التسريبات عند هذا الحد، بل تم تسريب الكود المصدري (Source code) الخاص بالجزء السابق GTA 5. ما وضع شركة روكستار في وضع لا تحسد عليه.

سنستعرض معكم في هذا المقال أبرز ما جاء في تلك التسريبات، وكيف تبدو لعبة GTA 6 وما الجديد الذي ستقدمه، كذلك سنتحدث عن الأسباب التي تجعل هذا التسريب كارثيًا، وكيف تتعامل شركة روكستار معه.

قبل أن نتحدث عن تأثير التسريبات على مستقبل السلسلة وكيف تتعامل روكستار مع هذه الكارثة، دعنا نحلل أولًا تلك التسريبات التي تزيد عن 90 صورة و مقطع فيديو لنعرف ما ينتظرنا في السلسلة الجديدة من GTA.

سابقًا لم يكن لدينا أي تأكيدات حول بطل اللعبة و من هي الشخصية الرئيسية في لعبة GTA 6. لكن تمت إشاعة أن اللعبة ستحتوي بطلين أحدهما ذكر والآخر أنثى لاتينية. ما تم تأكيده من خلال الصور المسربة. التي احتوت على شخصية أنثوية و أخرى شاهدنا فيها شخصية ذكر.

إحدى المقاطع المسربة كشفت عن مهمة من مهام اللعبة حيث تجري عملية سرقة يقوم بها البطلان بالسطو المسلح على مطعم. لم تتوقف المعلومات عند هذا الحد، بل من خلال الاستماع جيدًا لتلك المقاطع تمكنا من الحصول على اسمين. "Lucia" وهو الاسم الخاص بالبطلة الأنثوية و الشخصية الأخرى تدعي "Jason".

على مدار سنوات التطوير حاولت Rockstar الإبقاء على عملية تطوير GTA 6 بشكل سري للغاية. لكن من خلال معلومات مسربة كشفت أن اللعبة الجديدة ستشهد عودة حميدة للمدينة التي قضى فيها أغلبنا طفولته. مدينة Vice City. الأمر الذي زاد من حماسة اللاعبين حول هذا الجزء بالتحديد.

من خلال التسريبات الضخمة الحالية. يمكننا الحصول على تأكيد أن Vice City هي مركز الأحداث في الجزء الجديد. ذلك من خلال بعض المقاطع التي مكنتنا من رؤية مشهد واضح للمدينة المذكورة بأشجار النخيل الشهيرة. بالإضافة إلى وجود اسم المدينة على عدة لافتات أبرزها لافتات المترو.

في تصريحات سابقة من جانب روكستار وعدت فيها اللاعبين بتطور كبير في ألعابها القادمة. مستغلة في ذلك القدرات التقنية التي تملكها أجهزة الجيل الجديد، خاصة قوة المعالجات الرسومية. يشمل ذلك بالتأكيد لعبة GTA 6.

طبقًا لبعض تسريبات أخرى أكد المسرب من خلالها وجود تقنيات جديدة تعمل على تحسين الانتقال بين إطارات اللعبة لتجعلها تبدو أكثر سلاسة. أيضًا أشار إلى أنه سيتم استخدام تقنية وصفها بالـ "متطورة" لجعل اللعبة تبدو أقرب للواقعية بشكل كبير من ناحية التصميمات والرسوميات.

أما عن طريقة اللعب. فلم نحصل على الكثير من المعلومات حول ذلك الأمر. لكن التسريبات لم تتركنا خوالي الوفاض. بل حصلنا على بعض الملاحظات. أبرزها التطوير في نظام التسلل. فقد شاهدنا من خلال بعض المقاطع المسربة Lucia تتسلل خلف الأعداء. وحتى يمكنها حمل الجثث. الأمر الذي يعد دخيلًا على سلسلة GTA العريقة. لكن باستخدام قدرات أجهزة الجيل الجديد أصبحت الآمال مرتفعة عما سبق.

بفضل وجود مئات الموظفين الذين يعملون على لعبة GTA 6. فإن فكرة تسريب شيء من محتوى اللعبة أمر وارد الحدوث. لكن عندما يكون التسريب بهذه الضخامة فالأمر ليس مجرد تسريب من الداخل. فقد قام أحد المخترقين بالوصول إلى ملفات شركة Rockstar الداخلية واستخراج أكثر من 90 صورة و فيديو!

لم تكن مجرد صور و مقاطع فيديو مكررة أو تصميمات مبدئية بل رأينا من خلال تلك التسريبات بعضًا مما ستبدو عليه اللعبة النهائية من تصاميم و شخصيات. أيضًا بعضًا من تفاعل البيئة حول اللاعب مع الشخصية.

جدير بالذكر أن المحتوى المسرب أظهر أن اللعبة ليست مكتملة بعد. و الذي يعد دفاعًا عن اللعبة ضد الاتهامات بأنها منخفضة الجودة. حيث يظهر ذلك في ما يسمى بالـ (Placeholders) و التي يضعها المطورون لحجز مكان لشيء ما لا يزال قيد التصميم. ما يخبرنا بشكل صريح أن كل ما رأيناه سيختلف بشكل كبير عن المنتج النهائي للعبة.

بعض مطوري الألعاب الذين يعملون في شركات أخرى بدؤوا في الدفاع عن زملائهم عن طريق نشر صور ومقاطع فيديو من ألعاب أخرى في أثناء عملية التطوير. كحال لعبة Control التي نشر أحد مطوريها فيديو للعبة في بداية عملية تطويرها. و الذي يريك كيف أن آخر ما يتم العمل عليه في أثناء تطوير لعبة فيديو هي الرسوميات و الجرافيك.

كان الكود المصدري للجيل الجديد من سلسلة GTA من ضمن المحتوى المسرب. و الذي شكل كارثة بكل المقاييس لمطوري روكستار نظرًا لأهميته. الكود المصدري هو الكود الرئيسي الذي يحوي بداخله كل السطور البرمجية الخاصة باللعبة. تلقت الشركة تهديدات ببيعه من قبل المُسرب، الأمر الذي وضعها في مأزق كبير بين الدفع أو المخاطرة ببيعه أو إعادة بنائه من الصفر.

بالتأكيد إذا لم يكن لديك علم بماهية هذا الكود وخطورته، فقد تتساءل عما يمكن أن يحدث لو تم بيع هذا الكود و عرضه للعامة. باختصار، يمكن من خلال هذا الكود التعديل على اللعبة بشكل كامل وتغيير ما تشاء. فمثلًا، يمكنك تعديل حدث ما في مهمة معينة أو أن تصل إلي مكان لا يمكن الوصول إليه من خلال اللعبة الأصلية، أو يمكنك حتى إنشاء لعبة جديدة بالكامل مبنية على الكود المصدري المسرب.

كذلك لا ننسى توفر برامج الغش التي تمكن اللاعبين من الحصول على مزايا مختلفة عن باقي اللاعبين، ما يؤثر على تجربة العامة وبالأخص في طور اللعب الجماعي (أونلاين). فيمكن لأحد اللاعبين أن يحصل على صحة لامتناهية تجعل قتله من رابع المستحيلات، أو آخر لديه سلاح يقتل من خلال رصاصة واحدة، أو الحصول على سيارة تطير. جميعها مزايا إذا حصل عليها لاعب دون الآخر فقد تجعل من اللعبة غير قابلة للعب إطلاقًا.

جدير بالذكر أنه نشر عدد من التقارير التي تزعم بيع الكود المصدري للعبة GTA 5 بمبلغ 100,000 دولار، ما يجعل الأمر كارثة بكل المقاييس، ولكن لحسن الحظ لم يكن هناك وقت كافٍ للمخترق لعرض الكود المصدري للجيل الجديد كذلك، حيث تم القبض عليه بالفعل من قبل الـ FBI.

عملية تطوير الألعاب قد تستغرق أعوامًا طوال. قد تتخطى تلك العملية في بعض الأحيان ما يزيد عن خمس سنوات. خلال تلك العملية لا يحاول المطورون إطلاق أي عروض تشويقية أو إعلانات قبل أن يصبح لديهم منتج شبه نهائي. ويتحلون بالصبر الشديد حتى في تصريحاتهم. حتى يصلوا إلى الشكل المناسب لعرضه على اللاعبين. وأسوأ ما قد يواجهه المطورون في أثناء تلك العملية هو أن تتعرض للتسريب، كما هو الحال في تسريبات GTA 6 التي تعتبر الكابوس الأعظم لأي شركة ألعاب.

تأثير تلك التسريبات الهائلة على اللعبة بالتأكيد سيكون سلبيًا للغاية. قبل ذلك لم يملك اللاعبون إلا بضعة معلومات قليلة. أما الآن، فاللاعبون يملكون صورًا و مقاطع فيديو للعبة غير مكتملة. البعض بدأ بالفعل في بناء انطباعه الشخصي عن اللعبة. الأمر الذي أعتبره غير منطقي. كأنني أسألك عن رأيك في طعم فاكهة لم تنضج بعد.

تعرضت روكستار لتهديدات بنشر المزيد من التسريبات وبيع الكود المصدري للعامة. الأمر الذي جعلها في حالة هرج ومرج. لكن كما هو متوقع من واحدة من أكبر شركات صناعة الألعاب. استطاعت روكستار تدارك الموقف والخروج من مأزقها بأقل الخسائر.

حيث أصدرت شركة الألعاب الأمريكية بيانًا توضح فيه للاعبين ما حدث وبشكل دبلوماسي بحت. تمت طمأنة الجمهور بأن عملية التطوير تسير بشكل طبيعي ولم تتأثر بشكل كبير بسبب الأحداث الماضية. أما عن المُسرب، فهو الآن في وضع لا يحسد عليه. فهناك فريق كامل من الـ FBI يسعون وراءه. ومؤخرًا هناك أخبار تفيد بأنه تم القبض على شاب في السابعة عشرة من عمره بتهمة اختراق شركتي Rockstar و  Uber.

في النهاية لا نعلم ما إذا سببت تسريبات GTA 6 تأثيرًا فعليًا على عملية تطوير اللعبة. لكننا نأمل بشدة أن نرى اللعبة التي نشأنا عليها منذ الصغر في شكلها الطبيعي دون أي سلبيات أو أذى تعرضت إليه نتيجة لتلك التسريبات. و لا نزال في انتظار إعلان حقيقي للعبة نرى من خلاله GTA 6 وما ستقدمه للاعبين، والذي من المتوقع أن يكون الكثير، وهو ما أكدته لنا تلك التسريبات.