كيف تطورت تكنولوجيا إنترنت الأشياء IoT وما هي أحدث تطبيقاتها في أيامنا هذه؟
5 د
تقدمت التكنولوجيا كثيرًا في الأعوام الماضية لتجعل عالمنا أكثر ذكاءً، فلم تعد الأجهزة الإلكترونية مقتصرة على الهواتف الذكية فقط، بل أصبحت تتواجد في كل مكان تقريبًا. تجمع هذه الأجهزة الذكية البيانات وتحللها لتقدم لنا معلومات مفصلة عما يدور حولنا، وتتصل هذه الأجهزة فيما بينها بواسطة إنترنت الأشياء أو ما يعرف اختصارًا بـ IoT والذي يسمح بنقل المعلومات بين الأجهزة الذكية، ومن ثم تحليلها وعرضها على شكل معلومات يمكننا الاستفادة منها.
دفعت هذه التقنية عجلة تطوير الصناعات بقوة، إذ أن كمية المعلومات المتوفرة أصبحت ضخمة ومتنوعة أكثر من أي وقت سابق، وساعد ذلك المختصين على تطوير كل شيء حولنا، وكمثال عملي عن ذلك لنتخيل كمية المعلومات المتعلقة بعدد ضربات القلب التي يمكن جمعها من الساعات الذكية وكم ستفيدنا في تحسين صحة القلب.
اقرأ المزيد: إنترنت الأشياء (IoT) و أهميته في حياتنا
من يطور إنترنت الأشياء؟ وماذا يفيدنا؟
المطور الأكبر لإنترنت الأشياء هو قطاع الصناعة الذي بدأ بتزويد الآلات جميعها بوسائل اتصال لتسهيل تبادل المعلومات بينها وبين العنصر البشري، في محاولة ناجحة لتوفير الوقت ورفع الكفاءة البشرية، كما تستفيد مؤسسات الدراسات من البيانات المجموعة من المشافي كبيانات المرضى في تطوير سبل العلاج، وتستفيد المؤسسات الحكومية من كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار المتصلة ببعضها في الحصول على معلومات الطقس والازدحام والسكان وغيرها الكثير.
يتنامى هذا المجال بسرعة فائقة، وذلك بسبب تطور تقنيات تصنيع الشرائح التي يمكن تضمينها في أي شيء تقريبًا، وزيادة سرعة نقل البيانات بين هذه الأجهزة التي تتخطى اليوم حاجز الـ 1000 ميجابت في الثانية بسرعة استجابة تصل إلى 1 ميلي ثانية، والحديث طبعًا عن شبكات 5G.
الانتقال من الحوسبة السحابية Cloud Computing إلى حوسبة الحافة Edge Computing
ظهرت الحوسبة السحابية في الأعوام الماضية كموجة تغيير كبرى في العالم التقني، حيث جرى بموجبها نقل أعباء أعمال الحوسبة من مراكز البيانات المحلية الموجودة داخل الشركات والمؤسسات إلى مراكز الحوسبة السحابية الكبرى التي تقدمها عمالقة التقنية.
أما الآن فيعمل الجميع على الانتقال من مراكز الحوسبة السحابية الكبرى إلى مراكز حوسبة الحافة، التي تقع على حدود أو حواف الشبكات والبنى التحتية المعلوماتية الكبرى للمؤسسات، وبمعنى آخر تم تزويد كل جهاز بمعالج يعمل على تحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي ومن ثم ارسال النتيجة فقط إلى مركز الحوسبة.
وكمثال عن ذلك تم الاستغناء عن جمع آلاف الصور من كاميرات الشوارع وإرسالها لحاسوب ضخم لمراقبة حوادث السير، وأصبحت كل كاميرا قادرة على رصد الحادث والتعرف إليه وإرسال إشارة حال حدوثه أو إغلاق إشارة المرور المؤدية لمكانه، الأمر الذي سيزيد كفاءة النتائج ويقلل من تكلفة وجود الحواسيب العملاقة.
اقرأ أيضًا: كيف سيقود إنترنت الأشياء الثورة الصناعية الرابعة
القطاع الصحي والرياضي
يوظف القطاع الصحي إنترنت الأشياء بكفاءة عالية، فالجميع اليوم يملكون ساعة ذكية أو سوارًا إلكترونيًا لعد الخطوات وقياس ضربات القلب والنشاط الحركي، وتحتوي جميع هذه التقنيات القابلة للارتداء مستشعرات تجمع المعلومات وتحللها وترسل نتائجها إلى مطوري الخدمات الصحية ليستفيد منها الأطباء في التشخيص والعلاج.
وإن كنت لا تعلم، فألبسة الرياضيين اليوم وأحذيتهم وحتى الكرات والملاعب مزودة بمستشعرات عالية الدقة لقياس النشاط البدني للاعبين لتجنب الإصابات الرياضية وتطوير الرياضة بشكل عام.
الذكاء الاصطناعي وقدرته على استبدال الإنسان
يعد الذكاء الاصطناعي مهارة مكتسبة للحواسيب، وتعليم الحاسوب يتطلب جهدًا كبيرًا وإمكانيات ضخمة، ويحتاج إلى مجموعة غير منتهية من البيانات الدقيقة المتعلقة بالشيء نفسه، وهو المرحلة الأساسية لتعليم الآلات لتفهم محيطها، والأساس لتفعيل حوسبة الحافة.
وكما في مثالنا السابق نفسه، فقدرة كاميرات المراقبة على تمييز الحوادث المرورية يتطلب جمع ملايين الصور لاستخدامها في تعليم الحاسوب كيفية التمييز بين الحادث والازدحام المرور الطبيعي، ومن ثم التأكد من قدرته على الحكم الصحيح بنسبة خطأ ضعيفة لأن الخطأ سيكلف حياة إنسان.
وتستطيع الأجهزة الإلكترونية العاملة بإنترنت الأشياء تزويد مراكز تطوير الذكاء الاصطناعي بموسوعات كبيرة من البيانات.
وإن تساءلت يومًا كيف يفهم مساعد جوجل الصوتي Google Assistant اللهجة العامية، فالجواب هو وجود معالج يعمل بالذكاء الاصطناعي، يحلل كلامك و كلام ملايين المستخدمين لأجهزة أندرويد ولمكبرات الصوت المدعومة من جوجل ويستخدمها لتطوير نفسه وتحسين قدرته على التعرف على الصوت، وفي مرحلة ما سيستخدم حوسبة الحافة ليكون قادرًا على فهمك دون اتصال بالإنترنت وهذا هو المستقبل الذي وعدت فيه جوجل في مؤتمرها الأخير.
إنترنت الأشياء موجود فعلًا في حياتنا
يبلغ عدد سكان الأرض حوالي 7.6 مليار إنسان يشغلون اليوم حوالي 26 مليار جهاز إلكتروني، وبدخول تقنية 5G إلى السوق تقول التوقعات بأن عدد الأجهزة سيتجاوز 30 مليارًا في العام القادم، أي أن مجموع الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء سيتجاوز حاجز الـ 20 مليار جهاز، ليتضاعف الرقم بشكل جنوني في المستقبل.
تتصدر قائمة الأجهزة التي تعمل بإنترنت الأشياء مكبرات الصوت الذكية والتي تعمل بمساعدات صوتية قادرة على التعرف على أصواتنا وتنفيذ الكثير من المهام فهي قادرة على التحكم بجميع أجهزة المنزل الذكية المتصلة.
وتحتل المرتبة الثانية من حيث الانتشار أجهزة الأمان، كأقفال الأبواب الذكية والأجراس الذكية التي تم تزويدها بكاميرات مراقبة تنبهك مباشرة عبر هاتفك الذكي إذا قرع جرسك أحد، بالإضافة لأجهزة إنذار الحريق الذكية وأجهزة ضبط درجة حرارة المنزل التي تستطيع تحويل نظام التدفئة والتبريد في منزلك إلى نظام ذكي يمكن التحكم به عن بعد، إضافة للأضواء الذكية التي يمكنك ضبط لونها وشدة إضاءتها عبر أمر صوتي فقط.
ليأتي في نهاية القائمة السيارات ذاتية القيادة والروبوتات المنزلية، هذه الأشياء المعقدة دخلت حياتنا ولكن بشكل أقل بسبب صعوبة تعليمها لتتمكن من الحركة والتفاعل مع الإنسان بكفاءة دون تعريض حياته للخطر، ولكنها ربما تصبح يومًا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا المستقبلية.
اقرأ أيضًا: معركة مكبرات الصوت الذكية
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.