كيف يعمل شات ChatGPT؟ .. تعرف على الأسرار الخفية خلف هذا الروبوت

لقد جلب العصر الرقمي معه مهارات جديدة يمكن للبشر إتقانها مثل الذاكرة، إذ تحسن الوصول إلى المعرفة بشدة، فالبيانات التي كانت في السابق متاحة فقط للعلماء متاحة الآن للجميع، ومن المهم أن ندرك أن عصر التكنولوجيا ليس مجرد شيء واحد مترابط، بل هو سلسلة من الخطوات التقدمية على مر العصور.

ومن المؤكد أنك قد سمعت بـ "ChatGPT" في الآونة الأخيرة، فما هو ChatGPT وكيف يعمل؟ وما علاقته بالتكنولوجيا المساعدة؟ وكيف يمكنه أن يساعدك في التسويق الرقمي؟ وهل يمكن إنشاء تطبيقات باستخدام ChatGPT؟

برنامج ChatGPT أحد أهم أدوات الذكاء الاصطناعي المقصود بها Chat Pre-Trained Transformer وحرفيًا تعني دردشة محولة ومدربة مسبقًا، لكن بشكل معمق هو نموذج لغة يقرأ فئة من نماذج التعلم الآلي لمعالجة اللغات الطبيعية المعروفة باسم نموذج اللغة الكبير وأُنشأ بواسطة OpenAI، وهي شركة أبحاث وذكاء اصطناعي، ويستخدم النموذج خوارزميات التعلم العميق لفهم اللغة الطبيعية وإنشاء إجابات شبيهة بالردود البشرية على الأسئلة والبيانات.

تدرب شات جي بي تي على كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك النصوص من الإنترنت والكتب، مما يجعلها قادرة على توليد استجابات متماسكة وذات صلة بالسياق، وغالبًا ما تُستخدم في روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى لتوفير تفاعلات تشبه تفاعلات الإنسان مع المستخدمين.

في البداية يتدرب ChatGPT باستخدام ملايين الأمثلة على المحادثة باللغة الطبيعية، مثل المحادثات من المنتديات عبر الإنترنت أو الكتب أو الأفلام، و الهدف من هذا التدريب هو تعليم النموذج كيفية إنشاء استجابات شبيهة بالردود البشرية على الأسئلة أو المطالبات.

أثناء عملية التدريب، يُعطى ChatGPT مُدخلات على شكل كلمات وعبارات تُحلل إلى متجهات تمثل بيانات، ثم يستخدم هذه البيانات لإنشاء استجابة من المرجح أن تكون أفضل إجابة بالنظر إلى سياقها، بالإضافة إلى معالجة اللغة الطبيعية التي تلعب دورًا مهمًا في كيفية عمل ChatGPT.

البرمجة اللغوية العصبية (NLP) هي فرع من فروع الذكاء الاصطناعي الذي يركز على تفسير اللغات الطبيعية ومعالجتها، مثل الإنجليزية أو الإسبانية، ثم يستخدم ChatGPT البرمجة اللغوية العصبية (NLP) لتحويل النص إلى بيانات يمكن استخدامها من خلال نموذج اللغة الكبير المزود بالذكاء الاصطناعي.

يتضمن ذلك تقسيم الجمل إلى كلمات وعبارات مكونة لها، وتحديد أجزاء الكلام لكل كلمة أو عبارة، بالإضافة إلى اكتشاف أي أخطاء لغوية أو نحوية، كما تسمح البرمجة اللغوية العصبية (NLP) لـ ChatGPT بفهم سياق المحادثة، وهو أمر ضروري لتوليد استجابات ذات معنى.

كما يستخدم ChatGPT خوارزمية مُحولات مُدربة مسبقًا لإنشاء الاستجابات، والمُحول هو نموذج للذكاء الاصطناعي طُور بواسطة Google و Open AI والذي يعمل على آلية الاهتمام الذاتي، ويُتيح ذلك للبرنامج التركيز على كلمات أو عبارات محددة من أجل فهم أهميتها أفضل، وتقديم استجابات أكثر دقة، كما يعمل المحول عن طريق تقسيم جملة الإدخال أولًا إلى كلمات فرعية ثم إنشاء مُتجه لكل قسم.

يُستخدم المتجه لتمثيل معنى الكلمة في شكل رياضي، وبمجرد إنشاء المتجهات، تُمرر عبر طبقات متعددة من الشبكات العصبية إذ تُحسب أهميتها فيما يتعلق بتوليد الاستجابة،  بعد ذلك وبمساعدة كل التدريبات، يمكن لـ ChatGPT تحديد الاستجابة الأكثر صلة لتلبية المطالبة المحددة.

يعمل تطبيق على ربط الأشخاص المكفوفين أو ضعاف البصر بمتطوع لمساعدة المبصرين، ويمكن للمستخدم اختيار التحدث مع متطوع افتراضي وطرح أسئلة حول صورة، فعلى سبيل المثال، يمكنك أن تطلب منه أن يخبرك بما يوجد في الثلاجة ثم تسأله عن الطبق الذي يمكنك إعداده بهذه المكونات.

أو يمكن لأي شخص يريد معرفة ما هو موجود في القائمة في المطعم أن يطلب أي معلومات يريدها، كما يمكن أن تطلب منه مساعدتك في التخطيط ليوم ممتع في مدينة نيويورك كسائح، أو كتابة كود الكمبيوتر أو حل المعادلات الرياضية.

أي أنه يمكن استخدام ChatGPT كتقنية مساعدة لإمكانية الوصول الإدراكي خصيصًا للناجين من إصابات الدماغ لمساعدتهم في التغلب على الإعاقات الإدراكية وتحسين نوعية حياتهم.

يمكن أن تكون ChatGPT أداة لا تقدر بثمن للتسويق الرقمي بعدة طرق:

يمكن لروبوتات الدردشة المدعومة من ChatGPT أن توفر للمستخدم دعمًا سريعًا وفعالًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويؤدي ذلك إلى تحسين تجربة العملاء عن طريق تقليل أوقات الانتظار وتقديم إجابات دقيقة وشخصية على الاستفسارات، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لروبوتات الدردشة التعامل مع محادثات متعددة في وقت واحد، مما يقلل الحاجة إلى توظيف المزيد من الموظفين.

يمكن أيضًا استخدام ChatGPT لتوليد عملاء محتملين من خلال التفاعل مع العملاء المحتملين في الوقت الفعلي، وباستخدام ChatGPT يمكن لروبوتات الدردشة طرح الأسئلة ذات الصلة وتقديم استجابات مخصصة لمساعدة العملاء على اتخاذ قرارات الشراء.

يمكن لروبوتات الدردشة التي تدعمها ChatGPT أيضًا جمع بيانات قيمة حول تفاعلات العملاء، والتي يمكن استخدامها لتحسين استراتيجيات التسويق، وتتضمن هذه البيانات معلومات حول أنواع الأسئلة التي يطرحها العملاء وتفضيلاتهم ونقاط الضعف لديهم، كما يمكن للمسوقين بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لإنشاء حملات مستهدفة وتحسين جهودهم التسويقية الشاملة.

من خلال أتمتة تفاعلات العملاء مع برامج الدردشة الآلية، يمكن للشركات تقليل التكاليف المرتبطة بتعيين وتدريب موظفي دعم العملاء، ويتيح ذلك للشركات إعادة توجيه هذه الموارد نحو جهود تسويقية أخرى مثل إنشاء المحتوى وتوليد العملاء المحتملين والإعلان.

إذا لم تكن لديك خبرة في البرمجة، فمن الأفضل إما الاستعانة بالمطورين للعمل معك، أو إنشاء تطبيقك الخاص باستخدام برنامج إنشاء التطبيقات بدون تعليمات برمجية، ولن يمكّنك استخدام ChatGPT من إنشاء تطبيق غني بالميزات وجاهز للسوق بمفرده، لكن بالتأكيد يمكنه مساعدتك من خلال أن تسأل ChatGPT عن خطوات تطوير التطبيق، وعملية التصميم، والبرمجة، وعملية نشر التطبيق على متاجر التطبيقات، وما إلى ذلك.

من ناحية أخرى، إذا طلبت من ChatGPT إنشاء تطبيق لك، فسوف يأتي فقط بالحلول والأساليب الممكنة التي يمكنك استخدامها لإنشاء تطبيق، "أنا آسف أنا نموذج لغة للذكاء الاصطناعي وليس لدي القدرة على إنشاء تطبيق" ستكون هي الاستجابة القاطعة التي تحصل عليها عندما تطلب من الذكاء الاصطناعي إنشاء تطبيق لك.

لكن بإمكانه أن يساعدك في:

على الرغم من قدراته المتقدمة، فإن ChatGPT لا يخلو من القيود كما هو الحال مع أي تقنية للذكاء الاصطناعي، فإن ChatGPT لديه بعض نقاط الضعف والتحديات التي يمكن أن تؤثر على أدائه ودقته:

على الرغم من أن ChatGPT يمكنه إنشاء استجابات شبيهة بالاستجابات البشرية ولديه إمكانية الوصول إلى كمية كبيرة من المعلومات، إلا أنه لا يمتلك الحس السليم على المستوى البشري، وهذا يعني أن ChatGPT قد يقدم أحيانًا ردودًا غير منطقية أو غير دقيقة على أسئلة أو مواقف معينة.

على الرغم من أن ChatGPT يمكنه توليد ردود تبدو متعاطفة، إلا أنه لا يمتلك ذكاءً عاطفيًا حقيقيًا، كما أنه لا يستطيع اكتشاف الإشارات العاطفية الدقيقة أو الاستجابة بطريقة مناسبة للمواقف العاطفية المعقدة.

يواجه ChatGPT صعوبة في فهم السياق خاصةً السخرية والفكاهة، وعلى الرغم من أن ChatGPT يتقن معالجة اللغة، إلا أنه قد يجد صعوبة في فهم الفروق الدقيقة في التواصل البشري، فعلى سبيل المثال إذا كان المستخدم يستخدم السخرية أو الفكاهة في رسالته، فقد يفشل ChatGPT في التقاط المعنى المقصود وبدلًا من ذلك يقدم استجابة غير مناسبة أو ليس لها صلة.

في الوقت الحالي يواجه ChatGPT بعض المشاكل في إنشاء محتوى طويل ومنظم، في حين أن النموذج قادر على إنشاء جمل متماسكة وصحيحة نحويًا، فإنه قد يواجه صعوبة في إنتاج أجزاء طويلة من المحتوى تتبع بنية أو تنسيقًا أو سردًا معينًا.

يتدرب ChatGPT على مجموعة كبيرة من البيانات النصية، وقد تحتوي هذه البيانات على تحيزات أو أحكام مسبقة، وهذا يعني أن الذكاء الاصطناعي قد يولد في بعض الأحيان ردودًا متحيزة أو تمييزية عن غير قصد.

على الرغم من أن ChatGPT لديه حق الوصول إلى كمية كبيرة من المعلومات، إلا أنه غير قادر على الوصول إلى كل المعرفة التي يمتلكها البشر، وقد لا يكون قادرًا على الإجابة على أسئلة حول موضوعات محددة أو متخصصة جدًا، وقد لا يكون على علم بالتطورات أو التغيرات الأخيرة في مجالات معينة.

إذا كنت بحاجة إلى استخدام ChatGPT لحالات تحتاج إلى ضبط ودقة للغاية، فقد تحتاج إلى ضبط النموذج للحصول على ما تحتاجه، ويتضمن الضبط الدقيق تدريب النموذج على مجموعة محددة من البيانات لتحسين أدائه لمهمة أو هدف معين، ويمكن أن يستغرق وقتًا طويلًا ويستهلك الكثير من الموارد.

في الختام يُعد ChatGPT نموذجًا قويًا للغة الذكاء الاصطناعي، ويمكنه إحداث ثورة في كيفية تفاعل الشركات مع العملاء، علاوةً على ذلك إن المبدأ التوجيهي للذكاء الاصطناعي هو ألا يصبح مستقلًا أو يحل محل الذكاء البشري، ولكن يجب علينا أن نضمن تطويره من خلال نهج إنساني يعتمد على القيم والأخلاق وحقوق الإنسان، ففي النهاية يجب أن نسأل أنفسنا أي نوع من المجتمع نريده للغد؟