ماذا ينتظر الأسواق المالية في عام 2025؟

ارتفعت الأسهم الأمريكية في عام 2024 مدفوعة بالطفرة غير المسبوقة في الذكاء الاصطناعي وهي تقنية ثورية دفعت معنويات المستثمرين، كما تراجع التضخم بعد عامين من ضغوط الأسعار المستمرة، مما سمح للبنك الاحتياطي الفيدرالي بالبدء في خفض أسعار الفائدة.

قدمت نتائج الانتخابات الرئاسية دفعة إضافية للأسهم، مما دفع مؤشر داو جونز ومؤشرات الأسهم الرئيسية الأخرى إلى مستويات قياسية مرتفعة وأعد المسرح لعام صعودي جديد في 2025، ومع استعداد الرئيس المنتخب "دونالد ترامب" للعودة إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن تشهد قطاعات وأسهم معينة تحولات كبيرة.

كان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يحوم فوق 6000 في منتصف ديسمبر، وتوقعت البنوك الكبرى بما في ذلك مورجان ستانلي وجولدمان ساكس أن يصل المؤشر القياسي إلى 6500 في عام 2025، ويدعم التفاؤل الثقة في نمو الأرباح المستمر وبيئة السياسة النقدية المواتية، وهي المحركات الرئيسية لأداء السوق، كما يتوقع وصول مؤشر داو جونز إلى 49500 في العام القادم ومؤشر ناسداك إلى 22100، (كان مؤشر داو جونز عند حوالي 44000 في منتصف ديسمبر ومؤشر ناسداك عند حوالي 20000).

قالت نائبة الرئيس الأولى ومديرة إدارة المحافظ في بنك روكلاند تراست "باولا مورفي":

وقالت مورفي إن شركات الطاقة قد تشهد أيضًا مكاسب جديدة في ظل الإدارة الجديدة، وأضافت مورفي في رسالة: "قد تستفيد شركات الطاقة أيضًا من التحرير المحتمل للتنظيم، فضلاً عن التحولات السياسية لتعزيز إنتاج النفط والغاز الطبيعي المحلي بشكل أكبر"، وأشارت إلى أن العقوبات المحتملة على الدول المصدرة للنفط قد تؤدي إلى تشديد العرض العالمي، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

مع استمرار الصين في كونها المصدر الرئيسي للسلع في العالم والولايات المتحدة أكبر مستورد لها (حيث جلبت ما يقرب من 427 مليار دولار من السلع الصينية في عام 2023) فقد يكون لهذه الديناميكيات آثار كبيرة، وقد تؤدي الضغوط التضخمية الناجمة عن التجارة الأكثر صرامة مع الصين إلى تقلبات في القطاعات المعتمدة على سلاسل التوريد العالمية.

وقالت مورفي إن سياسات الهجرة التقييدية في عهد ترامب قد تقلل من المعروض من العمالة في الولايات المتحدة مما يؤدي إلى ارتفاع الأجور، وقد تؤدي تكاليف العمالة المتزايدة هذه إلى تقليص هوامش الربح، وخاصة في القطاعات كثيفة العمالة مثل الزراعة والضيافة والتصنيع.

كانت أسهم الذكاء الاصطناعي من بين الأقوى في السوق هذا العام، حيث دفعت شركات بما في ذلك شركة صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي إنفيديا (NVDA) المؤشرات إلى ارتفاعات جديدة، ومن المتوقع أن يشهد العام المقبل مرحلة أخرى من تطوير الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى كفاءة أكبر وتوفير التكاليف للشركات.
وقالت مورفي إنه سيكون هناك أيضًا "وعي متزايد وتدقيق لأهمية تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية وآمنة وشفافة وموثوقة ومحترمة لحقوق الملكية الفكرية".

يشير متوسط ​​تقدير المحللين إلى أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 سينتهي في عام 2025 عند أكثر بقليل من 6679 نقطة، مما يشير إلى أن المؤشر سيرتفع بنحو 10% في العام التقويمي المقبل، منذ إنشاء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في عام 1957 حقق المؤشر عائد بلغ 10.23% سنويًا في المتوسط.

وجد الخبراء أن محللي وول ستريت قللوا بشكل كبير من تقدير السوق عند دخول عام 2024، حيث كان الإجماع في نهاية عام 2023 أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 سيغلق هذا العام عند مستوى 5132 نقطة تقريبًا أي أقل من مستواه الحالي بأكثر من 15%، وقد قلل المحللون من تقدير الأسهم في أربع من السنوات الخمس الماضية.

ومع ذلك، على المدى الطويل، لم يكن التقليل من التقديرات هو القاعدة، فقد بالغت وول ستريت في تقدير العائد السنوي لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 في 13 من السنوات العشرين الماضية، وفي المتوسط، على مدى العقدين الماضيين، كان الإجماع مرتفعًا للغاية بنحو 7%.

وتتفاؤل وول ستريت بشأن قوة الاقتصاد الأميركي وأرباح الشركات، فقد توقع مورجان ستانلي وجولدمان ساكس أن يرتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى 6500 نقطة في العام المقبل مع تسارع نمو الأرباح في شريحة واسعة من المؤشر.

في استطلاع أجري بين المستشارين الماليين ونشر الشهر الماضي، قال ثلثاهم إنهم يتوقعون أن يرتفع المؤشر بنسبة 10% على الأقل العام المقبل، لكن كثيرين حذروا من أن السوق قد تشهد بعض التقلبات.

يتجه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى تحقيق مكاسب تزيد عن 20% للعام الثاني على التوالي بحلول نهاية 2024، وهو ما لم يحدث منذ تسعينيات القرن العشرين، وبحلول إغلاق يوم الخميس (12 ديسمبر) كان المؤشر مرتفعاً بنسبة 26.9% منذ بداية العام وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 16.5% في نفس الفترة وارتفع مؤشر ناسداك المركب بنحو 32.6%.