منها التحرش واقتحام الخصوصية.. أشهر مخاطر ألعاب الأونلاين وكيفية الحماية منها
8 د
تتنوع مخاطر الألعاب الأونلاين بشدة، فلم تعد الأمور ممتعة وآمنة دائمًا خصوصًا بين أكبر الألعاب المنتشرة والتي تسمح بعدد كبير من اللاعبين.
ففي دراسة حديثة لرابطة مكافحة التشهير Anti-Defamation League وجدت أن 65% من اللاعبين عبر الإنترنت قد تعرضوا إلى مضايقات شديدة جاءت إما على شكل عنف أو تحرش جنسي بالإضافة إلى العنصرية أو نشر المعلومات الشخصية في دردشة خاصة باللعبة، هذا فضلًا عن التعرض للتشهير من مجموعات الكراهية.
وبيّنت الدراسة أن لعبة Dota 2 تأتي على رأس القائمة إذ أبلغ 79% من المشاركين في الاستطلاع عن تعرضهم للمضايقات، وتأتي لعبة Counter-Strike: Global Offensive في المرتبة الثانية بنسبة 75%.
وكان الهدف الأساسي من تلك الدراسة هو مساعدة سوق الألعاب أونلاين بشكل أفضل لتقديم تجارب مميزة أكثر وآمنة للمشاركين، وفي حين كان الأطفال والنساء والأقليات هم الأكثر تعرضًا للمضايقات إلا أن الرجال أيضًا لهم نصيب، لذا سنتعرف على أبرز المخاطر التي تم الإبلاغ عنها من استخدام ألعاب الإنترنت، وكيفية الحماية منها لكل أفراد الأسرة.
أهم مخاطر الألعاب الأونلاين
منذ بداية الألفية الثالثة حدث انتشار مهول في ألعاب الإنترنت بفضل الهواتف الذكية ورخص أسعارها ووجودها في كل يد، وقد حققت طفرة أكبر منذ ظهور فيروس كوفيد-19 والعزل المنزلي لتكون تلك الألعاب بمثابة المتنفس الوحيد تقريبًا والوسيلة الممتعة للتواصل وقتل الوقت، ولكن لم يخلُ الأمر من مجموعة من المخاطر، أهمها:
التحرش الجنسي
التحرش الجنسي سواء بالنساء أو الأطفال يعتبر من أكثر المخاطر المنتشرة في عالم ألعاب الإنترنت، ففي استطلاع حديث أكدت 41% من النساء المشاركات على ألعاب LGBTQ تعرضهن للتحرش، في حين أكد 37% من اللاعبين عمومًا تعرضهم للتحرش أيضًا.
وبسبب هذا التحرش فإن 40% من اللاعبين بدأوا يحرصون أكثر في اختيار شركائهم عبر الإنترنت بدافع القلق من المضايقات، بينما غيّر 33% من طريقة لعبهم، أما 22% فقد أوقفوا تمامًا عن ألعاب معينة نتيجة سمعة اللعبة بأنها تشجع التحرش أو الاعتداء على الجنس والعرق.
أما من ناحية الأطفال فالأمر أكثر خطورة بكثير، فإذا كان الشخص البالغ قد يكون لديه بعض الحرص في عدم الإفصاح عن بياناته الأساسية فهذا غير موجود في الأطفال، ومن السهولة تمامًا أن يذكر الطفل رقم هاتفه ويبدأ في تواصل مباشر مع أشخاص غرباء تكون لديهم نوايا سيئة نحوه.
التنمر
التنمر أيضًا من المخاطر الجمّة التي يتعرض لها البعض سواء نتيجة الجنس أو العرق أو الدين، وبالنسبة إلى الأطفال تحديدًا فإن الهروب إلى عالم الإنترنت يُشكِّل فرصة للراحة من الحياة الواقعية وما يواجهون فيها من تنمر فيقومون بإخفاء هوياتهم الحقيقية، ورغم هذا فإنهم لا يسلمون من الأذى.
فيستغل بعض اللاعبين عدم الكشف عن هوية آخرين للتنمر عليهم وإرسال رسائل مؤذية عبر غرف الدردشة خصوصًا عندما يتم الكشف عن الهوية أو الجنس أو العرق بطريق الصدفة عبر هذه الغرف، وهنا يجب استخدام خاصية حظر رسائل الدردشة من المستخدمين الآخرين، أو حتى الإبلاغ عن حالات الانتهاك والتنمر من خلال الحصول على صورة من المحادثة وتقديمها للقائمين على اللعبة أو المباحث الإلكترونية.
الفيروسات والبرامج الضارة
من مخاطر الألعاب الأونلاين أيضًا ارتفاع معدل التعرض إلى الفيروسات المتطورة والبرامج الضارة، فإذا لم تكن تُحصِّن جهازك ببرامج قوية ضد الفيروسات فإن الأمر سيتطور إلى تدمير الجهاز تمامًا، ويقول المختصون في مجال برامج الأمان أن “الغش” في الألعاب هو الطريق إلى تلك البرامج الضارة.
ففي الألعاب الشهيرة مثل Fortnite و PUBG تعتبر روبوتات الهكر أو الإيم بوت aimbots من أكثر الطرق شيوعًا لتحميل البرامج الضارة والفيروسات، فهي تسمح للاعبين بالحصول على نقاط أفضل وصور لا يتمكّن عادة من الحصول عليها، ولكن مع هذه البرامج فإنه يتم تحميل أيضًا برامج الفدية أو أحصنة طروادة التي تسرق المعلومات، ومما يزيد من خطورة الأمر أن الكثير من اللاعبين الصغار لا يستخدمون برامج مكافحة الفيروسات لاعتقادهم أنها تُبطئ اللعبة.
- اقرأ أيضاً: هل من الممكن حقاً أن تصاب أجهزة أندرويد بالفيروسات؟ وكيف نتأكد من حماية أجهزتنا؟
التصيد والاستيلاء على الحسابات
في أي مكان تتوفر فيه الأموال فإن المحتالون واللصوص يتواجدون، ويُنفق أكثر من مليار لاعب الكثير من الأموال ليس فقط لشراء الألعاب ولكن داخلها أيضًا، لذا تنتشر عمليات النصب والاحتيال بشدة في مجتمع الألعاب الأونلاين، وأكثر الطرق شيوعًا هو إغراء اللاعب بالنقر على رابط خبيث يتيح للمتسلل عن طريقه من التعرف على كلمة سر بطاقة الائتمان أو سرقة الحسابات المالية وغيرها، وعادة ما تكون بطاقات ائتمان الألعاب مرتبطة بحساب الأب أو الأم لذا يكون الضرر مضاعفًا.
التهديد الجسدي المباشر
ويحدث هذا عبر تقنية دوكسينج Doxxing وهي من المصطلحات الحديثة نسبيًا والتي تعني البحث عمدًا عن معلومات خاصة وبيانات متعلقة باللاعبين يمكن أن تشمل عنوان المنزل ورقم الهاتف والصور الشخصية وحتى الأماكن التي تتردد عليها وغيرها.
ومن خلال هذه المعلومات فإنه يمكن اتهام الضحية بأي شيء مثل وجود مواد مخدرة أو أسلحة أو حتى حالة عنف أسري وإبلاغ قوّات الأمن لتهاجم المنزل وتتسبب في مضايقات لقاطنيه دون جُرم إلا اللعب عبر الإنترنت.
ويمكن لهذه التقنية أن تكون فعّالة فقط في حالة ربط معلومات التعريف باللاعب المستهدف، لذا يجب تعلم أفضل ممارسات الخصوصية الرقمية واستخدام أسماء مستعارة وكلمات مرور متعددة، لأن بهذه التقنية فإن كل شخص يكون مستهدفًا على الويب.
التنصت عبر كاميرا الويب
كانت كاميرا الويب في البداية مجرد جهاز طرفي يمكن التخلص منه أو عدم تركيبه من الأساس، ولكن الوضع ليس هكذا الآن، ويمكن لمحادثة بريئة عبر غرفة دردشة الألعاب من أشخاص مجهولين ويظهرون بهويات غير حقيقية أن يُقنعوا الصغار بفتح كاميرا الويب والبدء في أحاديث خطرة واستغلال الأطفال أو حتى الكبار.
فهناك الكثير من الرجال الذين يتعرضون للنصب بهذه الطريقة من أشخاص ينتحلون صفات مغرية للرجل كأن يضع صور فتيات أو يوهمه بربح مادي سريع مقابل مهمات معينة وغيرها، لذا من الأفضل في حالة الأطفال تحديدًا وضع الكاميرا في حالة إيقاف عند اللعب أونلاين.
تسرب المعلومات الشخصية حتى عند التخلص من وحدات التحكم
لا يهتم الكثيرون بمسح المعلومات الشخصية الموجودة على أجهزة الكمبيوتر أو وحدات التحكم في الألعاب مما يعرضهم لمشكلات التعرف على الكثير من المعلومات الشخصية عنهم سواء الصور أو المهن أو محل السكن وطبيعة الحياة وأوقات السفر وغيرها من رسائل متبادلة طوال وقت استخدام الجهاز، مما ينذر بالكثير من المخاطر الواقعية وليس فقط الافتراضية على مواقع الويب.
لذا من المهم مسح كل البيانات الشخصية وإعادة ضبط أي جهاز إلكتروني على وضع المصنع كأنه جديد تمامًا والتأكد من مناطق التخزين لأنها قد لا تتأثر بوظائف مسح بيانات الجهاز.
كيفية حماية نفسك وأطفالك من مخاطر الألعاب أونلاين
أظهرت دراسة حديثة أن 65% من اللاعبين الذين يشاركون في ألعاب الإنترنت قد تعرضوا لشكل ما من المضايقة، خصوصًا الذين لم يتعدوا السن القانونية، وقد يكون رد فعل الأبوين هو منع الأطفال من ألعاب الأونلاين، لكن هذا لن يؤدي إلا إلى التسلل خلسة وممارستها دون علم، لذا سواء لحماية نفسك أو أطفالك عليك اتباع الخطوات التالية لتجنب مخاطر تلك الألعاب والاستمتاع بوقت من المشاركة الاجتماعية اللطيفة دون مضايقات:
استخدام تطبيق حظر الإعلانات
الإعلانات منتشرة في كل الألعاب، ولكن بعضها يكون وسيلة لتحميل برامج ضارة على جهازك، لذا من الأفض تثبيت برنامج لحظر الإعلانات مثل AdGuard وهو يتعامل مع الويندوز Windows وماك أو إس Mac OS، وهو لن يحميك فقط من البرامج الضارة ولكن سيمنحك متعة أكبر في اللعب دون تشتيت للذهن كما يتيح ميزة الرقابة الأبوية التي تسمح لك بحظر ألعاب ذات محتوى ضار أو غير مناسب للأطفال.
الحذر من التنمر في غرف دردشة الألعاب
تحتوي الكثير من مواقع الألعاب على غرف دردشة تسمح لك بالتحدث مع اللاعبين الآخرين عبر الإنترنت، فيجب الحذر بشدة من تلك الغرف والكشف عن أي معلومات شخصية فيها أو حتى السماح بألفاظ بذيئة سواء موجهة لك أو لآخرين واتخاذ إجراءات فورية ضد من قام بها سواء بحظر الدردشة معه أو إبلاغ القائمين على اللعبة.
قراءة شروط الاستخدام
لا أحد يهتم بقراءة شروط استخدام اللعبة ولا حتى إلقاء نظرة عابرة عليها، لكن هذا يجب أن يكون من الماضي، فقبل تحميل اللعبة أو السماح لطفلك بممارستها احرص على إلقاء نظرة متفحصة قدر الإمكان على شروط الاستخدام وخصوصًا ما يتعلق بجمع البيانات، فهذه الألعاب قد تشارك بياناتك الشخصية مع شركات إعلانات ومنتجات وغيرها لدعم اللعبة وهذا طبيعي في العموم لكن دون الكشف عن هويتك أو اسمك الحقيقي أو بياناتك السريّة.
التحقق من المصدر الأساسي للعبة
عند انطلاق تطبيق جديد وتحقيقه قدرًا من النجاح فإن الكثير من اللصوص الإلكترونيين يلاحظون هذا ويبدأون في إطلاق نسخ وهمية من التطبيق للحصول على معلومات حساسة وبمجرد تحميل تلك الإصدارات المزيَّفة على الأجهزة الذكية فإنها تبدأ فورًا في الاختراق والتعرف على الموقع الجغرافي والصور والبريد الإلكتروني والرسائل النصية وغيرها وتصبح معرّضة للانتهاك.
لذا لا بد من تحميل الألعاب من مصادر موثوقة مثل غوغل بلاي Google Play أو آب ستور Apple Store، كما يجب التأكد من اسم التطبيق لأن المحتالون قد يُطلقون تطبيقات صحيحة بأسماء مشابهة للعبة شهيرة وتكون للخداع أيضًا.
توعية الأطفال
يهتم الكثير من الآباء بتوعية الأطفال عند الخروج من المنزل والتنبيه عليهم بعدم التحدث مع الغرباء أو الذهاب لمكان بعيد دون الاستئذان منهم، ولكن هذا لا يحدث عند مكوثهم على الإنترنت، وربما هذا نابع من إحساس زائف بالأمان وأنهم قد لا يتعرضون لخطر حقيقي وهذا غير صحيح على الإطلاق.
فالأطفال يكونون أكثر انفتاحًا في الحديث مع الغرباء وقد يُدلون باسمهم الكامل ومكان مدرستهم ومحل إقامتهم وغيرها من معلومات مُعرّضة للوقوع في الأيدي الخاطئة، لذا يجب مراقبة أجهزة الأطفال وتحذيرهم من قول أي بيانات شخصية على الإطلاق والحرص على قضاء وقت معهم عبر ألعاب الإنترنت للتعرف على ما يواجهونه فعليًا.
مخاطر ألعاب الأونلاين ليست وهمًا على الإطلاق ويمكن أن يتطوّر تأثيرها إلى حياتك وعملك وأسرتك وأمان أطفالك، لذا يجب أخذ الأمر بجديّة شديدة وتأمين الأجهزة والبيانات الشخصية بكل الطرق الممكنة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.