ذكاء اصطناعي

مقال متشائم جداً: مبروك 🥳 ، منصة X أصبحت معمل تجارب… وأنت الفأر 🐭

ملاذ المدني
ملاذ المدني

3 د

في إعلان بدا هادئًا ولم يثر الكثير من الانتباه في بدايته، أعلن إيلون ماسك عن دمج شركته المتخصصة بالذكاء الاصطناعي xAI مع منصة X (تويتر سابقًا)، بصفقة ضخمة قيمتها 33 مليار دولار. ورغم ظاهر الإعلان الهادئ، فإن جوهره يدعو للقلق البالغ، لأنه يضع بين يدي رجل واحد سيطرة هائلة قد تؤثر على مستقبل البشرية بشكل غير مسبوق.

الخطر الحقيقي لهذه الصفقة يكمن في الربط بين ذكاء اصطناعي متطور جدًا وبين منصة يستخدمها الملايين حول العالم يوميًا بشكل حر، يتبادلون من خلالها أفكارهم وآراءهم ومشاعرهم دون تحفظ. وبهذا، تصبح منصة X مصدرًا مثاليًا للتغذية المباشرة لنموذج ذكاء اصطناعي قادر على التنبؤ والتحكم وربما التلاعب بالرأي العام العالمي.


التأثير الحقيقي على المستخدمين

على عكس ما يتصور الكثيرون، المستخدمون لم يعودوا مجرد مستهلكين لمحتوى رقمي. أصبحوا مصادر حية أو حتى فئران تجارب لبيانات لا تتوقف، كل كلمة وإعجاب وكل نقرة يتم تسجيلها وتحليلها واستخدامها لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي فائقة القوة. ومع الوقت، قد تتحول المنصة من مرآة بسيطة تعكس أفكار المستخدمين إلى جهاز فعال في تشكيل هذه الأفكار نفسها. السؤال الحقيقي سيكون: كيف يجب أن تفكر اليوم؟ بدلًا من ماذا تريد أن ترى؟


ماسك بين المنافسين: اختلاف في الهدف والطريقة

على خلاف شركات مثل OpenAI وGoogle وMeta وApple، فإن ماسك يتحرك في مساحة خطيرة وواسعة دون رقابة أو قيود حقيقية. فمثلًا، شركة OpenAI تخضع لرقابة مؤسسات وقوانين واضحة تحد من انحرافاتها المحتملة، وتتحرك Google بحذر في بيئة مغلقة ومحكمة خوفًا من المساءلة القانونية والتنظيمية.

أما Meta فتتركز جهودها بشكل كبير على استغلال البيانات لتحقيق أرباح إعلانية مباشرة دون محاولة لخلق عقل صناعي يتحكم بالرأي العام. وApple، التي تشدد دائمًا على خصوصية المستخدم، تبدو بعيدة عن هذا السباق بشكل كبير. (وفق تقارير Forbes وBusiness Insider حول سياسات الخصوصية والرقابة على الذكاء الاصطناعي).

على الجانب الآخر، ماسك يبني نموذجًا مختلفًا وخطيرًا للغاية، فهو يملك القدرة الكاملة على تغذية ذكائه الاصطناعي من منصة مفتوحة وشعبية، ويملك شبكات اتصال فضائية من خلال Starlink، كما يعمل على مشروع Neuralink لربط الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر بالعقل البشري.


الرئيس العالمي غير الرسمي

يزداد الوضع خطورة إذا أخذنا في الاعتبار قوة ماسك السياسية والاجتماعية، فهو اليوم لا يمثل فقط قائدًا تقنيًا بل أصبح قائدًا لحركة MAGA (Make America Great Again)، ويتمتع بنفوذ هائل في السياسة الأمريكية والعالمية. وفي ظل الضعف الظاهر حتى في أقوى ديمقراطية في العالم، الولايات المتحدة، أصبح ماسك بمثابة الرئيس غير الرسمي للعالم، لا أحد قادر على إيقافه أو الحد من نفوذه. وسائل الإعلام الكبرى مثل The Guardian و The New York Times تحدثت مرارًا عن هذه القوة غير المسبوقة التي يملكها ماسك الآن.


تداعيات خطيرة على جميع الأطراف

الموظفون في منصة X هم أول من سيشعر بالخطر، إذ ستُستبدل العديد من الوظائف بأنظمة ذكية آلية. أما المستثمرون، فيواجهون مخاطرة هائلة، حيث الفشل قد يؤدي لانهيار المنصة بالكامل، بينما النجاح سيغير شكل العالم الرقمي للأبد.

الحكومات تواجه تهديدًا وجوديًا حقيقيًا، إذ هناك فرد واحد يسيطر على منصة عالمية تتحكم بالرأي العام والوعي الجماعي، خارج أي سلطة تنظيمية أو رقابة حكومية.


خلاصة مُقلقة

ذو صلة

الحقيقة التي لا مفر منها هي أن ماسك لم يعد يكتفي بالسيطرة على بياناتنا فقط، بل يهدف إلى السيطرة الكاملة على الوعي الإنساني، وإقامة حضارة رقمية خاصة به، قبل أن تدرك الحكومات حقيقة ما يحدث.

وهذا يطرح سؤالًا وجوديًا: هل نتحكم نحن بالتكنولوجيا؟ أم أن التكنولوجيا باتت تتحكم بنا وتتجاوزنا نحو مستقبل غامض ومخيف؟

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة