قصة GTA اللعبة التي نشأت بالصدفة نتيجة خطأ في لعبة سابقة!
5 د
مَن مِنا لا يعرف لعبة Grand Theft Auto سلسلة الألعاب المشهورة، ومن أنجح سلاسل الألعاب على مدار 20 عامًا! وأشك أنَّ أحدًا يقرأ هذا المقال لم يجرب سرقة السيارات والمطاردات على الشاطِئ من قبل.
لكن لم يكن الهدف عند تصميم اللعبة أن تخرج بهذا الشكل، لكن حدث ما حدث وأصبحت اللعبة الشهيرة التي نحبها ونعرفها الآن، لنتعرف أكثر على عالم هذه اللعبة:
نقطة البداية
بدأ الأمر في استديو ألعاب اسكتلندي يدعى DMA الذي تأسس في الثمانينات، وبدأ العمل على لعبة Racing Chase، والتي كانت تتيح للاعب أخذ دور المجرم أو ضابط شرطة في عالم مفتوح تقع فيه سباقات سيارات أو مطاردات في الشوارع، كانت فكرةً جيدةً لكن واجهت اللعبة العديد من المشاكل التقنية التي كانت ستؤدي إلى إلغائِها كليًا، ولكن بفضل خلل معين جعلت سيارة الشرطة أكثر عنفًا وغضبًا، وأصبحت اللعبةُ أكثر متعةً.
من Racing Chase إلى Grand Theft Auto
وتمّ تعديل Racing Chase على أساس هذا الخلل، وتمّ تغيير اسمها إلى Grand Theft Auto، والتي صدرت في 21 أكتوبر 1997 على منصتي pc وps، وكان أُسلوب اللعب مختلفًا قليلًا عن ألعاب GTA الحالية التي تعتمد على القصة لتحرك مجرى أحداثها، أمَّا Racing Chase فأُسلوب اللعب فيها يعتمد على وجود 6 مراحل، وعلى اللاعب في كلِّ مرحلة جمع عدد معين من النقاط عن طريق إكمال المهمات، لكي يستطيع الانتقال إلى المرحلة التالية، والمهمات كانت تتراوح بين سرقة السيارات والهروب من الشرطة.
عالمها يحوي حوالي 70 مهمةَ تشجع على كلِّ عمل عنيف وغير أخلاقي، مع إمكانية التنقل بين ثلاث مدن مع وجود أكثر من 20 سيارةً باستطاعة اللاعب أن يستخدمهم، وبالرغم من الرسوميات الأقل من العادية، إلَّا أنَّ العالمَ المفتوح والحرية التي أعطتها اللعبة للاعبين جعلتها مقبولةً، حيثُ كانت لعبةً جميلةً في أُسلوب اللعب أكثر ما هي جميلة في رسومياتها، ومع نجاح اللعبة الكبير تمّ إصدار محتويين إضافيين تقع أحداثهما في مدينة لندن في فترة الستينات، وكان بهما مهمات أكثر وسيارات جديدة، وتحسين بسيط للرسوميات.
GTA2
مع النجاح الكبير لـ Grand Theft Auto الذي شجع الشركة على إصدار جزء جديد والذي تمّ تسميته GTA2، حيثُ حمل هذا الجزء رسوميات محسنة وبمنظور مشابه للجزء السابق وهو العالم المفتوح. لم يكن أُسلوب اللعب مختلفًا جدًا، إلَّا أنَّه كان هناك بعض الاختلافات، فقد تطاردك القوات الخاصة بدلًا من الشرطة العادية إذا قمت بالمبالغة في الأذى العشوائي.
وانتقلت أحداث اللعبة من الماضي إلى المستقبل المبهم في مدينة جديدة التي كانت أكثر حيويةً وأكثر عنفًا، والتي تحوي على عنصر جديد وهو عنصر العصابات، حيثُ تمّ إضافة 7 عصابات أساسية يمكن للاعب أن يقوم بالمهمات لأيِّ عصابة يقوم باختيارها لكن مع وجود عوائق، فإذا اختار اللاعب بأن يقوم بالمهمات من أجل عصابة معينة، فستكرهه العصابات الأُخرى وتقوم بالهجوم عليه.
وتمّ أيضًا إضافة العديد من الأسلحة الجديدة ومنها القنابل المشتعلة، وقد وفّرت اللعبة للاعب أن يكسب نقوده بالحلال إذا أراد عن طريق عمله كسائق سيارة أُجرة، لكن رغم هذا التحسين فالمبيعات كانت ضعيفةً وأقل من سابقتها، وليس كما توقعت الشركة بسبب رسوماتها 2D التي أصبحت قديمةً، وسوق الألعاب بدأ يهتم بالألعاب ثلاثية الأبعاد في ذلك الوقت.
GTA3
بعد النكسة في الإصدار السابق بدأت الشركةُ تفكّر في حل آخر، وبالتأكيد الحل في إصدار جديد يستجيب لرغبة السوق بالرسومات 3D وهو GTA3، والتي صدرت في 22 أكتوبر 2001.
كانت ثلاثية الأبعاد تأخذنا مباشرةً لمستوى الشارع بعدما كنّا نتحكم باللاعب، ونحن نرى الشارع من الأعلى، حيثُ يلعب اللاعب بمجرم أخرس لا يتكلم اسمه كلاودي باستطاعته أن يسحب المواطن من السيارة تحت تهديد السلاح ويركبها ليتجول في المدينة، وكالمعتاد يستطيع اللاعب القيام بالمهمات من أجل النقود أو القيام بالأذى العشوائي في شوارع المدينة.
كانت بالفعل تشبه سابقاتها لكن بمنظور ثلاثي الأبعاد، وكان هناك تسلسل بين الليل والنهار، بالإضافة إلى المدن التي تسحرك بتصميمها الجميل، ولكنها لم تكن كاملةً فأُسلوب التصويب بالأسلحة كان صعبًا في بعض الأحيان، كما أنَّ كلاودي المجرم الذي يرعب المدينة كان يخاف من الماء، ولم يكن باستطاعته السباحة!!
وتمّ إضافة طريقة جديدة للكسب الحلال غير توصيل الناس بسيارة الأجرة، وهي إنقاذ الناس بسيارة الإسعاف أو إطفاء النيران بسيارة الإطفاء، كما أُضيف أكثر من 100 مركبة جديدة من ضمنهم الدراجات النارية وطائرات المروحية، وعدد الأسلحة أصبح 40 سلاح أعطت الحرية في دخول الأماكن الخاصة مثل: البيوت ومتاجر الأسلحة، وبفضل هذه التعديلات الجميلة باعت الشركةُ من GTA3 أكثر من 7 مليون نسخة، وحتى الأن رغم مرور أكثر من 17 عام على صدورها مازالت من أفضل الألعاب التي تُذكر.
San Andreas
بعد الخوض في عالم المافيا وحروب الثمانينات أصبحت الشركةُ بحاجة فكرة جديدة، وهي San Andreas والتي صدرت 26 أكتوبر 2004.
وتمّ إنشاء الإصدار ضمن مدينة خيالية تمّ تسميتها San Andreas، ومع تكرر العناصر الأساسية في كلِّ إصدار من لعبة GTA، لكن مع تحسينات بسيطة مثل: تعديل التصويب بالأسلحة لتصبح أسهل وتعديل في الرسوميات، وطبعًا وجود مهمات جديدة، وفي هذا الجزء أصبحت اللعبةُ أكثر واقعيةً، فأصبح بإمكان بطل اللعبة أن يمارس الرياضة ليصبح أقوى وأن يأكل ليحسن صحته، وإذا بالغ في تناول الطعام سيتعرض للسمنة ويفقد لياقته، كما أصبح بإمكانه السباحة والكثير من الأنشطة الجانبية كأن يلعب البلياردو والرقص في النوادي الليلية، وكذلك اختيار لباسه الشخصي من خلال الدخول لمتاجر الألبسة والذهاب للحلاق لتصفيف شعره، وفّرت سان أندرياس ما لم توفّره أيّ لعبة أُخرى، واللاعب بحاجة أكثر من 50 ساعةً لينهي المهمات الأساسية الموكلة إليه!!
وبعد ذلك تمّ إصدار العديد من الأجزاء حتى أنَّها أصبحت متاحةً للهواتف المحمولة ومع تعديلات بسيطة، ولكن مع المحافظة على ميزة اللعبة، وهو العالم المفتوح، والعقل الإجرامي في جميع سلاسلها!
كانت هذه قصة اللعبة الشهيرة GTA من بداياتها، ومازالت مستمرةً في إصدار الأجزاء حتى هذا التاريخ، أخبرونا ما الجزء المفضل بالنسبة لكم؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.