بعد توقف الدعم رسميًا عن أنظمة BlackBerry.. إليك التاريخ الكامل لهاتف “الأغنياء”
سواء كنت قد استخدمت أحد هواتفها من قبل، أو لم تتح لك الفرصة بذلك، لا شك أنك تعرف "BlackBerry - بلاكبيري" بيري صاحبة لوحة المفاتيح الميكانيكية الشهيرة. هواتف قدمتها شركة RIM الكندية التي تمكنت يومًا ما من ريادة عالم الهواتف الذكية إلى جانب نوكيا، وانتهى بهما المطاف بقصتين متشابهتين.
لقد كانت هواتف بلاكبيري من أشهر الهواتف شعبيةً في العالم، لكن شعبيتها تلاشت شيئًا فشيئًا حتى تبددت تمامًا، ورغم العديد من المحاولات التي قامت بها الشركة في سبيل العودة لسوق المنافسة، لم يكتب لها ذلك. فبعد أن أعلنت الشركة الكندية عن وقف بيع هواتفها نهائيًا قبل سنتين، ها هي أعلنت في الرابع من يناير من هذه السنة بشكل رسمي أن كل أجهزتها التي تعمل ببرامج تشغيل بلاكبيري OS سيتم إيقاف الدعم عنها وفصلها رسميًا، هذا يعني أنك لن تتمكن من الاتصال بشبكات الواي فاي، إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية ولا حتى الاتصال بالطوارئ!
نريد أن نشكر العديد من عملائنا وشركائنا المخلصين على مر السنين.
هكذا ختمت بلاكبيري تصريحها الذي أعلنت فيه عن انتهاء الدعم عن أنظمة بلاكبيري OS في نهاية ديسمبر 2021، أما بالنسبة لأجهزة بلاكبيري التي تعمل بنظام أندرويد، فستستمر في العمل ولكن بدون إرسال أي تحديثات نظام، أو حتى تحديثات للتطبيقات الخاصة ببلاكبيري على متجر جوجل بلاي.
وبهذا يمكننا أن نقول إننا قد وصلنا لنهاية شركة كانت في يوم من الأيام واحدة من أكثر الشركات مبيعًا لمنتجاتها على الإطلاق، فماذا نعرف عن تاريخ "هاتف الأغنياء" وكيف انتهى بهم الحال من النجاح والتفوق إلى الحضيض بكل ما تعنيه الكلمة!
ميلاد هاتف BlackBerry - ماذا تعرف عن هواتف الكيبورد؟
كلمة BlackBerry والتي تعني "التوت الأسود" هو الاسم التجاري للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والخدمات التي تم تصميمها وتسويقها في الأصل من طرف الشركة الكندية المعروفة سابقًا باسم Research In Motion أو RIM. ولدت BlackBerry في 19 يناير 1999، مع إطلاق هاتف BlackBerry 850. وفي السنوات التالية بعد ذلك، انفجرت العلامة التجارية في سوق التكنولوجيا وقدمت شيئًا لم تستطع الشركات المنافسة حينها توفيره: رسائل البريد الإلكتروني أثناء التنقل.
بعد ذلك، أطلقت الشركة الكندية أول جهاز قادر على إجراء المكالمات الهاتفية باستخدام الشبكات الخلوية الأولى (1G و 2G). وفي عام 2002، تطورت نماذج الشركة وتحسنت مع الاحتفاظ بتصاميمها المعتمدة على لوحة المفاتيح الميكانيكية التي اشتهرت بها.
بعدها بعامين، حصلت الشركة على أكثر من 2 مليون مستخدم لهواتف بلاكبيري حول العالم، كان معظمهم رواد الشركات والمسؤولين وكبار الشخصيات والأغنياء بشكل عام، لكن الشركة شعرت أن الوقت قد حان لاستهداف عامة الناس، وهو ما حصل في السنة التالية حيث أصبحت هواتف بلاكبيري منشرة في يد 4 ملايين مستخدم. فضّل الكثيرون هذه الهواتف لاعتمادها على لوحة مفاتيح تتيح كتابة الرسائل بسرعة إضافة إلى تقنية المراسلة المخصصة لهذه الأجهزة "BBM" والتي جعلت من الممكن إرسال رسائل قصيرة غير محدودة مجانًا في وقت كانت رسائل SMS تتطلب الدفع عن كل رسالة.
ذروة هواتف بلاكبيري وظهور الآيفون
في عام 2007، كان سوق الهواتف تحت سيطرة شركة نوكيا التي استحوذت على 40 في المائة من الهواتف التي تم شحنها حينها والتي بلغ عددها إلى ما يقدر 1.2 مليار هاتف محمول، وفي نفس السنة أعلنت شركة آبل عن أول هاتف iPhone لها بشاشة تعمل باللمس بنظام آي فون OS. كانت بلاكبيري حينها قد سيطرت على نسبة مهمة من المبيعات وأخذت شهرة واسعة في جميع أنحاء العالم حيث وصلت هواتفها إلى أعلى مستوياتها بفضل جهاز Curve الناجح الذي أضاف العديد من الوظائف مثل الوسائط المتعددة و GPS...
بعدها بسنتين وفي عام 2009، كانت بلاكبيري تشحن ما يصل إلى 20 في المائة من جميع الهواتف الذكية على مستوى العالم، وتفاخرت بنسبة 40 في المائة من حصة نظام تشغيل الهواتف الذكية في الولايات المتحدة، لكن ملامح نجاح هاتف آيفون وبداية انتشار نظام أندرويد مع هواتف بشاشات لمس كان ينذر بنهاية التوت الأسود.
لم تقف RIM مكتوفة الأيدي وقامت بإطلاق كل من هاتفي Bold ثم Storm بشاشة تعمل باللمس قصد منافسة آيفون، وكان هاتف Storm أول هواتف الشركة التي لم تعتمد لوحة المفاتيح الميكانيكية وجاء بشاشة كاملة، إلا أن الشركة لم تهتم بنظام التشغيل الذي وفر تطبيقات وأدوات محدودة مقارنة بمنافسه iPhone. من جهة أخرى، كانت جوجل تعمل على نظام أندرويد الذي ظهر لأول مرة على هاتف ذكي من شركة HTC في 22 أكتوبر 2008، ثم بعد ذلك على هواتف أخرى من شركات مختلفة، وكانت النتيجة أن تم تسجيل هاتف بلاكبيري ستورم كواحد من أفشل الهواتف في التاريخ.
هل تعاون أندرويد وآيفون على قتل بلاكبيري؟
بعد سنوات وبدءًا من 2010، تسارع نمو نظام أندرويد بشكل ملحوظ بفضل القوة الضاربة لشركة سامسونج وشركات عالمية أخرى اعتمدته بشكل رسمي وساهمت في تطويره. ومن جهة أخرى نجح هاتف آيفون في إقناع كبار الشخصيات وأصبح الهاتف المفضل لدى أصحاب الشركات والمسؤولين. أدى الأمر إلى انخفاض حصة بلاكبيري في السوق بشكل كبير، ولم تستفد الشركة مطلقًا من الزيادة في الطلب على الهواتف الذكية التي عرفها العالم.
حاولت شركة RIM المنافسة من جديد وقررت البدء من الصفر بإطلاق نظام تشغيل جديد وهواتف ذكية جديدة Z10 و Q10 سنة 2013. لكن، وعلى الرغم من الأفكار الرائعة التي أتت بها الشركة، إلا أنها فشلت أيضًا. فقد أصبح السوق تحت سيطرة نظامي أندرويد وiOS بالفعل.
أضافت بلاكبيري العديد من التحسينات على نظامها في محاولة منها للمنافسة، إلا أن الأمر لم يكن كافيًا لمواكبة نظامي iOS و Android. يقول المثل "إذا لم تستطع التغلب عليهم، انضم لهم". وهذا ما حدث تمامًا في 2016 حيث أعلنت BlackBerry بشكل رسمي أنها أوقفت التطوير الداخلي للهواتف الذكية ودخلت في اتفاقية ترخيص العلامة التجارية مع شركة TCL الصينية التي تمتلك أيضًا علامة Alcatel التجارية والتي أطلقت طرازات من هواتف BlackBerry بنظام أندرويد.
بعدها بأربع سنوات، أعلنت شركة TCL Communications أنها لن تقوم بتسويق هواتف BlackBerry الذكية اعتبارًا من 31 أغسطس 2020 حيث لم يعد لديها الحق في القيام بذلك. وأكدت الشركة أنها ستستمر في متابعة هواتفها الذكية الموجودة في السوق حتى 31 أغسطس 2022. هذا وكانت TCL قد بدأت مؤخرًا تسويق هواتف ذكية جديدة تحت علامتها التجارية الخاصة.
نهاية نظام بلاكبيري للهواتف الذكية
بعد فترة المجد التي حققت فيها شركة بلاكبيري كل نجاحاتها قبل انفجار هواتف آيفون وأندرويد في السوق، استمر تراجع الشركة الكندية وفشلها في المنافسة بشكل تدريجي، إلى ان وصلنا لنهاية نظام التشغيل BlackBerry OS رسميا في 4 يناير الماضي بإعلان رسمي من الشركة.
فمن هذا التاريخ، توقف دعم الهواتف الذكية من شركة BlackBerry والتي تعمل بنظام التشغيل BlackBerry OS الخاص بالشركة، الأمر يهم جميع هواتف الشركة التي تم بيعها بين عامي 2001 و 2013. بالإضافة إلى جميع أجهزة شركة بلاكبيري التي تعمل على أنظمة تشغيل BlackBerry OS 7.1 والإصدارات الأقدم، و BlackBerry 10 و BlackBerry PlayBook 2.1.
أصبحت اليوم جميع الأجهزة التي تعمل بأنظمة التشغيل المذكورة بلا فائدة، سواء كانت متصلة عبر Wi-Fi أو عبر اتصال بشبكة الهاتف المحمول، لم يعد من الممكن استخدامها. لا للإتصال ولا لإرسال الرسائل القصيرة، ولا حتى لإجراء مكالمات الطوارئ. لا ينطبق الأمر على أحدث هواتف الشركة التي تعمل بنظام Android بطبيعة الحال.
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية واحدة من أكثر الشركات المؤثرة في العالم التقني، وكما هو الحال مع شركة نوكيا، فكان من الصعب تخيل أي من هذه الشركتين يتوقف عن بيع منتجاته، ولكن نتيجة لتجاهل التطورات وعدم مواكبة التقنية لأسباب تتلخص في الغرور، يمكن لأي شركة رائدة أن تذهب مهب الريح في لحظات معدودة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.