كيف تفحص الهاتف المستعمل جيدًا قبل شرائه؟

لسبب أو لآخر يضطر بعضُنا أو يفضلُ أن يشتري هاتفًا مُستعمَلًا، والأسباب معقولة نوعًا ما وفي مقدمتها توفير بعض الدولارات خاصةً مع غلاء أسعار الأجهزة ذات المواصفات العالية ورغبة المُستخدم في تجربتها والترقية إليها أو حتى لسوء الأحوال المادية لدى بعضنا، ولهذا كُتب هذا المقال، والذي عمدت فيه فيه أن أجمَع كل الطُرق المعروفة والمُجربة سواءًا من قبلي أو من قبل أصدقاء، والتي ستوضح لك كيف تفحص الهاتف المستعمل والهدف الرئيسي هو شراء الهاتف المنشود بأحسن حال وبدون ندم يلحق بعملية الشراء.

قبل شراءَك لهاتف مستعمل تحقق من أنك تُريد هذا الهاتف وليس غيره، أي إقرأ عنه وإعرف مواصفاتة جيدًا والإنطباعات التي شاركها من إشتروه، إقرأ صفحة الهاتف علي GSMArena  وشاهد مُراجعة الجهار (Review) وإدرُس العيوب والمميزات جيدًا، شاهد مراجعات مصورة للجهاز وتعمّد ان تشاهد مراجعات لأكثر من مُراجع حتى تُلم بكل ما يخُص الهاتِف، كلما بذلت مجهود أكبر كلما إتخذت قراراً أصوَب، هذه الخطوات أيضًا ستُفيدك حتي لو نويت شراء هاتف جديد بكل تأكيد، فأنت فعليًا تقرأ عن الهاتف الجديد لا المُستعمل، وبالطبع لن يوجد فرق، خاصةً لو إشتريت هاتف مُستعمل بحالة جيدة، وهو ما سنحاول شرح كيفيته في الفقرات القادمة.

أنصح من ينوي شراء هاتف مُستعمَل مثلًا بألف جُنيه -أو ايًا كانت العملة- أن يبحث عن الهواتف الجديدة التي تُباع في الاسواق بنفس السعر، فبالطبع مهما كانت حالة الهاتف المستعمل لن تكون مثل الهاتف الجديد، أمّا لو بقيت مُصرّاً على رأيك، فلنتابع..

شراء الهاتف المُستعمل ليس بمعادلة فيزيائية، الموضوع سهل وبسيط، إما ستشتريه من أحد المحال التجارية، من أحد أصدقائك أو من علي مواقع الإعلانات ومجموعات التسوق على فيسبوك، والمُهم هنا أن تلتقي بالبائع في مكان عام وتتوخّى حذرك، دائمًا ضع في بالك أن البائع الذي اماك سينصُب عليك! فكرة مثل هذه ستدعك تُدقق النظر جيدًا قبل إتمام المُعاملة، أبدًا لا تخجل من إلغاء الصفقة إن شعرت بعدم راحة أو عدم رضا عن الجهار.

قبل الإتفاق قم بجولة في المحال التجارية وتأكد من أن السعر الذي ستشتري به الهاتف ليس مُبالغًا فيه، وتأكد أنك ستشتري بأفضل سعر وفاوض في السعر، فواضع السعر سيكون على علم بأنك ستتفاوض معه وتحاول مبازرته لهذا يزيده من البداية. لا تشتري ابدأ بالسعر المعروض، والآن بعد أن تأكدت من كل ماسبَق، ماهي الخطوات التي ستتبعها عندما تمسك الجهاز بيدَك؟

أول خطوة هي فحص جسد الهاتف فحص كامل في إضاءة جيدة، وفي عملية فحصك إبحث عن أي شروخ أو كسور سواء في إطار الهاتف أو الشاشة، الجهة الخلفية من الهاتِف ليست بهذه الأهمية، الأهمية القصوى تكمُن في إطار الهاتِف و الشاشة بالطبع، وأيضًا هناك بعض الهواتف المُزورة أو غير الأصلية أو ما يُطلق عليها “High Copy” ولهذا يجب عليك أن تكون مُدرك تماماً لشكل الهاتف الذي ستشتريه وكيف يبدو، فإن كانت شاشة الهاتف مُغطاة بلاصقة حماية زجاجية إنزعها، فأحياناً يضعها الباعة فوق الشاشة لإخفاء بعض الخدوش. إن تأكدت أن الهاتِف سليم وغير مخدوش ولا يوجد به عيوب، انتقل للمرحلة الثانية..

بعدما تنتهي من فحص جسد الهاتِف وفتح الغطاء والتأكد من أن كل شيء على ما يُرام، انتقل لتجربة الهاتف نفسه، إبدأ بوضع شريحة إتصالك (SIM Card) داخل الهاتِف وجرب أن تُرسل رسالة نصيّة و تُجري أو تستقبل مُكالمة هاتفية، جّرب المُستشعر (Sensor) الخاص بالمُكالمات -الذي يغلق ضوء الهاتف اثناء المكالمة- وجرّب مُستشعر بصمة اليَد إن وُجِد ولكن لا يُمكنك تجربة كافة المُستشعرات بالطبع لهذا سنلجأ لأكواد النظام (System Codes) والتي ستوفر لك وصول أفضل لتفاصيل الجهاز.

مثالاً سأشرح كيف يتم الأمر على أجهزة سامسونج، إتبع خطواتك العادية لإجراء مُكالمة لكن دونًا عن وضع رقم من ستتصل به ضع الكود التالي: *#0*# (نجمة-شباك-صفر-نجمة-شباك) وإن كان الهاتف سليمًا سيقودَك الكود إلى شبه تطبيق خاص بالنظام يسمح لك بتجربة الألوان، المُستشعرات، الإهتزاز، السماعة، إضاءة LED إن وجدت وتجربة اللمس أيضًا، يجب عليك أن تُجرب كل شيء قبل شراء الهاتف (صورة توضيحيّة). أيضًا جرّب الفلاش الخلفي وجرّب توصيل الهاتف بالشاحن أو بالحاسب المحمول عن طريق الكابل.

للمُتمكنين من المجال التقني قليلًا: يُمكنك تحميل تطبيق Antutu Benchmark لفحص أداء الجهاز.

يكون لكل هاتف أصلي كود IMEI وهو رمز تعريفي مُشابه للرقم التسلسُلي (Serial Number) فقط توجه للضبط، ثم قائم عن الجهاز (About) والتي تكون في نهاية القوائم بالأسفل ثم إختر قائمة حالة الجهاز او وضع الجهاز حسب الترجمة (Status) ستجد أمامك بعض المعلومات عن الجهاز منها رقم IMEI الخاص بالجهار (صورة توضيحيّة)، بعد الوصول له توجه لموقع IMEI.info وأدخل الرقم لتظهر لك بعدها مواصفات الجهاز ونسخته، كون الجهاز ظهر عند البحث عن الكود الخاص به هذا يثبت أن الجهاز أصلي وخارج من المصنع الخاص بالشركة، أي غير مُجمّع.

الآن ناقشنا كل الطُرق اللازم إتباعها للتأكد من جودة الجهاز و التأكد من كونه أصليّاً، لكن أيضًا هناك أمور يجب عليك الإنتباه لها ويُمكن أن نُسمّيها نصائح، وهي:

لا تشتري هاتفًا مُستعملًا دون علبته الأصلية والشاحِن الأصلي الخاص بها والسماعات إن وُجدَت، فالهاتف بدون صندوقه يثير شُبهة، فربما يكون مسروقًا أو مفقودًا … أنا أعلَم أن الهاتف المُستعمل دون صندوقه يكون أرخص كثيرًا لكن غير مضمون، أيضًا لو حاولت بيع الهاتِف فيما بعد ستجد عملية بيعة دون الصُندوق أو العلبة الخاصة به صعبة جدًا، لهذا إحرص على أن تشتري الهاتِف بكُل حاجياته الأصلية وبالعلبة الخاصة به.

في السوق المصري تحديدًا -نظرًا لخبرتي به لا أكثر- نسمع عن بعض الهواتف المُستعملة التي تُباع في المحال التجارية كـ”فخ” حيث تعرضت هذه الهواتف للصيانة من قبل (مفتوحة) وهو في حد ذاته أمر يُفقد الهاتِف ربع سعره على الأقل، ولتفادي أمر مثل هذا حاول أن تذهب بالهاتف لأحد محال الصيانة المضمونة وتعرّضُه للفحص، ويُستحسن أن يكون من سيفحصه صديقًا لك أو على الأقل تعرفون بعضكم البعض، نادرًا ما نجد أجهزة مثل هذه في السوق حقيقةً، لكن الحرص واجب.

الآن قد إنتهينا، فبعد أن تتأكد من عمل الجهاز بشكل سليم من كافة الإتجاهات وتجربة المُشتعرات، الكاميرتين، الصوت، وبعد أن تفحص جسد الهاتِف بشكل كامل وتتأكد من أصليته عن طريق الطرق التي اقترحناها أعلاه فلا مانع من إتمام العملية، لاتنسى التفاوض مع البائع في نقطة السعر بقدر الإمكان، دون أن يخسر أحد الطرفين أو يُظلم بالطَبع، بعد إمتلاكك للهاتف تأكد من عمل ضبط مصنع ومسح كل شيء قبل وضع أي ملفات أو جهات إتصال على الجهاز، وغلف الجهاز بحافظة زجاجية للشاشة وغطاء خلفي.