كيف تستغل هاتفك الذكي بطريقة مفيدة ومؤثرة في حياتك؟

استطاعت التكنولوجيا الحديثة، أن تقدم لنا وفرة هائلة في الحلول للعقبات التي يمكن أن توجهنا في عصرنا الحالي، وذلك من خلال مجموعة من الأدوات التقنية والتي بدورها وفرت الوقت والجهد الذي يمكن أن نبذله للوصول إلى المعلومات، ومساعدتنا في الاستفادة ما أمكن من أوقاتنا التي نمضيها بالتعاطي معها، ولن نتطرق هنا إلى بعض الجوانب السلبية في وسائل الاتصال الحديثة ذلك أن الامر يتعلق بكيفية استغلالها، إنما سنحاول التركيز على كيفية الاستفادة من تلك الوسائل المتاحة بين أيدينا، ولعل الهواتف المحمولة “الذكية” شغلت حيزاً لابأس به في حياتنا بشكل ملحوظ للجميع كبيراً أو صغيراً كان، ستكون محط حديثنا هذا.

حيث تسعى الشركات المنتجة للهواتف، في جو تنافسي على تقديم ما هو جديد دائماً في سوق الهواتف الذكية، من خلال طرح نماذج عالية الجودة تمتاز بالتقنية العالية، إضافة إلى تقديم مجموعة من التطبيقات التي لا يكاد يمر يوم دون أن فيه عن تطبيق جديد، هذه السوق الكبيرة والمفتوحة للمنافسة وضعتنا أمام إمكانية القيام بعملية تفاضل بين هذه الخيارات المتاحة، ولكي نستثمر جزء من الوقت الذي نهدره أثناء استخدامنا للهواتف “الذكية” سواءً في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها من الأمور الأخرى، في هذا المقال نعرض بعض الأفكار التي يمكن من خلالها استغلال هاتفك المحمول.

هناك مواقع عديدة تقدم خدمة الكتب الإلكترونية المجانية، للقراء الراغبين دائماً بمتابعة عالم الكتب الساحر، وللذين يملكون شغفاً معرفياً غير محدود من خلال إتاحة الفرصة لهم بتحميل الكتب التي تلائم بدون ادنى شك اهتماماتهم المعرفية، وكل ذلك مجاناً، فما عليك سوى القيام بعملية بحث صغيرة في هذه المواقع وستجد ضالتك من الكتب التي ستشعر كلما انتهيت من أحدها برغبة في اختيار أخر، تقوم بتحميله وحفظه في هاتفك حتى يتسنى لك أن تبدأ بقراءته في الوقت الذي يناسبك، أضف إلى كل هذا المتعة واللذة الفكرية التي تحصل عليها من قراءة الكتب سواءً العلمية منها أو الأدبية، ما يتيح لك التعرف على معالم وثقافات جديدة “اقرأ”.

من الفوائد التي قدمتها اجهزة الاتصال الحديثة، هي سهولة الوصول إلى العديد من المواقع التي تساعدك في تعلم أي شيء ترغب بتعلمه، ولعل تعلم اللغات يحتل الصدارة بين فئة الشباب لما له من أهمية تنعكس عليهم في توسيع قدراتهم للإطلاع على ما هو جديد في شتى المجالات في العالم، والتعرف إلى ثقافات جديدة ومتنوعة، حيث تنتشر مواقع عديدة تهتم بهذا المجال وتتيح الفرصة أمام الراغبين بتعلم لغة جديدة بشكل مجاني، ولتكن اللغة الإنكليزية مثالاً لنا…

فسوف تجد وببحث بسيط تقوم به على الإنترنت وجود كم هائل من المواقع التي تقدم الإرشادات لك في كيفية تعلم الإنكليزية، يضاف إلى ذلك أيضاً وجود مجموعة من التطبيقات التي تتناسب مع الهواتف الذكية، ومنها تلك التي تقوم بتعليم القواعد المرتبطة باللغة أو تعلم المفردات والعبارات  المتعلقة باللغة التي تتعلم، كما يوجد بعض التطبيقات التي يمكن أن تقوم بتثبيتها على هاتفك تساعدك في التعلم عن طريق الاستماع إلى الناطقين باللغة ولنقُل الإنكليزية مثلاً، مضافاً إليها مجموعة أخرى من التطبيقات التي تخص الأغاني أو الأخبار أو قراءة الصحف والمجالات أو التواصل مع الناطقين بالإنكليزية وكل ذلك بدون أي تكلفة مادية، فقط عليك أن تقرر البدء بذلك.

في الحقيقة لم يعد التعليم حكراً على القاعات المدرسية أو الجامعية والتي تقدمه في معظم الأحيان بطرق تقليدية، وبالرغم من أنه لا غنى عنها كوسيلة تعليمية أكاديمية بحتة إلا أنه اليوم أصبحت وسائل التعليم الذاتي متوفرة وبكثرة على الشبكة، وبدأت بعض الأكاديميات العلمية من خلال مواقع لها على الشبكة بتقديم منهجها العلمي على شكل كورسات متاحة للجميع كما تتوفر أيضاً العديد من القنوات التعليمية على اليوتيوب،  والتي يمكن الاستفادة منها في مجال التعلم الذاتي، الذي أصبح رديف هام للتعليم التقليدي لا بل نستطيع القول بأنه تجاوزه في كثير من الأفكار والطرق المقدمة للمتلقي في مجالات العلوم المختلفة، ستجد مواقع تقدم التخصصات الهامة في علوم الأدارة والبرمجة والحوسبة وتعليم فن التصميم وتطوير المواقع وغيرها من المجالات الأخرى.

استثمر هاتفك في الحصول على المعرفة، عن طريق متابعة بعض المواقع والمبادرات العلمية والفكرية المتوفرة على الشبكة والتي تسعى من خلال جهد اعضاء يمثلون فئة الشباب الطامح لتقديم العلوم والثقافة بشكل مبسط وممتع، متجاوزين بذلك حالة الملل التي قد تصيبك من الحصول على المعلومات بشكل جاف وكلاسيكي، معتمدين على التقنيات الحديثة واضعين إياها في خدمة العلم والمعرفة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بعض هذه التجارب التي ستجد فيها ملاذاً فكرياً ممتعاً بالتعرف على شتى صنوف المعرفة من خلال مجموعة المقالات التي تقدمها هذه المبادرات الفكرية ومنها نذكر… الباحثون السوريون، الباحثون المصريون، أراجيك المشروع العراقي للترجمة، درب المعرفة الأردني، مجلة غريبة،التجمع العلمي المغربي، السعودي العلمي ،ناسا بالعربي، الباحثون العلميون،  وغيرهم من المبادرات الشبابية التي أخذت على عاتقها نشر العلوم والثقافة المعرفية.

لم نقدم في هذا المقال أي روابط خاصة بالمواقع أو نذكر تطبيق بعينه بل ترك لك عزيزي القارئ أن تختار ما يناسبك منها.