هكذا تطورت تقنيات الاستماع إلى الموسيقى عبر التاريخ

أنت اليوم واحدٌ من حوالي 5 مليارات إنسان من سكان هذا الكوكب الذين يملكون هاتفًا محمولًا فيه خاصية تخزين الموسيقى والاستماع إليها، أو ربما من مستخدمي أحد الأجهزة الخاصة بذلك فقط مثل iPod على سبيل المثال وتحمل المئات وربما الآلاف من المسارات الموسيقية التي تحتاج ربما إلى أيام للاستماع إليها.

ربما تظن أن الأمر بسيط كبساطة ضغط زر التشغيل لكنه في الحقيقة ليس كذلك وهذا ما ستتأكد منه بعد قرائتك للسطور التالية والتي ستشرح لك كيف تطورت آليات التخزين والاستماع إلى الموسيقى منذ أن بدأت بالانتشار مطلع القرن العشرين وحتى يومنا هذا.

هو أحد الوسائل القديمة الجديدة التي مازالت تستخدم إلى اليوم وبكثرة خاصة في السيارات، ولكنها في الماضي كانت مقتصرة على ساعات محددة فقط تقوم فيه ببث المحتوى الموسيقي وكان الوقت الآخر مخصص للأخبار بالدرجة الأولى.

كان أول ظهور حقيقي لجهاز استقبال الموجات اللاسلكية في عام 1895 على يد المخترع الايطالي Guglielmo Marconi ولكن مجال البث كان قصيرًا جدًا إلى أن تم تطويره تدريجيًا، وقد بدأت اجهزة استقبال الراديو بالانتشار في الربع الأول من القرن العشرين. هل مازال أحد أقاربك يحتفظ بذلك الجهاز الكبير على سقيقة منزله؟

كان بإمكان قرص فينيل نحيف واحد تخزين حوالي 45 دقيقة من المحتوى المسموع وهو ماكان في ذلك الوقت أي في مطلع القرن العشرين وبعد اختراع مشغلات الفونوغراف يعني الكثير من الموسيقى!

كان أول ظهور لأشرطة الكاسيت في العام 1962 على يد شركة فيليبس وكان بإمكانه تخزين المحتوى المسجل على طرفين بدلًا من واحد وتخزين مايصل إلى 45 دقيقة في الوجه الواحد ليحدث بذلك ثورة في مجال تخزين الموسيقى والاستماع إليها خاصة لحجمه الصغير مقارنة مع أقراص الغرامافون.

ربما مازلتم تحتفظون بأحد أجهزة تشغيل الكاسيت في منزلكم إلى اليوم، فقد بقيت الوسيلة الأولى للاستماع للموسيقى حتى مطلع القرن الواحد والعشرين، وكانت ظهور أشرطة الكاسيت أول ظهور حقيقي لفكرة الموسيقى المحمولة أينما كان.

كان أول ظهور لها في مطلع ثمانينيات القرن الماضي وظهرت أيضًا أجهزة تشغيل أقراص CD المحمولة التي يمكن وضعها على خصرك والتجول بها بحُرية كاملة وإمكانية توصيل سماعات رأس إليها.

وقبل ظهور تقنية ضغط MP3 كان أقراص Audio CD تحتمل ساعة موسيقية واحدة فقط.

كانت تطويرًا لفكرة مشغلات الأقراص المضغوطة ولكنك هنا لاتحتاج إلى أية أقراص لتخزين الموسيقى فلدى هذا المشغل ذاكرة تخزينية مدمجة كان بإمكانها حمل أضعاف مايمكن لأقراص أوديو العادية تخزينه، وقد ظهرت لأول مرة في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي.

سأضع 500 إلى 1000 أغنية مباشرة في جيبك هذا ماقاله ستيف جوبز لابنته ليسا عندما رآها حاملة مشغل أسطوانات CD ” قديم ” على خصرها، وقد تحقق ذلك بالفعل من خلال أجهزة iPod التي تم الكشف عنها في العام 2001 بسعات تخزينية كبيرة وظهور متجر iTunes الذي كان نقلة نوعية في مجال الموسيقى بشكل كامل.

الهاتف في الصورة أعلاه هو هاتف Samsung SPH-M2100 والذي كان أول هاتف محمول يأتي مزودًا بمشغل MP3 مدمج وفتح بذلك الباب للآلاف من الهواتف لتقوم بدعم تشغيل الموسيقى كميزة في الهاتف نفسه بدون الحاجة إلى مشغل مستقل بذاته.

لايمكن حصر عدد الهواتف التي تحتوي على مشغلات موسيقى مدمجة فقد أصبح هذا الأمر هو أول ماتحسب حسابه الشركات المصنعة للهواتف عند تصميمها لهاتف جديد.

في جميع الخدمات المذكورة أعلاه أنت بحاجة إلى شراء المحتوى المُسَجَل والدفع قبل الحصول عليها ماقد يعني المزيد من التكاليف المادية إذا كنت من محبي الاستماع وتنظيم مكتبتك الموسيقية، وهذا الأمر هو ماقضت عليه خدمات البث الموسيقي عند الطلب التي كانت تقوم هي بنفسها بتوفير جميع المحتوى الموسيقي الذي يبحث عنه المستخدم مقابل اشتراك شهري ثابت. بدأت هذه الخدمات مع Real Rhapsody واليوم أصبح هنالك العشرات من الخدمات من Spotify إلى Deezer ومؤخرًا Apple Music.

لانعلم ماتُخبأه لنا الأيام القادمة والشركات التقنية في هذا المجال أو اذا ماكان هناك بالفعل مجال للمزيد من التحديث والتطوير على تقنيات الاستماع للموسيقى، ولكن مارأيك أن تخبرنا من أي المراحل بدأت أنت بالاستماع إلى الموسيقى؟