جولة في ذاكرة أبناء التسعينيات والثمانينيات وألعابهم المفضلة

إذا كنت من جيل الثمانينيات أو التسعينيات فهذا المقال موجه لك بالتأكيد، فهو رحلة نغوص من خلالها في طفولتنا لنتذكّر سويةً أهم محطاتنا الرقميّة وبالتأكيد لا أتكلم عن الحواسب أو الهواتف الذكيّة التي لم تكن منتشرة بكثرة على وقتنا، بل أتكلم عن أجهزة الألعاب الّتي كانت تحكم العالم الرقميّ والّتي انقرضت أو تكاد تنقرض في هذه الأيام.

إنها رحلة في الذاكرة وكمية كبيرة من النوستالجيا نقف فيها عند محطات رقميّة كانت قواعد الانطلاق ربما لكل التكنولوجيا التي نراها اليوم، فلا بدّ أنّ عباقرة التكنولوجيا اليوم قد لعبوا يومًا ما بهذه الألعاب ومن أدرانا لعل لهذه الألعاب دورًا في تشكيل التكنولوجيا بالشكل الحاليّ.

الألعاب سواءً أكانت معقدة كالتي توجد هذه الأيام أو بسيطة كألعاب التسعينيات هي من أفضل الأشياء التي اخترعتها البشريّة، ففضلًا عن كونها مسليّة إلى حد يفوق التعبير فهي تنطوي _بحال تمّ لعبها باعتدال _ على كمية هائلة من الفوائد فعلى سبيل المثال تعزز هذه الألعاب العمل المشترك وتحسن الرؤية وتُدرب اليد على الثبات والاستقرار وقد أُحيط بالعديد من الفوائد الأخرى في هذه التدوينة السابقة في أراجيك. وفي تدوينة أخرى نجد أنّ الألعاب ممكن أن تفيد في زيادة الذاكرة ونسبة الذكاء وتخفف التوتر والغضب وغيرها الكثير.

أهم أجهزة الألعاب في ذلك العصر

يُعتبر هذا الجهاز أحد أهم أجهزة الألعاب وإحدى أهم المحطات التكنولوجية على الإطلاق، وهو من الجيل الثاني من أنظمة ألعاب الفيديو. تمّ إطلاقه في عام 1977 وكان يعتمد على معالج 1.19 ميغاهرتز فقط!، ولك أن تتخيل أنّ معظم الهواتف الذكيّة اليوم تملك معالج 1 غيغاهرتز وما فوق أي ألف ضعف فقط!. قدرات معالجة ضعيفة جدًا ومع ذلك كمية تسليّة لا توصف.

سيطرت شركة أتاري على سوق ألعاب الفيديو لفترة طويلة جدًا، بالرغم من منافستها من قبل شركات كبيرة مثل شركة ميتال الأمريكية بجهاز ألعاب يسمى (Intellivision) وشركة كوليكو إنّك مع جهازها المسمى (ColecoVision)، وبسبب السيطرة الكبيرة لشركة أتاري تمكنت من بيع حوالي 30 مليون قطعة من نوع Atari 2600 وحدها، وارتبط كذلك اسم أتاري بأسماء أجهزة الألعاب حتى يومنا هذا، فأصبحنا نقول أتاري سيغا، وأتاري نينتيندو، وذلك بالرغم من سيطرة شركتي سيغا ونينتيندو على حصة مهمة في السوق ومنافسة أتاري بشكل كبير.

نظام نينتيندو للتسلية والذي يختصر بالأحرف (NES) بالإضافة إلى جهاز الألعاب المعروف بكومبيوتر العائلة هما من أكثر أجهزة الألعاب شهرةً ومبيعًا وبقيا يتصدران اللائحة _بعد إطلاقهما في عام 1983_ لفترة طويلة حتى قدوم جهاز (Playstation)، وهما من أكثر أجهزة الألعاب التي ظُلمت من حيث التسمية حيث يطلق الكثيرون على هذيّن الجهازيّن اسم أتاري، أو أتاري نينتيندو في أحسن الأحوال، مع أنهما تفوقا في كل شيء على أتاري فقد بيع منهما سويةً حوالي 62 مليون قطعة حول العالم.

لا زلت أذكر ذلك اليوم الذي دخل هذا الجهاز إلى بيتنا، بعد فترة طويلة من الانتظار والمفاوضات مع الأهل. لا زلت أذكر كذلك كيف نزعنا _أنا وأخوتي _ الغلاف بكل حذر خوفًا على هذا الجهاز الثمين من أيّ خدش، وكيف وصلناه مع التلفاز، وعندها ظهرت الصورة المحببة وكذلك النغمة التي تطربني كلما سمعتها حتى اليوم. هل ذكرت كذلك كيف نزلت دموعي في تلك اللحظة، الحمد لله أنّي لم أذكر ذلك.

إحدى أهم الأشياء في ذاكرة كل من ملك هذا الجهاز هي شرطان الألعاب (أو الخرطوشة)، وكيف كنّا نمسحها وننظفها جيدًا في حال لم تعمل من المرة الأولى، وكم كانت الفرحة عامرة عندما تعمل بالفعل. شيء آخر محفور بالذاكرة هو قبضتي التحكم التي لا أعتقد أنّ هنالك أيّ شخص لم يجرب حظه في فتحها وتصليحها على أساس أنّنا كنا خبراء في إصلاح الأجهزة الإلكترونيّة.

سيغا هي أحد أشهر الشركات عمومًا، ويعتبر جهاز ميغا درايف _ويسمى كذلك (Sega Genesis) _ أشهر أجهزتها وأكثرها مبيعًا، حيث بيعت منه أكثر من 30 مليون قطعة. خطفت سيغا حصة كبيرة من السوق بسبب المعالج السريع الّذي سمح بتشغيل ألعاب متطورة أكثر من سابقاتها.

هل نسينا شيء، بالطبع فهنالك الكثير من أجهزة الألعاب الأقدم من التي ذكرناها والأحدث، التي كان لها دور كبير في تطور التكنولوجيا والألعاب وكذلك حفرت في ذاكرتنا، وعلى صعيد عالمنا العربي لربما الأشهر هو كومبيوتر العائلة وحاسوب صخر MSX وملك النمور الذهبيّ، وعمومًا يمكنكم الاطلاع أكثر على المزيد من أجهزة الألعاب وكذلك الألعاب المفضلة لعدد من قراء أراجيك تك من خلال استطلاع نشرناه على صفحة أراجيك تك على موقع فيسبوك.

وصلنا إلى المرحلة التي كنت انتظرها لأطلق لكم كمية هائلة من الحنين إلى الماضي، حيث سنخوض الآن في رحلتنا مع أهم الألعاب التي كانت محور اهتمام كل الأطفال والكبار في ذلك الوقت فلنبدأ:

من يستطيع أن ينسى سوبر ماريو، ذلك المحارب المغوار حبيب الملايين و ذابح التنانين ومحرر الأميرات، والّذي صرع الكثير من السلاحف والخنافس وأشياء تشبه الفطر في طريقه نحو أميرته الجميلة، عن طريق الجري والسباحة ونفث كرات اللهب لو اقتضى الأمر.

سوبر ماريو واحدة من أفضل ألعاب الفيديو على الإطلاق إن لم تكن أفضلها، حيث تربعت على عرش قلوب ملايين البشر قبل أن تتربع على عرش المبيعات لسنوات طويلة بعد أن أطلقتها شركة نينتيندو عام 1985، وتبقى اللحظة التي يحرر فيها ماريو لأميرته في المرحلة الأخيرة لحظة راسخة في ذهن كل من لعب هذه اللعبة.

شاهدوا هذا الشاب ينهي جميع مراحل لعبة سوبر ماريو في أقل من خمسة دقائق، في حين احتجنا إلى أشهر لنفعلها.

لعبة مغامرات شيّقة للغاية تم إطلاقها في عام 1987، يقاتل فيها الأبطال جميع أنواع الوحوش من بشر وفضائيين، ويجب على اللّاعب أن يظل يطلق الرصاصات من لحظة البداية وحتى قتل العقل المدبّر الشرير، ومن ثم الرحيل عن الجزيرة بالطائرة المروحية بعد تفجيرها.

مع هذه اللعبة يجب استبدال عصا التحكم أو القبضة بمسدس إلكتروني، وهي من أحب الألعاب إلى قلوب الكثيرين وميدان مفتوح للمنافسة على دقة التصويب، حيث يتوجّب على اللاعب صيد البط الّذي يطير أمامه. لكن حذاري إذا لم تستطع صيد البط فستجعل من نفسك أضحوكة للكلب الّذي من المفترض أن يُحضر البط بعد صيده.

البطل في هذه اللعبة يشبه سوبر ماريو جدًا وهو قريب له (ربما أبوه)، على هذا البطل المسكين تجاوز العقبات التي تفرضها عليه غوريلا عملاقة، بالإضافة إلى تسلق السلالم الكثيرة بهدف إنقاذ أميرته المحبوسة. مسكين كم عانى سوبر ماريو وأقربائه في سبيل تحرير الأميرات.

لعبة طائرات حربيّة، يُفترض على اللاعب خلالها قيادة طائرته الحربيّة، والمناورة ضمن ممرات ضيّقة للغاية، وتفجير جميع العوائق التي تعترضه من طائرات مروحية وسفن حربيّة في سبيل إكماله لمهمته.
https://www.youtube.com/watch?v=pmPjsBDN9Xw

بطل هذه اللعبة عبارة عن مهرج يظل طوال اللعبة يقفز فوق العوائق المختلفة في السيرك، بحيث يبدأ اللعبة ممتطيًا لأسد محاولًا النفاذ عبر حلقات نارية، ومن ثم ينتقل للقفز فوق القرود، وبعدها فوق الكرات ومن ثم فوق العوائق عن طريق مساعدة من الحصان، وأخيرًا يقفز من حبل لآخر وتنتهي معاناته ومعناتنا معه.

لم يحرمونا من شيء إطلاقًا، فهنالك كرة القدم، والتنس، والبيسبول وحتى البولنغ، وهوكي الجليد، والمصارعة الحرّة والملاكمة، وركوب الأمواج، والغولف وكرة القدم الأمريكية وكرة السلة.
https://www.youtube.com/watch?v=ZUeJgTxk3Xg

تظن أنّك ستلعب لعبة كرة قدم عادية وإذا بك تشاهد فلم كارتون بدلًا من ذلك، تلعب أنت دور المدرب أو المخرج السينمائي لا أعرف بالتحديد، إلّا أنّ اللعبة كانت مسلية إلى حد كبير جدًا، وخاصة لأولئك المتعلقين بالكارتون الياباني الشهير الكابتن ماجد.

لعبة تقليدية جدًا وإحدى أشهر ألعاب الفيديو، كل ما عليك هو أن تحرك الكرة الصفراء ذات الفم الكبير المدعوة باك مان بحيث تأكل كل الكرات الصغيرة، وتتجنب كذلك تلك المخلوقات العجيبة الملوّنة التي تحاول القضاء عليها.

لص يسرق بنكًا فتلحقه مئات من عناصر الشرطة، وكأنّه لا يوجد غيره من المجرمين في هذه المدينة، وعلى هذا اللص المسكين التعامل مع هذا العدد الكبير من الشرطة عن طريق الهروب عبر المصعد أو النزول عبر السلالم، لعبة بسيطة ولكنها مسلية كذلك.

بغض النظر عن الاسم الرسمي للعبة فنحن لم نكن نعترف إلاّ باسم لعبة الدبابات، وهي لعبة شيقة وممتعة تسمح لك بالتحكم بدبابة وحيدة قادها حظها العاثر لمواجه أرتال من دبابات العدو التي تسعى لتدمير النسر الذي تحاول جاهدًا الدفاع عنه.
https://www.youtube.com/watch?v=5SJfhcAKSlo

نختم رحلتنا اليوم بهذه اللعبة التي تُعدّ متطورة قليلًا عن الألعاب التي ذكرناها، وكانت هي اللعبة الأشهر في جهاز سيغا. قواعد اللعبة بسيطة بحيث تتقاتل شخصيتان حتى الموت، وبالرغم من مشاهد العنف والدماء إلاّ أنّ اللعبة كانت منتشرة ومشهورة للغاية، وما زاد شهرتها هي حركة (Fatality) والتي يمكن تطبيقها على الخصم بعد هزيمته. بحيث يكون لكل بطل حركة أو عدة حركات يمكن من خلالها إنهاء الخصم بطرق ابتكارية.

هل هذه هي الألعاب كلها؟ بالطبع لا فهنالك قائمة طويلة جدًا وجدًا فما زال هنالك ألعاب مثل: الكونفو، وباتمان وسلاحف النينجا، والدكتور ماريو، وسباق السيّارات وغيرها الكثير الكثير فلا يمكنني أن أتكلم عن جميع الألعاب لأنّها ببساطة كثيرة جدًا، ولكن يمكنكم مشاركتي في التعليقات بألعابكم المفضلة، لعلنا نضيفها للقائمة.

إلى هنا تكون رحلتنا قد انتهت وأتمنى أن تكون قد أرجعتكم بالزمن إلى أوقات جميلة تتمنون عودتها.