تريند 🔥

📺 Netflix

الخصوصية على الانترنت.. التعريف الصريح لمعنى الوهم !

عبـد الرحمــن الزيدي
عبـد الرحمــن الزيدي

6 د

تعليقا على تغير الفيس بوك لسياسات الخصوصية لديه.. فى يوم من الأيام قامت أحدى الشركات العاملة فى جمع المعلومات، بتوفير بطاقة ائتمانية لبعض من مستغدميها لكل يقوموا بالتسوق باستخدامها، و شراء ما يحتاجونه هكذا و فقط، دون أي عبء على هؤلاء المستخدمين و لا أي شئ، قد يبدوا لك الأمر فى البداية أن هذه الشركة هي تقدم نوعا من الدعم لهؤلاء المستخدمين، ولكن فى الحقيقة هذا نوع من الوهم، وسأخبرك لما..

بعد تطبيق هذه السياسية بفترة، وصل بيت أحد هؤلاء المستخدمين بعض الأدوات الخاصة بالأطفال حديثي الولادة، و كانت المفاجأة أن هذا البيت فى الأساس لا يوجد به أطفال، ولكنهم أخبروهم أن هذا لابنتهم البالغ، و هي الآن على وشك الولادة ، وكانت هذه فى الحقيقة مفاجأة للأهل، لأن ابنتهم غير متزوجة، وعرفوا فيما بعد أن ابنتهم قد حملت من عشيق لها دون علم أهلها ، ولك انت تتخيل ما حدث بعدها.


ولكن كيف حدث هذا؟

ما حدث أن هذه الشركة كانت تسجل مشتروات كل مستخدم على حد ى وتحدد الصفات المشتركة فيما بينها، وعليه فاموا بالربط بين المشتريات و بين الصفات، وبعد تحليل مشتريات تلك الفتاة، علموا أنها حامل، واردوا مفاجأتها بتلك الهداية، وياليتهم ما فعلوا.


الحقيقة المرة

ربما تظن أن ما حدث مع تلك الفتاة هو عرض طارئ لا يمكن أن يحدث لنا فنحن لا نسنتخدم خدمات كهذه، و لكن الحقيقة أن هذا هراء ، الحقيقة أن كل عملية بحث تقوم بعملها على جوجل هى تسجل عليك، حتى لو قمت بمسح ال history، و كل عملية دردشة على الفيس بوك هي أيضا تسجل عليك .

بل أنه كما علمت إذا قمت بعمل منشور على الفيس بوك، ولم تقم بالضغط على زر النشر، فهو أيضا يسجل عليك، فالأمر ليس بالهين ، فأنت إذا كنت تجلس على الانترنت لمدة خمس ساعات، فأنت فى الحقيقة تظل خمس ساعات، تعطى تلك الشركات بيانات عن نفسك و أنت لا تشعر، وذلك لأن القاعدة العامة فى خدمات الكمبيوتر عامة مفادها..


إذا لم تدفع من أجل السلعة، فتأكد أنك أنت السلعة

فمحرك البحث جوجل لا يعطيك تلك النتائج الرائعة من أجل الله و الوطن، ولكنه فى الحقيقة يستفيد من بياناك الشخصية من أجل إعلانات جوجل كمنفعة شخصية على سبيل المثال ، فإعلانات جوجل تمثل أكثر من 95% من دخل شركة جوجل.

ولا أظنك ستذهب إلى موقع صغير أو متوسط أو مدونة ولن نجد إعلان من إعلانات جوجل، وإعلانات جوجل لها الأفضلية عن بقية شركات الإعلان على مستوى العالم بفضل أنها تسجل بيانات معظم مستخدمي الانترنت على مستوى العالم، وبالتالي تستطيع وضع الإعلان المناسب للشخص المناسب، نعم هي تقدم لك خدماتها بالمجان و لكنها فى نفس ذات الوقت تستخدمك أنت من أجل التسويق لنفسها.

ونفس الحال ينطبق على كثير من البرامج المجانية التى تستخدمها على حاسوبك الاكتروني، وابرزها مقاوم الفيروسات antivirus  و البرنامج الصيني المتطفل الأكبر Baidu ، فلا تظن أن تلك البرمجيات تعمل من أجلك، هم فقط يجمعون بعض البيانات، وهم يقولون ذلك صراحة فى شروط الاستخدام ، التى تتخطاها بالزر NEXT .

قد تظن أنك فى الوقت الحالي لا تمثل الكثير فأنت مجرد شاب عادي، ولكن أسألك سؤال ماذا لو تناقلك فضاءحك عبر تلك البرمجيات غير مكترث بها الآن، فأنت شاب عادي، و جاء اليوم الذى أصبحت فيه صاحب نفوذ فى مكانك و تم ابتذاذك بتلك الفضائح؟

وحتى إن لم تصبح ، أنت شاب من بين نسيج من الشباب إذا تم تحليل ذلك النسيج يمكن تحليل المجتمع بأكمله ، وعليه يمكن التأثير عليه ، ومنه التحكم فيه و نحن لا ندري ، فالأمر أكثر من كونه استخدام للانترنت، فالأمر يربو إلى أن يصل إلى تهديد للدول و الأقوام.


الحصار الحقيقي

هناك حقيقة أنت لا تدركها : إذا كنت تستخدم الفيس بوك من أجل التواصل الاجتماعي و تنشر صورك على انستغرام و تستخدم واتس اب كوسيلة للتواصل بينكم وبين زملاءك فأنت فى الحقيقة تستخدم منتجات شركة ناشئة واحدة عمرها 10 سنوات  وهي فيس بوك فقط.

بل إنك إذا كنت تجلس على جهاز كمبيوتر يعمل بنظام الويندوز، و تستخدم محركات البحث جوجل أو Bing، وتشاهد فديوهاتك على ال Youtube، وتستخدم و ال Facebook أو حتى Google plus للتواصل مع أصدقاءك، وترسل رسائلك الهاتفية عن طريق Watsapp ، و لديك 3 برائد إلكترونية على كل من Gmail, Hotmail, msn  وه لديك أكثر من هاتف شخصي واحد بنظام android  و الأخر بنظام ال Windows Phone  و تستخدم Picass أو Instghram لنشر صورك الخاصة وإذا أردت أن تحميل تطبيقات الهاتف الذكي الخاص بك استخدمت Windows phone store  أو Google play  ، فأنت فى الحقيقة لا تستخدم سوى منتجات ثلاث شركات فقط ، هى الى تتحكم فى مجمل حياتك الالكتروني هذه الشركات هي : Facebook و جوجل ومايكروسوفت وفقط ، وبعض هذه الشركات قد تعرف عن أكثر ما تعرف من نفسك، ولك فى القصة فى بداية المقال العبرة.


 ولك أن تدرك أن جميع شركات العالم تسعى للسيطرة عليك

فيس بوك على سبيل المثال تطور خاصية الفديو الخاصة به حتى يمكن من منافسة يوتيوب فى يوم من الأيام  ، و بدأ فى إطلاق منصة الإعلان atlas  حتى ينافس Google adsense ، و قريبا سيطق البريد الالكتروني الخاص به خاصة أن قد تم تصميم الفيس بوك ليناسب ذلك.

ولا تستقل بأهمية تلك البيانات ، فلك أن تتخيل أن الكهرباء المستغلة فى نقل المعلومات حول العالم  تثمل 10% من كا الكهرباء المستخدمة على مستوى العالم .


 سياسة الفيس بوك الجديدة

لربما شكلت سياسة الفيس بوك الجديدة الخاصة بنقل بياناتك الشخصية لبعض الجهات السيادية بعض الإشكالات ، ولكن الحقيقة أن ما فعلوه هو إضفاء بعض المشروعية التقنية لعملهم، فماذا ستفعل إذا فعلوا ذلك دون إرادتك؟

لا شئ، هم يقولون لك اتركنا لو لم تعجبك السياسية، ولكي أقرب لك الصورة، تخيل أنك ضاق صدرك حتى أفشيت سرك لأحد أصدقاءك ثم أفشى سرك ، هل تستيطع أن تلومه ؟ لا بالطبع، أنت من أفشيت سرك وعليك أن تتحمل عواقب فعلك،  وكذلك الفيس بوك أنت تركت بياناتك عنده فلا تتضجر إذا أفشاها.


وما الحل

لايوجد حل لهذه المعضلة إلا أن نصنع برمجياتنا بأنفسنا و إذا لم نفعل فلا يجب علينا إلا أن نلوم أنفسنا أو استخدام البرمجيات الحرة ، ولكن فى خطوات قد تبدوا عملية :

ذو صلة
  • فرق بيناتاك بين الشركات ، فمثلا استخدم فيس بوك للتواصل الاجتماعي، و Gmail كبريد الكتروني، و Line للتواصل التليفوني و هكذا.
  • لا تحمل برامج مجانية ما لم تعلم مصدرها على جهازك.
  • لا تستخدم البرامج المتخصصة فى نقل المعلومات الشخصية ما لم تكن محتاجا لها مثل true caller
  • لا تنشر فضاءحك على الانترنت ، خاصة أنك فى غنى عن نشرها .

 أخيرا.. فى نقطة غير مطروحة للنقاش حاليا:  من أكبر الأخطاء التى يمكن أن تقع فيها هي أن تظن أن تلك الشركات هي مجرد شركات تتحكم بعض الدول الواقعة فيها ، بل إن تلك الشركات هي الى تتحكم فى تلك الدول الواقعة بها بشكل شبه كامل، وما يفعلوه من إباحة تناقل بياناتك الشخصية ما هو إلا نوع من أنواع إعطاء بعض المشروعية لفعلهم، فهم لم يجبروك على استخدام برامجهم ، ولكنهم قيدوك فكريا وأقنعوك أنه لا يمكن الاستغناء عنهم، ولذا فهم مطمئنون أنك لن تغادرهم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

موضوع مهم و رائع ، الحل زي ما انتا قلت ان نصنع نحن برمجياتنا ، اسال الله ان يوفقك و جزاك الله خيرا 🙂

تحيه خاصه لكاتب المقال …

بجد حاجه مستفزه … يعنى انا مثلا دخلت على موقع سوق للموبايلات .. وكنت مهتم بموبايل ماركته Huawei الاقى كل ما ادخل موقع اعلان عن موبايلات لشركة Huawei ان انت تحس بانك مجرد سلعه !! .. حاحه رخمه و مستفزه

و مين قال ان بيناتنا مش معاهم ؟؟ هههههه

و مين قال ان بيناتنا مش معاهم ؟؟ هههههه

بارك الله فيك على المقالة متميزة وغزيرة بالمعلومات القيمة وحقيقة لايوجد لمعنى الخصوصية على الانترنت خاصة للمستخدمين العادين ونرى من هنا وهناك حملات مقاطعة للفايسبوك مثلا لكن كمستخدمين بسيطين الكثير اذ لم اقل الكل لايمكنه ان يستغني عن جديد التعليقات والرسائل لمدة دقائق معدودات هم من صنعوها وهم من يتحكمون فيها

well done 🙂

جزاك الله خيرا
الكارثة الكبرى أن الناس ينشرون أدق التفاصيل عن حياتهم في الإنترنت

من زمان والله وانا بقول عاوزين حاجه مصريه خالصه زى الفيسبوك .. بس العالم بلطجى قوى .. يعنى مكتوب اهى اتهكرت واتباعت لياهو بدم بارد وكلللللل اللى اتعمل فى سنين راح بجرة قلم!! الموضوع عاوز وقفه كبيره من الدول العربيه .. والدول العربيه مش فاضيه .. بتحارب الارهاب المحتمل. بس كويس ان بياناتنا معاهم 😀 .. عشان لو كانت تحت رحمتهم كنت انا وياك فى المعتقل 😀

امممم مقال رائع وانا اساسا من زمان كان عندي استفهامات عن انه كل شئ مجاني .. ليه ؟ من امتا الغرب مبيهتمش بالمقابل ؟! شويه شويه فهمت ده

بس الاسواء ان ناس كتير عارفين ده وعندهم لا مبالاه رهيبه وبينطبق علينا المثل القائل

ان كنت لا تدري فتلك مصيبه وان كنت تدري فالمصيبه اكبر

جزاك الله خيرا

ذو صلة