تريند 🔥

📱هواتف

الأطفال لم يعودوا يعرفون ملمس العشب

قصة الهدية القاتلة.. تأثير الهواتف الذكية على الأطفال
علي عبدو
علي عبدو

11 د

جاء مازن راكضًا نحو المنزل، فهذا هو يومه الأخير في الصف الثاني، وبعد نجاحه الباهر سينتقل في السنة القادمة إلى الصف الثالث. كانت الفرحة تملأ البيت، والبالونات الملونة تُزين كل زاوية، والضحكات تتعالى في كل مكان. أمّا المفاجأة الكبرى التي أعدها والداه له، هدية لم يكن يتوقعها: هاتفٌ ذكيُّ جديد بتقنيات ساحرة وإمكانيات واسعة. عينا مازن أضاءتا فور رؤية الهدية، وتحمس لاستكشاف هذا العالم الجديد الذي كان حتى تلك اللحظة بعيدًا عن متناول يديه.

لم يٌدرك والدا مازن أنّهما أحضرا له قنبلةً موقوتةً وليس هديّة عاديّة، فمع مرور الأيام، تغيرت حياته بشكل تدريجي ولكن بوضوح. الطفل النشيط الذي كان يعج بالحيوية ويتمتع بحب التعلم واللعب مع أصدقائه في الحديقة، بدأ يقضي معظم وقته منحنيًا على شاشة هاتفه الذكي. مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا تيك توك، أصبحت عالمه الجديد الذي لا يستطيع الإفلات منه. كان كل فيديو جديد يشاهده يمنحه جرعة دوبامين، تلك اللحظة المؤقتة من السعادة التي سرعان ما تتبدد تاركةً خلفها رغبة ملحة في المزيد.


تأثير الهواتف الذكية على الأطفال

لم يلاحظ مازن كيف بدأ مستواه الدراسي يتدهور تدريجيًا. الواجبات المنزلية والدروس أصبحت عبئًا ثقيلًا يصعب عليه حمله، فقد كان يفضل قضاء وقته في عالمه الافتراضي على مراجعة دروسه. كما أن تواصله الاجتماعي بدأ يضعف، حيث فضّل التفاعلات السطحية على الشاشة على اللقاءات الواقعية مع أصدقائه وعائلته. الضحكات والأحاديث الطويلة التي كانت تملأ أمسياتهم اختفت تدريجيًا، وحل محلها صمت مازن المنغمس في عالمه الرقمي.

بمرور الوقت لم يكن مازن راضيًا عن نفسه، وبدأ يدخل في نفق مُظلم ليس من السهل أبدًا الخروج منه. تختلط في هذا النفق كل المفاهيم، فالسعادة الحقيقية هناك تأتي من عدد الإعجابات وتعليقات الأصدقاء، والمتابعين، وتنتفي العلاقات الحقيقية والإنجازات الشخصية، بشكل شبه نهائي.

قصة مازن مع أنّها متخيّلة إلّا أنّها واقعية للغاية، وهي ليست قصة فردية أساسًا وإنما قصة جيل بأكمله، يملك قنابل موقوتة بين يديه، ستنفجر تاركةً وراءها جيل ضعيف ومهزوز ولديه من المشاكل النفسية ما لديه.


أرقام مخيفة

صحيح أنّ الأرقام التاليّة تخص الولايات المتحدة ولكن يُمكن تعميمها على مختلف المجتمعات أو أخذها كتحذير على الأقل لما يمكن أن يسببه إدمان الهواتف الذكيّة، وما شابهها.

حيث شهدت الولايات المتحدة، التي كانت تعاني من استقرار نسبي في معدلات الاكتئاب والقلق خلال العقد الأول من القرن الـ21، زيادة تتجاوز 50% في هذه المعدلات بحسب عدة دراسات.

بالإضافة إلى ذلك، زاد معدل الانتحار بين المراهقين (10-19 عامًا) بنسبة 48%، وبالنسبة للفتيات الصغيرات (10-14 عامًا)، قفزت النسبة بشكل مثير للقلق إلى 131%.

بدأت معدلات الوحدة وفقدان الشعور بالصداقة بين المراهقين الأمريكيين بالزيادة مع اقتراب عام 2012، متزامنة مع انخفاض في الإنجازات الأكاديمية. العديد من التقارير أظهر انخفاضًا في أداء الطلاب الأمريكيين في القراءة والرياضيات بعد عام 2012، وهو تغيّر عن عقود من الزيادة المستمرة. [1]

ليست الظاهرة مقتصرة على أمريكا فحسب، بل اتضحت أنماط مشابهة في كندا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، ونيوزيلندا، وغيرها. ليست منطقتنا العربية بناجٍ من هذه المشكلة، بالرغم من أن انتشار الإنترنت والهواتف الذكية أقل بكثير من أمريكا مثلًا، إلا أنك إذا أخذت مجتمع عربي ما صغير الحجم، تنتشر فيه الهواتف الذكية والإنترنت متوافر فيه على مدار الساعة فستلاحظ ذات الأنماط كذلك.

تخص هذه الأرقام الجيل  Z (مواليد 1996 وما بعدها) والذي يُعتبر مازن واحدًا من أبنائه أو ربما هو تمثيل لهذا الجيل بالكامل، وهو الجيل الذي يواجه مستويات مرتفعة من القلق، والاكتئاب، وإيذاء الذات واضطرابات أخرى، أكثر من أي جيل سابق يوجد بيانات عنه.

إذا ظننت انّ المشكلة مؤقتة وستنتهي مع تجاوز أفراد هذا الجيل العشرينيات من عمرهم، فاسمح لي بتصحيح الأمر، فمع تقدم أفراد جيل الألفية Z إلى أواخر العشرينيات من العمر، وعندما يواجهون الحياة الحقيقية تنتقل مشكلاتهم معهم، فهذا الجيل لديه اهتمام أقل بالإنجاب مقارنة بالأجيال السابقة. كما أنهم أكثر ميلاً للعيش مع الوالدين، وأقل عرضة للعمل خلال سن المراهقة، مع تقارير كثيرة من مديريهم تشير إلى صعوبة أكبر في العمل معهم. [2]

تشير البحوث كذلك إلى أن جيل Z يتميز بالخجل وتجنب المخاطر بشكل أكبر مقارنة بالأجيال السابقة، مما يؤثر على مستقبلهم ويحد من طموحاتهم.

في مقابلة لسام ألتمان، المؤسس المشارك لـ OpenAI، أشار إلى أنه منذ السبعينيات هذه أول مرة لا يوجد رواد أعمال بارزين تحت سن الثلاثين في وادي السليكون. ألتمان عبر عن قلقه قائلًا: "لقد حدث خطأ ما حقًا." هذا التحول الملحوظ في صناعة معروفة بشبابها يثير القلق. [3]


لماذا جيل Z بالذات

لماذا هذا الجيل بالذات وما الذي تغيّر في أوائل العقد الثاني من القرن العشرين ليؤثر بشكل كبير على نمو المراهقين وصحتهم العقلية؟

بالرغم من وجود عدة نظريات تحاول تفسير الأمر إلّا أنّه من الأرجح أنّ الجواب يتعلق بتلك الفترة التي بدأ فيها المراهقون باستبدال هواتفهم بالهواتف الذكية ونقلوا جزءًا كبيرًا من حياتهم الاجتماعية إلى الإنترنت، خاصة إلى منصات التواصل الاجتماعي التي تتسم بخوارزمياتها الذكية التي تحاول أن تُبقيك تستعملها لأكبر وقت ممكن، مما يسبب الإدمان في كثير من الأحيان، ناهيك عن وجود الإنترنت في جيوبهم، متاحًا على مدار الساعة.

لكن الانتشار الواسع للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي ليس التغيير الوحيد الذي أثر على الطفولة. توجد قصة أعمق، حيث بدأ الكثير من الأهالي -بسبب الخوف والقلق- يحرمون الأطفال والمراهقين من اللعب بحرية من غير مراقبة، وكذلك من المسؤولية، وفرص المجازفة، وهي كلها عوامل تساهم في تنمية الكفاءة والنضج والصحة النفسية.

ضع خوف الأهالي الشديد على أطفالهم وحمايتهم الزائدة، بجانب وجود هواتف ذكية وإنترنت على مدار الساعة، فما الذي يمكن أن تؤدي له هذه الخلطة؟ تمامًا، تمّ جذب جيل بأكمله كان محرومًا بالفعل من الاستقلالية إلى عالم افتراضي جديد، بدا آمنًا للآباء ولكنه في الواقع يحمل مخاطر أكبر من العالم الواقعي في العديد من الجوانب.

هذا ما تسميه عالمة النفس الاجتماعيّ جوناثان هايدت "بالطفولة المعتمدة على الهاتف" وتقول بأن هذه الطفولة الجديدة التي تعتمد على الهاتف الذكي، لها تأثيرات سلبية على الشباب والمراهقين وتعوق تطورهم نحو الازدهار في مرحلة البلوغ، وبالتالي فإنّ المجتمع بحاجة إلى تغيير ثقافي وجذري للتغلب على هذه الظاهرة. [4]


في مدح اللعب خارجًا


خسر مازن الكثير عندما فضل هاتفه الذكي وعالمه الجديد على اللعب خارجًا الذي كان يستمتع به مع الكثير من أصدقائه.

لماذا يعتبر هذا خسارة ولماذا اللعب خارجًا له كل هذه الأهمية؟

أدمغة البشر كبيرة تحوي عدد هائل من الخلايا العصبية مقارنةَ بأدمغة الرئيسيات الأخرى، وطفولتهم طويلة بشكل استثنائي أيضًا. فترة الطفولة الطويلة هذه ضرورية جدًا لمنح الدماغ البشري الوقت الكافي للتطوّر والنمو.

يبلغ دماغ الطفل بالفعل ما يقارب 90 بالمئة من حجمه الكلي بحلول سن 6 سنوات تقريبًا. تكون العشر سنوات أو الخمس عشرة سنة التالية غاية في الأهمية  لتعلم الأعراف وإتقان المهارات الجسدية، والتحليلية، والإبداعية، والاجتماعية.

بينما يسعى الأطفال والمراهقون وراء جمع الخبرات ويمارسون مجموعة واسعة من السلوكيات، يتم الاحتفاظ بالمشابك بين الخلايا العصبية التي تُستخدم بشكل متكرر في حين تختفي تلك التي تُستخدم بشكل أقل.

هنا يكمن دور اللعب باعتباره من أقوى دوافع التعلم، فاللعب هو "عمل" الأطفال البشر، بل وجميع الثديات الصغيرة أيضًا، فمن المهم تنمية أدمغتهم من خلال اللعب بنشاط وبشكل متكرر، وكذلك ممارسة الحركات والمهارات التي سيحتاجونها عندما يصبحون في سن البلوغ.

لا بدّ أنك شاهدت قطة تلعب بالقفز على أي شيء يشبه ذيل الفأر، كما شاهدت أيضًا، ولعبت بدورك ألعابًا مثل: الغميضة والسبع أحجار/طوبات، وصيادي السمك وغيرها، تلك الألعاب التي ستسمح لك بالقيام بالمخاطرة الجسدية غير المكلفة.

حيث يجب على الأطفال والمراهقين -في سبيل التعلم- أن يخاطروا ويفشلوا - كثيرًا - في بيئات لا تكون فيها تكلفة الفشل عالية. هكذا يوسعون قدراتهم، ويتغلبون على مخاوفهم، ويتعلمون تقدير المخاطر، والتعاون لمواجهة تحديات أكبر لاحقًا.


ثمّ لم يعد اللعب في الخارج موجودًا

بالطبع هنالك الكثير من الأولاد يلعبون في الشارع حتى الآن ولكن لم يعد الأمر كما في السابق بسبب عاملين، فأولًا أصبح العديد من الآباء يخافون على أطفالهم بشكل هستيري ويبالغون في حمياتهم حارمين إياهم بالمحصلة من اللعب، أي من أهم محطات التعلّم كما ذكرنا سابقًا.

العامل الثاني وهو التحسينات المستمرة في التكنولوجيا الرقمية، التي جعلت من الأسهل والأكثر جاذبية للشباب قضاء المزيد من الوقت في المنزل، داخل الغرف، وبمفردهم. في النهاية، حصلت شركات التكنولوجيا على إمكانية الوصول إلى الأطفال على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

تزداد أعداد المراهقين وكذلك الأطفال الذين يملكون هاتف ذكي بشكل مستمر ومطرد، ففي الولايات المتحدة مثلًا، كان لدى 23 في المئة من المراهقين فقط هاتف ذكي، وبحلول عام 2015، ارتفع هذا الرقم إلى 73 في المئة.

لم يكن لدى الأطفال الأصغر في المدرسة الابتدائية عادة هواتف ذكية خاصة بهم، لكن بعد إطلاقه في 2010، سرعان ما أصبح الآيباد جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للأطفال الصغار.


إذًا أين الآباء من كل هذا؟؟

لكي تفهم لماذا استسلم البالغون بسهولة للتحول السريع في نمط الطفولة واعتمادها أكثر وأكثر على الهواتف الذكية والشاشات بشكل عام، فهنالك عدة أمور يجب النظر إليها.

فمع بداية انتشار التكنولوجيا، كان هنالك الكثير من الحماس حول الجوانب الإيجابية لهذا العالم الرقمي الجديد. إذا كانت الحواسب والإنترنت هما رواد التقدم، وإذا كان الشباب - الذين يُشار إليهم على نطاق واسع باسم "السكان الرقميين" - سيعيشون حياتهم متشابكة مع هذه التكنولوجيا، فلماذا لا نمنحهم دفعة إلى الأمام؟ تمامًا كما فعل والدا مازن، حيث رغبا في أن لا يتأخر ولدهما عن أقرانه، وأن يملك تلك البوابة إلى هذا العالم الرقمي الجديد!

حتى أنتم بشكل شخصي، فلا شك أنكم شاهدتم سرعة أطفالكم أو أطفال معارفكم بالتأقلم مع شاشة اللمس، ولعب ألعاب معقدة والقيام بأمور صعبة بعض الشيء حتى على البالغين. الأمر ممتع إلى حد ما في بدايته، ولكن الخطر يأتي لاحقًا.

على صعيد آخر، فأجهزة اللمس تُمثل أيضًا نعمة للآباء المنهكين. اكتشف العديد منهم أنهم سيحظون بوقت ممتع في مطعم، أو في رحلة طويلة بالسيارة، أو في المنزل أثناء إعداد العشاء أو الرد على البريد الإلكتروني إذا ما قدموا لأطفالهم ما يرغبون فيه أكثر شيء: الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي.

ينطبق الأمر نفسه على الأطفال الأكبر سنًا، الذين يتوقون للانضمام إلى أصدقائهم على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تم تحديد السن الأدنى لفتح حساب بموجب القانون بـ13 سنة.

أصبح فيسبوك ولاحقًا إنستغرام أماكن يتجمع فيها العديد من طلاب الصف السادس والسابع ويتواصلون اجتماعيًا. عندما يكتشف الآباء هذه الحسابات، يكون قد فات الأوان، وبما أنه لا يرغب أحد في أن يكون طفله معزولًا ووحيدًا، لذا نادرًا ما يجبر الآباء أطفالهم على إغلاق حساباتهم.

كل الآباء قاموا بذلك في وقت ما واعتقد الجميع أن الأمر سيسير على ما يرام.


لكن الأمر لم يسر على ما يرام ... أبدًا

يقضي المراهقون ما يقارب خمس ساعات في اليوم على منصات التواصل الاجتماعي (بما في ذلك مشاهدة مقاطع الفيديو على تيك توك ويوتيوب)، وعند إضافة كل الأنشطة الأخرى المرتبطة بالهاتف والشاشة، يرتفع الرقم إلى ما بين سبع إلى تسع ساعات في اليوم، في المتوسط.

هذا الوقت الطويل الذي يقضيه المراهقون على الانترنت يأتي بوابل من المشاكل وهي على سبيل الذكر لا الحصر كالتالي:[5]

  • انخفاض كمية الوقت التي يقضيها المراهقون في النوم.
  • انخفاض معدل التمارين البدنية.
  • انخفاض معدلات قراءة الكتب، حيث بدأت المشكلة قبل انتشار الهواتف الذكية، لكن الانخفاض تسارع في أوائل العقد الثاني من الألفية.
  • يُضاف التأمل والتفكّر إلى قائمة الأشياء التي تم تقليصها أو التخلي عنها نهائيًا.
  • انخفاض القدرة على التركيز والانتباه، وخاصة لفترات طويلة.
  • الإدمان والانسحاب الاجتماعي.
  • انخفاض الوقت المخصص للتفاعل مع الآخرين وجهًا لوجه، واستبداله بتفاعل افتراضي غالبًا دون أي معنى.

معظم المراهقين غير سعيدين بما وصل له الحال والكثير من الاستطلاعات تبين أن معظم المراهقين يشعرون بالسعادة وربما السلام عندما لا يستخدمون الهواتف الذكية[6]. من هنا نكتشف أن الأطفال والمراهقين بحاجة من المجتمع ككل أن يفعل شيئًا ما لمساعدتهم.


ماذا يمكن أن نفعل إذًا؟


اضرار الهواتف الذكية

الحل ليس واضحًا للغاية وليس بسيطًا كذلك، لكن بخطوات جماعية ومدروسة يمكن أن نبدأ في الحد من المخاطر الكثيرة للطفولة المعتمدة على الهاتف الذكي، فمثلًا يمكن البدء بهذه القواعد البسيطة التي تقترحها  عالمة النفس الاجتماعيّ جوناثان هايدت ثم البناء عليها. [4]


لا هواتف ذكية قبل المدرسة الثانوية

يشتري الكثير من الآباء لأطفالهم هاتفًا ذكيًّا فقط لأن "الجميع" لديه واحد، ويدفعهم في ذلك رغبتهم في أن لا يشعر طفلهم بالإقصاء أو بالنقص؛ ولكن إذا امتنع الجميع أو معظم الآباء، عن شراء الهاتف الذكي، فسيساهمون في الحد من هذه الظاهرة. إنّ تأخير إمكانية الوصول المستمر على مدار الساعة إلى الإنترنت وعدم وجود وسائل التواصل الاجتماعي في سن مبكرة سيعمل على حماية المراهقين خلال السنوات القليلة الأولى الهشة جدًا من البلوغ.


لا وسائل تواصل اجتماعي قبل سن 16

أيضًا بنفس المبدأ، يسمح الكثير من الأهالي لأطفالهم بفتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لأن هذا هو المكان الذي ينشر فيه معظم أقرانهم ويتبادلون القيل والقال، ولكن إذا امتنع الجميع أو الأغلبية عن فتح هذه الحسابات فسيكون هذا أفضل بكثير، وبداية لتخفيف سيطرة هذه المواقع على أدمغة الجيل.


مدارس خالية من الهواتف

تدعي معظم المدارس أنها تحظر الهواتف، لكن هذا يعني عادةً فقط أنه لا يُفترض بالطلاب إخراج هواتفهم من جيوبهم خلال الحصة. تُظهر الأبحاث أن معظم الطلاب يستخدمون هواتفهم خلال وقت الدروس. الطريقة الوحيدة لجعل ذهن الطلاب بعيدًا عن هواتفهم خلال اليوم الدراسي هي إلزام جميع الطلاب بوضع هواتفهم في خزانة ما مثلًا في بداية اليوم.


المزيد من الاستقلالية، واللعب الحر، والمسؤولية في العالم الواقعي

ذو صلة

يخشى العديد من الآباء منح أطفالهم مستوى الاستقلال والمسؤولية الذي استمتعوا بها بأنفسهم عندما كانوا صغارًا. الهدف هو منح الطفل والمراهق الفرصة لتجريب أشياء كثيرة ويتعلم ويخطئ بعيدًا عن العالم الرقمي الذي لا بدً وأن يترك الأثر السلبي بطريقة أو بأخرى.

لنكون واقعيين فإنّه في الوقت الحالي لا يمكن أبدًا إزالة الشاشات بالكامل من بين الأطفال، ولكن بخطوات مدروسة وتدريجية يمكن أن نحمي مازن والجيل الجديد من مخاطر وتبعات قد تكون أكثر خطورة من أي شيء يُمكن تخيّله. المستقبل الذي سينتج عن الواقع الحالي قاتم ومخيف ولكن لم يفت الآوان بعد لتغييره.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

الواقع قد يكون مخيفًا لكن يمكننا الأمل بأن الجيل القادم سيكون أكثر وعيًا للمخاطر وسيتعلم كيفية التعامل مع التكنولوجيا بشكل أفضل. الكاتب يستحق الثناء على إلهامه وتوجيهه للقراء نحو التغيير الإيجابي في استخدام التكنولوجيا.

ذو صلة