شركة SpaceX وصناعة النقل الفضائي التجاري
4 د
تعمل شركة SpaceX المختصة في تنظيم رحلات الفضاء الخاصة على إيجاد طريقة لإعادة استخدام صواريخ Falcon 9 ، عن طريق إنزالها للأرض بعد أن يتم إطلاقها للفضاء، في الغالب بعد إطلاق صاروخ للفضاء فإن هيكل الصاروخ يتحطم وهذا ما يجعل السفر للفضاء مكلفا جدا لإنه يحتاج صاروخ جديد في كل مرة يتم فيها السفر.
شركة SpaceX حاولت تغيير ذلك عن طريق إضافة شبكة جناحية تفوق سرعتها سرعة الصوت لصاروخ Falcon 9 وتهدف من وراء ذلك لإعادة إستخدام الصاروخ مرة أخرى لعمليات إطلاق جديدة وهو ما نجحت فيه أخيرا.
في يناير الماضي قامت الشركة بتجربة إعادة Falcon 9 لمحطة الفضاء الدولية بعد إطلاقه ولكن تحول الصاروخ لحطام عند ملامسته لقاعدة الإطلاق، ورغم فشل التجربة فإن ذلك لم يزد سوى من عزيمة الشركة ومؤسسها أيلون ماسك الذي قال يومها أنه يعرف أصل المشكلة في العملية الأخيرة لإنزال الصاروخ وأن المحاولة القادمة ستنجح بالتأكيد، وهو ما حدث أمس حيث نجحت شركة SpaceX في نقل أحد عشر قمرا صناعيا للفضاء مرة واحدة كما أن صاروخ Falcon 9 عاد إلى قاعدة كيب كانافيرال الأمريكية سالماً، كي يسمح بإعادة استخدامه مرة أخرى.
شركة SpaceX وتكنولوجيا غزو الفضاء
شركة SpaceX هي شركة أمريكية متخصصة في مجال تكنولوجيا الفضاء، في بدايات تأسيس الشركة كان مجال تكنولوجيا الفضاء مقصورا على وكالة ناسا الحكومية فقط، لكن مع تأسيس الشركة أصبح المجال مفتوحا للشركات الخاصة للدخول في غمار سباق الوصول للفضاء، تحملت شركة SpaceX خسائر كثيرة في البداية لكن مع مرور الوقت أصبحت الشركة هي أفضل شركات النقل الفضائي في الولايات المتحدة.
تأسست شركة SpaceX عام 2002 على يد إيلون ماسك والذي يرأس حاليا شركتي SpaceX وتسلا موتورز المتخصصة في إنتاج وتطوير السيارات الكهربائية، قبل تأسيس SpaceX كان إيلون ماسك قد أسس شركة Paypal وشركة Zip2 وقد نجحتا نجاحا كبيرا وكسب ماسك من خلالهم مئات ملايين الدولارات والتي إستخدمها في تأسيس SpaceX.
عند بداية الشركة لم يكن هناك سوى ثلاثون خبيرا فقط ووصل عددهم مائة وثلاثون في عام 2005، وقد نجح هؤلاء الخبراء في تصنيع أجزاء للصاروخ فالكون مثل المحركين الصاروخيين ميرلين وكيستريل.
المهمات التي قامت بها SpaceX
غالبا ما تقلع صواريخ شركة SpaceX من قاعدة فاندنبرج للقوات الجوية الأمريكية، كما توجد لها قاعدة على جزيرة أوميليك في المحيط الهادي، في عام 2006 أطلقت الشركة صاروخ Falcon 1 وفشلت المحاولة بسبب نفاذ خزان الوقود وفي عام 2007 وصل الصاروخ لإرتفاع 300 كيلومتر ولكن لم يكتب لها النجاح، في أغسطس 2008 فشلت المحاولة الثالثة بسبب مشاكل حدثت عند إنفصال مرحلتين مما تسبب بسقوط الصاروخ.
كانت أول عملية إطلاق ناجحة لشركة SpaceX في 28 سبتمبر 2008، وفي ديسمبر من نفس العام وقعت الشركة عقدا مع وكالة ناسا من أجل القيام بعدد 12 إقلاع لنقل 20 طن من الإمدادات لمحطة الفضاء الدولية، وقد تمت العملية بنجاح بواسطة الصاروخ Falcon 9 وكانت قيمة العقد الموقع بين الطرفين 1.6 مليار دولار.
قبل إطلاق Falcon 9 كانت الشركة تطور Falcon 5 الذي توقف وباشرت بتطوير Falcon 9 حيث قامت بتركيب خمسة محركات صاروخية بدلا من تسعة محركات مع خفض كمية الوقود.
في عام 2010 نجحت الشركة في تطوير مركبة دراجون والتي أنطلقت على صاروخ Falcon 9 ثم هبطت بعد ثلاث ساعات في المحيط الهادي وفيما بعد أصبحت كبسولة دراجون هي الكبسولة الوحيدة التي تستخدم لنقل الإمدادات لمحطة الفضاء الدولية.
شركة SpaceX ومستقبل النقل الفضائي
بدأ مجال النقل الفضائي والذي يسمى كذلك ببرنامج COTS-Programms منذ عام 2010 عندما بدأت وكالة ناسا بعد تخفيض ميزانيتها بالكونجرس بتفويض شركات فضاء خاصة ببعض مهمات النقل الفضائي ومن هذه الشركات بوينج و SpaceX.
وقد أستمرت SpaceX في تقديم مهمات النقل الفضائي لوكالة ناسا حتى الأن رغم المنافسة التي تلقاها من شركات أخرى مثل شركة Blue Origin التي أسسها جيف بيزوس مؤسس موقع أمازون للتجارة الإليكترونية، وقد نجحت هذه الشركة في إعادة صاروخ تجريبي إلى الأرض بسلام والهبوط في غرب تكساس، وستطلق الشركة نفس الصاروخ مرة أخرى في محاولة لاختباره من جديد.
وتختلف مهمة كلا الشركتين فشركة SpaceX تقوم بنقل المعدات والأقمار الصناعية لمحطة الفضاء الدولية، أما شركة Blue Origin فتقوم بعمل سياحة للأفراد الراغبين في زيارة الفضاء الخارجي عن طريق إستخدام صواريخ أصغر حجما.
حسب إيريك سالتمير مدير وكالة النقل الفضائي فإن نجاح فالكون في العودة سالما للأرض سيفتح لنا أفاقا جديدة في مجال النقل الفضائي التجاري.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.