🎞️ Netflix

أسألت نفسك لماذا يتم منعك من استخدام الفلاش عند اقتراب البطارية من النفاذ؟ إليك السبب الحقيقي!

محمد شريف
محمد شريف

6 د

هل تتذكر عندما كنت في حاجة ماسة إلى استخدام الفلاش الخاص بهاتفك، ولكن لسوء حظك كانت البطارية قد أوشكت على النفاد؟ قد تستدعي بعض الحالات الطارئة تشغيل الفلاش، ويزداد الأمر سوءًا عندما لا نتمكن من تشغيله بسبب انخفاض مستوى البطارية؛ إذ يمنع نظام التشغيل الخاص بالهاتف تفعيل الفلاش تحت أي ظرف، حتى مع استخدام الكاميرا. وبالتالي، يمكن أن تسبب هذه المشكلة إزعاجًا كبيرًا عند حاجتنا لتشغيل الفلاش في الحالات الطارئة؛ إذ يعد استخدام الفلاش في هذه الحالات ضرورةً أساسيةً يعتمد عليها كافة مستخدمي الهواتف الذكية.

ضرورة أم رفاهية؟

يعتبر الفلاش إضافةً أساسيةً لمنظومة الكاميرا في جميع الهواتف الذكية المعاصرة. ولم يقتصر دوره على الإضاءة التصويرية فقط؛ إذ تعددت استخداماته اليومية بشكل كبير، حتى أصبحت أنظمة تشغيل الهواتف الذكية داعمةً لاستخدامه خارج نطاق التصوير بشكل موسّع؛ ولكن لماذا تمنعنا أنظمة التشغيل من تشغيله عند انخفاض البطارية؟ فالأمر لا يقتصر فقط على رفاهية التصوير، حيث قد ينقذنا الفلاش بالفعل في بعض الحالات الطارئة. وأصبحت هذه الآلية المزعجة متبعةً في أغلب الهواتف الذكية، وربما يكمن الاختلاف بينها فقط في الحد الأدنى لنسبة البطارية الذي يتوقف عنده تشغيل الفلاش، وهو 15% في أغلب الهواتف.

السبب الحقيقي

تستخدم البطارية في إمداد المكونات الإلكترونية داخل الهاتف بالطاقة اللازمة للتشغيل، وعلى رأس هذه المكونات وحدة المعالجة المركزية (CPU)؛ بالإضافة أيضًا إلى شاشة الهاتف، والكاميرا، والفلاش، وغيرها. ويعتبر المعالج حجر الأساس لإدارة وتنظيم عمل هذه المكونات؛ وبالتالي، فعند انخفاض شحن البطارية عن الحد اللازم لإمداد المعالج بالطاقة، أو بقية المكونات الحيوية الأخرى كالشاشة، سيعمل المعالج على إغلاق الهاتف فورًا بشكل مفاجئ.

ذو صلة

قد يسبب هذا الإغلاق المفاجئ بعض المشاكل الكبيرة بالنظام، أو فقدًا في البيانات الهامة والضرورية؛ وذلك عند إغلاق الهاتف في أثناء تنفيذ بعض المهام على هذه البيانات قبل حفظها. ومع انخفاض شحن البطارية، لا يتمكن المعالج من التنبؤ بالوقت المتبقي لها قبل النفاد بشكل دقيق، ويكون الهاتف معرضًا للإغلاق المفاجئ في أي لحظة عند توقف البطارية عن إمداد المكونات الرئيسية بالطاقة.

وهنا يكمن السبب الحقيقي وراء منعنا من استخدام الفلاش عند انخفاض شحن البطارية؛ فهي آلية دفاعية يفرضها النظام للوقاية من هذا الإغلاق المفاجئ غير المتوقع. ويعمل المعالج على إدارة أداء الهاتف من خلال نظام فحص داخلي مخصص لمراقبة درجة حرارة المكونات الداخلية، ومستوى البطارية ومقاومتها. ويَعتبر هذا النظام أن الخطر الأكبر الذي يواجهه هو الإغلاق المفاجئ، وبالتالي يطبق مجموعة من السياسات التحفظية التي توفر استخدام طاقة البطارية بشكل صارم؛ فينخفض أداء عتاد الهاتف، مثل المعالج المركزي، والمعالج الرسومي (GPU)، كما تتعطل بعض المزايا التكميلية الأخرى التي تستهلك طاقةً بشكل كبير، مثل الفلاش في هذه الحالة.

كما يعتقد البعض أيضًا أن السبب في هذا القرار الصارم هو منع انخفاض جهد البطارية بشكل كبير، فعندما ينتهي شحن البطارية، ينخفض الجهد ببطء، وبسبب حقيقة أن الفلاش يحتاج لجهد عالي، فتمنع الشركات استخدامه عند انخفاض نسبة شحن البطارية لتجنب الانخفاض المفاجئ في الجهد، والذي قد يسبب تلف البطارية أو ضعفها مع الوقت.

سبب غير منطقي

ربما يكون هذا السبب منطقيًا إذا نظرنا إلى هذه القضية نظرةً إلكترونيةً بحتةً؛ ومع ذلك، لا يمكن اعتبار أن 15% من البطارية لن تكفي استخدام الفلاش لبضع لحظات، بل دقائق أيضًا. إذ يبدو أن الحد الأدنى المحدد لهذه الآلية مُبالغ فيه بشكل كبير؛ فحتى لو كان شحن البطارية أقل من 10%؛ قد تسمح لنا باستخدام الفلاش لبضع لحظات، وقد تكون هذه اللحظات ضرورية وحاسمة لإنقاذنا من بعض المواقف الطارئة التي قد نتعرض لها. ففي هذه المواقف، لن يكون المستخدم مهتمًا أبدًا بالبيانات وفقدها، فالأولوية هنا تكمن في استخدام الهاتف كوسيلة إنقاذ ليس إلا.

وبعبارة أخرى، يتحكم النظام هنا في الهاتف نيابةً عنا؛ فكان من الأحرى أن يحدد المستخدم أولوياته بنفسه طبقًا لما يراه صالحًا لاستخدامه. فمن يحدد مدى أهمية البيانات أو خطورة فقدها؟ يحددها النظام أم المستخدم؟ بالطبع يجب أن يملك المستخدم الحق في تحديد كل ما يتعلق بتجربة استخدام هاتفه. فعندما نواجه موقفًا طارئًا؛ يجب أن نكون قادرين على استخدام هاتفنا بالشكل الذي نراه مناسبًا للخروج من هذا الموقف، وليس من المنطقي أبدًا أن يتحكم نظام التشغيل ويفرض مثل هذه السياسات الصارمة على تجربة الاستخدام.

الحلول

يمكن التحايل على هذه الآلية المزعجة من خلال تعديل نظام التشغيل الخاص بالهاتف إذا كنا نتحدث عن أندرويد في هذه الحالة؛ إذ يمكننا استخدام بعض الأنظمة المُعدلة (ROMs)، وهي عبارة عن نسخ من نظام التشغيل الخاص بالهاتف، ولكن مع بعض التعديلات المُخصصة التي تمكن المستخدم من تنفيذ بعض المهام بحرية، مثل استخدام الفلاش دون أي قيود. وإليك بعض الإرشادات التي ننصح باتباعها بشدة قبل استخدام مثل هذه النسخ المعدلة:

  • إذا كنت مبتدئًا؛ عليك مشاهدة بعض المقاطع التعليمية في البداية مع دراسة هذه العملية جيدًا. إذ ننبّه بشدة إلى خطورة تنفيذ هذه التعديلات بالنسبة للمبتدئين؛ فهي تتطلب قدرًا من الخبرة في التعامل مع برمجيات الهواتف الذكية.
  • تأكد من المصدر الذي ستحصل منه هذه النسخ المعدلة؛ فهناك العديد من المواقع الإلكترونية غير الموثوقة التي تقدم بعض النسخ الضارة وغير الآمنة.
  • ننصح دائمًا بعمل نسخة احتياطية من الملفات الهامة وحفظها على خدمة تخزين سحابي، مثل جوجل درايف؛ وذلك لتفادي فقدان الملفات الهامة والضرورية في حالة وقوع أي خطأ خلال هذه العملية.

يمكن أيضًا الاعتماد على بعض التطبيقات التي قد تقدم خدمة استخدام الفلاش عند انخفاض مستوى البطارية؛ وذلك عبر تخطي الآلية الدفاعية التي يفرضها نظام التشغيل. ولكن يجب توخي الحذر هنا أيضًا؛ فهناك العديد من التطبيقات المخادعة التي تطلق وعودًا كاذبة بغرض جذب المستخدمين للتربح من خلال عرض الدعاية التجارية. وقد يزداد الأمر خطورةً أيضًا عند تثبيت هذه التطبيقات من المصادر غير الموثوقة؛ فعلى الأرجح ستكون هذه التطبيقات مُلغمةً بالبرمجيات الخبيثة.

وننصح دائمًا باستخدام الباور بانك، ما يُعرف أيضًا ببنك الطاقة، خاصةً إذا كنت تعمل في المناطق النائية وتعتمد على الفلاش بشكل أساسي. وبشكل عام، سيحافظ الباور بانك على بطارية هاتفك الذكي لأطول فترة ممكنة؛ إذ أصبحت الهواتف الذكية الآن ضمن أهم وسائل النجاة وأكثرها فاعليةً.

الخلاصة

Summary

وفي النهاية، أتمنى أن يبدأ مطورو الهواتف الذكية في الاهتمام بهذه القضية؛ فكما ذكرنا أعلاه، أصبح الفلاش أداةً حيويةً وضروريةً في هذا العصر. ويجب إدراجه، على الأقل، ضمن مجموعة أدوات الطوارئ في أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، مع السماح للمستخدم بتشغيله حتى استهلاك البطارية بالكامل؛ فالمستخدم هو الأحق بتحديد كيفية استهلاك بطارية هاتفه الخاص.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة