ما هي لعبة Among Us؟ وما سبب شهرتها في عام 2020؟

لقد دفعتني مشاهدة فيديوهات الأشخاص الذين يلعبون لعبة Among Us والاستماع إلى المحادثات الصاخبة والغاضبة والمضحكة إلى الرغبة الشديدة في تجربتها، حيث إن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن لعبة Among Us غدَتْ تنافس الألعاب التي اكتسبت أعلى المراكز على Twitch، فعلى الرغم من أنها لا تحتوي على لمعان Warzone، أو جاذبية Fall Guys، فقد حظي فيلم Among Us على عدد كبير من المشاهدين خلال الأشهر الماضية على أشهر قنوات اليوتيوب المحلية والعالمية.

هي لعبة جماعية حماسية، توفّر إمكانية اللعب مع مجموعة من اللاعبين أو مع أشخاص وأصدقاء محددين عبر الإنترنت، يمكن تحميلها على جهاز الكمبيوتر أو الموبايل، وأول من قام بإطلاق اللعبة هي استديوهات Innersloth التي طرحتها عام 2018، لكن من الملحوظ أن اللعبة أصبحت تريند في عامِنا هذا عام 2020.

في لعبة Among Us يعمل معظم اللاعبين بشكل متعاون ويسرعون لإكمال قائمة من المهام المصمّمة من أجل إنجازها والفوز بالجولة، حيث تحاول شركة هذه اللعبة إعادة خلق إخراج سينمائي للتوتر الذي يحصل فيها مع لوحة ملونة وشعور مريح.

اللعبة عبارة عن أشخاص Crewmates في الفضاء تعطّلت مركبتهم الفضائية، وتوجّب عليهم القيام بعدد من المهام المحددة من أجل إصلاح الأعطال والخروج من المشكلة، والجدير بالذكر أن اللعبة لا تحتوي على Bots أو روبوتات، بل اللاعبون هم الذين يتواصلون مع بعضهم البعض عبر المايكروفون أو الـ chats، وعليك الانتباه، فمن بين المجموعة التي تقوم بالإصلاح هناك Imposter أو خائن، وعلى هذا الخائن تعطيل إنجاز المهمات أو قتل فريق المركبة، كما عليه إقناع الآخرين أنه منهم وليس خائنًا.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد أعضاء المجموعة ليس ثابتًا، حيث يمكن اللعب بـ 10 أشخاص كحد أقصى، والخائنين يمكن أن يصل عددهم إلى ثلاث، وأثناء اللعب يتم عمل نقاشات واجتماعات بين أعضاء المركبة للتصويت من أجل معرفة من هو الخائن من بينهم، والشخص الحائز على الأصوات الأكثر والاتهامات الأكبر يتم إخراجه من المركبة، فإذا كان هو الخائن فعلًا، تنتهي الجولة ويفوز الفريق، أما في حال براءته تستمر الجولة بما فيها من مهمات إصلاح وغش وقتل، ويجب التنويه على أن اللعبة تتم في ثلاث مناطق مختلفة من المركبة لكل منها خريطة وكاميرات.

ستكون مهمة الـ Crewmates الأهم هي معرفة من هو الخائن أو الـ Imposter بالتزامن مع إنجاز المهام الموكّلة إليهم أيضًا، كما عليك الانتباه إلى التصرفات المريبة التي قد يقوم بها أحد أعضاء الطاقم والتي تشير على أنه Imposter، فإذا تكونت لديك فكرة أو احتمال عن شخصية الخائن اطرحها وصوّت عليها أثناء المناقشة.

أما إذا كنت تلعب دور الخائن، ستحتاج إلى التظاهر بأنك عضو طبيعي وملتزم، وإذا كان في الطاقم أكثر من خائن Imposter فيمكن التعاون من أجل هزيمة الطاقم سريعًا، كما يوجد قوائم يستطيع الخائنون الاستفادة منها من أجل التخريب، مثل إطفاء الأنوار أو تخريب أسطوانات الأوكسجين، كما عليك تجنُّب الإلحاح على اتهام شخص آخر، فمن الممكن أن يشكل حولك إشارة استفهام، باختصار، عليك أن تكون كاذبًا ماهرًا حتى لا يتم اكتشافك.

كما ذكرنا سابقًا أن أساس اللعبة هو تعطيل المركبة الفضائية، ويحتاج الفضائيون إلى إنجاز مجموعة من المهمات لإصلاحها من أجل استكمال ونجاح الجولة، مثل تزويد السفينة بالوقود، أو إصلاح الأسلاك الكهربائية وتوصيلها، بالإضافة إلى إصلاح الأجهزة وبعض المحركات، وعند استكمال كل هذه المهمات تفوز في اللعبة، أما الخائن يفوز عند فشل الفريق في إنجاز المهمات وعدم كشفه حتى النهاية.

السبب الرئيسي هو Streaming Media والدور الذي مثّله اللاعبون عبر أشهر منصات البث المباشر للفيديوهات وبث ألعاب الفيديو Twitch، ففي بداية إطلاق اللعبة كان المستخدمون يلعبون مع أشخاص غرباء وبالتالي فقد كان التواصل بينهم يتم بشكل عشوائي وغير ممتع بالنسبة للكثيرين، مما أخفض من شعبية اللعبة حتى آب 2020 الذي غيّر المعادلة.

في 4 أغسطس آب 2020 بدأت الكثير من المستجدات الكبيرة في عالم الألعاب، فقد ظهرت لعبة fall guys التي شكّلت تقدّم ملحوظ في عالم الـ party games، حيث بدأ صانعوا محتوى هذه اللعبة بتجريبها من خلال اللعب مع بعضهم البعض في محاولة لصنع محتوى مشترك، لكن الأخطاء الكثيرة في fall guys أدت إلى هبوط اللعبة من واجهة الألعاب الأكثر شعبية، وذلك بسبب الإعلان عن بدء موسم آخر منها بعد فترة وجيزة من دون محتوى إضافي، مما أفقد حماس الكثير من اللاعبين، بالإضافة إلى عدم القدرة على مواجهة مخترقي اللعبة الـ hackers.

وفي هذه الفترة التي بدأ فيها الناس بالبحث عن لعبة فيها محتوى مشترك، ظهرت لعبة Among Us التي تسمح بالتفاعل مع صناع المحتوى والتواصل بين اللاعبين، وطارت شهرتها بسبب القدرة على اللعب مع الأصدقاء وليس مع ناس غرباء، مما زاد المتعة والحماس عند الجميع، وبسبب ذلك انتشرت اللعبة بشكل واسع جدًّا، فهذه المجموعة من الأصدقاء شجّعت عشرات الأشخاص وأقنعتهم برَوعتها، وهؤلاء العشرات شجعوا أشخاص كُثُر آخرين وبذلك انتشرت اللعبة حتى أصبحت السيرفرات غير قادرة على استيعاب لاعبين جدد.

تجذب اللعبة أكبر شريحة من اللاعبين الذين يميلون إلى اللعب مع الأصدقاء والذين يحبون مشاهدة هذه الألعاب أيضًا، حيث يسُود اللعبة جو الحماس والتسلية بين الأصدقاء وذلك بسبب اشتراك شخصيات مختلفة من الناس، فسوف تنفجر مشاعر مليئة بالضحك والمتعة والغضب، حيث يبدأ التوتر في الازدياد ويصاب الناس بجنون الرغبة في الربح والخوف من الخسارة وبالتالي الحرص على عدم كشفهم كخائنين.

كما أن الرسومات البسيطة والغرافيكس غير المعقدة في لعبة Among Us قد تكون سببًا في جذب مختلف الفئات العمرية، بالإضافة إلى عدد الميمز التي صُممت على اللعبة مما أثار فضول الكثيرين للتعرف عليها.

وإذا ابتعدنا قليلًا عن الأسباب التقنية لشهرة هذه اللعبة، فيمكن تشبيهها بتجربة البقاء على قيد الحياة وخصوصًا في سنة 2020 المليئة بالأزمات المتتالية، وبخاصة شعور العزلة الذي عانى منه الجميع في العالم، ومن هنا قدمت اللعبة مجموعة من الفاعلين السيئين والأشرار الذين يضمرون النوايا السيئة لفريقهم، وحتى بعد موتك في هذه اللعبة فأنت ستقوم بمهامك وأعمالك كشبح، وبالتالي الهروب من الفشل إلى الحد الأقصى.

فمثلًا، عندما تنطلق النيران في لعبة Among Us لإخبار اللاعبين أن عبوة الأكسجين قد تعطلت وأن جميع أعضاء المركبة على وشك الاختناق والموت، ستشعر بصلة قرابة وارتباط مع اللاعب الذي يفكر وينظر حوله محاوِلًا النجاة، وعندما يقف بعض اللاعبين في انتظار تحميل ملف حتى يتعرّفوا على المهمة القادمة وهم خائفون من خائن آخر يمكن أن يطعنهم، فهذا المشهد يبدو وكأنه نوع أساسي من مشاعر سنة 2020.

أما عن مستقبل اللعبة، فسيحصل موقع “Among Us” على إضافات في المحتوى وسيصدر “Among Us 2” والتي تم الإعلان عنها مؤخرًا، حيث سيتم تصميمها للتعامل مع قاعدة كبيرة من اللاعبين مع وجود تغييرات نحو الأفضل فيما يخص مسألة التناسق والتوفيق بين المشتركين.