ماهو الأدب الوجودي، وأين نحن من هذا الأدب؟!
مقال بواسطة/ إحسان ماجدي، من تونس
ما هوالأدب الوجودي؟ وما معنى الوجودية؟ وهل يستحق الأدب الوجودي أن نطالعه ونتعرف على عالمه؟
- لنا ببساطة أن نقول عن رواية ما أنها تتنزل في إطار الأدب الوجودي عندما تحتوي الرواية حسب رأيي على هذه الأنماط:
- تُعنى الرواية بأسئلة فلسفية معقدة كمعنى الحياة والعدالة الإلهية..
- بطل الرواية هُو بطل إشكالي، والبطل هو الخيط الناظم لأحداث الرواية وحول فلكه تدور باقي الشخصيات والأحداث.
- للبطل الوجودي حياة ظاهرة عادية، وأخرى باطنية يؤثثها خياله وتداعي الأفكار، ما يُسمى بتيار الوعي.
- البطل الوجودي مُختلف عن باقي الشخصيات جذرياً، يخوض تجارب عديدة وهو عادة شُجاع ويتحدى المألوف والسائد ليجد بحق معنى الحياة.
- الأدب الوجودي أدب يفسح المجال للرمز، فالليل والنهار، الصحراء والغابة، الشُرفةُ والصالون، كلها أزمنة وأمكنة لها معنى ما وليس ذكرها من باب بناء الرواية فقط.
إذا توفرت رواية ما على هذه الأنماط فإنها بذلك تكون رواية وجودية بامتياز
نبذة تاريخية مقتضبة
يذهب العديد من النقّاد إلى أن الأدب الوجودي الغربي هو في أصله مذهب فلسفي نشأ وتبلور إثر الحربين العالميتين، هاتين الحربين أفرزتا حالةً من الحُزن والشك في الأخلاق، ووجود الإله، والقيّم الإنسانية، والمثالية.
أبرز عمالقة الأدب الوجودي والفلسفة الوجودية من الغربيين
- الفيلسوف الدانمركي كيركغارد.
- مارتن هيدغر.
- جون بول سارتر.
- ألبير كامي.
هل اهتم الأدباء العرب بهذا النوع من الأدب؟
سؤال مشروع! إذا علمنا أن البطل الروائي يتحدى كل شيء، ويُسائل كل شيء، ولا يكتفي بأنصاف الأجوبة، إذن فمن المطروح بلا شك أن يُسائل هذا البطل مثلًا وجود الإله، أو عدالته أو معنى الحياة التي خلقه الله فيها، فكيف شكّل العرب إذن شخصياتهم وأبطالهم الوجوديين؟ وهل كانت لهم الجُرأة الكافية للتطرق للمواضيع والأسئلة المذكورة آنفًا؟
إجابة على السؤال المذكور أعلاه نقول: لم يهتم العرب بهذا التيّار الفلسفي والأدبي فقط بل أسسوا له. قد يستغرب القارئ العربي هذا الرأي لأنه وللأسف تعلمنا مدارسنا عادة أن الأدب والفلسفة الوجودية إنتاج غربي بامتياز.
من مُجرد الاهتمام إلى التأسيس
ماذا عن أبي العلاء المعري مثلاً وكتابه المشهور “رسالة الغفران” ؟ منْ مِنا قرأ هذا الكتاب ووقف على تفاصيل رحلات “ابن القارح” بطل رسالة الغفران في قسم الرحلة؟ ألم يُسائل هذا البطل مثلاً العدالة الإلهية؟ ألم يُسافر بنا ابن القارح في رحلات طوال بين الجنة والنار يُحادث الناس ويقابل أشخاصاً يُحرجها بأسئلة عن الوجود ويوم الحساب مثلاً؟ بطل أبي العلاء المعري هُو بطل “قلِقٌ” تماما كأبطال الرواية الوجودية، لا يكف عن التساؤل وإحراج المسلمات التي يؤمن بها القارئ، فلماذا إذن لا نقول بأن الأدب الوجودي بما فيه من مساءلة وقلق وجودي وغياب للوثوقية هوُ أيضاً إنتاج عربي إسلامي، أو لماذا لانقول أن بدايات هذا التيّار الأدبي كان لها أصل في كتابات بعض الأدباء العرب المسلمين؟
التجربة المُعاصرة
أرمي من خلال هذا المقال إلى دفعك صديقي القارئ إلى التعرف على أدبيات العرب المسلمين التي لا ينكر أحد فضلها على الأدب والفلسفة العالميين، وإن أردت التعرف على الأدباء المعاصرين الذين أضافوا للمدونة الأدبية العربية أعمالاً تستحق بالفعل الوقوف عندها ودراستها فإني أنصحك حتماً بهاتين الروايتين:
- حدث أبو هريرة قال. لمحمود المسعدي.
- الشحّاذ. لنجيب محفوظ.
هذين الأديبين العربيين مثلًا أنتجا أعمالًا تأثرت إلى مدى كبير بأدبيات فلاسفة الوجودية، واللافت للانتباه أن كل من نجيب محفوظ والمسعدي شكّلا أبطالًا وجوديين لهم خصوصية، فأبطال المسعدي ومحفوظ ليسوا كأبطال ألبير كامي وجون بول سارتر، بمعنى أن الكاتبين العربيين لم يُهملا ثقافتهما العربية الإسلامية عند نحت تفاصيل حياة الأبطال.
فبطل المسعدي هُو عربي بدوي مثلًا، وبطل محفوظ هو مصري عربي مُسلم، فكيف راوح الأدباء العرب بين التمسك بأساسيات الأدب الوجودي من جهة وبثقافتهم العربية الإسلامية من جهة أخرى؟ خصوصًا إذا علمنا أن الوجودية تُسائل كما ذكرنا سابقًا مفاهيم تُعد حسّاسة بالنسبة للقارئ العربي؟ لن أحدثكم طويلًا عن هاتين الروايتين بل سأدعوكم أصدقائي إلى مطالعتهما والسفر مع “أحمد عاكف” و”أبو هريرة” بطلي الروايتين.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
رواية الواجهة – يوسف عز الدين عيسي من أجمل وأحلي الروايات الوجودية ال قريتها في حياتي !
توجد عدة ملاحظات على المقال:
1ذكرت رأي بعض النقاد بأن الوجودية برزت بعد الحربين العالميتين…و الصحيح أنها برزت في منتصف القرن التاسع عشر غلى أيد كريجارد و دور الحربين العالميتين كان دعمها و أنضاجها و منحها الصدارة في الفلسفة و الأدب
2رداً على تساؤلاتك”فلماذا إذن لا نقول بأن الأدب الوجودي بما فيه من مساءلة وقلق وجودي وغياب للوثوقية هوُ أيضاً إنتاج عربي إسلامي، أو لماذا لانقول أن بدايات هذا التيّار الأدبي كان لها أصل في كتابات بعض الأدباء العرب المسلمين؟” و الحقيقة أن مجرد ظهور خط وجودي قوي في أعمال المعري و لا سيما “رسالة الغفران”ليس كافياً لدعم أدعاء بهذا الحجم و السبب أن الغفران تعتبر حالة شاذة و فريدة بدليل غياب الخط الوجودي بغياب المعري نظراً للأنحدار التي عانته الثقافة الأسلامية في مرحلة مبكرة بغلبة الاصولية على حساب العقلانية و حرية التعبير فغاب الأهتمام بفكر المعري كما حدث تماماً مع المعتزلة و أبن رشد و ابن خلون و سائر الفلاسفة المسلمين…أما في الغرب فأنه منذ ظهرت الوجودية على يدي كيركيجارد و هي تتواصل في حلقات متتابعة من الفلاسفة و المدارس و الأدباء……بأختصار:من الممكن أعتبار المعري مثال مبكر على ظهور الوجودية في الفكر العالمي و ليس على تأسيسه
شكرا على التعليق وأتطلع للتصحيح اللغوي منكم صديقي العزيز
شكرا على التعليق وأتطلع للتصحيح اللغوي منكم صديقي العزيز
هي إذن دعوة للقراءة ولا أجد عيبا في ذلك أخي الكريم، وشكرا على التعليق
هي إذن دعوة للقراءة ولا أجد عيبا في ذلك أخي الكريم، وشكرا على التعليق
هناك رواية أخرى عربية أظن أنها تندرج تحت قسم الأدب الوجودي.. وهي رواية ألواح و دسر للدكتور أحمد خيري العمري
عنوان المقالة عن الوجودية بشكل عام و غرضك كان أن نقرأ للوجوديين العرب
اري اخطاء لغوية فالكتابة تفت بمكانة اللغة العربية… المؤسف انها من قارئ وانهم قالو نتتبعها ..
بسم الله والحمد لله كلما زادت نسبة الجهل فى العالم ظن من هو علمه محدود جدا انه عالم وكلما ذاد الجهل ذادا الضلال يعنى ايه ضلال يعنى البعد عن المسار الحقيقى لقد قراة قرائات عديده فلم اجد اعمك واوضح واشمل فى المعنى والقيمه والموضوع والموضوعيه والتعدد والارتواء واشباع عطش كل ظمئان الا فى كتاب الله القران العظيم وسنة النبى الصادق الامين محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام رحمة الله المهداه للعالمين وخير خلق الله اجمعين فمن يمر على هذا النهر العظيم ولم يرتوى منه فلن يرتوى ابدا اظنه نهر من الجنة فمن لم يستطع اكتشاف نهر الجنة ويرتوي منه اذنه ضل سعيه فى الحياة الدنيا وهو يظن انه يحسن صنعا