أهرامات مصر ستختفي من الوجود في هذا التاريخ والتقنيات الحديثة لا يمكنها إعادة تكوينها!

من السهل معرفة سبب افتتان الناس بالأهرامات المصرية، فيوجد الكثير من الألغاز المحيطة ببنائها، وربما لا تصدق نظريات المؤامرة التي تقول إن هذه المباني بُنيت بواسطة كائنات فضائية، ولم تُبن بواسطة عمالة العبيد أيضًا، إذًا كيف تمكن الناس قبل 4000 عامًا من إنشاء بعض من أكبر الهياكل وأكثرها شهرة على وجه الأرض؟ ما زلنا غير متأكدين تمامًا، ولكن الاكتشاف الجديد قد يجعل الأمر أكثر وضوحًا.

ربما وضع البناؤون المصريون خططًا ونماذج للهرم، وأشرف على المشاريع البناء الرئيسي للفرعون أو الوزير، وبمجرد أن يجد المهندسون موقعًا مناسبًا بأساس جيد، كان عليهم تخطيط الموقع، وكانت جوانب الهرم دائمًا موازية للمحور الشمالي الجنوبي والشرقي الغربي، ولم يكن لدى البناة بوصلات، ولم يكن يوجد نجم شمال في ذلك الوقت (يتذبذب دوران الأرض مثل القمة، ويتغير موقع الشمال الحقيقي في السماء على مدار دورة مدتها 40 ألف عام).

لذلك استخدموا حركات النجوم القطبية أو الشمس لمعرفة الشمال الحقيقي، وباستخدام قضبان الرؤية والدوائر، تمكنوا من تتبع أقواس النجوم الصاعدة والغروبة أو ظل الشمس، وقياس الزوايا حتى نهايات القوس، وحساب الشمال الحقيقي، وبمجرد إثبات ذلك، يمكنهم العثور على الاتجاهات الأخرى بالخطوط والزوايا القائمة.

استخدم المصريون القدماء "الذراع" (الطول من طرف إصبعك الأوسط إلى مرفقك) و"الأيدي" (عرض يدك مع الإبهام على الجانب) للقياسات، وحفروا حفرًا للأعمدة على فترات منتظمة (10 أذرع) على طول مخطط القاعدة ووضعوا الموقع في شبكة.

حفر العمال الأساس وسوّوه، ولا أحد متأكد من الطريقة الدقيقة، لكنهم كانوا دقيقين للغاية - قاعدة هرم خوفو مستوية إلى 2 سم (أقل من بوصة)- وتوجد نظريتان رئيسيتان حول طرق التسوية:

بُنيت الأهرامات من الحجر الجيري والجرانيت والبازلت والجبس (الملاط) والطوب اللبن المحمص، واُستخرجت كتل الحجر الجيري في الجيزة وربما في مواقع أخرى، ومن المحتمل أن الجرانيت جاء من أعلى النهر في أسوان، وجاء المرمر من الأقصر والبازلت من منخفض الفيوم، ولم تكن الأدوات الحديدية متوفرة، لذلك استخدم العمال أدوات قطع النحاس والحجر لنحت الكتل في المحاجر، ثم استخدموا الرافعات لتحريك الكتل الحجرية بعيدًا عن موقع المحجر.

ومرة أخرى لا أحد يعرف كيف تمكن العمال من نقل الكتل الحجرية التي يبلغ وزنها 2.5 طن من المحاجر إلى موقع البناء، فلم تكن العجلات مفيدة على رمال الصحراء، لذلك على الأرجح فإنهم سحبوا الكتل باستخدام مزلجات وحبال خشبية، ويعتقد البعض أن العمال استخدموا زلاجات خشبية على شكل ربع دائرة يمكن وضعها حول كتلة مستطيلة، ثم ربطوا الزلاجات بالكتلة، ودحرجها طاقم مكون من ثمانية رجال على الأرض، كما لو كانوا يدحرجون برميلًا، ويقول آخرون إن العمال استخدموا بكرات خشبية، وبالنسبة للنقل لمسافات طويلة، حُملت الكتل على الصنادل ونقلت عبر نهر النيل، إذ حفر العمال القنوات لتقريب المراكب من الموقع، وبينما كان العمال يضعون الحجارة في قلب الهرم، كان قاطعو الحجارة يصنعون الغرف والممرات والأعمدة داخل الهرم، وقد نقش الفنانون التصاميم التي تزين جدران الغرفة.

منذ أكثر من 4600 عامًا، كانت لها أهمية ثقافية كبيرة في مصر القديمة، إذ كانت بمثابة مقابر ملكية حيث دُفن الفراعنة، وفي بعض الأحيان، كان يُدفن أيضًا أفراد من عائلة الفرعون بجانبهم في نفس القبر، أو في مدافن أصغر حجمًا قريبة، وكان قدماء المصريين يعتقدون أن روح الفرعون تبقى مع جسده بعد الموت، وكانت هذه الآثار الضخمة بمثابة ممر آمن لعبور هذه الروح إلى الحياة الأخرى، متجهةً نحو الأعلى نحو السماء، وكان المصريون يضمون داخل الهرم أشياء ثمينة مثل الذهب والمجوهرات والفخار، وتماثيل الفرعون، التي اعتقدوا أنه سيأخذها معه في رحلته إلى الحياة الآخرة.

ضربة نيزك؟  دعونا نأمل ألا يحدث ذلك، لأن ذلك لن يبشر بالخير للبشرية، أم زلزال؟ لقد حدثت عدة حوادث على مر الزمن منذ بنائه، لكن الحادث الوحيد الذي أثر على الهرم حدث في 8 أغسطس 1303، مما أدى إلى تفكك العديد من أحجار الغلاف الخارجي.

عوامل الجو؟ شكل المهندسون الحجارة بتفاوتات لا تصدق لمنع تأثير التجميد والذوبان على الصخور، ومع ذلك تُشير إحدى التقديرات إلى أن التآكل يبلغ حوالي 0.1 سنتيمترًا كل عقد، أي ما يقرب من متر واحد كل 10000 عامًا.

الاحتباس الحراري؟ يمكن أن يؤدي ذلك إلى رفع مستوى السهول الفيضية، أو يمكن أن يزيد من شدة معدل التآكل بالتجميد والذوبان، لكن على الرغم من ذلك، سوف يستغرق الأمر وقتًا طويلًا جدًا (إلا إذا أفسدنا نحن البشر الأمور حقًا).

شيء آخر يجب ملاحظته هو أنه من الصعب التغلب على الهرم الحجري من أجل الاستقرار، ولا توجد طريقة تقريبًا لانهياره، في ظل وجود قاعدة مستقرة، ولا يمكن أن يحترق، ولكن حذر الخبراء من أن المواقع الأثرية الشهيرة في مصر، بما في ذلك الأهرامات وأبو الهول، قد تختفي خلال 100 عام نتيجة لتغير المناخ، إذ يُهدد الطقس المتطرف وارتفاع منسوب مياه البحر الموقع التاريخي الهش في البلاد، مع تعرض معابد الأقصر القديمة والمدرج الروماني بالقرب من البحر الأبيض المتوسط ​​للخطر أيضًا، ومن المتوقع أن تغرق المناطق المنخفضة في الإسكندرية -ثاني أكبر مدينة في مصر- والتي أسسها الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد، تحت الماء في أقل من 30 عامًا.

وقال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية:"أخشى أن تؤثر التغيرات المناخية على آثار مدينة الإسكندرية وأخشى أن تغمر المدينة وجزء من الدلتا المصرية بمرور الوقت إذا حدث ذلك، وهي مستمرة على هذا النهج"  وقال "إن تلوث الهواء والظواهر الجوية المتطرفة أثرت سلبًا على مواقع مثل الأهرامات في الجيزة" وأضاف:"إن ثلث كل موقع طبيعي، وسدس كل موقع من مواقع التراث الثقافي معرض حاليًا للتهديد بسبب تغير المناخ، وإذا لم يُتخذ أي إجراء، فسوف يؤثر ذلك سلبًا على مواقع التراث الطبيعي بحلول نهاية القرن."

وفي الختام يجب أن نعلم أن الحكومة المصرية تعمل جاهدةً للحفاظ على الأهرامات، إذ خصصت الحكومة المصرية أكثر من 11 مليون جنيه إسترليني لحماية قلعة قايتباي وهي قلعة تعود للقرن الخامس عشر من التآكل الساحلي، ولحماية النصب التذكاري من ارتفاع منسوب سطح البحر، أُسقطت 4700 كتلة خرسانية في الماء.