11 نصيحة قيّمة للكتابة من.. ستيفن كينج

ستيفن كينج “Stephen King”، الكاتب الأميركى والمؤلف الأشهر أحد أركان أدب الرعب -اذا جاز التعبير- من أشهر مؤلفاته ( الميل الأخضر، كارى، وردية الليل، دورة المذءوب، بؤس، شرطى المكتبة و الخلاص من شاوشانك)..

“كينج” من مواليد 1947 وأغلب رواياته وقصصه تدور فى مدينته المفضلة “مين”. يهدينا “كينج” اليوم 11 نصيحة قيمة للكتابة، سوف يفيدك كثيرا ان تعرفهم خاصة اذا كنت ممن يحترفون الكتابة..

اذا كنت دخلت مجال الكتابة بجدية، فمن الأفضل لك التوقف عن مشاهدة التلفاز لأنه قاتل للإبداع.. الكاتب بحاجة الى ان ينظر داخل نفسه ويتجه صوب خياله، لهذا لابد له من القراءة الكثيرة جدا والكتابة أيضا. حتى يستطيع ان يصبح كاتب له شأن. فالكتابة والقراءة باستمرار سيصقلا مهاراته ويساعداه فى تنقيح ما كتبه ومراجعته.

يشبه “كينج” الكتابة بعملية عبور المحيط فى “حوض الإستحمام” كلاهما فيه شك كبير.. شك من نفسك ومن الآخرين ومن كل من ستلقيه الأقدار فى طريقك، الجميع ربما سيشكك فى قدراتك وموهبتك. عليك ان تستمر فى الكتابة والمحاولة حتى لو تسرب اليأس اليك، تحل بالإيمان والتفاؤل وسوف يرشداك للنجاح.

يقول كينج “أهم الأمور هي الأكثر صعوبة في قولها، إنها تلك الأشياء التي تشعر بالخجل منها لأن الكلمات لا تظهر حقيقة شعورك” معظم الأعمال العظيمة أنجزت بساعات طويلة من التفكير فمن رأي كينج أن “الكتابة هي خلاصة الفكر”..

عند معالجة القضايا الصعبة تأكد من أن تحفر بعمق. يقول “كينج” القصص مثل الحفريات، يتم العثور عليها في باطن الأرض، مثل الآثار: جزء من عالم لم يكتشف من قبل.. الكُتاب يجب أن يكونوا مثل علماء الآثار، يستمرون في التنقيب حتى يخرجوا القصة كاملة.

الكتابة نشاط “حميمى” للغاية، عند الكتابة انعزل عن العالم تماما، ضع مكتبك فى ركن الغرفة، أغلق الأبواب والنوافذ، أغلق هاتفك وأقض على جميع المشتتات. الخصوصية الكاملة هامة وضرورية لعملك، فعملية كتابة “مسودة أولى” يجب ان تكون عارية تماما، فالقصة تأتيك لا ترتدى من الملابس شيئا.. وينصحنا “كينج” ان نكتب مرة والباب مغلق، ثم نعيد الكتابة والباب مفتوح.

من الأشياء السيئة التى يفعلها البعض فى الكتابة، هو محاولة إدعاء العمق و”التحذلق” واستعمال مترادفات تبدو فخمة ورنانة.. لا يوجد أروع من البساطة، لا تخجل من كلماتك البسيطة. الإدعاء يشبه محاولة ارتداء حيوان منزلى لملابس صاحبه، فالأمر سيكون محرج لكليهما.. أيضا لا يحب استعمال الرمز كثيرا، فالرمزية موجودة للتزيين والإثراء وليس لخلق إحساس زائف بالعمق.

يبدأ الوصف فى خيال الكاتب، لكنه ينتهى فى خيال القارئ. لا يهم ان تقول كل شئ، المهم هو كيف تقوله بأقل كلمات، ضع فى ذهنك وأنت تكتب الصورة التى تريد للقارئ ان يراها فى ذهنه.. يجب ان تقوم بالوصف بطريق تجعل القارئ يشعر بـ “وخز المعرفة” بتعبير كينج.

حين يمل القارئ من الرواية ويطوح بها جانبا، فلان الكاتب نسى نفسه واندفع فى الوصف متجاهلا الشئ الأكثر أهمية من الوصف: وهو الحفاظ على “شعرة معاوية” بينه وبين القارئ..

يقول كينج: الكتابة السيئة هي أكثر من مجرد بناء جمل “مقرفة” ورؤية خاطئة. الكتابة الخاطئة تظهر من الرفض العنيد لسرد القصص عما يفعله الناس في الواقع. لنواجه الحقيقة: القتلة يقومون أحياناً بمساعدة العجائز على عبور الطريق. شخصيات عملك هم أكثر من يهتم بهم القراء لذا تأكد من التعرف على جميع الأبعاد التي قد تمتلكها شخصياتك.

عندما تحاول تقليد الآخرين بغير غرض التدريب، فان ما ستنتجه هو “نسخ مشوهة” فالإبداع الحقيقى لا يمكن تقليده. لأنه لا يمكن ببساطة تكرار الطريقة التي يشعر بها شخص آخر ولا معرفته بحقائق ما حوله، لمجرد أنك ألقيت نظرة سطحية على مفرداته وحبكته.

تعتمد جميع الفنون على التخاطر بدرجة أو بأخرى لكنني أعتقد أن الكتابة هي أعلى درجات نقاء التخاطر.. فمن العناصر المهمة في الكتابة هو إرسال ما في عقلك إلى عقل القارئ. هذا هو عملك الحقيقي وليس كتابة كلمات على الورق. فالكلمات كما يصفها “كينج” وسيط يحدث عن طريقه ذلك الإرسال..

يمكنك ان تتخذ مشاعر عديدة كمدخل للكتابة (غضب/ حزن/ يأس/ نصر) بشرط الكتابة بجدية، لأنك لو لم تأخذ ما تكتب بجدية كاملة فربما يجب ان تبحث لنفسك عن مهنة أخرى.. لا تجعل القارئ يشعر انك أضعت وقته؛ لأنك ستفقد مصداقيتك لديه.

يقول “كينج”عندما أبدأ في مشروع روائي لا أتوقف ولا أبطئ إلا حين أكون بالفعل مضطراً إلى ذلك. إن لم أكتب كل يوم فالشخصيات تبدأ في الاضمحلال داخل عقلي، وأبدأ في فقدان سيطرتي على الحبكة والإيقاع..

عندما لا تتمكن من الكتاب بصورة منتظمة يبدأ حماسك للفكرة في التلاشي. وعندها يبدأ العمل يبدو كوظيفة ويصف “كينج” تلك اللحظة بقوله “عناق الموت” لذلك فهو ينصح: أكتب على الأقل كلمة واحدة كل مرة..

ربما تبدو بعض هذه النصائح نمطية من وجهة نظرك أو اعتيادية، لكن تذكر ان صاحبها باع تقريبا 350 مليون نسخة من مؤلفاته، وان رصيده يتزايد فى البنك بواقع 10 ملايين دولار.. أسبوعيا. بجانب ترجمة كتبه الى 35 لغة..

أعماله تفوق الحصر بسبب انه كتب كثيرا بأسم مستعار هو “ريتشارد باكمان”، فلا عجب ان يكون “ستيفن كينج” أحد أهم وأشهر الكتاب فى القرن العشرين وحتى الان..