أحببت وغدًا: كتب عن الوقوع تحت وطأة العلاقات المؤذية والتعافي منها
5 د
أصابك عشق أم رُميت بأسهم!
هي أحد أشهر العبارات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بين الشباب، وكأن الجميع يحب وفي علاقة عاطفية ناجحة لا تمُرّ بأي منغصات.. فهل هذا صحيح فعلًا.
تقول جارة القمر فيروز في أحدى أغنياتها من كلمات الأخوين رحباني:
بديت القصة تحت الشتي .. بأول شتي حبو بعضن
وخلصت القصة بتاني شتي .. تحت الشتي تركوا بعضن
حبو بعضن .. تركوا بعضن
هكذا هي العلاقات العاطفية هذه الأيام، لا تسير على خط مستقيم أبدًا، فنجدها متأرجحة بين حُبّ وهيام وشوق وولع، ثم بُعد وخصام وحيرة ولوعة، مما جعل موضوع العلاقات العاطفية المؤذية/المسمومة/الفاسدة أو ما يسمى بالـ Toxic Relationship هو بحقّ موضوع الساعة. كونه حجر عثرة في طريق أي شخص مرّ بتلك التجربة.
حيث تتميز تلك العلاقات بالسلوكيات المؤذية الرهيبة لصحتك النفسية والعقلية والعاطفية -وفي بعض الحالات تكون مدمرة ماديًا- والتي لا يمكن تجنبها من جانب الشريك السام/المؤذي لشريكه.
لذا أولى خطوات حماية نفسك من الانكسار تحت وطأة علاقة مؤذية، أن تكون على بينة من العلامات والأعراض المتعلقة بها، وأن تدرك وتعي جوانبها جيدًا، بدءًا من مراحل تسلل الشخص المؤذي لحياتك، ثم تسميمه إياها تحت شعار الحُبّ، ثم مساعدتك على تخطي تلك العلاقة، بما تحتويه من عنف نفسي وعاطفي، والتعافي وعبور ما مررت به أثناءها.
كُل ذلك انسحب على إصدارات دور النشر المُشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الخمسين، والتي قدمت سيل من الكتب حول موضوع العلاقات، تواكبًا مع الاتجاه.
وإليكم مجموعة كتب عن الحب من أحدث إضافات المكتبة العربية في مجال هذا النوع من العلاقات، والتي صدرت مؤخرًا ضمن معرض القاهرة للكتاب في يوبيله الذهبي:
أحببت وغدًا
نبدأ جولتنا مع كتاب «أحببت وغدًا: التعافي من العلاقات المؤذية» لمؤلفه أخصائي الطب النفسي د. عماد رشاد عثمان، والذي اختار أن يطل علينا في ثاني مؤلفاته -بعد روايته الأولى اقتحام- بموضوع التعافي من العلاقات المؤذية. والذي قال في مقدمته:
“دومًا ننتظر شخصًا ما.. نظن أن بوجوده تتبدّد كافة أوجاعنا ويغمرنا السلام، ونتوهّم أننا حينها سنشعر بالاكتمال! وتصفعنا الحقيقة أن ذاك الشخص الذي رأينا فيه المنقذ.. ربما هو من يمنحنا خيبتنا الكبرى..”
ويؤكد المؤلف ضمن طيات كتابه على أن مأساة العلاقات المؤذية ليست في كونها تفشل غالبًا، ولكن المأساة الحقيقية في تلك التي تستمر لوقت أطول.
تعود الميزة الأساسية لهذا الكتاب لكون مؤلفة كاتب متخصص وعلى دراية علمية بالموضوع، ويمتلك لغة منمقة جدًا، وأسلوب أدبي بديع، وله فكر يصوغه بطريقة إبداعية.
كتاب التعافي
ومتأرجحًا بين الفصحى البسيطة والعامية المصرية، جاء الكاتب والصحفي حسام مصطفى ابراهيم، مؤسس مبادرة اكتب صح، بكتابه الجديد «كتاب التعافي: كيف تستعيد جمال العالم بداخلك، وتبدأ كل شيء من جديد».
والذي يحكي فيه عن سبيل التعافي من أزمة العلاقات المؤذية في الحياة، والذي يدور حول مفاهيم: الحب والخذلان والتعافي، والتي تُعد الأكثر تأثيرًا في العلاقات الإنسانية بصفة عامة، ويؤكد على أن التعافي من العلاقات المؤذية لا يعني التنصل من الأخطاء اللي ارتكبناها، ولا تحميل الطرف التاني المسؤولية وحده.
فيقول في مقدمة الكتاب:
“الخطيَّةُ -كالطَّاعةِ- سفينةٌ لبلوغ العطيّة، غير أنها دخول من باب الرعب والقنوط والمذلة والانكسار والمغامرة والتثبّت والتجريب والكِبْر والتلبيس واختبار المتاحات ورؤية كرامات الستر والإمهال والحلم والتروِّي. من ركِبها لم يأمن حتى ينزل”
ويقدم المؤلف دليل للتعامل على مراحل الحُبّ المؤذي، وخطة للتعافي من ألمه، والبدء من جديد.
اقرأ أيضاً: مجموعة من أفضل ما كتب جبران خليل جبران!
علاقات بنكهة القهوة
ويأتي كتاب «علاقات بنكهة القهوة: ثرثرات ومفارقات عن العلاقات» لمؤلفته شيريهان عصام الدين، هي كاتبة وباحثة متخصصةٌ في مجال العَلاقات الزوجيةِ، وتعمل في تقديم الدعم والإرشاد الأسري، على نفس المنوال.
فتقول عنه مؤلفته أن الكتاب يقدم عرضًا لنماذج وأنماط من السيكوباتية والنرجسية في الارتباط، وشرح واضح لتناقضاتنا الشخصية، والتعلق المرضي وكمياء الحُبّ، والتفريق بين مشاعر الحُبّ الحقيقية والتعلق.
كما عرضت نكهات متعددة للعلاقات شبهتها بنكهات القهوة، ويحتوي الكتاب على ألعاب خفيفة؛ لتجديد علاقة الصداقة بين الأزواج، ضمن عرض لنظرية جوتمان في بناء العلاقات الناجحة.
البسكوتة والدحلاب
فيما يُعد كتاب «البسكوتة والدحلاب: يحفظ بعيدًا عن أيدي الدحلاب» عبارة عن سلسلة مقالات خفيفة، كتبت باللهجة العامية المصرية، وسبق وأن نشرتها الكاتبة في أحدى المنصات الإلكترونية، مستهدفةً بها النساء لتغيير حياتهن ورؤيتهن للعلاقات الص”حية العاطفية والإنسانية، كرد فعل لمشاكل أيام الطفولة.
وكتب مقدمة الكتاب أخصائي الطب النفسي د. أحمد أبو الوفا، صاحب هاشتاج #جلسات_الخميس الشهير، مؤكدًا على أن الكتاب يحكى ويؤرّخ لأطوار العلاقات والشخصيات المتورطة فى معركة العلاقات المؤذية، يحكيها بدقة وبفكر جيد، فيقول عنه:
“مؤرّخك الشخصي الذي يغنيك عن الاضطرار لتحمل الأذى في سبيل الظفر بشاهد على ما مررت به وأتمنى بانتهائك من قراءة هذا الكتاب أن يتحول ما تمرّ به إلى علاقة متزنة تساعدك على التقدم خطوة للأمام، أو يصير جزءًا منتهيًا من تاريخك”
وتركز المؤلفة على العلاقات غير الطبيعية وغير المستقرة، عند نمط معين من النساء أطلقت عليهن مسمى «البسكوتة» ونمط معين من الرجال أطلقت عليهم مسمى «الدحلاب».
Expired
أما كتاب «Expired: من أجل علاقات لا تنتهي» لمؤلفته ريهام حلمي، الباحثة والكاتبة المتخصصة في مجال الذكاء العاطفي وتطوير العلاقات، فيتحدث عن قواعد إدارة العلاقات فى ظل خطوط محددة، تساعدك على تطوير علاقاتك بطريقة صحية؛ حتى لا تقع ضحيةً في فج العلاقات المؤذية المرهقة.
هو وهي والخناق والحُبّ
ويأتي كتاب «هو وهي والخناق والحُبّ» لمؤلفته مدربة التنمية الذاتية سارة سليمان، كدليل لفهم العلاقات العاطفية بكافة جوانبها -الحُب والغضب- بشكل أفضل؛ حتى تستطيع معرفة كيفية التعامل في خضم المشاعر المتناقضة التي تواجهها في علاقاتك العاطفية.
الحُبّ والكراهية
وصدر حديثًا عن مكتبة الأسرة التابعة للهيئة العامة للكتاب طبعة جديدة من كتاب «الحُبّ والكراهية» لمؤلفه أستاذ الفلسفة أحمد فؤاد الأهواني، والذي يتحدث فيه عن مشاعر الحُبّ والكراهية، ويؤكد أنهما السر الأعظم في تحريك البشر إلى ما يعملون، إنهما سر الائتلاف، والباعث عن الاختلاف.
بل هما القانون الذي تسير عليه الأمم والشعوب. فيشير المؤلف إلى أن هتلر جمع كلمة الشعب الألماني على كراهية اليهود فشن عليهم الحرب الضروس. فنجده يقول في مقدمة كتابه:
“وهل خلا بشر من الحُبّ والكراهية؟ ما هو السر في ذلك؟ لقد فكر القدماء والمحدثون، فصاغ اليونان أساطير تعلل نشأة الحُبّ، وتأمل الفلاسفة فخرجوا بمذاهب لتفسرها، وقال علماء النفس وعلماء الحياة كلمة العلم الحديث”
الكتاب يعرض بالشرح والتفسير للحُبّ الأفلاطوني، وأسباب اختيار المحبوب، وحقيقة الحُبّ والحاجة إليه، والنضوج الجنسي والزواج في ضوء التحليل النفسي والفلسفي.
والآن شاركنا الرأي حول موضوع مجموعة الكتب السابق عرضها.. وهل ستحظى بأي منها؟! وهل تعتقد بأنها نافعة حقًا في مجال تنمية وتحسين وفهم العلاقات العاطفية، وبصفة خاصة العلاقات المؤذية منها؟ في انتظار مشاركاتك في التعليقات.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.