فيلم Malignant – الخبيث: يبدو أنه موسم مليء بالرعب النفسي والإسقاطات النفسية

بوستر فيلم malignant
شيماء العيسوي
شيماء العيسوي

5 د

صدر فيلم Malignant- ماليجنانت في الأول من سبتمبر من إخراج James Wan- جيمس وان كما صدر في نفس الموسم فيلمين من نفس الفئة وهما old و the night house اللذان وبأشكال مختلفة يعتمدان على الرعب النفسي. ويبدو أن الأمر لم يختلف كثيرا مع فيلم ماليجنانت على الرغم أن الأمر في ظاهرة لا يوحي بذلك.

فيديو يوتيوب

فيلم Malignant – ماليجنانت والرعب الدموي بشكل جديد

يعتبر وان من أكثر مخرجي ومنتجي أفلام الرعب شهرة، سلسلة أفلام saw، سلسلة أفلام Annabelle، سلسلة أفلام Insidious وأخيرا السلسلة الأشهر The Conjuring، كما أنه ساهم في كتابة بعض من تلك الأعمال. بنظرة سريعة عليهم يمكنك أن ترى تشابه أسلوب وان سواء في الكتابة أو الإخراج، كذلك في فيلم malignant ترى نفس اللمحة. ماليجنانت أو “الخبيث” هو فيلم من بطولة أنابيلا واليز، مادي هاسون وجورج يونج. يدور حول ماديسون الزوجة الحامل المعنفة التي تستيقظ في إحدى الليالي على أصوات ضجة لتكتشف أن هناك من هاجم زوجها حتى الموت ويشرع في الهجوم عليها، تستيقظ بعدها في المشفى لبتدأ في رحلة من الأحلام المرعبة التي يمكن توصيفها أنها مشاهدة حية لعمليات قتل يقوم بها كائن مرعب مشوه.

مشهد من فيلم malignant وبوستر الجزء الثالث من insidious

بمساعدة الشرطة تصل ماديسون لرابط قوي بينها وبين القاتل العائد من ذكريات طفولتها التي تظن في البداية أنه مجرد صديق خيالي لتكتشف في النهاية أن جبريال ما هو إلا ورم خبيث ولدت به كـ كائن طفيلي على جهازها العصبي وعقلها واضطر الأطباء استئصاله بسبب تأثيره النفسي عليها، أي أن ماديسون وغبريال جسمان مختلفان يشتركان في نفس المخ. يعتمد وان في أفلامه، وبالأخص سلسلة ساو على الرعب الدموي والمشاهد التي تحتوي على عنف وتطاير للأجزاء والدم والعيون وما إلى ذلك. وتكون تلك المشاهد هي الأساس الذي يبنى عليها الرعب، وبالرغم من وجود تلك المشاهد في فيلم Malignant- ماليجنانت وبكثرة إلا أن الفيلم يحتوى على ما هو أكثر وأعمق من ذلك.


تجربة جديدة ومختلفة لجميس وان، هل وفق بها؟

يمتد الفيلم تقريبا لمدة 110 دقيقة، حتى الخمسة دقائق الأخيرة يبدو الفيلم كأنه فيلم رعب كلاسيكي يظهر به أسلوب المخرج المتميز وبالأخص استخدام الكادرات غير المألوفه التي توحي بالانقباض بالإضافة إلى التغير في الإضاءة التي تؤكد على الجو العام المرعب، رعب خام. لكن في مشهد النهاية في لفتة وعظية تبدأ البطلة ماديسون في توجيه خطاب عنيف لغبريال، أو الورم الخبيث الذي يتحكم بجسدها وقام بقتل أمهما وأختها فيما معناه أنها هي من تتحكم به، لدرجة أنها استطاعت أن تتلاعب بإداركه لتريه أشياء لم تحدث -قتل السيدتان- أي أنها صاحبة اللعبة، كما يمهد المشهد بالتأكيد لوجود جزء ثاني كعادة أفلام وان.

ماديسون من فيلم malignant

يعتقد في البداية أن ماديسون تعاني من اضطراب الفصام الانشقاقي، وأنها هي من تقوم بعمليات القتل في حالة غير واعية منها. ولم يختلف الأمر كثيرا بعد حل الحبكة ومعرفة أن غبريال هو توأم مايدسون الطفيلي صاحب القدرات الخارقة، يمكنه الحديث من خلال الموجات الكهرومغناطيسية كذلك يؤثر على حركة الكهرباء وما إلى ذلك. قدم المخرج في سلسلة أفلام إنسيدياس حبكة تعتمد على الإسقاط النجمي، الذي هو حالة يمكن وصفها على إنها مزج بين الخوارق وما وراء الطبيعة وعلم النفس، كذلك الأمر في فيلم Malignant حيثينبثق الرعب المتحقق في الفيلم من أولا الغموض بالتأكيد وثانيا من الحالة الطبية الغريبة التي تعاني منها ماديسون. ولكن ماذا وإن كان هذا “الخبيث” هو المرض النفسي ذاته، فمن المعروف طبيا أن بعض حالات الأورام تسبب الهلاوس وبعض الأمراض الذهانية كالفصام مثلا. لذلك فإن ماديسون عندما وجهت الخطاب في نهاية الفيلم أنها يمكنها التحكم في زمام الأمور فهي كذلك تتكلم بلسان حال محاربي الأمراض النفسية بشكل عام والذهانية بشكل خاص بالأخص أن حربهم مع مرضهم ليست بالأمر الهين، فتخيل أن يكون مخك هو أول أعدائك!


سقطات لا يمكن إغفالها في فيلم Malignant

على المستوى البصري، يعتبر الفيلم تجربة ممتعة، كما سبق وذكرنا أسلوب المخرج مميز وبالأخص لمن يفضلون أفلام الرعب والحالة المقبضة التي تصاحبه. ولكن عن اختيار الممثلين مثلا، كانت أنابيل واليس بملامحها الحادة وشعرها الداكن مناسبة تمام في إكمال الصورة المرعبة، ولكن باقي فريق العمل أدائهم ركيك. مثلا مشهد الحركة في الفيلم أثناء مطاردة غبريال من قبل الشرطي الذي يقوم بدوره جورج يونغ سئ وغير مقنع، بجانب بالطبع أداء يونغ المسطح طوال الفيلم.

ماديسون من فيلم malignant

وعلى مستوى السيناريو في فيلم Malignant ، هناك بعض النقاط غير المبررة وأخرى تبريرها ضعيف. أما عن النقاط غير المبررة لم نفهم مثلا كيف هاجم غبريال ماديسون جسديا في بداية الفيلم في حين أنهما يشتركان في نفس الجسد! كذلك، القفزة التي قامت بها ماديسون وتحكمت في هذا الورم الخبيث لم يقدم لها أي تبرير أو تمهيد، يقوم غبريال بقتل كل أبطال الفيلم وفجأة! تستيقظ ماديسون وتقدر على التحكم به! أما عن النقاط ضعيفة التبرير، والمضحكة كذلك هو استخدام التنويم المغناطيسي لمساعدة ماديسون على التذكر، ما هذا؟ بغض النظر عن كون هذا التكنيك منتهي في عيادات العلاج النفسي منذ عشرينات القرن الماضي ويعتبر طريقة مندثرة، فحتى طريقة تقديمه مضحكة وغير صحيحة ولا تمت لـ “التنويم المغناطيسي” بأي صلة، وعندما وصل الأمر لجملة “سأضع يدي على جبهتها وستفيق من تدفق الذكريات القوي هذا” لم استطع منع نفسي من الضحك الحقيقة!

“ما نحن عليه الأن اخترناه سابقا وما سنكون نصنعه الأن.. وهكذا.”

يعتمد الفيلم بشكل كبير على “القرارات” وكيف يؤدي كل قرار إلى نتائج قد لا تتخيل أنها تحدث بسبب هذا القرار البسيط. بدء من تنازل الأم عن التوأم عوضا عن الاهتمام بهم وبالأخص أن غبريال يحتاج للرعاية والحب أكثر من أي طفل عادي. كذلك قرار الأطباء بابقاء الطفيل والسماح له بالنمو والتطور أملا منهم في اكتشاف علمي جديد مما أدى إلى تطوره زيادة عن اللزوم وأدى ذلك إلى هلاكهم في النهاية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.