“في حال تعرضت لاختطاف طائرة”.. 11 نصيحة يقدمها إدريس آلبا في مسلسل Hijack!

يصدح صوت رشا رزق العذب في دهاليز ذكريات طفولتنا مغرداً: " غيمٌ هو حلمي غيمٌ حلمي..أحلم دوماً في أن أطير" إنه الحلم الأزلي الذي نشأ منذ اللحظة التي رأى فيها الإنسان عصفوراً يخفق بجناحيه، حلم الطيران. 

منذ فجر الزمان رغب الإنسان في الطيران من إيكاروس الأسطورة اليونانية الذي اقترب أكثر من اللازم من الشمس فذابت أجنحته المصنوعة من الشمع، إلى الأندلسي عباس بن فرناس الذي لم يكن أسطورة بل رجلاً حقيقياً أراد اختراق السماء فخانه ذكاؤه وسقط في قرطبة التي رغب في سبر غور سمائها، إلى العبقري المثير للجدل ليوناردو دافنشي الذي أمضى ساعات وساعات في مراقبة الطيور أملاً في اكتشاف طريقة تسمح له بالطيران مثلها. 

لم يتوقف الحلم عند دافنشي الذي عاش في عصر النهضة، بل استمر طويلاً وخاض البشر الكثير والكثير حتى استطاعوا تحقيق حلمهم أخيراً واخترعوا الطائرة. كان اختراع الطائرة حدثاً كبيراً غيّر التاريخ، أصبح بإمكان الإنسان محاكاة الطيور التي حلم لأعوام بالتحليق إلى جوارها، كما أنها وسيلة تنقل أسرع تختصر مسافات كانت تأخذ أياماً طويلة لقطعها براً أو بحراً. 

 لكن الطيران لا يخلو من المخاطر ففي النهاية الطائرة آلة، قد يصيبها عطل ما، قد ينفجر المحرك قد ينقذ الوقود، إن النجاة من تحطم طائرة هو أمر شبه مستحيل، ناهيك عن خطر آخر غير تقني، إذ قد تتعرض الطائرة للاختطاف.
يُعرّف اختطاف الطائرات على أنه الاستيلاء غير الشرعي على الطائرة من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد الذين يرغمون قبطان الطائرة على تنفيذ أوامرهم تحت تهديد السلاح.

 إنه أمر مرعب حقاً أن تكون محاصراً بين الأرض والسماء غير عالم إلى أين سينتهي هذا الأمر كله، في الواقع ومع الأسف، فإن اختطاف الطائرات ليس بالأمر النادر رغم كل وسائل الأمن المتقدمة التي تمتلكها المطارات في زمننا هذا، ومن وحي هذا الرعب والقلق خرجت لنا منصة Apple + بمسلسل صيفي قصير يتناول هذه القضية وسنقدم لك في هذا المقال 11 نصيحة مستوحاة من المسلسل الذي حمل اسم Hijack أي اختطاف لربما تساعدك لو تعرضت لاختطاف طائرة يوماً ما لكن في البداية إليكم معلومات العمل..

إن الوقوع ضحية للخطف هو أمر مثير للرعب والتوتر والقلق بشكل كبير نأمل من كل قلوبنا ألا يتعرض أي منكم لمحنة مشابهة، لقد استعرض المسلسل عملية خطف مرعبة لطائرة متجهة من دبي إلى لندن في رحلة مدتها سبع ساعات، وقد نجح العمل في تصوير أجواء الرعب والقلق المصاحبة للعملية.

وسنقدم لكم في "أراجيك فن" بعض النصائح المفيدة الشيقة التي حملها لنا المسلسل في حال تعرضت لنفس الموقف.

تبدأ أحداث المسلسل بداية هادئة روتينية مجموعة من الأشخاص يدخلون إلى طائرتهم بعد المرور بالأمن ويتخذون مقاعدهم كي تنطلق رحلتهم الطويلة التي تبلغ حوالي سبع ساعات، لا يبدو أن هناك أي شيء يثير الريبة مسافرون من جنسيات مختلفة عرب وبريطانيون صغار وكبار وثلاث مراهقات يساعدهن رجل ودود شهم يدعى ماركوس يبدو رجلاً من الطراز القديم الذي يقول شكراً لك ولو سمحت.

بعد الإقلاع بقليل تكتشف إحدى الراكبات وهي مراهقة تدعى نايومي وجود رصاصة في حمام الطائرة فتشعر بالقلق إذ أنه من المعلوم أن اصطحاب الأسلحة النارية ممنوع تماماً على متن أي طائرة، تخبر نايومي صديقتيها عما حدث لكنها تتجاهل نصيحة إحداهن بإبلاغ طاقم الطائرة وتقوم بدلاً عن ذلك بإبلاغ ماركوس الشهم الودود الذي يطمئنها أنه سيتكلم إلى أحد المضيفين.

لكن تحت لطف ماركوس وودَه يقبع مجرم حقيقي إذ يتضح أن ماركوس هذا فرد من مجموعة تريد اختطاف الطائرة بعد إقلاعها بثلاث ساعات لكنه عندما بلّغ رئيس المجموعة ستيوارت بما رأته نايومي يقرر ستيوارت الذي يقلقه هذا الاكتشاف، تسريع العملية والشروع بخطف الطائرة دون انتظار الجدول الزمني، لذا فإن أول وأهم نصيحة يقدمها لنا المسلسل أنك في حال وجدت رصاصة أبلغ طاقم الطائرة ولا تثق بالرجل الودود الذي ساعدك قبل قليل، هؤلاء غالباً هم الأكثر خطورة.

نتعرف خلال الحلقة الأولى على سام نيلسون المفاوض التجاري الوسيم الذي يستقل الطائرة كي يعود إلى عائلته، يلفت سام الأنظار منذ اللحظة الأولى مع أنه يبدو جلفاً وغير ودود إلا أنه كان في واقع الأمر أول من انتبه إلى وجود خطب في الطائرة عندما لاحظ وجود ركاب يحملون حقائب استحمام لم توزع أصلاً.

 كما أن شخصيته تفرض نفسها بشكل فوري إذ يبدو واضحاً للغاية كمّ الكاريزما الذي يحمله هذا الرجل، لا يرغب سام في لعب دور البطل لكن وكما يقال الأبطال تصنعهم المواقف، وقد وجد سام نفسه في موقف اختطاف طائرة من قبل خاطفين متوترين وركاب مذعورين لذا قرر أن يستغل مهاراته في التفاوض وذكاءه الحاد في محاولة السيطرة على الموقف.

وتنبيه من في الأرض إلى وجود مشكلة حقيقية إذ أنه سارع بإرسال رسالة إلى زوجته السابقة قبل قطع شبكة الواي فاي عن الطائرة، تلك الرسالة التي كانت أول نذير نبه وحدة مكافحة الإرهاب البريطانية إلى أن ما حدث في الطائرة كان أكثر من إنذار كاذب من كابتن أخرق. 

في كل موقف اختطاف لا بد أن تجد أحمقاً ما يظن نفسه أفضل من أي شخص آخر، وأنه قادر على التغلب على الخاطف المتوتر كقط والمدجج بالسلاح كأنما هذا قانون مكتوب، وبالقطع لم يخل المسلسل من هكذا موقف، إذ حاول اثنان من ركاب الطائرة إيقاف العملية لينتهي الأمر بضربهما ضرباً مبرحاً وزيادة التوتر المسيطر على الأجواء على عكس سام نيلسون الذي حافظ على هدوءه وسلامة تفكيره ولربما سينقذ كل من في الطائرة.

لكن حماقتهما كانت لا شيء أمام حماقة كابتن الطائرة نفسه، في البداية تصرف بشكل صحيح ومنطقي وقام بإبلاغ مركز المراقبة في دبي، لكن عندما هدد الخاطف الخاطفون عشيقته المضيفة تحول إلى وحش مسعور وانهال بالضرب على معاون الكابتن التي حاولت إيقافه، وسمح للخاطفين بولوج قمرة القيادة والسيطرة على الطائرة بل أنه تواصل مع مركز المراقبة، وادعى أنه أخطأ في بيانه السابق وأن كل شيء كان على ما يرام.

إن كابتن الطائرة مسؤول عن حياة كل فرد موجود على متنها لكن الطبيعة الإنسانية غامضة حقاً، وقد نجح المسلسل في استعراضها بطريقة ذكية عبر مزيج ممتاز من الشخصيات المختلفة المتنوعة التي سنتحدث عنها لاحقاً.

إن الجاذبية أمر فطري لا يمتلكه أي كائن، كثيراً ما تجد شخصاً متعلماً مثقفاً ذكياً لكنه عاجز تماماً عن إجراء محادثة جماعية أو فرض وجوده في أي مكان، تُعرف هذه الجاذبية باسم الكاريزما ولا شك أن إدريس ألبا يمتلك قدراً وافراً منها، لقد استطاع فرض نفسه دون أي جهد على الشاشة بأدائه السلس الهادئ.

 لا يحتاج ألبا إلى الصراخ أو استعراض العضلات كي يجعل المشاهد يدرك أنه البطل، إن جاذبيته الطاغية تجعله محط الأنظار سواء كان المحقق لوثر أو المفاوض التجاري الذكي سام نيلسون لا نبالغ لو قلنا أن ألبا هو الممثل الوحيد الذي بإمكانه جعل مسلسل جنوني غريب كهذا المسلسل مشوقاً وممتعاً، إن ألبا هو ذلك الممثل الذي يمكنك أن تراه في أي دور وسيكون رائعاً فيه كل حركة من حركاته تصبّ في قلب الشخصية وتزيد من عمقها وجاذبيتها.

لا تعتمد شخصية سام نيلسون على القوة البدنية والصراعات الجسدية هذا الرجل قضى حياته في دمج الشركات الأمر الذي أدركه ألبا بذكاء وقدم لنا نيلسون كشخص بارد هادئ حذق يذكرنا قليلاً بشخصية مايكل سكوفيلد في المسلسل الشهير Prison break الذي سحرنا لأعوام بذكائه الخارق، لقد ولّى زمن العضلات والصرخات القتالية إنه زمن الحنكة والملاحظة القوية الآن.

نلاحظ خلال الحلقات كيف حاول ويلسون التواصل مع الخاطفين وإقناعهم بعدم أذية أي شخص وأنه في صفهم ولا يهتم إطلاقاً بما يحدث لأي شخص آخر على متن الطائرة حتى أنه أعاد المسدس إلى واحد من الخاطفين بدلاً من ارتكاب حماقة ما، وبهذا الفعل بنى جسر ثقة بينه وبينهم وأصبح باستطاعته التواصل معهم على عكس الركاب الآخرين الذين تركز تفكيرهم على العنف الجسدي والمحاربة خاصة جار سام المزعج هبوغو الذي نجح نجاحا مذهلا في إثارة أعصابنا. 

إن هذا أمر أساسي في أي عملية خطف إذ أن تعاملك مع الخاطفين على أنهم قطيع من الضباع سيجعلهم أشد توتراً وتهوراً أكثر من أي وقت مضى.

عادة ما تكون أسباب خطف الطائرات أسباباً سياسية لفرض وجهة نظر أو للمطالبة بتحرير شخصية مهمة لأحد الأطراف، لكن هذه ليست قاعدة دائمة إذ أن هناك أسباب أخرى قد تدفع شخصاً أو مجموعة ما للقيام بهذا الفعل كما أن هؤلاء الخاطفين ليسوا تواءم متطابقة قطعاً، إن لكل منهم شخصيته الخاصة به التي تفرض طريقة تعامل مختلفة كي تضمن النجاة بروحك. 

لقد ركز المسلسل على هذه الفكرة وقدّم الخاطفين بشخصيات متنوعة مختلفة وبممثلين رائعين حقاً لعل أفضل أداء بعد آلبا يعود إلى جايسون بريتون، الذي قدم دور تيري الخاطف المخيف الذي تحمل كل حركة من حركاته تهديداً بالموت الوشيك، أما نيل ماسكال الذي جسد قائد الاختطاف ستيوارت فقد بدا أشبه بفرد من عائلة كورليوني ببرود أعصابه وقسوته الواضحة ولا يمكن لنا أن ننسى آمي كيلي الخاطفة الأنثى التي ستكرهها من فورك بصراخها الدائم وتوترها المزعج الذي تطلبته الشخصية وأبدعت آمي في تقديمه.

لقد قدّم المسلسل قصّة غامضة بالفعل، هؤلاء الخاطفون لا يريدون إنهاء الرأسمالية ولا إطلاق سراح ضابط نازي سابق يبدو هدفهم غامضاً جداً ومن الواضح أن هناك خطة كبيرة واسعة الخطورة تتعدى مجرد اختطاف طائرة تقبع خلفهم، وهذه الفكرة هي أفضل ما قدمه المسلسل الذي ابتعد عن الشكليات والحبكات المطروقة في تقديمه لهذه القضية الصعبة المشوقة.

إن كتابة مسلسل تلفزيوني هو أمر صعب للغاية يجب عليك أن تختلق أحداثاً تكفي لعدد حلقات هذا المسلسل دون أن تثير ملل المشاهد ولو للحظة إذ أن حقيقة تخلّي الجمهور عن متابعة أي عمل بعد مرور بضع حلقات منه هي ضربة قاصمة للكاتب والمسلسل على حد سواء.

في حالة Hijack فإنه مؤلف من سبع حلقات مما يعني سبع ساعات كاملة ينبغي فيها ألا يشعر المشاهد بأي ملل خلالها وهنا يجب الإقرار بحقيقة أن نص المسلسل وقصته كانت قوية بالفعل، لا يقتصر الأمر على القصة المشوقة فقط بل الحبكات الملتوية والمشاهد المدسوسة التي لا تفهم أهميتها إلا بعد حين، لقد ركز المسلسل على تقديم حبكات ذكية غير مطروقة والتركيز على التفاصيل الصغيرة التي تصنع الإثارة الحقيقية.

مثلما حدث عندما لاحظت المراقبة الجوية آليس سنكلير - التي أدت دورها وببراعة إيفلين سنكلير- انحراف الطائرة عن مسارها الموضوع بمقدار ثلاث درجات لا أكثر وهي الطريقة التي حاول بها نيلسون والكابتن تنبيه من في الأرض عبر الطيران في مسار متعرج، هذا التفصيل الصغير نبّه أولئك الذين في الأرض إلى أن الأمور ليست على ما يرام في السماء، أو عندما نبه الراكب المصري الجالس خلف سام إلى حقيقة أن هذه المسدسات التي يهدد بها الخاطفون ليست حقيقية لقد كانت المشاهد الخاصة بحاولة سام وبقية الركاب اكتشاف الحقيقة غاية في الترقب والإثارة.

كما أننا انبهرنا بالأداء الذكي الحصيف لآرشي بنجابي بدور عميلة مكتب مكافحة الإرهاب زهرة غفور، لو كنت قد شاهدت مسلسل The good wife فستتعرف على الهدوء المميت الذي يميز بنجابي التي أبدعت في تجسيد زهرة التي لا تقتنع بالأمور الظاهرة والتي كانت من أوائل الذين انتبهوا إلى وجود أمر غير طبيعي يحدث على متن الطائرة على عكس أي شخص آخر.

لا ريب أن الكتابة الجيدة هي العمود الفقري لأي عمل سواء كان مسلسلاً أم فيلماً وقد امتلك هذا المسلسل عموداً فقرياً صلباً وكتابة متينة بأحداث حملت تشويقاً رائعاً يجعلك تتلهف للحلقة القادمة غير قادر على الانتظار أسبوعاً كاملاً كي تراها.

نرشح لك:  أفضل مسلسلات وأفلام +Apple TV.. استكشف عالمًا من التنوع والجودة البصرية المذهلة!

حمل المسلسل أجواءً من التوتر والإثارة بفضل قصته المشوقة والأداء التمثيلي الرفيع الذي شهدناه خاصة من قبل إدريس ألبا، لكن هذا التوتر لم يكن مستمراً دائماً بل جاء بشكل متقطع منفصل إذ أننا نجد أنفسنا فجأة قد خرجنا من الطائرة وأجوائها القلقة المتوترة. لندخل إلى مركز المراقبة أو مكتب مكافحة الإرهاب كي ننتظر بصبر متى سيدرك هؤلاء أن الطائرة مخطوفة، حاول المخرج عرض القصة من منظورات مختلفة وليس فقط من وجهة نظر الركاب فقط، لقد كانت الأحداث مشوقة دون أي شك لكنها قدمت بشكل بطيء بعضها كان صادماً بحق وبعضها الآخر كان متوقعاً مكرراً نوعاً ما.

في الحقيقة كانت كثرة الحبكات الفرعية نقطة ضعف واضحة في الحبكة، لقد قضى المسلسل قدراً وافراً من الوقت في استعراض حبكة فرعية تدور حول زوجة سام السابقة مارشا وصديقها الشرطي الأبيض دانيال، ومحاولتهما الدائمة إخراج ابن مارشا من قوقعته وإقامة جسر تواصل معه، صحيح أن دانيال كان صاحب الفضل الأول في تنبيه مكتب مكافحة الإرهاب لحقيقة ما يحدث في الطائرة عندما راودته الشكوك بعد رؤيته لرسالة سام.

إلا أن هذه الحبكة كانت تخرجنا تماماً من أجواء الإثارة والترقب التي نعود إليها فور ظهور سام نيلسون على الشاشة، في الحقيقة يمكنك تجاوزها تماما ولن تفقد أي شيء من الأحداث، نعم من المهم أن تفكر في عائلتك لكن زوجة سام السابقة لا ترغب إطلاقاً في هذا لذا من غير الواضح تماماً لما كل هذا التركيز على هذا المحور بالذات، ربما تحمل الحلقات القادمة تفسيراً منطقياً من نوع ما.

تجري أحداث المسلسل في الوقت الفعلي تقريباً، الرحلة تستغرق سبع ساعات وعدد حلقات المسلسل سبع حلقات، يمكننا الاستنتاج أن كل حلقة تستعرض ساعة واحدة من زمن الرحلة رغم عدم وجود مؤشّر يستعرض التوقيت الفعلي يذكرنا هذا بمسلسل Fox الشهير 24 الذي بدأ عرضه عام 2001 واستمر تسع سنوات كاملة محققاً نجاحاً باهراً.

كان المسلسل من بطولة الرائع كيفر ساذرلاند وكانت قصته فريدة بالفعل إذ يروي المسلسل في كل موسم أحداث يوم كامل في وحدة مكافحة الإرهاب الأمريكية لقد كان وجود الساعة الرقمية التي تتنبأ بوقت الأحداث والحبكات الفرعية المنقسمة إلى شاشات مصغرة والتي تتجمع في نهاية كل حلقة علامة فارقة تميز بها المسلسل الذي أصبح مع بطله العميل جاك باور رمزاً قوياً في عالم التلفاز.

لا نقصد بكلامنا هذا أن نقول أن العملين متشابهان تماماً إذ أنه في 24 كان البطل عميلاً فدرالياً مدرباً أما Hijack فقد قدم بطلاً أُرغم على البطولة كي ينقذ حياته وحياة من معه، التشابه الوحيد بين العملين هو الوقت الضيق الذي يتحكم في الأحداث ولربما لو وجدنا أمامنا مؤقت زمني يقدر زمن الهبوط بشكل واضح لازداد حماسنا وترقبنا لما قد يحدث.

لطالما شكلت الألوان أهمية عظيمة في عالم الفن السابع إنها وسيلة بصرية قوية لإيصال الأفكار والمشاعر المتنوعة مهما كانت، وقد استخدم مخرج العمل جيم فيلد سميث الألوان بطريقة ذكية بارعة حيث كانت الألوان الغالبة على الأحداث في بداية العرض دافئة مبهجة تحولت إلى ألوان باردة عقيمة مع بدء الاختطاف.

لتوضيح اليأس والخوف الذي سيطر على الأجواء، أما الألوان المستخدمة في غرف المراقبة والاجتماعات فكانت داكنة سوداوية توحي بالقسوة وانعدام الإنسانية الذي لربما يدفع أصحاب القرار إلى قصف الطائرة وقتل كل من على متنها تفادياً لأزمة أكبر، أما حركة الكاميرا فقد كانت مميزة أيضاً.

 إذ كانت زوايا التصوير واسعة واضحة لتلتقط الحركة السريعة المتوترة للمختطفين أو قريبة مركزة على وجوه الركاب الخائفين اليائسين، لقد أدى سميث عملاً رائعاً حقاً في إخراج المسلسل إن هذه التفاصيل التقنية البسيطة هي التي تصنع عملاً مميزاً مختلفاً ورغم كل الإخفاقات البسيطة إلا أن مسلسل Hijack عمل شديد التميز وممتع للمشاهدة دون أي شك. 

يُقال أن الموسيقى هي غذاء الروح، تساعد الموسيقى في تقليل التوتر والانزعاج كما أنها شرط أساسي في عملية الاسترخاء، أما في عالم الفن فالموسيقى واحدة من الأدوات التي يستخدمها المخرج لتعزيز عمله وإعطاءه طابعاً أقوى وأعمق، هناك العديد من الموسيقيين الذين حفروا اسمهم عميقاً في تاريخ السينما والتلفاز بموسيقاهم المميزة التي أصبحت علامة فارقة للأعمال التي وضعت لأجلها.

 نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر رامين جوداي وهانز زيمر اللذان أبهرانا بموهبتهما الفذّة أما في حالة مسلسل Hijack فقد كان التوتر هو سيد الموقف لا يوجد شيء أكثر إثارة للتوتر من وقوعك ضحية لعملية اختطاف، لذا نجد أن الموسيقى التصويرية المستخدمة في العمل كانت مقبضة متوجسّة تشي دائماً بوقوع كارثة محققة، لقد كانت موسيقى مميزة لمسلسل مميز.

نرشح لك: أفضل موسيقى أفلام كوينتن تارانتينو التصويرية

يقول دانتي الشاعر الإيطالي الشهير في تحفته الجحيم: " أيها الداخلون اطرحوا عنكم كل أمل " تخيل دانتي بخياله الجامح أن هذه الكلمات كانت منقوشة على باب الجحيم ويبدو أنها كُتبت بشكل غير مرئي على باب الطائرة كذلك.

لكن ورغم جمالية وبلاغة هذه العبارة لا يمكن لأحد أن يستغني عن الأمل، نحن محكومون بالأمل كما يقول سعد الله ونوس لقد أنشأ صناع العمل مسلسلاً عن عملية اختطاف، كم من فمن يلم وكم من مسلسل تطرّق إلى هذه الحبكة، لكنهم تسلحوا بالأمل وقدموا أفضل ما لديهم.

 واختاروا ممثلاً رائعاً مميزاً كي يحمل العمل على كاهله، في الحقيقة ومع عرض الحلقتين الأوليتين نال المسلسل إعجاباً فورياً من قبل الجمهور الذي يعشق الأعمال التي تثير التشويق والترقب، حتى النقاد الذين رصدوا الأخطاء الواردة في بعض نواحي العمل لم يستطيعوا إخفاء إعجابهم به.

لم ينته عرض العمل بعد ولا ندري كيف يمكن لنهايته أن تكون لكن فلنتحلى بالأمل في رؤية نهاية صادمة قوية تناسب قوة العمل نفسه، ولو أنت وقعت في موقف تعرضت فيه لاختطاف طائرة فتمسك بالأمل حتى آخر لحظة ونحن نأمل أن تساعدك النصائح الواردة في المقال لكننا نأمل أكثر ألا تقع في موقف مشابه على الإطلاق.