مسلسل العربجي 2 رمضان 2024.. كيف سينتهي صراع الخير والشر في ملحمة الفانتازيا؟
5 د
“الظلم بيمد.. والأيام بتعد.. والعبرة بالقفلة”.
لازمة كلامية ترافق "عبدو العربجي" أحد قبضايات دراما رمضان 2024، ضمن حلقات مسلسل "العربجي" بجزئه الثاني للمخرج "سيف الدين سبيعي"، والنجوم "باسم ياخور"، و"سلوم حداد"، و"ديمة قندلفت".
ربما تكشف هذه اللازمة حتمية انتصار الخير على الشر في الحكاية، وأن الظلم والاستبداد يستحيل استمرارهما هنا، فالقصة فانتازيا تاريخية. على عكس الدراما الاجتماعية الواقعية، والتي قلما اتخذت من اللون الوردي غلافًا لخواتيمها.
ما زال صراع عبدو العربجي وعائلة النشواتي قائمًا، فهو لم ينتهِ مع الحلقة الأخيرة من الجزء الأول العام الفائت.
لكن ما تشهده أحداث هذا الموسم من تحالفات، هو نتيجة النهاية التي آلت إليها الحدوتة في موسم 2023.
العربجي ٢
بعد نجاح الجزء الأول منه في رمضان ٢٠٢٣ قررت الشركة المنتجة استثمار النجاح وطرح جزء جديد من مسلسل ” العربجي” في رمضان ٢٠٢٤، ومن المقرر أن ينضم للموسم الثاني نفس الأبطال وعلى رأسهم باسم ياخور.
عرض المزيد
إنتاج
2024
إخراج
سيف الدين سبيعي
بطولة
النوع
متاح على
حيث أن الأوضاع هادئة نسبيًا ما بين "أبو حمزة النشواتي" وأرملة أخيه "درية الجوخدار"، بالطبع لأن عدوهم يسرح في الجبال، يخطط للقضاء عليهم وإبطال سطوتهم على العباد، لذا يجب الاتحاد مؤقتًا، وتأجيل لوي الدراع، والنزاع على السلطة وتجارة القمح والحبوب لما بعد.
عبدو الذي واجه في السابق الظلم والبطش وحيدًا دون مؤازرةٍ من أحد، وكأنه خلق ليواجه ويتحمل قهر الناس وسطوة النشواتي وجور حارته وحده، اليوم لديه مناصرين، ورجال مؤمنون بالقضايا التي جاهر عاليًا بالصوت من أجلها، ولم يستكين للهوان والذل.
قضية عبدو نصرة المظلوم ورفع بلا الآدميين عن الخلق، ويبدو أنه ليس كل من معه يغني على ليلاه، فهناك من يعنيه تحقيق مكاسب وغاياتٍ شخصية في الدرجة الأولى إن أمكن ذلك!
دومًا ما يحاول عبدو أن يذعن لرغبات الجماعة، والذين يبدون في بعض المواقف في وادٍ أخر، فلكل قوم أراذل! يبقى السؤال؛ هل ممكن أن يعود وحش الحكاية منزويًا، لا أحد يُطرب على ليلاه؟
ثنائية ياخور وحداد
صراع الخير والشر يشكل عنصر جذب للمشاهد، وبالتالي هو جوهر الدراما، إذ يستحيل توافر واحدة منهما في عملٍ فني على حساب الأخرى. والشر هو المحرك الرئيسي للأحداث الدرامية، ويعمل على إيصالها للذروة القصوى، كما يساهم في تطوير الشخصيات.
وفي "العربجي 2" الخير والشر يتجسدان بدوري الفنانين "باسم ياخور" و"سلوم حداد"، النجمين اللذين صارت شراكتهما لزامًا عل صناع الفن التلفزيوني، الاشتغال على إعادة إحياءها بشكلٍ دوري، للمتعة التي يقدمانها حينما يتواجهان سويةً أمام الكاميرا، تحديدًا كندين في المسلسل.
وخير مثال على الشراكة العالية مسلسلات: "الندم"، و"على صفيح ساخن"، وغيرهم.
تكرار التجربة مرارًا كان يصب في مصلحة العمل دومًا، وشخصياتهما، وهذا حال "أبو حمزة" و"أبو لطفي".
المواجهة بينهما في الحلقة الأولى عندما اعترف عبدو أمام الجميع بقتل بكره ووحيده "حمزة النشواتي"، أحد أجمل مشاهد المسلسل إلى الآن.
15 حلقة عرضت وباقي النصف، تفاوت وهج الحضور بين الشخصيتين، وكأن هناك اتفاق روحي بينهما بترك مساحة لظهور الآخر، على الرغم من أن الأداء لا يشق له غبار، والحالة المتبناة لكل دور جلية.
ربما ضعف النص من ناحية الحوار مقارنةً بموسمه السابق، لعب دورًا في ذلك، فالقصة اعتمدت على التشويق والإثارة في ضبط سير عملية الحكاية، وهذا ما يميز هذا النوع من أعمال الفنتازيا التاريخية الشعبوية.
بين الداية والخانم
لم يعد يرغب العربجي أن يثور على الظلم والقهر فقط، بل يريد الثأر لنساءه، زوجته التي قتلها رجال النشواتي، وابنته التي دنسوا سمعتها.
ليست كل نساء الكاتبين "عثمان جحى" و"مؤيد النابلسي"، خاضعاتٍ لحكم الرجل، ولكن مسألة شرفها وعذريتها أساسياتٍ لا يساوم عليها.
شاهدنا المرأة في موقع قوة وسلطة، وكلمتها لا ترد، ورجال بشوارب يأخذون بأوامرها، ولا يعترضون، فهي التي تتحكم بالأرزاق، ورقاب العباد.
"درية خانم" ابنة "كامل بيك الجوخدار" أكثر نساء العربجي سطوة، هي من سلالة أشراف عريقة، تجدها دائمًا تتغنى بأصلها ونسبها، إلى جانب عزوة ومكانة زوجها المرحوم ابن النشواتي.
درية تمثل وجه الشر النسائي، تظهرها الممثلة القديرة "نادين خوري" كشخصية أحادية الجانب، شريرة بالمطلق، لا رحمة لديها. يمكن أن تتخلى عن أرواح أولادها إن كان هذا يهز هيبتها، وتدوس على أمومتها حتى لا تنكسر شوكتها. أن يلين قلبها من المستحيلات.
عندما تعرضت لمحاولة قتل، رأيناها في مضجعها بثوبها الأبيض، الذي خفف حدتها، على عكس السواد الذي طالما حصنت فيه جسدها واتشحت به، وأظهر مقدار جبروتها. لأول مرة كانت ضعيفة ومسالمة لهذا الحد، وبنبرة صوت معتدلة، بعيدًا عن ضجيج صراخها.
لا أحد قادر على تحدي درية من العباد سوى "الداية بدور" -لا ننسى العربجي- والحساب بينهما صار عسير، بعد أن كانت يدها التي تحيك المكائد، واللسان الناطق في أذنيها عن أحوال الناس، وخبايا الحارة.
تميزت النجمة ديمة قندلفت في شخصية الداية، خصوصًا أن هذه الداية لم تشهد مثيلها حارات المسلسلات الشامية يومًا. حسناء ذكية وفاتنة، متمردة وماكرة، مصلحتها فوق الجميع، تصل لغايتها دون الالتفات للوسيلة.
الشخصية بين يديها في مآمن، تعرف كيف تتصرف وتلعب. وفي بدور انتبهت إلى أدق التفاصيل، حتى في عود المسواك الذي يرافقها كثيرًا، لعله يعدل مزاجها في رحلة التخطيط وتدبير الدسائس.
شخصيات تلمع وأخرى..
لا تحافظ الأحداث على وتيرة واحدة، حيث تتباطىء في حلقات، وتتسارع في أخرى، وما بين بين أحيانًا، لكن عنصر الإثارة حاضر. بالإضافة إلى السمعة الطيبة والعلاقة الودية التي خلقها العمل بجزءه الأول مع المشاهدين، هو ما يجعلهم طواقين لرؤية المنعطفات والخطوط الدرامية إلى أين ذاهبة.
يحسن المخرج "سيف الدين سبيعي" تحريك ممثليه ضمن فضاءهم الدرامي، ويمكن لديه أحقية كاملة في اختيار القسم الأكبر من الممثلين الذين سيقفون أمام كاميرته، وهذا ما يبرر سحر وكاريزما الشخصيات التي تلمع.
إلى جانب الأدوار الرئيسية يوجد وجوه كثيرة لها وزنها وأهميتها في العمل، نساء ورجال. وإذا أردنا التعريج على بعضها، يمكن ذكر الممثل "طارق مرعشلي" والذي ما زال يحتفظ بسوية عالية من الأداء، بل في العربجي 2 هناك تقلبات عديدة في سلوك شخصيته.
طبيعة الحال التي انتهت إليها شخصية "حسن النشواتي"، تفرض عليها تطورًا
خاصًا، لأن البيئة تغيرت، وتحول من بيك إلى قاطع طريق، لكن الممثل "فارس ياغي" وعلى الرغم من تشربه الواضح للدور، إلا أن حالة الجزء الأول جعلته يلمع أكثر.
وبالنسبة لنساء العربجي، لا يجب نسيان الممثلة "حلا رجب" والتي تتمتع ببساطة وعفوية لافتة ضمن شخصية "نورية"، والتي تشهد تحولات عديدة. أيضًا الممثلة "روبين عيسى" والسلاسة والأداء اللطيف، خصوصًا بعدما شغلت عقلها قليلًا وقررت سرقة بدور لتصير خانم (وتبطل جدبنة).
مسلسل العربجي 2 يحقق مشاهدات عالية، والحديث عنه بتزايد ضمن ماراثون دراما رمضان 2024.
وأنت عزيزي القارئ؛ هل تابعته؟ وما رأيك الحبكة وهل تجد أحداثه منطقية؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.