أفضل أفلام شاعرية.. حينما تقتبس السينما دراميتها من الواقع!
2 د
يقول وديع سعادة: ”فقط أريد أن أتكلم، أن أصنع جسراً من الأصوات يوصلني بنفسي. أصوات لا نوجهها إلى أحد. نحن لا نكلم الآخرين. نكلم فقط أنفسنا“.
ما الذي يدفع كاتبًا أو مخرجًا أن يقتبسَ من الحياةِ أكثر الأشياء عاديةً ليصنع منها فيلمًا؟ في هذا المقال، ومن خلال استعراضي معكم لأفضل أفلام شاعرية اليوم في "أراجيك فن"، أحاول التنقيبَ عن إجابة شافية لسؤالي.
وفي الوقت ذاته أقترح عليكم بضعة أفلام تشعرون معها أن لكم صوتًا، وأن أحدهم في فيلم ما مرّ من هنا قبلكم، واستطاع النجاة.
أفلامٍ يطغى عليها الهدوء، وتسردُ حكايةً واقعية ممتزجة بنفحةٍ من الخيالِ في بعضِ الأحيان، لا وجودَ لأحصنة بجناحاتٍ أو أبطال خارقين ينقذون العالم من الدمار، ولكن يوجد أبطال ينقذون أنفسهم كل يومٍ من ديمومةِ الحياة بطرقهم المختلفة!
أفضل أفلام شاعرية
At Eternity’s gate
أقرب لتحفة فنية وليس مجرد فيلمًا، من بين كل الأفلام التي تناولت حياة فان جوخ وأشهرهم Loving Vincent فإن الفيلم الذي بين أيدينا أول ما يتميز به هو طريقة تصويره الفريدة من نوعِها، حيث قرر المصوّر أن يحملَ الكاميرا طُوال الفيلم ولا يطرحها أرضًا إلا وقد اكتمل. جعل هذا المشاهد قادرًا على إدراكِ ما يدور داخل عقل فان جوخ من فوضى وحيرة وقلق وفن واتصال بالطبيعة، وكأن الحوار هنا يدورُ بين جوخ والجمهور مباشرةً دون أية فواصل.
- ”لماذا ترسم؟“
- ”أرسم، ربما، لكي أكفّ عن التفكير.“
يتتبع الفيلم مراحل حياة فان جوخ وسفره إلى فرنسا، في حين تتبع الكاميرا بخفة كل لوحةٍ يصنعها ويمنحها جزءًا من روحِه، كان الرسم والألوان انعكاس لمدى تعلق فان جوخ بالطبيعة، وهذا ما نراه واضحًا في اختيار المخرج بعناية أماكن ومواقيت تصوير المشاهد، ليعكسَ بدوره تجربة فان جوخ بأدق تفاصيلها. لعب التصوير في هذا الفيلم دورًا محوريًا وكان الحوار هو بطل الفيلم الثاني، وكأنها خلطة سريّة كل مكونٍ فيها يكمّل الٱخر ويعزز من طعم الوجبة النهائيّ.
عرض المزيد
إنتاج
2018
إخراج
جوليان شنابل
بطولة
متاح على
Aftersun
صوفي ووالدها كالوم يقضيان أجازةً تبدو سعيدةً للوهلة الأولى، ولكن سُرعان ما نلحظ وجود علاقة تغزوها التوتر والقلق، وتنكشف طبقات هذه العلاقة ببطءٍ على مدارِ الفيلم.
بين أبٍ يمرّ بحالة اكتئابٍ عاصفة وابنة تحاول أن تفهم ما يمرّ به وتشعره بأنها قادرة على عبور هذه العاصفة مهما اشتدت معه.
ولأننا نرى الفيلم من خلال عينيْ صوفي، فإن معرفتنا تقتصر على معرفتها هي وفقط. بالنسبة لها، كانت تعرفُ أبًا يحب الحياة ولكنه لم يعد كذلك، يحاول باستماتة أن يخفي عنها ما يختلجه من أحاسيس إلا أنها كانت تدرك تمامًا موقعه من العاصفة رغم صِغَر سنّها. كان الاحتفال بأعياد الميلاد يشكّل بالنسبة له حدثًا مرعبًا يشهد على تسرّبِ عمره من بين يديه، أما بالنسبة لصوفي ومثل أي طفلةٍ في نفس عمرها، فكانت تغني وترقص وتودّع عامًا وترحبّ بٱخر دون أي ذرة ندم.
تقبع شاعريّة هذا الفيلم في أنه عبارة عن جولةٍ كاملة داخل ذاكرة صوفي، حيث احتفظت ذاكرتها ببعض المشاهد مع والدها وأبقت عليها بعيدةً عن أي تلف. نشاهد معها الفجوة التي بينها وبين والدها وهي ٱخذةٌ في الاتسّاع، وكلما حاولت هي أن ترتقها، يمزّق بدوره الخيط ويضيّع الإبرة.
عرض المزيد
إنتاج
2022
إخراج
شارلوت ولز
بطولة
متاح على
The double life of Veronique
يدور الفيلم حول فيرونيكا البولندية وفيرونيك الفرنسية، واللتان تلعب دورهما ببراعة الممثلة إريني جاكوب. ينسج كيشلوفسكي هنا حياتان تختلف كلٌ منهما تمامًا عن الأخرى، رغم أنهما نسخًا متطابقة في الملامح، مع اختلافٍ طفيفٍ في اللغة. تشعر كل منهما على مدارِ الفيلم أنها ترتبط روحيا بشخصٍ ٱخر، وكأنه رباطٌ سحريّ يجمعهما ولا تستطيع أي منهما رؤيته، فقط يكتفيان بالشعور به. مع هذه الفكرة التي أضفى عليها الخيال لمسةً خفيفة، ينطلق كيشلوفسكي لاحثا وراء سؤاله الذي ظلّ يراوده طُوال صناعة الفيلم: ”ما الذي يجعل الفيلم فيلمًا؟“
لم يكن كيشلوفسكي يقدم تفسيرا أو إجابات كان فقط يحاول البحث عن معنً ٱخر للحياة، وقد هيأ له فنه أرضًا خصبة لهذا النوع من البحث الدؤوب. لم يكن عليه تكبّد مشقّة إيجادِ أي نوعٍ من أنواع الغموض، لأنه حاضرٌ بالفعل في مكنون النفس البشرية، لم يكن عليه سوى أن يزيح القشرة الخارجية الذي يتوارى خلفها غموض شخوصِه الذي يغرقون فيه.
تلعبُ الموسيقى في هذا الفيلم دورًا فريدًا في إضفاء نوعًا من الشاعرية، وكأنها صارت البطلٌ الثالث الذي يخطف الأضواء من الجميع، تربط بين المشاهد وبعضها بسلاسة، تربط بين بوتقة من المشاعر المتضاربة، بين حبٍ وغضبٍ وخوف وحيرة، كانت الموسيقى هي العنصر الوحيد القادر على نسجِ قصةً بالغة الرقة ومتكاملة في ٱنٍ واحد.
عرض المزيد
إنتاج
1991
إخراج
كريستوف كيشلوفسكي
بطولة
متاح على
What do we see when we look at the sky?
ماذا ستفعل إن استيقظت يومًا لتجد ملامحك قد تغيرت تمامًا بين ليلةٍ وضُحاها؟ لا تستطيع التعرّف على نفسك في المرٱة، لا أحد من أصدقائك يستطيع التعرّف عليك وأنت تكتسي ملامحًا أخرى تمامًا، ولم يعد حتى حبيبك قادرًا على ملاحظة وجودك.
بين أزقة مدينة كوتايسي، يتقابل كلٌ من ليزا وجورجي، وكلٌ من الطرفين يقع في حبّ الٱخر من النظرةِ الأولى، ويحددان موعدًا ليتقابلا مرة أخرى، ولكنهما لم يعرفا ما يخبئه لهم القدر بعد. في الصباح، يقف كلٌ منهم أمام المرٱة، ليجدا ملامح جديدة كليًا تحدق فيهم، يغضبان، يصرخان، يبكيان، ثم يرتديان ملابسهما ويذهبان للقاء بعضهما البعض. دقيقةً تلو أخرى، ينتظر كل منهما قدومِ الٱخر، يجلس كلٌ على طاولته برفقة حزنه وأفكاره المشوشة.
في محاولةٍ لتقبّل هذا التغيير المروّع، يكتشفان أن التغيير لم يصب ملامحهما فقط بل مهاراتهما أيضًا، حيث أصبحت كرة القدم التي يحترفها جورجي كحُلمٍ يراه يتبخّر ويودعّه من بعيد، ولم تعد ذاكرة ليزا تحمل أدنى معلومة طبية واختبارها على وشكِ البدء. يطرحُ هذا الفيلم فكرةً تحمل الخيال والواقع في طياتها، ويجعلك تسقطها على نفسك وتشطح بعيدا بخيالك، مما يؤدي لتأثر أعمق وارتباط أوطد بالفيلم.
يستلهم هذا الفيلم شاعريتّه وسحره الخاصّ من طريقة تقديمه، حيث يعتمد على صوتِ الراوي بشكلٍ كبير، في مشهدٍ من المشاهد يطلب هذا الصوت من الجمهور إغلاق أعينهم وترقبّ المشهد القادم، خالقًا هذا نوعًا مميزًا من التفاعل الذي لا نراهُ كثيرا في الأفلام. الفيلم يسير على وتيرةٍ هادئة، ولكنه يتركك مع تتر نهايته محمّلا بمشاعر كثيرة وتساؤلاتٍ أكثر.
عرض المزيد
إنتاج
2021
إخراج
الكسندر كوبريدزى
بطولة
Three colours: Blue
في هذه الثلاثية الذي أخرجها كيشلوفسكي، والذي كانت ترمز لثلاثة معانٍ أساسية عبر ثلاثة ألوانٍ مختلفة وهي (الحرية/ الأخوة/المساواة). والفيلم الذي بين أيدينا اليوم، والذي وجدته -شخصيًا- أكثرهم شاعريةً هو الذي يتناول قيمة الحرية والذي يعبّر عنه تبعًا لكيشلوفسكي اللون الأزرق.
يعرضُ الفيلم حكايةً قد تبدو بسيطة من خارجها، ولكنها تحوي في عمقها طبقاتٍ أكثر تعقيدا. تفقد جولي زوجها وابنتها في حادث سيارة على إثره يداهمها حزنٌ عميق، وتترك نفسها تغرق فيه كليًا. ولكنها في الوقت نفسه، تشعر للمرة الأولى أنها حرّة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تحررت من مسؤولياتها كزوجة وكأم، تحررت من كل ما يربطها بحياتها الماضية، ولكنها لم تستطع التحرر من ذاكرتها أبدًا.
بعد مرور بضعة أشهر، تحاول جولي تقبّل الواقع، ولكنها تضطرّ في نفس الوقت أن تنبش الماضي من جديد. حين تقرر أن تُكمل المقطوعة الموسيقية التي كان يعمل زوجها على إتمامِها، وليس غريبًا أن نلحظ أن الموسيقى في هذا الفيلم أيضا تتماشى مع مشاعر البطلة المترنحة وحزنها الممتدّ، حيث يجد كيشلوفسكي في الموسيقى ملاذه، يستطيع أن يوصِل من خلالها شعورًا أو ينتزعُ ٱخر بانسيابيةٍ خالصة.
كانت جولي تجول في زُرقتِها بهدوء، أرادت فقط أن تستشعر معنى أن يحيا الإنسان دون أية إضافات، لا أن يحيا سعيدا، لا أن يحيا راضيًا، أن يحيا وفقط. بعيدا عن كل ما ومن تعرف، أرادت أن تتعافى من ماضيها، ولكنها كانت متشبثة أيضا بتلك الحرية وذلك الحزن الذي أصبحت تأنس به ويأنس بها.
عرض المزيد
إنتاج
1993
إخراج
كيشلوفسكي
بطولة
Paterson
ما معنى أن تكونَ شاعرًا؟ بالنسبة لباترسون، بطل فيلمنا هذا، فإنه يملك إجابة واحدة لهذا السؤال، أن يعيشَ الحياة كما هي، بعاديّـتها المفرطة، بكل تقلبّاتها وفوضاها. باترسون هو سائق باص في النهار، وشاعرٌ متمرسٌ في الليل، يكتب الشعر لنفسه، ويخبئه عن الجميع حتى المرأة التي يحبها -لورا- ولذلك، تشعر نفسك مميزًا طوال الفيلم لأن باترسون يُطلعك على كل قصيدةٍ جديدة يكتبها في دفتره السري بل ويُلقيها عليك أيضًا في بعضِ المشاهد.
إن مشاعر وأفكار من حولنا لا بد أن يتمّ إيصالها لنا بشكلٍ ما، لكن أفكارك ومشاعرك أنتَ فورية، تباغتك فجأة، لا يمكنك الهروب منها أو تجاهلها. بالنسبة لباترسون، لم تكن كتابةُ الشعر هروبًا من الواقع بقدرِ ما كانت انعكاسًا للمواقف التي تمر به ويمر بها، ومن ثم يحوّلها إلى لغةٍ وقافية استثنائية، لم يكن باترسون ينتظر إطراءً أو انبهارًا من أي شخص، أراد فقط أن يصنع جسرا من الأصوات ليوصله بنفسه تمامًا مثلما قال وديع سعادة.
يقضي نهاره في الاستماع إلى حكايا الركاب، يختلسُ نظرةً أو اثنتين إلا ملامحهم، طفلٌ يصرخ وأمه تحاول تهدئته، رجلٌ متجهم في الصباح لأنه تأخر على عمله، يتسربّ إلى مسمعه حوارًا بين صديقين عن مباراة الليلة الماضية، وٱخر عن طرق معالجة الأرق. وسط كل تلك التفاصيل، ينبتُ الشعر فوق أصابع باترسون، ويتركه ينمو فوق ورقِ دفتره السريّ. كان باترسون منهمكًا في عمله، ولكنه كان يفعل ذلك بكامل إرادته، لأنه يحب الانغماس تمامًا في أي شيءٍ يقوم به مهما بدا صغيرًا أو تافهًا، أحبّ أن يكون حاضرًا بكامل حواسّه في كل مشهد.
بالعودة إلى لورا، فإنها شخصيةٌ منطلقة، مولعةٌ بتجربة أي شيء جديد، ودافعها لجني الشهرة والمال يسحبها بعيدًا عن صناعة الفنّ نفسه والاستمتاع به، فتجدها يومًا تعزف الجيتار وفي اليوم الذي يليه تحيك فستانًا، وعلى نفسِ المنوال، نراها تتخبط بين الكثير من مختلف أشكال الفن خلال الفيلم، ولا تستطيع أن تتقن أيًا منهم. أما بالنسبة لباترسون، فإنه يعمل على كتابة شعرًا يستلذ هو بقراءته وفقط. وعلى الرغم من أنهما شخصيتان مختلفتان تمامًا عن بعضهما البعض، إلا أنهما دائما ما يجدا وسيلةً للالتقاء عند نقطةٍ ما، حتى وإن بدت بعيدةً أو شديدة الوعورة.
شاعرية هذا الفيلم هو أن بطله لديه القدرة على اقتباسِ الجمال من أكثر الأشياء العادية حوله وتحويلها إلى شعرًا يفوقها جمالًا، هو ببساطةٍ فيلم عن فنّ الحضور في اللحظة وإعطائها كامل حقها، أن تدربّ عينيك على التقاطِ ما هو جميل مهما بدا تقليديًا، مثل تمشيةٍ قصيرةٍ برفقة نسمات هواءٍ صيفيّ أو تبادل أطراف الحديث مع صديقٍ قديم.
عرض المزيد
إنتاج
2016
إخراج
جيم جارموش
بطولة
متاح على
Close-up
ما الذي يجعل رجلًا ينتحل شخصية مخرجٍ مشهور؟
يقول ٱلان دو بوتون في كتابه (قلق السعي إلى المكانة):
”إذا كان الفقر هو العقوبة المادية المعهودة لمَن يشغلون مكانة دُنيا، فإن الإهمال وإشاحة النظر بعيدًا هي العقوبات العاطفية التي وَضعها عالمٌ متغطرّس، وأنزلها رغمًا عنه بكلّ من لا يملك شارات الأهمية والاعتبار.“
ومن هنا تمامًا، تنبثق قصة الفيلم التي تنساب بواقعية لا تشوبها شائبة. حسين سابزيان رجلٌ إيرانيّ يعيش في فقرٍ مُدقَع، ولكنه مولَعٌ بأفلامِ المخرج مخمالبوف، وحين تسأله سيدة في الباص العموميّ عن الكتاب الذي يقرأه، تبزغُ من هذه اللحظة فكرة انتحال شخصية مخمالبوف ويخبرها أنه مؤلف الكتاب، بل ويسألها إن كانت تحب أن يوقعّه لها.
يأخذنا الفيلم لنشاهد عن قربٍ النواحي السيكولوجية لتصرفّاتِ سابزيان، فهي ليست قضية انتحال هدفها الاحتيال أو السرقة، ولكن غرضها الأول والأخير هو أن يشعر أنّه مرأيّ وأن وجوده له أهمية، أنه مرغوبٌ في هذا العالم وله قيمة. شاعرية الفيلم تنبع من معاناة البطل الاجتماعية والنفسية، هو فيلمٌ يحكي عن المهمشّين، الذين يمكن أن تتقاطع طرقكم بشكلٍ يوميّ ولكن لا تلحظ وجودهم، ويمكن في يومٍ من الأيام أن تصير في مكانهم، تحاول مرارًا وتكرارًا أن تظهر في الصورة، ولكن يتمّ قصّك منها فور التقاطِها.
ينبغي ذكر أيضا أن الفيلم يعتبر وثائقي/درامي لذا لم يكن هناك حاجة لممثلين، بل لعب كلٌ دوره في الفيلم بلا أي تزييف، الفرق الوحيد هو وجود كاميرا أمام أعينهم، وهذه الواقعية -في رأيي- تعطي الفيلم شاعريةً خاصّة.
عرض المزيد
إنتاج
1990
إخراج
عباس كيارستمي
بطولة
متاح على
Cinema Paradiso
حصل الفيلم على جائزة الأوسكار عام 1990- سلفاتوري، أو مثلما يلقبه الجميع (توتو) هو بطل فيلمنا الأخير، وهو فيلمٌ إيطاليّ يحكي حكايةَ صبيّ مغرمٌ بالسينما، وسُرعان ما تنشأ بينه وبين ألفريدو -الذي يعمل في تشغيل الأفلام- علاقةً تأخذ في التوطّد عبر السنين والمشاهد. كيف يمكن لطفلٍ أن يُشارك نفس حجمِ الشغف والحب للأفلام مع كهلٍ عاش معظم حياته في غرفة تشغيل الأفلام ويحفظ مشاهدها كلها عن ظهرِ قلب؟
يمضي توتو برفقة ألفريدو في الحياة، يلقي عليه نصائحَ قد اقتبسها من السينما وعلقت في ذاكرته ويأخذها توتو ليحتفظ بها بدوره في ذاكرته الٱخذة في الاتساع. نشاهد توتو في ثلاثِ مراحل مختلفة من حياته، وهو صبيٌّ صغير يملؤه الشغف بالسينما ويحركّه، وهو مراهقٌ يختبرُ الحبّ للمرةِ الأولى، وأخيرًا وهو راشدٌ وقد دفعه الحنين الجارف وذكريات الطفولة الدافئة للعودة إلى وطنه من جديد.
وفي مشهدٍ يعتبره الكثير من النقاد من أجمل المشاهد السينمائية، يطلب ألفريدو من توتو والأخير عازمٌ على الرحيل والسفر بألا يعود أبدًا لزيارته مهما حصل حتى لا يشدّه الحنين إلى الوراء ويعطّله عن الركضِ وراء أحلامه. تجتاحك الكثير من المشاعر طُوال الفيلم، تبتسمُ تارةً وتضحك بكل ما فيكَ من طاقة، ومن ثم يأتي مشهدٌ يُبكيك ويجعلك تذرف الدموعَ رُغمًا عنك. إن كنتَ من عُشاقّ السينما فإنه الفيلم المثاليّ لك، وإن كنتَ مثلي من محبّي الأفلام الشاعريّة التي تجعلك ترى الحياة من زاوية مختلفة، فهذا الفيلم قد صُنع مخصوصًا من أجلك لأن شاعريته تنسكبُ بهدوءٍ مع إبقائه في الوقت نفسِه على سردِ الحكاية وضبط الحبكة.
عرض المزيد
إنتاج
1988
إخراج
جيوزبي تورنتوري
بطولة
The Whale-الحوت
يحكي الفيلم قصة تشارلي، الذي لا نرى وجهه في البداية حيث أننا نشاهد ما يبدو أنه اجتماع عبر زووم، بين أستاذ وطلابه لكن شاشة الأستاذ معتمة لا يبدو فيها وجهه.
نلاحظ أن هذا المدرس ذكي بالفعل، إنه مدرس الأدب الانكليزي المثقف للغاية، لكن صورته لا تظهر لطلابه ذلك لأنه رجل مفرط في السمنة، الأمر الذي يدفعه لاعتزال العالم بأسره.
الشخص الوحيد الذي يخترق عزلته هذه هو صديقته وممرضته ليز، التي تحاول طوال الوقت إرغام تشارلي كي يذهب إلى المشفى، ذلك أن صحته متردية للغاية بسبب وزنه الزائد، ولو أهمل نفسه أكثر سيموت خلال بضعة أيام، يتابع الفيلم سرد أسبوع من حياة تشارلي الصعبة جداً كرجل مفرط في السمنة، إذ أنه بالكاد يستطيع المشي على قدميه، والنهوض عن سريره يتطلب جهداً جباراً.
فجأة يدخل حياة تشارلي مبشر شاب يدعى توماس يرغب في دعوته إلى الإيمان بكنيسة الحياة الجديدة، وكأنما كان اختراق هذا الشاب غير كاف لتشارلي.
إذ تعود ابنته المراهقة إيلي إلى حياته، بعد مرور أعوام طويلة على ابتعاده عنها، فيحاول تشارلي إعادة التواصل مع ابنته المتمردة شديدة الذكاء، والتي تشعر بالاشمئزاز منه، قبل موته المحتوم.
لا يركز الفيلم على تشارلي فقط، بل يبحث في الأسباب التي جعلته يصل بنفسه إلى هذه الحالة، ويركز على علاقته المتوترة للغاية مع ابنته التي تخلى عن والدتها عندما كانت في الثامنة من عمرها، في أحداث درامية قوية.
عرض المزيد
إنتاج
2022
إخراج
دارين أرنوفسكي
بطولة
Amelie
فيلم فرنسي رومانسي كوميدي. تدور أحداثهُ حول أميلي بولين المولودة في يونيو 1974 والتي نشأت على يد أبوين غريبي الأطوار -اعتقادًا خاطئًا منهم أنها مصابة بمرض في القلب- ليقرروا تعليمها في المنزل. للتغلب على وحدتها، تطور أميلي خيالًا نشطًا وشخصية مؤذية. فعندما كانت أميلي في السادسة من عمرها، تُقتل والدتها أماندين عندما قفز سائح كندي انتحاري من سطح نوتردام دي باريس وهبط عليها. نتيجةً لذلك، ينسحب والدها رفائيل أكثر فأكثر من المجتمع. تغادر أميلي المنزل في سن 18 وتصبح نادلة في مونمارتر، الذي يعمل به ويتردد عليه مجموعة من غريبي الأطوار. إنها عازبة وتسمح لخيالها بالتجول بحرية، وإيجاد الرضا في ملذات بسيطة مثل غمس يدها في أكياس الحبوب، وتكسير كريم بروليه بالملعقة، والمشي على الحجارة على طول قناة سان مارتن.
في 31 آب / أغسطس 1997، أذهل أميلي نبأ وفاة الأميرة ديانا، أميرة ويلز، وألقى سدادة عطر بلاستيكية، أدت إلى إزاحة بلاط الحائط وكشفت عن طريق الخطأ صندوقًا معدنيًا قديمًا يحتوي على تذكارات الطفولة التي أخفاها صبي يعيش في شقتها قبل عقود. تعقد أميلي العزم على تعقب الصبي وإعادة الصندوق إليه. لقد وعدت نفسها أنه إذا كان ذلك يجعله سعيدًا، فسوف تكرس حياتها لجلب السعادة للآخرين.
عرض المزيد
إنتاج
2001
إخراج
جان بيير جونيه
بطولة
النوع
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.