أفلام كورية نفسية من أبدع ما يكون: قائمة بروائع السينما الكورية!

السينما على مستوى العالم تقوم بتقديم المزيد والمزيد كل عام على المستوى الفني والإنساني، وهذا لا ينطبق فقط على السينما الأمريكية، بل على جميع سينمات العالم حصرًا وبدون تفرقة. وبالطبع إن السينما الكورية ذات صيت واسع النطاق بالفترة الأخيرة، خصوصًا في الأعوام الخمسة الماضية، حيث قدمت أعمالًا سوداوية وذات لمسات فنية-واقعية لا يمكن أن تضاهيها الأعمال الهوليوودية إلا نادرًا، وبذلك استحقت مكانها في العالم الفني. ولكن ماذا عن أفلام كورية نفسية استطاعت تدمير ثقة الناس في أنفسهم وذويهم؟ حسنًا، هذا ما نتحدث عنه اليوم!

في قائمة اليوم، نقدم ما هو يستحق المشاهدة فعلًا. اليوم في أراجيك فن سوف نتحدث عن مجموعة أفلام كورية نفسية تعتبر من الأقوى في تاريخ سينما تلك البلاد على وجه التحديد. فيها حبكات تستطاع أن تجعلك شاكًا في أقرب الناس إليه، وحبكات أخرى تُريك أن الحياة ليست بالجمال الذي تعتقد أنها عليه فعلًا. التلاعب بالذات البشرية هو تخصص ما نقدمه اليوم، ولذلك لا يُنصح بجلب الفوشار والمشروبات الغازية عند الاستمتاع بأفلام القائمة، لأن الانتقام من العالم سيراودكم في هذه الأفلام، وبالطبع… إن الانتقام طبق يؤكل باردًا!

الجدير بالذكر أن القائمة التالية نظرًا لما فيها من أعمال سوداوية بنسبة كبيرة، لا يُنصح بها للأطفال أو المراهقين، بالإضافة إلى وجود بعض الأعمال التي فيها مشاهد دماء وعنف قد تكون مزعجة لبعض الناس ومؤججة لاضطراب ما بعد الصدمة، فشاهدوا بحرص شديد.

عند التحدث عن أفلام كورية نفسية قادرة على النخر في عظام روحك، فيجب التحدث عن هذا الفيلم بلا شك. إنه واحد من الكلاسيكيات، ويتحدث عن Oh Dae-Su، الرجل الذي وجد نفسه خارجًا من المحبس بعد 15 عامًا من العُزلة عن العالم الخارجي. لكن هل المحبس بإرادته؟ في الواقع لا؛ حيث تم خطفه منذ تلك السنوات الطويلة وحبسه في غرفة فندقية صغيرة لسنوات خلف سنوات، وفيها يقوم الخاطف بتقديم المأكل والمشرب والملبس وحتى أدوات الترفيه له. ما السبب؟ لا أحد يعلم. ما النتيجة؟ لا أحد يعلم أيضًا. لكن يتبدل كل شيء في أحد الأيام، الآن الرجل الأشعث والمتوحد بات حرًا، تم الإفراج عنه، والآن يبحث عن الذي أحال حياته جحيمًا على الأرض. لكن من الذي يكرهه لدرجة حرمانه من الموت في هدوء وسلام بالغرفة الفندقية الأقرب إلى قذارة مكب النفايات منها إلى المنازل الطبيعية؟ حسنًا، هذا ما ستعرفوه عند مشاهدة الفيلم.

صدور الفيلم في 2003 كان قنبلة، حصد عشرات العشرات من التقييمات الإيجابية الرصينة من النقّاد الفنيين على مستوى العالم، وأعطاه موقع Rotten Tomatoes تقييم 81% بناء على العديد من التقييمات النقدية. كما أنه قام النقاد الفنيون المستقلون بإعطاء الفيلم تقييمات فردية مذهلة، بعضهم أعطاه 4/5 واصفًا الفيلم بالصادم والمؤلم، والبعض الآخر أعطاه العلامة الكاملة، واصفًا التجربة بأنها لا مثيل لها في عالم السينما الكورية.

ليس كلاسيكيًّا بقدر العمل الماضي، لكنه بلا شك يستحق له مكانًا في مجموعة أفضل أفلام كورية نفسية على الإطلاق في تاريخ السينما غير الناطقة بالإنجليزية.

ربما تعتقد أن الفيلم غير نفسي بالمرة نظرًا لحبكة الأكشن التي يدور حولها، لكن لا تقلق، فإن هناك الكثير من المنعطفات النفسية الحادة على طول القصة. يتحدث الفيلم عن قاتل متسلسل وصلت به شهوة الدماء لمرحلة بات فيها التفريق بين البالغين والأطفال أمرًا من الماضي، ولهذا كانت إحدى ضحاياه هي فتاة مسكينة تكون ابنة أحد الشرطيين المتقاعدين في كوريا. وبينما الأب في حسرة على ابنته المتوفاة، قرر خطيبها (والذي هو عميل سري للبلاد) أن يتقفى أثر هذا المجرم بنفسه وأن يحقق العدالة على الأرض بيديه بينما الجهات المختصة لا تحرك ساكنًا. خلال القصة نتتبع رحلة المحقق الشاب، باحثًا عن قاتل خطيبته. فهل سيعثر عليه فعلًا؟ أم أن هناك شيء مختبئ في الظلام؟

حصل الفيلم على تقييمات جيدة جدًا من نقّاد مختلفين، واستحق مكانه في قائمة اليوم.

يبدو أن ذكر أفلام كورية نفسية لن يخرج عن عام 2010 بسهولة، فهذا الفيلم أيضًا من إنتاج نفس عام الفيلم السابق.

تتحدث قصة الفيلم عن عميل خاص سابق، يقوم بالمهمات من أجل المال والمكانة، لكن نظرًا لخروجه من الخدمة، قرر أن يعيش حياته من أجل فتاة صغيرة، وأمها؛ أمها التي تعمل في تهريب المخدرات عن طريق مجموعة من التجار الصغار الذين لا يتحالفون مع التجار الكبار (وبينهم عداء واضح). في أحد الأيام ائتمنت العميل السابق على شحنة مخدرات دون أن تجعله يعلم حقيقتها، وعندما اكتشف التجار الكبار ما تفعله الأم، خطفتها مع ابنتها، والآن على العميل أن يقوم بعملية تسليم مخدرات غير متوقعة بالمرة لجهة أخرى من أجل تحرير الأم وابنتها.

في الغالب لن تنتهي القصة بنتيجة إيجابية كما نعتقد، فنحن أمام أحد أقوى أعمال مجموعة أفلام كورية نفسية منذ فجر سينما تلك البلاد. حصل الفيلم على تقييمات جيدة، وحاليًّا يعتبر من الأفلام ذات الصيت والشعبية المتزايدة على موقع IMDb الشهير.

إحم، أجل، عام 2010 مرة أخرى يا رفاق…

أتريد أفلام كورية نفسية لجعل حالتك المزاجية من أسوأ ما يمكن؟ إن هذا الفيلم بنسبة كبيرة هو مرادك يا عزيزي.

الفيلم يلعب على الأعصاب بشكلٍ غير طبيعيّ، وقادر على إرعابك نفسيًّا وكأنك تقرأ إحدى روايات الكاتب الشهيرة ستيفن كينج. وهذا لأن القصة تتمحور حول سيدة شابة تعمل مذيعة في أحد البرامج الإذاعية الليلية في كوريا، واليوم بالتحديد تقوم بآخر برامجها قبل أن تصطحب ابنتها المريضة في الصباح التالي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتتلقى العلاج. وبينما هي في العمل، تركت الفتاة الصغيرة مع أختها لتراقبها في المنزل، إلا أن رجلًا غريبًا اقتحم الشقة وضرب الأخت بأداة ثقيلة، والآن الفتاة الصغيرة اختفت تمامًا من أمام ناظريه.

يبدأ المُعتدي في مخاطبة الأم بالرسائل النصيّة، آمرًا إياها باتباع تعليماته وعدم إفشاء الأمر لأي أحد وإلا قتل الأخت الكُبرى. من هذا الرجل وماذا يريد؟ حسنًا هذا ستعرفونه عند مشاهدة الفيلم الذي حقق رواجًا كبيرًا في كوريا، ويعتبر من أيقونات الأكشن الدرامي في السينما الكورية حصرًا.

هذا العمل ليس ضمن كوكبة أفلام كورية نفسية فقط، بل أيضًا ضمن كوكبة أفلام “قادرة على إيلامك بشدة”.

تبدأ أحداث القصة في سيول، عاصمة كوريا. حيث يوجد أحد العاملين في متجر للإلكترونيات، أصمّ تمامًا ويتعامل بالإشارة، فجأة بات عليه أن يتعامل مع وضع أخته الصحي المتهاوي، فهي تحتاج إلى كلية على الفور وإلا ماتت. قرر التبرع بكليته لها، لكن فصيلة دمه غير مناسبة. في إحدى الجلسات الحميمية مع صديقته، أقنعته بخطف ابنة صاحب المتجر الذي طرده شرّ طردة مؤخرًا. وهذا لأنه تعاون مع تجّار أعضاء على أن يقدم كليته بالإضافة إلى عشرة ملايين وون، وسيعطونه الكلية المتوافقة مع فصيلة دم أخته. لكن مع الوقت وعندما شرع في التنفيذ، أخذته الأقدار في منحنيات مليئة بالعنف، الدماء، والقهر النفسي.

هل سيصل الفتى إلى مراده وستصير أخته بخير؟ حصل الفيلم على إشادات من الجميع، لكن مع بعض الانتقادات اللاذعة في بعض الأحيان، لكن يظل من الأعمال التي لها ثقل في السينما الكورية حتى وقتنا هذا.

عودة إلى عام 2010 لأنه… لم لا؟

قائمة أفلام كورية نفسية أيقونية لم تنتهِ بعد يا رفاق، فهناك أعمال كثيرة قادمة، وكلها تستحق المشاهدة بدون شك.

بلا رحمة… هذا هو عنوان الفيلم المتمحور حول أحد المحققين العلميين في المعهد القومي للتحقيق العلمي – NISI في كوريا الجنوبية. يقوم المحقق في الأحداث بمحاولة تقفي أثر قاتل متسلسل مجنون لديه عادة أثيرة في قتل ضحاياه، ألا وهي قطع الرأس وترك الجثة مجهولة الهوية. نظرًا لهذه العادة، يكون من الصعب تحديد الضحايا والقيام بالربط، لكن في أحد الأيام يظهر على السطح عالم بيئي يقول إن لديه بعض الدلائل التي قد تقود المحقق إلى مُراده، فهل سينجح ويقبض عليه وينتهي هذا الكابوس الملعون للأبد؟

حقق الفيلم أرباحًا ملحوظة للغاية في وقت صدوره، حيث بيعت له أكثر من مليون و100 ألف تذكرة بالتمام والكمال، مُدخلة للشركة المُنتجة أكثر من 7 مليون و500 ألف دولار أمريكي من العرض السينمائي فقط، بغض النظر عن العروض الخاصة في كوريا، وخارجها.

آه، هذا أحد أفلام المفضلة لي بلا شك، وفي الغالب أنت قد رأيت النسخة اليابانية منه لأنها ذات الشهرة الأكبر، لكن تظل النسخة الكورية الأصلية محتفظة بمكانة كبيرة في عقول وقلوب الملايين، وبالطبع استحقت مكانها في قائمة أفلام كورية نفسية التي نقدمها اليوم.

في أحد الأيام أتت لأحد مخافر كوريا الجنوبية إخبارية بوجود سيدة مُغتَصبة ومربوطة ومخنوقة بملابسها الداخلية في إحدى البنايات، وعلى الفور توجه المحققون إلى مسرح الجريمة، وشاهدوها ميتة وكل الأوصاف بادية عليها. لم تعلم الشرطة أن هذه ليست حادثة قتل فردية، بل واحدة ضمن مجموعة حالات قتل لقاتل متسلسل لا يستهدف إلا النساء. ولهذا أتى محقق من خارج البلدة للمشاركة في العثور عليه، ومع ظهور الجثة الثالثة على السطح، بدأت الدلائل في التجمع بقبضة الشرطة، وشرعت الأحداث في التصاعد. فهل سيقبضوا على القاتل ويعرفوا سبب استهدافه للنساء على وجه التحديد؟

اشتهر الفيلم عالميًّا بقوة حتى أنه حصل على نسخ عديدة منه، وأشهرها هي نسخة اليابان بالطبع التي شارك فيها عباقرة تمثيل فعلًا. الجدير بالذكر أن الفيلم الكوري الأصلي هذا من إخراج وتأليف نفس مخرج ومؤلف فيلم Parasite الذي حصل على جائزة الأوسكار في الحفل الذي تلى عام الصدور؛ واستطاع أن يرفع اسم صناعة السينما الكورية إلى الأعالي فعلًا، وباتت بسببه شريحة الأفلام الأجنبية (غير الناطقة بالإنجليزية) في الأوسكار؛ ذات أهمية كبيرة جدًا.

والآن، لما لا نختتم قائمة أفلام كورية أيقونية بأحد الأعمال الرائعة في السينما الكورية، والذي حصل على أوسكار قريبة للغاية ولديه تقييم 8.6 من 10 بالتمام والكمال على موقع IMDb؟

تدور قصة الفيلم حول عائلة كورية معدمة، تحاول أن تستغل قدراتها العقلية والعلمية في الاستحواذ على بيوت العائلات الغنية، وهذا عن طريق التقدم إلى تلك البيوت في صورة خدم ومساعدين، وعندما يصير المنزل فارغًا، يتعاملون وكأنه بيتهم. لكن هل كل مرة ستسلم الجرة؟ هل ستكون هذه العائلة الجديدة خالية من المشاكل تمامًا؟ أم أن هناك أسرارًا مُخبأة في البنيان الفاره؟ حسنًا، إن الفيلم لم يحصل على أوسكار من فراغ على كل حال.

حقق الفيلم صدى عالميًا في عام إنتاجه، وحتى هذه اللحظة يُذكر باستمرار في المحافل السينمائية الهامة في جميع أنحاء العالم حصرًا، ويستمر في نيل الجوائز الشرفية، وبواسطه استطاع المخرج بونج جون هو أن يرتقي سلم المجد، وفي حفل الأوسكار نظر إلى جائزته المرموقة بشعور طفل ينظر إلى النجمة التي استحقها في دفتره المدرسي عن جدارة؛ نظرة العاشق الولهان، ونظرة صانع السينما الحقّ.

والآن قد وصلنا إلى نهاية قائمة اليوم، قدمنا مجموعة أفلام كورية نفسية من أقوى وأفضل ما يكون على الإطلاق في السينما غير الناطقة بالإنجليزية، ومعظم الأعمال المسرودة في الفقرات الماضية حصلت على جوائز كثيرة جدًا من مختلف المحافل السينمائية والدولة والمهرجانات العملاقة، وعناوين كثيرة منها استحوذت على أكثر من جائزة أوسكار بالفعل. استمتعوا بالفن الكوري مجملًا، من أفلام ومسلسلات درامية وحتى أغاني كي-بوب شهيرة من الفرق المختلفة التي على رأسها BTS مثلًا؛ فإن هذا الفن يستحق الاهتمام بلا شك، ويجب أن يكون من مصاف الفنون المعترف بها عالميًّا وتكون له نفس منزلة الفنون الهوليوودية بشكلٍ عام.

هل اخترتم عملًا للبدء فيه بعد إغلاق هذا المقال؟ شاركونا بالتعليقات!