أفضل أفلام القرن العشرين بحسب IMDb: أفلام ممتازة لن تمل منها أبدًا

على مر العصور دائمًا ما احتلت السينما مكانة خاصة في العالم بأسره، وأثرت في كثير من أحداث العالم كما أثرت في قلوب مشاهديها، ورغم صعوبة الصناعة السينمائية في القرن الماضي قياسًا بالإمكانيات والميزانيات الحالية إلا أن السينما في ذلك الوقت قدمت أفلامًا يعتبرها البعض الأفضل على الإطلاق أو على أقل تقدير في القائمة الأولى من المفضلات والتي يصعب الاختيار من بينها أفضل أفلام القرن العشرين.

تحمل أفلام القرن العشرين تباينًا تامًا في النوعية المقدمة إلى الجمهور، ما بين الرعب والأكشن والدراما والاجتماع، أفلام عَلقت في ذهن المشاهدين بل وخلدت نفسها في تاريخ السينما كله، ولا يستطيع أحد أن يبدأ خطواته الأولى في مشاهدة السينما دون أن يتعثر في مشاهدة أغلب تلك الأفلام لا لشيء غير إنها أفلام قيمة تستحق المشاهدة. في هذه المقالة نقدم لكم أفضل أفلام القرن العشرين على الإطلاق بحسب IMDB أفلام لن تمل منها أبدًا.

لا تكمن أفلام هيتشكوك على كونها أفلام تحب رؤيتها فقط، إنما هي تعريف بالسينما وبأدواتها، بل إننا لن نبالغ في القول لو قلنا إنه يُعلم كيفية صنع الدراما وصناعة التشويق فهو أول من بدأ خاصية الـ dolly zoom effect والتي استخدمت كثيرًا من بعده، فيلم فيرتيجو هو أحد أفضل أفلام هيتشكوك وتأثر به الكثيرون من بعده في صناعة أفلامهم الخاصة كمارتن سكورسيزي الذي يعتبر هيتشكوك نفسه مخرجه المفضل وهو بالتأكيد من أفضل أفلام القرن العشرين.

فيلم فيرتيجو هو فيلم نفسي من الدرجة الأولى بجانب الغموض والجريمة والهوس والحب، جيمس ستيورات ظابط الشرطة الذي يعاني من فوبيا الدوار أو الأماكن المرتفعة يستقيل من عمله بعد مقتل أحد زملائه، لكنه يبدأ رحلة جديدة يقوم فيها بتتبع زوجات أحد أصدقائه الذي طلب منه هذه الخدمة مدعيًا أنه يريد أن يتأكد من سلامة عقل زوجته حيث أخبره إنها ممسومة بروح جدتها الكبرى والتي ماتت في نفس السن تقريبًا بعدما هجرها حبيبها ولكن سيكتشف جيمس في نهاية الأمر أنه كان بصدد خدعة لم يكن يتوقعها أبدًا.

كثير من مشاهد الفيلم لن تخرج من ذاكرتك لسنين طويلة حتى لو شاهدته مرة واحدة، أجمل تلك المشاهد على سبيل المثال هو مشهد محل الورد. لا يمكن أيضًا أن ننسى موسيقى بيرنارد هيرمان التي كانت تيمة أساسية من تيمات الفيلم. كما أنه في عام ٢٠١٢ في استطلاع رأي النقاد لمجلة sight and sound بالتعاون مع معهد الفيلم البريطاني جاء فيلم فيرتيجو في المركز الأول كأفضل فيلم بالتاريخ.

في ظل ملايين الدولارات التي تصرف على صناعة الأفلام هذه الأيام، فمنذ زمن ليس بالبعيد كانت تكفي غرفة واحدة وطاولة و ١٢ كرسيًا مع سيناريو وحوار متميزين إلى أبعد حد، وبأداء تمثيلي ممتاز للأبطال وجميعهم تحت بوطقة إخراج متميز هي أشياء بسيطة جدًا تكفي لصناعة أحد أفضل الأفلام فالتاريخ.

هيئة المحلفين المكونة من ١٢ شخصًا يتناقشون من أجل تحديد مصير شاب متهم بجريمة قتل والده بعد الاطلاع على كافة الأدلة والاستماع لمرافعات الدفاع والنيابة -هيئة المحلفين هم من يحددون أغلب الجرائم الجنائية في محاكم الولايات المتحدة- تدور أغلب أحداث الفيلم في غرفة المحلفيين باستثناء دقائق معدودة في افتتاح ونهاية الفيلم.

يمكننا اعتبار الفيلم من أفضل أفلام القرن العشرين وهو درس سينمائي بحت، يحمل في ثناياه تحليل سيكولوجي، كل شخصية لها سمات وتصرفات معينة تعكس بيئته وتتحكم في قراراته وردة أفعاله. أضيف الفيلم إلى سجلات الأفلام الوطنية كتراث، كما فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي، كما فاز بجائزة جمعية نقاد السينما البلجيكية، فيلم متفرد بكل المقاييس في تاريخ السينما العالمية.

العراب أو كما تسميه الأغلبية الأب الروحي، فيلم المافيا والعصابات الأشهر فالتاريخ مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم، عائلة المافيا الإيطالية التي يترأسها كورليوني أحد أكبر العصابات في نيويورك والمسؤولة عن جرائم عدة له نفوذ سياسي ومالي كبيران جدًا ولكن يختل هذا الاستقرار والنفوذ بمجرد رفض الأب الروحي حماية تجارة سالازو في المخدرات، وفي هذه النقطة تحديدًا تبدأ الملحمة الدرامية.

عالم موازي يتم خلقه بين النور والظلام، وصراعات نفسية تتحكم في مصير الشخصيات، فبعد تعريف العائلة ورجال كورليوني في المشهد الافتتاحي في زفاف ابنته كوني، نلحظ ملامح من شخصية كل فرد والتي تتصاعد دراميًا بتباين الأحداث.

فيلم العراب الذي أصبح فيما بعد مكون من ثلاثة أفلام يطلق عليها ثلاثية العراب تمر جميعهم بنقاط متتابعة، بداية تعريفية وتمهيدية للقصة ثم تتابع لقصص الخيانة والتحولات الدرامية وتنتهي بالمواجهة والانتقام، لا شك أن تلك الثلاثية أحد أفضل الأفلام بالتاريخ وخصوصًا الجزء الأول، حيث كان إلهامًا لكثير من صناع أفلام المافيا والعصابات في المستقبل.

حصد الفيلم العديد من جوائز الأوسكار منها أفضل فيلم بالسنة، أفضل ممثل لمارلن براندو، أفضل سيناريو مقتبس لماريو بوزو فرانسيس كوبولا، كما أنه تم حفظ الفيلم في سجلات الأفلام الوطنية عام ١٩٩٠.

أمريكا في عيون سكانها تلك أحد النظرات التي تبناها صناع الفيلم إضافة إلى الحالة النفسية الاضطرابية التي يعاني منها ترافس بيكل، عالم من الوحدة والاشمئزاز يدخله بمحض إرادته أو بأمر من الماضي الذي لا نعرفه، عالم مليء بالعنصرية والضباب يحاول تغييره في كل مرة.

جندي سابق في البحرية أنهى خدمته قرر العمل كسائق تاكسي محاولًا التغلب على أرقه وأزماته، ترافس نرى بعيونه ما يراه رؤية ضبابية تمامًا وأوجه مشوهة تشبه لحالته أو لحالة أمريكا في ذلك الوقت، وفي خلال جولاته يتعرف على بيتسي التي تمثل نظرة للطبقة الاجتماعية الأعلى، طبقة لم تتقبله ولم يقبل هو ذاته الطبقة الأدنى.

الفيلم دراسة لأكثر من حالة، الحالة النفسية والمشاكل العنصرية بين البيض والسود، إسقاطات سياسية واجتماعية، الفيلم درس سينمائي متكامل على كافة الأصعدة. رشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار، كما أنه فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وحفظ هو الآخر في سجل الأفلام الوطنية من مكتبة الكونغرس الأمريكية.

يحظي هذا الفيلم بشعبية واسعة من المحبة ليس على المستوى الفني فقط بل وعلى الإنساني أيضًا، حيث لا يرتكز الفيلم فقط على الهروب من السجن ذي القضبان، بل من السجن مفهومًا، الشيء الذي لا يمكن مصادرته بداخل الإنسان أنه يتحدث عن الأمل.

تدور قصة الفيلم حول آندي دوفرسن الذي دخل السجن بتهمة قتل زوجته بينما يقر هو دائمًا أنه مظلوم وبدأ التخطيط للهروب من السجن منذ اليوم الأول، يتعرض للكثير من السقطات ولكنه يقاوم ويحاول دائمًا أن يبحث عن الحرية ولو بشرب البيرا لحظة غروب الشمس أو سماع الموسيقى، ولا يمكن أن ننسى صوت مورغان فيرمان أطفى على الفيلم جمالًا خاصًا في سرد القصة.

لم ينجح الفيلم على المستوى الجماهيري حيث صدر في نفس السنة فيلم pulp fiction و Forrest gump ولم تكن أفلام السجون تحظي بالشعبية الهائلة آنذاك، ورُشح الفيلم إلى ٧ من جوائز الأوسكار لنفس السنة ولكنه لم يفز بشيء، بينما ساهم رأي النقاد الإيجابي في جعله من أكثر الأفلام المستأجرة عام ١٩٩٥.

عن الحنين الذي لا ينتهي عن سالفاتور المخرج السينمائي الكبير في روما يعود في أحدى الأيام متأخرًا إلى منزله ليعلم أن أمه قد اتصلت لتخبره أن شخصًا يدعى ألفريدو قد مات، وَجَم سالفاتور وتملكه الأسى ونعود معه إلى مشاهد الفلاش باك.

سالفاتور في صباه كان يسمى توتو، جمعته علاقة أبوة بألفريدو العامل في سينما برازيدو، علاقة نشأت بعد الحرب العالمية الثانية عندما توفي والده، ليعيش كل حياته وأوقات فراغه في السينما، فتعلق بألفريدو وبالأفلام وبالقبلات التي لم يرها، وبحبيبته التي لم يكتب له العيش معها، ورغم ذلك الحنين اللامنتهي، آمن هو الآخر بنصائح ألفريدو ولم يعد إلى مكانه الأول رغم تعلقه الشديد به، وها هو قد عاد بعد ٣٠ عامًا.

فيلم يعرفنا أكتر عن السينما بشكل عام وكيف يمكن للرقابة أن تأثر بها، ويعرفنا بشكل خاص عن السينما الإيطالية والثقافة الشعبية. فاز الفيلم بجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية، كما أنه فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان ١٩٨٩.

أحد روائع مارتن سكورسيزي في عالم العصابات، العالم الذي يتقنه ويعرفه سكورسيزي بشدة، يستند الفيلم على أحداث حقيقة الرجل الأيرلندي الأصل هنري هيل الذي يطمح أن يصبح رجلًا من رجال العصابات مفضلًا ذلك على أن يصبح في يوم من الأيام رئيسًا لأمريكا.

هنري هيل وجيمي وتومي ديفيتو، جميعهم داخل سيارة واحدة، وفجأة يستمع جميعهم إلى صوت يأتي من صندوق السيارة، يقفوا بالسيارة ثم يُفتح الصندوق فنجد شخصًا بداخلها غارقًا في دمه لم يمت بعد، فأطلقوا النار على جسده وطعنوه بالسكين ثم قاموا بدفنه.

ومن هنا نعود إلى حياة هنري في طفولته، المراهق الذي بدأ العمل في جراج السيارات تاركًا دراسته كليًا، وبدأ التعرف على أفراد المافيا واحدًا تلو الآخر ليدخل ذلك العالم الذي طالما حلم بدخوله، الفيلم وكعادة أفلام المافيا يدور في ثلاثة محاور أساسية القصة والتعريف بعالم المافيا، ثم الحب والخيانة والنهاية الحتمية وهي الانتقام.

ترشح الفيلم لـ ٦ جوائز أوسكار، استطاع آنذاك جو بيشي أن يفور بأفضل ممثل مساعد عن أدائه لشخصية تومي، الأوسكار الوحيد الذي ناله في حياته، كما أن الفيلم أنضم إلى سجلات الأفلام الوطنية من قبل الكونغرس الأميركي.

باتريك ماكمرفي المصاب بالجنون أو هكذا يدعي، يغتصب فتاة قاصر بالـ ١٥ من العمر وعلى أثر هذا الحادث يُنقل إلى السجن ثم إلى مستشفى الأمراض العقلية وهناك نكتشف عالمًا آخر خلف الأسوار.

الفيلم بنظرة أوسع وأشمل هو صورة حية لكافة الشعوب والبلاد، صورة للأنظمة والاستبداد يتخللها محاولات عديدة من المقاومة والتمرد، الفيلم شكل من أشكال الحرية والتخلص من مخاوف الذات البشرية قبل التخلص من الخوف من السلطات.

يحوي الفيلم الكثير من الضمنيات، أهمها هو عنوان الفيلم نفسه فطائر الوقواق نفسه كائن يعيش في عش غيره بل ويتغذى من طيور أصغر منه حجمًا ومن فصيلة مختلفة، زرع ماكمرفي في عقول النزلاء القدامى التحرر العقلي والمطالبة بالحقوق.

ساهم الفيلم في دور مجتمعي هام ألا وهو الاهتمام بالمصحات النفسية، وفي تباعيات مستقبلية بالصحة النفسية عامة. حاز الفيلم على جوائز الأكاديمية الخمس أفضل ممثل، أفضل ممثلة، أفضل إخراج، أفضل سيناريو، وأفضل فيلم.

تدور أحداث الفيلم حول حرب فيتنام، الحرب التي خاضتها أمريكا في الأدغال، ترسل القوات الأمريكية بنجامين ويلارد أحد أفضل رجالها ليغتال العقيد الأمريكي والتر كرتز الذي خرج عن السيطرة واتباع الأوامر العليا في قرارات الحرب.

الفيلم بمثابة دراسة نفسية على الشعوب وتأثير الحرب عليهم، اعتيادهم رائحة القنابل والقتل، الجميع في الحرب ضائع ورغم ذلك يبتسمون لمصرعهم وكأنهم ذاهبون لحفل أوبرا، ويوضح كرتز فلسفته في الحرب أن جميعهم سواء فهم ”شكل بدون شكل، ظل بدون لون، إيماءة بدون حركة“.

واجه الفيلم صعوبات كبيرة في التصوير والإنتاج أشدهم هو الإعصار الذي ضرب الفيلبين -موقع تصوير الفيلم- وأطاح بكافة الديكورات والأجهزة، وأدى ذلك إلى إعادة بناء البلاتوهات مرة أخرى، مما آخر مدة التصوير وكلفهم زيادة في الإنفاق.

حصل الفيلم على جائزة السعفة الذهبية عام ١٩٧٩، جائزة الأوسكار لأفضل خلق أصوات، جائزة الأوسكار لأفضل تصوير سينمائي، وأنضم إلى سجلات الأفلام الوطنية عام ٢٠٠٠.

تضم أفلام القرن العشرين الكثير من الأفلام المميزة على الصعيد السينمائي، أفلام بها سِمات التكامل الفني بين التصوير والإخراج والسيناريو والمونتاج، كما أن لكل فيلم منهم ذكرى عالقة في الأذهان إما بمشهد أو بأداء تمثيلي أو حتى بالموسيقى التصويرية، وتحظي أغلب تلك الأفلام على مستوى كبير من الشعبية والجماهيرية بمختلف ثقافتها وأعمارها، تباين فني واضح في أغلب تلك الأفلام، والكثير منها ساهم في إصلاحات سياسية ومجتمعية، أفلام كانت وما زالت تصنف من أفضل الأفلام في التاريخ السينمائي بأسره.

كان من الصعب للغاية إدراج أو الحديث عن كافة أفلام القرن العشرين في هذه المقالة، فهنالك العديد من الأفلام التي تجبرك على مشاهدتها أكثر من مرة، أفلام لا تشعرك بلحظة ملل واحدة في أي مشهد، ولكن على أقل تقدير ستجد أحد أفلامك المفضلة بالمقال من ضمن القائمة الأصلية التي تحتوي على ١٠٠ فيلم، إذا لم تشاهد أحدهم فاذهب فورًا لمشاهدته.